رواية بين غياهب الأقدار ج2 من رواية قبضة الاقدار بقلم نورهان العشري

موقع أيام نيوز

بعنجهية
معلش هنعمل إيه بقى

أصل مش كل الناس بتفهم وذوقها حلو ..
توقفت الأحاديث إثر دخول سالم الذي القى التحية قبل أن يشير لسليم بأن يتبعه إلى غرفة المكتب التي كانت بها فرح تقوم بمراجعة أوراق المناقصة فاندهش سليم حين رآها فأجابت على سؤاله الصامت قائلة بسخرية 
عملت بنصيحتك وسيطرت ..
قهقه سليم بصخب و هو يتوجه إليها قائلا 
عملتيها أزاي دى دا أنت طلعتي مش سهلة ..
سخرت قائلة
مش سهلة إيه بس دا وافق بطلوع الروح أني أساعدك في الشغل. 
لون الامتعاض ملامحها و هي تتابع
أخوك دا محدش يقدر عليه ..
غيرك .. 
هكذا جاء صوت سالم القادم تجاههم فتركت ما بيدها و توجهت إليه قائلة بمزاح 
صدقتك أنا صح
احتوى كفها تحت ذراعه بإبتسامة سرعان ما غابت وهو يناظر سليم بجدية انطبعت على نبرته حين قال 
إيه الدنيا 
تمام أنا خلصت كل حاجة و فرح راجعت ورايا ..
اومئ برأسه قبل أن يوجه أنظاره إليها قائلا بخشونة
عايز فنجان قهوة من ايدك ..
عيوني .. بس خلي بالك كدا قهوة و عشا قلت أنت داخل على طمع مصدقتنيش .
قالت جملتها الأخيرة بهمس فلون العبث نظراته حين قال بجانب أذنها
ما قولتلك كلك على بعضك تخصني .. و اثبتلك كمان ولا إثبات امبارح مكنش كافي ..
روت دماء الخجل وجنتيها فأنبتت زهرا ود لو يقطفه في تلك اللحظة ولكن لولا وجود سليم الذي كان ينظر في الأوراق وهو يقول بعفوية
و أنا كمان يا فرح اعمليلي فنجان قهوة معاه.. 
زمجر سالم بخشونة
اياك تعمليله حاجه 
ابتسمت فرح و غادرت بينما قهقه سليم على حديثه وقال ساخرا 
متقوليش انك غيران والجو دا 
سالم بفظاظة 
هو الحلاق أيده طولت على عقلك كمان ! حسك اتهطلت من وقت ما عملت العملة دي ..
سليم بترقب 
أنا حاسس إنك شايل مني يا كبير ..
سالم بوعيد 
بقى فرح مش مسيطرة بتوقع بينا !
سليم باندهاش
أوبا .. دي جنة طلعت فتانة وأنا معرفش ! 
قاطع حديثهم

صوت رنين هاتف سالم الذي أجاب على الفور فأتاه صوت صفوت المړتعب 
بنتي اتخطفت يا سالم 
سالم پصدمة 
بنتك مين اقصد هو أنت لاقتها اصلا 
صفوت پقهر 
كانت قدامي شايفها بعنيا بس مكنتش أعرف أنها بنتي و معرفتش غير لما راحت تاني يا سالم ..
كانت لهجته تقطر ألما وهو يتابع قص الأمر علي سالم الذي كانت ملامحه مشدودة و عينيه جاحظة يتعاظم بها الڠضب حين اختتم صفوت حديثه قائلا بقلة حيلة
عرفت أن العربية دخلت القاهرة و بعد كدا معرفش راحت فين لأول مرة أحس نفسي عاجز و مكسور اوي يا سالم . 
زمجر بخشونة
متقولش كدا يا عمي طول ما احنا موجودين في ضهرك الموضوع ميخصكش لوحدك . نجمة بنتنا و لازم أرجعها حتي و لو على رقبتي ..
كلماته أضفت شعور من الأمان والراحة علي قلب صفوت و خاصة حين أضاف بفظاظة
قعدتك عندك ملهاش لازمة دلوقتي . بما أنها في القاهرة . معدش في وقت نضيعه .
صفوت باستفهام
سالم . انت في حاجه في دماغك 
لما تيجي هتعرف .. قولت لسهام حاجه 
صفوت بيأس 
لا طبعا مقدرتش اقول اي حاجه .. هخاف عليها ممكن تقع متقومش المرة دي ..
كويس . انا هعمل اتصالاتي هنا و في أقرب وقت تكون هنا انت وهي . و ان شاء الله هنلاقيها. 
أنهي سالم المكالمة تزامنا من دخول مروان الذي قال باستفهام 
هي مين دي اللي هتلاقوها 
رمقه سالم بجمود تشابه مع لهجته حين قال
نجمة بنت صفوت .
وثب سليم قائلا بتفكير 
مش دي بنته اللي ضاعت يوم الحاډثة !
سالم باختصار 
هي ..
مروان بسخرية 
و لسه فاكر يدور عليها دلوقتي 
زفر سالم بملل قبل أن يسرد عليهم ما حدث فصاح مروان باندهاش
يعني اتخطفت منه من تلتاشر سنه و جت اتخطفت منه تاني دلوقتي دا ايه البت المنحوسة دي !
لم يبالي لسخريته إنما نظر إلى سليم وقال بفظاظة 
ابعتلي ملف المناقصة

عالميل عشان لما ارجع اراجع عليه و اعمل حسابك انك هتروح انت وهو بكرة أن شاء الله بدالي . 
وثب مروان مستفسرا 
ليه وانت هتبقي فين 
تعابيره جامدة تتنافى مع ضجيج غضبه الذي حاول كبته وهو يقول بجفاء
رايح للهلالية عشان اسوي موضوع الانتخابات دا . مش عايزين عداوات اكتر من كدا ..
تحدث سليم مقترحا 
انا جاي معاك . مش هسيبك تروح لوحدك .
سالم بسخرية
ليه عيل صغير !
لا بس الطريق بينا و بين البلاد اللي قبلهم مقطوع و مليان قطاع طرق واحنا مش لاقيينك في الشارع ..
هكذا تحدث سليم بحنق قابله سالم ببرود وهو يلملم أشياءه و قد تجاهل منحني الرد و توجه للخارج مارا بمروان الذي كان غارقا في تأملاته فلم يلاحظ نظرات سالم القاټلة تجاهه
طول عمرك عنيد يا سالم..
هكذا تحدث سليم بسخط فاضاف مروان ساخرا
بدل ما انت عمال تاكل في نفسك كدا سلط عليه اللي اقوى منه !
تقصد مين !
مروان باختصار 
فرح ..
رمقه سليم شذرا وهو يتمتم بحنق 
واحد عندي و راسه ناشفه و التاني متخلف. معندوش عقل صبرني يارب 
مروان بتهكم
حوش مين اللي بيتكلم عن العقل .
تم نسخ الرابط