رواية شبح حياتي بقلم نورهان محسن

موقع أيام نيوز

بشكل جميل حول وجهها قالت بابتسامة مضمومة مساء الخير .. ازيك!!
ردت حياة بنبرة حذرة وهي تقطب حاجبيها اهلا!! .. مساء النور
تساءلت المرأة وهي تعدل من وضع حقيبة يدها على كتفها انتي حياة مش كدا!!
تحرك حاجبها الرقيق للأعلي وأومأت متسائلة بدهشة ايوه انا .. حضرتك تعرفيني
ضحكت المرأة بخفة وأجابت بلطف مش فاكراني طبعا ليكي حق شكلي اتغير اوي بس انتي ماتغيرتيش خالص يا مشمشاية
نظرت إليها حياة بعيون مملوءة بالحيرة والتساؤل والآخري قرأتها بسهولة ثم أجابت دون أن تضطر إلى انتظار سؤالها انا مروة كمال .. ساكنة في الدور اللي فوقك علي طول .. احنا جيران من زمان اوي وصاحبة اختك ميساء
انفرجت شفتاها بابتسامة حلوة بعد أن فهمت ثم عادت للوراء قليلا حتى أتاحت مكانا للآخري للدخول قائلة بصوت ناعم اها .. اهلا و سهلا .. أتفضلي جوا ماينفعش نفضل واقفين كدا علي الباب
أعطتها مروة ابتسامة واسعة جعلت وجهها أجمل قائلة لها وهي تمشي بالداخل يزيد فضلك يا جميل
أردفت مروة بعد جلوسها على أحد الكراسي في الصالة انا عرفت من الحج حمزة انك جيتي انهاردة وقعدتي في شقة بدر فقولت اجي واسلم عليكي
أومأت حياة بفهم قائلة بنبرة هادئة فهي إعتادت أن تتوخى الحذر في أول معاملة لها مع أي شخص الله يسلمك .. ميرسي اوي يا مدام مروة
عبست مروة بلطف قائلة مازحة برحابة صدر مدام ايه ابت!! خلي البساط احمدي بينا كدا .. ومالك متخشبة ليه اقعدي يا يويا .. انا بحب اللي ياخد عليا بسرعة
شعرت حياة بالحرج لكنها ابتسمت وقالت بود عندما شعرت أن مروة حقا طيبة القلب معلش .. تشربي ايه
نفت مروة برأسها وقالت بسرعة بينما مدت يدها إلى حقيبتها وسحبت هاتفها ولا أي حاجة بصي انا مش هطول في القعدة المرة دي .. عشان جوزي جاي ياخدني بعد شوية انا قولت اجيلك ونتعرف و ناخد ارقام بعض .. عشان اذا احتجتي حاجة تكلميني!!
سجلت حياة رقم مروة على الهاتف وقالت بنبرة عفوية طفولية بحواجب مرفوعة من السعادة والحماس ربنا يخليكي .. الحمدلله انك ظهرتي .. انا كنت بكلم نفسي من كتر الزهق مش متعودة علي الهدوء دا خالص
استأنفت مروة حديثها بإبتسامة ولا تقلقي انا باجي هنا تقريبا كل يومين عشان اشوف ماما و احتياجاتها هي واخويا اكيد مش فاكراه هو كمان!!
هزت حياة رأسها قائلة بنفي الحقيقة لا انا يدوب فاكرة عم حمزة بالعافية
قالت مروة بفخر شارحة كلماتها التي يبدو أن لها معنى معينا وراءها اخويا يا ستي اسمه مازن و بيشتغل دكتور باطنة و معظم الوقت برا البيت عشان شغلو في عيادته ولسه مش متجوز
شعرت حياة بالحرج من نبرة صوتها كأنها تبعث لها رسالة مطنة ادركتها حياة مع نهاية كلامها بغمزة شقية في عينها فحاولت تغيير مسار الحديث متسائلة ها .. انتي عندك عيال
أغمضت مروة عينيها وقالت بحسرة مضحكة ظهرت في صوتها تزامنا مع وضع مرفقها على حافة الكرسي متكئة خدها على باطن كفها اه عندي واد بعيد عنك وعن السامعين معجون بمية عفاريت مطلع عيني .. بالمناسبة ماما بعتالك السلام معايا هي صحتها بعافية شوية ماقدرتش تنزل تسلم عليكي
قالت حياة بإبتسامة ودودة الله يشفيها و يعافيها الف سلامة عليها
تساءلت مروة بمزاح يسلملي الحلو دا .. قوليلي اختك الواطية اخبارها ايه اكتر من سنتين ماسمعتش صوتها
انتبهت حواسها إلى الجملة الأخيرة لتسألها باهتمام انتو كنتو بتكلمو!
أومأت مروة بقوة وأجابت بثقة يوووه كتير وكنت لما اروح اسكندرية نتقابل بس مشاغل الحياة بقي والواد ابن العفاريت دا مش مخليني اشم نفسي زي الناس
ضحكت حياة بخفة وقالت بلطف ربنا يحميهولك .. نفس العينه دي سيبتها في اسكندرية ولاد اختي اشقياء جدا برده
دوي صوت قهقة مروة أيضا ثم تقوست شفتيها قائلة بأسي متصنع كل العيال كدا يا اختي .. الا قوليلي انتي متجوزة ولا مخطوبة!!
همست حياة ضامة شفتيها الوردية لا دي ولا دي كنت مخطوبة بس محصلش نص...يب
قطعت كلماتها عندما قفز القط في حجرها فجأة وشكرته سرا لأنه جعلها تتجنب التمادي في ذكر هذا الموضوع.
قالت مروة المتابعة للموقف من البداية شكلك انتي و ميجو بقيتو صحاب بسرعة!!
تمتمت حياة بينما كانت عيناها مثبتتين على القط اسمه ميجو!!
أكدت مروة ما قالته بشرح موجز ايوه بدر مسميه كدا مراته ماتحبش القطط ابدا فسابو هنا .. اوقات لما بيروح بيته التاني بيسيبو مع ماما فوق بيسليها بس المرة دي شكله نسي يطلعه
توقفت حياة عن اللعب مع القط وهي ترفع وجهها حتى التقت بوجه مروة متسائلة بإندهاش متصنع بيته !! هو مش دا بيته ولا عنده بيت تاني!
أردفت مروة تجيب على سؤال حياة بتفسير اه دا بيته طبعا .. بس انا قصدي بيته اللي هو ومراته قعدين فيه .. الشقة دي بتاعت مامته و باباه الله يرحم...هم
قاطعت مروة حديثها واتسعت
تم نسخ الرابط