رواية شبح حياتي بقلم نورهان محسن

موقع أيام نيوز

الحمام المغلق لتتمتم بصوت مكتوم دا اكيد مش طبيعي او انا للي محتاجة اشوف دكتور نفسي بسرعة
هرولت بتبعثر إلى صندوق صغير بجوار المرآة ثم فتحته وظلت تبحث قليلا بعشوائية ثم أخرجت مغلفا صغيرا يحتوي على قطعة من الشوكولاتة وبدأت في امتصاصه ببطء ووجهها شاحبا حيث شعرت بالدوار وأنها على وشك الإغماء من الړعب.
بعد دقائق خرجت حياة من الحمام مرتدية سروالا من الجينز الأسود الطويل وبلوزة قطنية رمادية وشعرها لا يزال مبللا وأشعث ثم بدأت تفحص بعينيها المكان الهادئ الذي لا أثر له فيه.
همست لنفسها وكأنها فقدت عقلها حقا مش موجود .. انا خلاص اجننت كلو من الزفت معاذ .. اكيد انا جاتلي حالة نفسية بسببه
تمتم بدر بنبرة ساخرة وكأنه يريد استفزازها محدش له سبب في حاجة .. ومفيش عاقل بيكلم نفسه عمال علي بطال كدا
استدارت حياة بسرعة إلى الجانب الآخر فوجدته متكئا بجسده على الخزانة وذراعيه متشابكتان أمام صدره.
تفوهت حياة بضجر ممزوج بالغيظ ربنا يخليك في حالك .. مالكش دعوة بيا .. وانا مش مچنونة
رد بدر بإبتسامة باردة كلامك مع نفسك دي اول علامات الجنان
كانت حياة على وشك أن توبخه پغضب لكن قاطعهم طرق خاڤت على باب الغرفة فذهبت حياة إلى الباب حتى تعرف من يطرق.
ظهر شاب في منتصف العمر وأمامه منضدة متحركة مع وجبة الإفطار التي طلبتها حياة قبل دخول الحمام قائلا بإبتسامة صباح الخير يا فندم
همست حياة بإرتباك وهي تنظر خلفها تلقائيا فوجدت بدر يتحرك نحو الأريكة الموجودة أمام الباب مباشرة صباح النور
قال الشاب بأدب بعد أن أدخل الطاولة في وسط الغرفة ولم يبدو عليه أنه رأي أي شيء غير عادي على الإطلاق تأمري بأي خدمة تانية حضرتك!!
رمقت حياة ذلك الجالس على الأريكة بطرف عينيها ثم نظرت إلى الشاب وقالت بابتسامة مزيفة معلش ممكن اسألك سؤال!!
تحدث الشاب بإهتمام اوي اوي اتفضلي..
ابتلعت حياة لعابها وهي تخفض جفونها وسألت بأمل احنا كام واحد واقفين في الاوضة
رفع الشاب حاجبه مندهشا ونظر حوله بعفوية وقال بسؤال نعم .. مش فاهم قصد حضرتك!!
سعلت حياة بخفة من شدة الإحراج الذي كانت تشعر به ميقنة أنه يراها الآن حمقاء بالفعل لتدفع خصلة من شعرها خلف أذنها ثم سألت بصيغة أخرى اقصد في حد سأل عليا وطلعلي هنا !
نفي الشاب برأسه وأجاب بجدية لا حضرتك أي حد بيطلع لنزيل عندنا بنتصل بيه قبلها نديلو خبر
أعادت حياة بصرها إلى الذي كان يجلس أمامها بينما كان يفرد يديه على طول الأريكة بابتسامة جانبية على وجهه.
ضيقت عينيها عليه في سخط ثم شكرت الشاب بلطف تمام .. شكرا
أغلقت حياة الباب خلف الشاب متمنية أن يكون ما تراه مجرد وهم بسبب الضغط الذي تمر به مؤخرا ولكن عندما استدارت مرة أخرى وجدته جالسا على الأريكة بهدوء استنكرته بشدة وهتفت صاړخة بقوة انت طلعتلي منين و ازاي انت هادي كدا!!
زفر بدر منها بحنق وهو ينظر إلى الجانب الآخر ويقول في انزعاج و سأم يوووه انا زهقت من كلمة ازاي للي مابتقوليش غيرها دي
أطلقت حياة ضحكة ساخرة وهي تضع إحدى يديها على ظهرها والأخرى تحت ذقنها متظاهرة بالتفكير وعيناها تتجهان نحوه في ڠضب مشتعل قائلة بتهكم المفروض اقولك ايه مثلا اهلا بيك في حياتي المكعبلة..
اردفت حياة بينما تتمايل پغضب وهي تمشي أمام عينيه التي حركها نحوها مجددا قولت لنفسي يمكن تكون عفريت و مأجر شقة الزفت بدر اللي معرفوش دا .. سيبتلك العمارة كلها وطفشت .. جاي ورايا هنا ليه!!! يبقي العيب فيا انا اكيد اجننت
تحرك جسده إلى الأمام من الڠضب وزأر عليها بحدة لدرجة أنها جعلتها تتجمد في مكانها وتقف بشكل مستقيم اكلمي بإحترام عني .. قولتلك انا بدر صاحب العمارة اللي بتقولي ليكي شقة فيها
شهقت حياة خوفا من غضبه لكنها حاولت الحفاظ على رباطة جأشها قائلة بسخرية لطيفة وعايز مني ايه يا اونكل بدر!
تمتم بدر زي ما شوفتي كدا محدش بيشوفني غيرك
ابتسمت حياة ببلاهة وكأنها قد جن چنونها بالفعل ثم همست وهي تميل قليلا في إتجاهه يعني زي ما انا قولت عليك انت عفريت
قام بدر من مقعده ثم مشى نحوها شارحا لها ما كان يحدث له انا متأكد في سبب للي بيحصل .. انا فضلت ايام كتير جوا شقتي كل ما حد يدخل احاول اتكلم معه مايردش عليا حتي طليقتي .. كنت قربت اټجنن لحد ما لاحظت انك شايفاني و رديتي عليا لما حاولت اكلمك
فتحت حياة فمها بإنشداه متسائلة بغرابة طليقتك مين!! اللي أعرفه انك متجوز
هز بدر رأسه رافضا وقال لها بإصرار كنت متجوز وطليقتي اسمها أميرة
لم تهتم حياة بهذا الحديث وسألته بزمجرة وهي تنفخ خديها بحنق برده انا مالي و مال كل دا
أضافت راسمة تعبيرا توسليا على وجهها الطفولي وهي تشبك كلتا يديها تحت ذقنها لو كنت عفريت اللي اسمه
تم نسخ الرابط