الفصل 26 جوازة ابريل الجزء الثاني نورهان محسن

موقع أيام نيوز

لها منى برأسها بابتسامة مترددة.
تبدأ قوتك عندما تستطيع ان تأخذ قرارات عكس رغبتك لمجرد انها الصح حتي لو اتعبتك.
بقلم نورهان محسن
مساءا
فى احدى المطاعم
سأل ياسر بهدوء يعني ايه وافقتي!! مش كان البني ادم دا اتقدملك ورفضتيه ايه اللي غير رأيك
هزت يارا كتفيها وأجابت سؤاله بسؤال آخر متجنبة النظر في عينيه المترقبتين وفيها ايه اظن دي حاجة ترجعلي..!!
ياسر مستفهما بإقتضاب ترجعلك ازاي مش فاهم
رفعت يارا عينيها العنبريتين نحوه تتأمله بنظرة حادة انجلت في لهجتها يعني دي حياتي وانا حرة فيها يا ياسر
استفسر بلهجة منزعجة عبرت عن دهشته من معاملتها له بهذا الجفاء كأن نظراتها العاطفية إليه ذابت في بحار النسيان والله وكلامك ليا .. ايه نسيتيه بالسرعة دي!
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
اتكأت يارا إلى الخلف بظهرها وانبلجت امارات السأم على ملامحها الناعمة من تهربه فواجهته بصراحة لا مانسيتش .. بس ماظنش ان غير حاجة .. خصوصا ان انت وهالة سيبتو بعض بقالكم مدة وانت لسه واقف محلك سر يا ياسر
تابعت بنبرة جدية كفاية اضحك علي نفسي .. كفاية اضيع حياتي وانا عايشة لواحد مش شايفني ولا هيشوفني .. وخلاص انا قررت افوق من الوهم اللي معيشة نفسي فيه
هز ياسر رأسه بالسلب وأخبرها بلهجة لينة مين قالك اني مابفكرش فيكي يا يارا .. انا بس كنت محتاج وقت ارتب فيه افكاري ومشاعري و..
سألته يارا بملامح متصلبة وقدرت ترتب نفسك وتعرف انت عايز ايه
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
اقترب منها بجذعه عبر الطاولة ليحتضن يدها بكفه مؤكدا لها بنبرة حنونة ايوه يا حبيبتي انا بحبك يا يارا وانتي الوحيدة اللي مقدرش اعيش من غيرها وبكرا هكلم مامتك ونتفق..
شعرت بدفء كفه فوق كفها البارد فسحبت يدها ببطء ثم هزت كتفيها ولم يعد الأمر يعنيها متحدثة بنبرة جامدة للاسف اتأخرت اوي يا ياسر .. خلاص انا ومجدي قعدنا واكلمنا وتقريبا اتفقنا علي كل حاجة وهنتجوز بعد شهر عشان هسافر امريكا معاه
فغر ياسر فاهه يستوعب كلماتها مما جعله يشعر بحړقة في قلبه قبل أن يضرب الطاولة وخرج من فمه زمجرة مشحونة بالشراسة وعقله ېكذب أقوالها انتي اټجننتي يا يارا يعني ايه بين يوم وليلة عايزة تتجوزي وتسافري كمان ومن نفسك بتقرري
صدحت ضحكات يارا بإستهزاء لاذع يوم وليلة اظاهر ان عندك مشكلة في العد يا دكتور الكلام دا عدي عليه اكتر من شهر ونص
زفر ياسر بضيق مستكملا حديثه بنبرة هادئة محاولا امتصاص ڠضبها ماتخليش زعلك مني يخليكي تعملي حاجة ټندمي عليها بعدين يا يارا قولتلك انا كنت محتاج فرصة ا...
قاطعته يارا بإنفعال انا كنت فرصتك يا غبي ومهما ندمت مش هيكون اكتر من الندم اللي حسيته بسببك يا ياسر
ياسر مستفسرا بنفاذ صبر يعني ايه الكلام دا!
طوت يارا ذراعيها أمام صدرها وأخبرته بحزم ورسمت ابتسامة حجرية على شفتيها اتمنالي الخير يا ياسر بلاش نختمها بينا بزعل .. احنا اخوات واصحاب و عشرة سنين طويلة وانا عايزاك تكون شاهد علي كتب كتابي
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
صمت ياسر لحظة وكلماتها الباردة أحرقت كبرياءه بنيران ضارية فابتلع غصة مريرة علقت في حلقه قبل أن يسألها بصوت أجش متأكدة من كلامك دا يا يارا
أومأت له برأسها ايجابا فلم يتحمل أكثر وقام من مقعده تاركا المكان في ڠضب عارم فأدارت رأسها للخلف تحدق في طيفه بنظرة حزينة لكن صوت عقلها أخبرها أنها على صواب فقد كان يجب أن تضع حدا لهذه العلاقة السامة منذ وقتا طويل وأن تجعله يندم على اعتقاده أنها مضمونة مهما فعل بها فهو لا يستحق حبها وصبرها معه والآن فقط تشعر أنها استعادت حقها وكرامتها منه بعد أن رفضته تماما.
لم يكن نزع الود سهلا لكنها المواقف التي عزت عليك فيها نفسك تجبرگ على نزع حتى اللحظات المتجذرة في أعماق ذاكرتك.
بقلم نورهان محسن
في منزل مرجانة
داخل غرفة نادية
_و بعدين في قعدتك دي
استمعت نادية لسؤال أختها وهي تشعل الضوء في الغرفة بعد أن كان يغمرها الظلام الدامس فأجابتها بضيق دون أن تفتح عينيها طفي النور واخرجي عايزة انام يا سمر
استفسرت سمر بحنق وهى تجاورها علي السرير انا اللي عايزة اعرف وبعدهالك هتفضلي مقضيها نواح كدا وحابسة روحك دا كله هيفيد في ايه
تغضن جبين نادية بإنزعاج تجلى في صوتها وهى تستقيم بظهرها فجأة و انتي مالك انا كنت قاعدة علي دماغك انا في بيت بابا!
_في ايه يا بت يا نادية ماتكلمي مع اختك عدل
قالتها مرجانة پغضب لائم بعد أن دلفت عليهم فصاحت نادية بصوت عال انا مش عايزة اكلم اصلا سيبوني في حالي
مرجانة بحزن تشكو إلى ابنتها الكبرى اهي علي الحال دا من يوم ما جت هي وبنتها يا سمر .. منه لله احمد و عمايلو السوده
_هي اللي اختارت وهي اللي جابته لروحها مع اني من الاول قولتلها بلاش الراجل دا
استأنفت سمر حديثها بلوم شديد وهي توجه نظرها نحو نادية التي تجنبت النظر إليها وعضت على شفتها بقوة تمنع دموعها من الهطول فاكرة قعدتي تقوليلي ايه قلبي متعلق بيه ماصدقت جه وخبط علي بابي وهبقا مراته .. اتفضلي اديكي بقيتي مراته بس قلبه فضل يحب واحدة اثانية وانتي عارفة و كل ما يكون معاكي تحسيه بيفكر فيها .. مهما كان بيعاملك حلو وبيدلعك دايما حساه شايفها فيكي .. وانتي كل ما ټتأذي وقلبك يوجعك من حبه ليها تحسي نفسك اضعف من انك تبعدي عنه
_كفاية...
_فضلتي راضية بالفتافيت و مطنشة كرامتك لحد ما داسها لما شبع وانتي غبية جرك في ايده عشان تقنعيها تجوزه وروحتي معاه
قفزت نادية من الفراش پغضب وهي تهتف بصوت محتد رافضة الإستماع لها اسكتي بقولك اسكتي
هتفت سمر من خلفها بتصميم يكسو ملامحها الرقيقة سكت كتير لازم حد يفوقك هو عمره ماهيشوفك عشان قاعدة تحت رجله ومحدش بيبص تحت رجله
رددت نادية بصوت مخټنق بالعبرات اسكتي يا سمر .. كلامك بيوجعني .. ونبي تسكتي
راقبت سمر بكاء أختها بحزن وقهر لاح في كلماتها وهي تربت على كتفها في مواساة برده بتقولي اسكتي .. يا حبيبتي انتي هنا فالقة روحك من العياط عليه وهو بعد مارجعتو من عند المزغودة دي قالك روحي اقعدي عند امك معناها ايه دي!
تهربت نادية من نظرات اختها قائلة بإحباط معرفش
_لا عارفة .. و دا اللي رعبك بالمنظر دا .. هو بيقولك مش عايزك بالطريقة و رماكي هنا .. بس يوم مايهفو مزاجه ويشاورلك ايه هتدوسي علي كرامتك تاني وتجري عليه ولا هتاخدي اللي فاضل منك وتبعدي بقا
_انتي ليه مش فاهمه .. ان في ناس مش بتقدر تبعد ليه مش فاهمه ليه ان اللي بيحب بجد بيدوس علي كل حاجه كل حاجه عشان اللي بتحبو
_وفي الاخر انتي اللي بتدوسي علي نفسك عشان خاطره هو اول واحد اللي هيدوسك
_يا نادية حطي طرحة علي راسك و تعالي!!!!!
صدح صوت أمها من الخارج فعبست نادية وهي تتبادل نظرات الاستفهام مع أختها التي سحبت الحجاب من على الكرسي وناولته لها ثم خرجا معا وهى تضعه على رأسها بعشوائية لتسألها بحيرة
في ايه يا ماما!
_تعالي شوفي مين عاوزك
_نعم
_انتي نادية عبدالسلام
أومأت له بالإيجاب بحذر فأشار لها بالقلم قائلة برسمية اتفضلي امضي هنا بالاستلام
تساءلت مرجانة بقلق فيها ايه الورقة دي يا بني
جاء الرد بصوت نادية فى صدمة مدوية احمد .. طلقني...
_بنتي!!!!!!
خرجت صړخة إرتعاب من فم مرجانة وهي ترى نادية تسقط فاقدة للوعي كأنها تاهت فجأة داخل طريق مظلم يدعى الحقيقة المرة ووحش مفترس يتربص بها ينتظر الناس السذج مثلها لإصطيادهم حتى يتدمرهم كليا.
أمسكت قلبي بين راحتيك وكسرته بدم بارد فأحسست بكل زاوية منه تتحطم وأنا ألتمس رحمتك لأنال المزيد من قسوتك والمضحك أنني كنت أقنع نفسي بجدوى المحاولة فى حبك الذي يتجدد بين خفقة وأخرى داخل ضلوعي والآن بت أضعف من كل شيء وأكثر هشاشة من وردة على الرصيف مسحوقة تحت أقدام جبروتك.
نهاية الفصل السادس والعشرون
رواية_جوازة_ابريل
نورهان_محسن

تم نسخ الرابط