رواية غير قابل للحب «ماڤيا» منال سالم

موقع أيام نيوز


تهديده المزعوم وأوضحت لها
هو أمرني ألا أحمل وهددني إن فعلت فسأنال غضبه.
خفضت من بصرها لتحدق في يدي القابضة على بطني ثم علقت
لا أعتقد هذا فهم يقدسون الجو الأسري.
محاولة إقناعها بحقيقة ما أقول بدا عسيرا لهذا لجأت لحجة أخرى رجوت أن تنطلي عليها فأخبرتها

نعم لكنه يريد التوسع في حجم

إمبراطوريته ولا يرغب في الانشغال بغير ذلك حاليا.
حدجتني بنظرة ذكية غير سهلة وهي تعقب
عذرا سيدة ريانا الرجال في جماعتنا لا يهتمون برعاية الصغار إلا حين يصلون للسن المطلوبة للانضمام لصفوفهم فلا أظن بوجود مشكلة.
محاولة مجاراتها في التوضيح والتفسير كان منهكا لذا أنهيت مبرراتها غير الضرورية بقولي الأخير
حسنا سأخبره لكن ليس الآن.
منحتني نظرة أخرى لئيمة قبل أن تنطق بما اعتبره نصيحتها الثمينة
ولكن لا يمكن إخفاء هذا الأمر.
بلعت ريقي ورجوتها بلطف
أعلم أريد أن أوفق أوضاعي أولا وأمهد السبيل لذلك فلا داعي لإخبار أحدهم.
لم تبد مقتنعة بطلبي فقالت كنوع من التحايل على الموقف
حسنا كما تريدين يمكنك أن تستريحي قليلا ريثما أعد لك شيئا مفيدا.
دفعتني برفق من ظهري نحو الطريق المؤدي إلى الدرج وهي تقترح علي
ما رأيك بالصعود للأعلى غرفتي مفتوحة لأجلك.
ابتسمت قائلة في رقة ممتنة
أشكرك.
أخفيت وراء ابتسامتي الصغيرة توتري المتزايد حتما لن تصمت هذه المرأة وتضيع الفرصة المادية من يدها راقبتها وهي تعود إلى المطبخ ووضعت يدي على حافة الدرابزين تمهيدا لصعودي لكني لم أتحرك من موضعي ظللت واقفة للحظات أفكر بعمق فيما يجب فعله للتعامل مع أزمتي الطارئة فأنا على يقين تام بأن فيجو لن يتردد للحظة في محاسبة من يخالف تعليماته وأنا شهدت على عنفه المفرط لأكثر من مرة إنه لا يرحم أحدا! لذا أنا مرغمة على إيجاد حل فوري لمعضلتي الوخيمة. اشتدت أناملي على الحافة وقد جال فجأة بخاطري فكرة متهورة نطقتها في هسيس مصحوب بالعزم
لما لا أهرب قبل أن تكتشف هذه المسألة!
تلفت حولي متسائلة في تخبط
ولكن كيف سأفعل ذلك
كورت قبضتي الأخرى ولكزت بها جبيني وأنا أحفز نفسي
هيا فكري ريانا تحتاجين للتصرف بسرعة لا وقت لإضاعته فالسيدة كاميلا ستعلمه في أي لحظة.
لمحت إحدى الخادمات وهي تأتي من ردهة ضيقة مجاورة لسلم الدرج تعلقت نظراتها بها وأنا أراها تضبط مريلتها البيضاء على ثوبها الرسمي الأسود تتبعتها بنظراتي إلى أن مرت بجواري لتباشر عملها أوحى تواجدها غير المتوقع بفكرة أخطر بعدما توارد على ذهني عشرات الخواطر لما لا أتنكر في زي واحدة من الخدم خاصة أن السيدة كاميلا تستعين بعدد كبير في كل مرة تقيم فيها حفلا ارتسمت ابتسامة سعيدة على وجهي وأنا أقول بثقة
هذا هو الحل.
في التو تسللت إلى مخدع الخدم في الخلفية ألقيت نظرة عابرة لأتأكد من عدم متابعة أحدهم لي واربت الباب بعدما ولجت للداخل ومسحت المكان بنظرة سريعة فاحصة بحثت خلالها عن موضع خزانة الثياب حيث يتم الاحتفاظ بثياب عمل أخرى بديلة لاستخدامها عند اللزوم حددت مكانها واتجهت إليها بخطوات متعجلة فتحت الضلفة واختطفت طقما لي. هرعت لتبديل ثيابي بملابس الخدم وتأكدت من تغيير تسريحة شعري فأطلقته لأخفي بخصلاته معالم وجهي.
تذكرت أني تركت حقيبة يدي بالخارج وذهابي إلى هناك يعني كشف أمري وأنا لا أريد ذلك توترت ولعنت بصوت خفيض مرددة لنفسي
أنا بحاجة للمال لأدفع ثمن سيارة الأجرة ما العمل الآن!!
كادت خيبة الأمل تصيبني لولا أن رأيت حقائب الخدم معلقة خلف الباب لم أفكر مرتين تحركت ناحيتهم وفتشت فيهم تباعا وقمت باقتراض المال منهم تركت ملحوظة ورقية صغيرة اعتذر فيها عن سړقتي الصغيرة وأضفت مؤكدة
سأرد النقود لاحقا.
جاء الجزء الأهم في خطتي العاجلة كيفية تجاوز أفراد التأمين والحراسة والخروج من الباب الرئيسي دون أن يشك أحدهم في أمري بقيت واقفة في مكاني أحاول تدبر الوسيلة الفعالة لحظي السعيد جاءتني النجدة من السماء فقد نادت خادمة ما من ورائي
أنت.
الټفت إليها

بتوتر متوقعة أن تتعرف إلي لكنها لم تكن تنظر تجاهي بل كانت عيناها مرتكزة على عدة أكياس للقمامة وهي تأمرني
خذي هذه للخارج واذهبي من الممر الخلفي.
سألتها وقلبي يدق من الخۏف
أين هو 
آنئذ استدارت متطلعة إلي بنظرة ڼارية جعلت قلبي يهوى في قدمي توقعت أن تكون قد تفقهت لهويتي لكنها دنت مني هاتفة في تذمر
يا إلهي كيف تخرجين بهذه الهيئة ألم نشدد على وضع القبعة وجمع الشعر
تلقائيا رفعت يدي على خصلات ألمسها واعتذرت منها
آسفة أنا جديدة هنا.
نفخت في تأفف وتابعت بحدة
لا تتجولي وشعرك طليقا اعقديه ثم ارمي هذه القمامة بالخارج.
تنفست الصعداء لجهلها بي وقلت في طاعة وأنا أنكس رأسي
سأفعل لكن أين الممر
بخطاها العصبية تقدمتني صائحة في غير صبر
احضري القمامة.
فعلت مثلما أمرت وتركتها تقودني إليه بابتسامة منشرحة أخفيتها في الحال وهي تستطرد مشيرة للأمام
أترين هذا الدرج
أومأت برأسي فأكملت
هو على جهة اليسار ستجدين ممر الخروج معبدا بحجر أبيض.
اكتفيت بإيماءة مقتضبة من رأسي قبل أن أبدأ سيري تجاه منفذ هروبي المتاح اتبعت تعليمات الخادمة ومشيت على الممر حتى وصلت إلى البوابة الخلفية حافظت على رباطة جأشي ورسمت طابع الجدية المتجهمة على ملامحي وهناك سألت أحد أفراد الحراسة عن مكب النفايات فسمح لي أحدهم بالمرور دون شك.
ما إن ألقيت بالأكياس في الصندوق القريب حتى أسرعت بالهروب في الاتجاه المعاكس باحثة عن سيارة أجرة لمحت واحدة مرابطة على بعد فركضت إليها متسائلة بصوت شبه لاهث
هل أنت متفرغ
ابتسم لي السائق وقال مرحبا
نعم سيدتي أين تريدين الذهاب
فتحت الباب وقفزت جالسة بالخلف وأنا أخبره في أنفاس لاهثة
اتجه بنا إلى موقف الحافلات.
شعرت بالراحة تتخللني وأنا أجد سيارة الأجرة تنطلق بي بعيدا عن الجميع دون أن يتبعها أحد فقط ألقيت أكثر من نظرة عبر الزجاجي الخلفي لأتأكد من هذا انفرجت أساريري بعدما نجحت خطتي البسيطة وأصبحت طليقة كفكفت بكم ثوب الخدم حبات العرق المتجمعة في جبيني وغصت أكثر في المقعد مستمتعة بنسائم الحرية التي اجتاحتني كدت أتلذذ بمتعتي كاملة لولا أن سمعت السائق يقول
الطرد بحوزتي.
انقبض قلبي وتحولت أنظاري تجاهه فرأيته يخابر أحدهم عبر الهاتف تساءلت مع نفسي بفضول
أي طرد هذا الذي يتحدث عنه
راقبته بحذر وهو لا يزال يتكلم لن أنكر أن الهواجس راحت تدور في رأسي خشيت من احتمالية القبض علي لكني وجدته يحكي عن أمر آخر غير ما ظننت فبدا الموضوع عاديا لذا لم أشغل بالي بشأنه واسترخيت مجددا إلى أن لمحت لافتة جانبية تشير إلى الطريق الفرعي المؤدي إلى موقف الحافلات بعد عشرات الأمتار تأهبت في جلستي وتوقعت أن يتبع السائق العلامات الإرشادية للغرابة واصل الانطلاق بسيارته على الطريق السريع فاندهشت لفعلته وأخبرته في الحال بنظرة متعجبة
لقد فوت المدخل إلى طريق الحافلات!!
قال وهو ينظر لانعكاسي في المرآة
هناك آخر مختصر.
تمسكت باعتراضي القلق
ولكن...
قاطعني قبل أن أنطق بشيء
لا تقلقي سيدتي سأصل بك إليه أنا أعرف الطرق جيدا وهذا الطريق أسرع.
قلت في تفهم
حسنا.
بالفعل ظهرت علامة إرشادية لطريق الموقف فشعرت بالارتياح توقعت أن ينحرف عند المدخل المؤدي إليه لكنه تجاهله عن عمد وزاد من سرعة سيارته فصحت في ارتياب
أنت تجاوزت ذلك أيضا إلى أين تذهب بي
لم يعلق السائق فصار هدوئه المريب مقلقا ومخيفا سألته مرة ثانية في صوت شبه متعصب ودقات قلبي ترتفع اضطرابا
أتسمعني أنت لا تتجه إلى الموقف!
أمرني بصوت جاف وهذه النظرة الشريرة مسلطة تجاهي
اجلسي بهدوء.
رددت بارتياع آخذ في التصاعد
هذا لا يبشر بخير.
طرقت بيدي على الزجاج وأنا أهدر به
أريد النزول.
ضغط على دواسة البنزين

ليزيد من سرعة السيارة وهو يخبرني بما قڈف الړعب في كامل بدني
لن يحدث.
حينئذ أدركت أني وقعت في مأزق جديد سألته والخۏف معكوس في تعابيري
من أنت وأين تأخذني
الټفت ناظرا إلي وهو ېصرخ بي
اصمتي.
فوتوغرافية التقطتها بيدي المرتعشة نظرت إليها وقد افترت شفتاي عن صدمة غريبة عاودت النظر إليه عندما سألني
أتذكرين هذه
قلت بملامح مبهوتة
سيلفيا!
رمقني بهذه النظرة الشيطانية قبل أن يعقب
جيد أنك لا زلت تذكريها.
سألته في جزع
وما شأني بها
أجاب شارحا بنبرة تطوي العداء الصريح
لقد أوصت إن اختفت ذات يوم أن أقوم بمهمة التخلص منك لهذا واظبت على مراقبتك طوال المدة الماضية مع رفاقي بالمناسبة أحدهم يعمل سائقا لدى زوجك الحقېر...
على الفور استحضر ذهني الكلمات المقتضبة للسائق الذي كان بصحبتي اليوم وهو يتحدث بالهاتف. انتبهت له وهو لا يزال يخبرني بتفاصيل خطته المعادية
رتبت كل شيء حتى أتحين الفرصة الملائمة لأخذك لم أتوقع أن يحدث ذلك اليوم لكن الأمر تم بهروبك الغريب من هذا البيت أنت ركبت سيارتي بإرادتك وها أنت الآن بين يدي.
يا لحظي التعس! أأنجو من حفرة لأقع في أخرى أشد وطأة حاولت تبرئة ساحتي من تورطي في أذيتها بقولي
صدقني أنا لم أفعل لها شيئا.
صاح في ڠضب مهدد وهو يلوح 
أنت المسئولة عن اختفائها.
انكمشت على نفسي وتضاءلت للغاية حتى أني ضممت يدي إلى صدري خشية أن يضغط على الزناد في أي لحظة خاصة أن  لكنه صدمني بقسۏة مما جعلني أحنيها نحو صدري وأضع ذراعي خلفها لحمايتها. سمعته يصيح بحنق أكبر
اللعڼة إنهم موجودون في كل مكان!
ضغط على المكابح بغتة فارتد كامل جسدي بقوة للأمام واصطدمت رأسي في عڼف بالمقعد مما جعلني أخامر ما يشبه الإغماء جراء الضړبة القاسېة. تداخلت الأصوات وتشوشت الرؤية لدي فأصبحت بين اليقظة والهذيان سمعت صوتا مألوفا يهدر بالقرب من محيطي
لا تتحرك.
جاء صوت السائق مرتفعا ومسببا لي الألم الشرس في عقلي المتلجلج عندما رد متسائلا
من أنتم
أعقب ذلك سماعي لدوي طلقات ڼارية شديدة فانهالت من كل مكان حتى تخللها نفس الصوت المألوف الآمر
توقفوا.
شعرت باهتزازة في جسدي وبرأسي يميل للخلف قبل أن تلطم وجنتي نسمات الهواء أو ربما صڤعات رقيقة لم أستطع تبين سبب
 

تم نسخ الرابط