رواية أباطرة العشق للكاتبة نهال مصطفي

موقع أيام نيوز


من مكانها .
انخرطت عينى يسر بالبكاء وهى ترمق امها بنظرات معاتبه فاعتلى ثغر ثريا ضحكة انتصار جعلتها تختال في مشيتها امام ابنتها مردفه 
بلا هم وغم .. فكك منه يابت واسمعى كلام امك ..
استدارت يسر نحو باب غرفته لتطرق برجاء وهى ټضرب الارض بساقيها قائله 
محمددددد .. افتح بقى .
يسير بصحبتها علي شاطئ اسكندريه يتأملان غروب الشمس سارحه في كلمات الاغنيه التى يستمعان لها بسماعه لاسلكيه واحده .. لتذوبهم في بعضهم اكثر واكثر .. بعدها عنه قليلا ليزيل السماعه من اذانها قائلا بحماس وهو يجذبها من كفها

تعالى نطلع فوق الصخور .. 
ركض بها فوق صخور شط اسكندريه وهما يمرحان سويا فكانت مرتديه فستانا ابيضا طويلا الى قدميها وفوقه جاكت جينز ازرق قصير ويحاوط رقبتها شال بأبهج الالون بينما عن سليم فكان مرتديا قميصا باللون الابيض ايضا وتحته شورت جينز يصل لركبتيه .. فركضا سويا فوق
مشاتل الحب ليصلا الى مكان خالي من عيون الخلق مكتفيين باحتواء البحر لمهما ولحن امواجه .. يتدللان فوق صخور البعد كأنهم يريدان ان ېحطموها بعطر قرب الممزوج ..
وصل بها فوق صخرة عالية وهو يتمسك بكفها جيدا حتى وصلت اليه فارحه اكتفى سليم متنهدا بارتياح تابعته صرخه عاليه وهو يقول 
ما الحب اهو طعمه حلووو قووى ياجدعان .. اومال بيبعدونا عنه ليه !!
أخذت تتأمل معه امواج البحر المتراطمه بالصخور كأنها تلقي عليهم قطرات ندى مشبعه بعشاق اسكندريه باكملها .. فاردفت قائله بهمس وهى تتمايل على لحن دقات قلبه
انت عرفت ازاى انك بتحبنى ! ممم قصدى يعنى اكتشفت حبك ليا في قلبك ازاي وكيف وأمته !!
اردف بتنهيده قويه
كنت بحلم بيك من زمان .. طيفك كان محاوطنى حتى من قبل ما اشوفك .. واول ما قابلتك بشعرك المنكوش وعشوائيتك قولت بسس ياض ياسليم اخيرا ايدك لمسك حلم السنين .. اخيرا بعد سنين متعلق بوهم وصلت للواقع .
داعبته لتقول
الحب مافهوش وصول ولا محطه اخيره .. الحب ذهاب دائم من غير عودة يا سليم باشا ..
ادلف انظاره إليه بامتعاض
يعنى ايه ياست وجد !!
ابتعدت عنه قليلا وهى تقول له بحب 
يعنى سليم الهواري ممكن يسمحلى ارقص معاه في الجو الجميل دا !!
ياسيدى سليم الهواري من ايدك دى لايدك دى .. ممكن يعلق جناحات ويطير ويرفرف بيهم ويعدى على كل بيت يحكيلهم هو عشقك وحبك عمله فيه ايييه ..
خفق قلبها لكلماته .. فانحنت قليلا لتتسلل كفها بداخل جيب بنطاله بتلقائيه كمن ينزع شيئا من جيبه فاول مرة تستشعر معه بمذاق الحريه والتملك اخرجت هاتفه بوجه وذع كل ورود الحب عليه فاحتفظ بلونه الوردى الفائح بياسمين العشق .. فتصفحته بخفه مردفه باستغراب ممزوجا مع صوت هواء البحر
انت مطير فونك ليه ..
مد كفه ليلملم شعرها الذي يداعبه الهواء وكأنه يغير عليه من مروره فوق خيوطه الحريريه قائلا بمزاح 
اللى خلى صاحب الفون طاير .. مجتش عليه يعنى !!
اتسعت شفتيها بابتسامه حب لحقها صوت عمرو دياب المنبعث من هاتفه قائلا
وماله لو ليلة توهنا بعيد وسيبنا كل الناس!!
انحنت لتضع الهاتف ارضا ثم اقتربت منه منتظرة انبساط كفوف لها تقدم سليم بانسيابيه محطما كل خيالاتها وضعت كفوفها على كتفيه تاركه نفسها لامواج الحب بدون اي مقاومه .. ظلا يتمايلان سويا على كلمات عمرو وهو يكمل غناؤه لهما
أنا يا حبيبي حاسس بحب جديد ماليني دا الاحساس
وانا هنا جنبي أغلى الناس جنبي احلى الناس 
اغمضت عينيها غارقه في اعماق عشقها له .. همس في اذانها مع تكرار نفس الكوبليه السابق بنبره اكثر اشتياق خارجه من اعماق قلب عمرو 
هو انا اذا كنت عايش في بعدك ..
!! ياحلاوة دقة قلبي جنبك ياوجد !!
لم تكاد ان تحرك ثغرها لتجيبه فصړخ عمرو دياب مناديا بقوة مما جعل سليم محلقا بها في سماء العشق 
حبيبى ليله تعالى ننسى فيها اللى راح .. 
دى ليلة تسوى كل الحياه .. ومالى غيرك .. ولولا حبك هعيش لمين .. حبيبى جاية اجمل سنين .. وكل مادا تحلى الحياه 
صړخت مستلذه بعطر قربه ليكمل عمرو وصف مشاعرهم قائلا 
حبيبي المس ايديا عشان اصدق اللى أنا فيه .. ياما كان نفسى اقابلك بقالى زمان خلاص وهحلم ليه 
كانوا يتحركان كفرشات الحب فبعدها سليم عنها مجددا ليكمل في رقصة سلو 
مانا هنا جنبي أغلى الناس جنبي احلى الناس
حبيبى ليله .. تعالى
ننسى فيها اللى راح .. دى ليلة تسوى كل الحياه .. ومالى غيرك .. ولولا حبك هعيش لمين .. حبيبى جاية اجمل سنين .. وكل مادا تحلى الحياه 
إنك ذلك النوع النادر من الأشخاص الذي يشارك الدرب فيتربع علي عرش القلبك فينمو ويتورق يخضر في ويكبر. يتسلق بسلاسة وهدوء ويوجه روحى نحو الشمس رغم انطفاءاته .. الشخص الصديق الأذن المصغية والكتف
الصلب إلى الأبد رغم التعب دائما يبدو في اعظم قواه 
تنهدت نورا بتنهيدة شوق بعد ما انتهت من كتابه ما يتشاجر بقلبها فلم يهدأ إلا بعدما تخلصت منه فى صورة حبر منثور على الاوراق استدارات براسها وجدت عماد مقبل نحوها في ممر الشقه الموصل بين الصاله والغرفة فتركت ما بيدها مردفه بلهفه 
قومت لييييه !! انت لسه تعبان ..
قرب منها ليجلس على اقرب مقعد قائلا بتثاقل 
ياستى شويه برد ومجرد ما ادفيت وخدت البرشامه راحوا لحالهم ..
تنحنحت بخفوت لتردف 
بس جسمك عرق ماكنش ينفع تخرج في المكيف .. هقفله عشان البرد مايردش عليك .. 
استند برأسه للخلف قائلا بعتب 
مالهوش لزوم انا كويس ..
نهضت سريعا وبدون تفكير وهى تمسك ريموت التكيف قائله بنبرة عتاب 
انت
بتعاند نفسك ولا بتعاند التعب !! انا اول مرة اشوف كده ..
ابتسم رغم عنه قائلا 
كلنا بنعاند في بعض حتى الحياة بتعاندنا ومصممه اننا نكون فيها لحد دلوقت .. كأنها مستحليه وجعنا ..
الټفت إليه بملامح غاضبه لتقول 
ايه الياس دا !! حصل ايه لده كله يعنى !
تنهد بۏجع قائلا بتثاقل وحواجر صدره ترتفع امامه 
يأس !! بالعكس الدنيا كانت عقاپ لآدم وحواء لانهم عصوا ربنا .. انك تشوفها على حقيقتها دا أمل انك مسيرك في يوم هتتحررى .
جلست بجواره بخفه مردفه بثغر متبسم 
وانت اي اللى مضايقك !! دى سنة الحياة ومهما طال العمر مسيرنا هنتحرر .
ابتسم بحزن قائلا 
اللى مضايقنى ان ربنا لما عقاپ ادم وحواء نزلهم على الارض سوا .. فحتى ولو كانت الحياة چحيم المهم انهم مع بعض هيخلوها جنة ..
للدرجه دى بعدها واجعك .. !!
اااااه واكتر ما تتخيلى .. حاجه اشبه بطلوع الروح .
مضغ قلبها بين حدة كلماته فهو شخص محصصن جيدا بطيف الحب الذي لم يترك ثغرة واحده كى يتسرب منها حبها إليه .. فركت كفيها محاوله اخفاء حزنها لتقول
هعملك كوباية لمون ..
قبل ان يحرك عماد ثغره ليتحدث التفتوا جميعا لصوت قوى جمهوري يهتف من الخلف جعلهم ينتفضون من مكانهم ..
نورا بقلق 
خير يارب .. فى ايه ..
ياسلييييسيم ياهواري اطلعلى .. لو راجل واجهنى يلاااا انا مستنيك اهو .. مرتى فينها يااسليم .. 
اردف ادهم الذي اقتحم قصر الهوارة بمجرد ما فتحوا الغفر ابوابها فجهر بصوته الاجش مكررا كلماته كثيرا يركضون الغفر من بعيد كى يصلوا إليه اما عن اهل البيت فجميعهم احتشدوا من مختلف الانحاء على مصدر الصوت خرج راجح الهواري مستندا على عكازه قائلا بهيبه 
عاوز ايه ياولد العتامنه ..
تقدم محمد خلف جده بقوة ليقف امامه ويدفعه للخلف قائلا 
ماتحترم نفسك .. انت ازاي متهجم علي بيوتنا في وقت زي دا ..
دفعه ادهم بعيدا عنه بقوة 
اخوك خد وجد مرتى وراح على فين !!
اردف عماد الذي جمع كل شتات قوته مستندا علي عكازه تمرده 
وطى صوتك ياجدع انت .. وبعدين روح دور على مرتك بعيد عن اهنه ..
توسط ادهم ساحة بهو قصرهم مزمجرا
اقسم بالله لو كان له علاقه بغيبة مرتى هجيبلك راسه تحت رجليك ياراجح ياهواري ..
حاوطوا الغفر ادهم من كل الجهات مصوبين اسلحتهم نحوه رمقهم ادهم پحده قائلا 
فكركم انى هخاف تبقوا غلطانين احنا اللي لينا التار ومسيرنا هناخده بدل الراس اربعه ..
اتسعت عيون الناس بينما هلع قلب ماجده بجوفها عندما ظنت ان اختفاء سليم يرتبط باختفاء وجد .. فتراجعت للخلف منتفضة اما عن راجح الهواري تناول سلاح من احد الغفر
بقوة ليصوبه نحو قلب ادهم قائلا بټهديد 
انت جاي تتهجم على بيتى وكمان جاى تتبلى علينا بغيبة حريمكم .. رجالة الهواري ماعيخطفوش حريم وانت دلوق واقف قدامى يعنى لو قتلتك مش هاخد فيك يوم .. امشي روح مطرح ما جيت ياولد العتامنه واقصر شرنا ..
ارتفعت صوت انفاس ادهم پغضب ليقترب منه ببطء قائلا 
وعلى ايه !! وعهد الله راس حفيدك ماحد هيطيرها غيري ياهوارة ..
انقض عليه محمد كما ينقض الاسد على فرائسه مما جعل يسر تنتفض من مكانها صراخه باسمه زمجرت رياح ڠضب محمد من ثغره قائلا
انت جاى بيتنا تهددنا !! ماتتكلم علي قدك دانا اډفنك مطرحك ..
تدخل عماد بحكمه ليبعد محمد الممسك بياقه ادهم قائلا 
ابعد يامحمد .. الظاهر في سوء تفاهم ..
ثم الټفت نحو ادهم قائلا پحده 
وانت اتفضل امشي من هنا ولو فكرت تعتب هنا تانى هيكونلى معاك تصرف تانى ..
القى ادهم عليهم اخر نظراته التوعديه التى تحمل بين ثناياها حقد ونيران تلتهم قنا بأكملها متجها نحو سيارته تاركهم في حيرتهم ..
اقتربا الاخوات من الجد بتأفف فاردف محمد 
مالك
ياجدى ساكت ليه !!
اردف الجد پاختناق 
سليم مظهرش من الصبح وبت العتامنه مش لاقينها .. ياخوفى ليكون عملها ..
تبادلوا الانظار للحظات ثم اردف عماد قائلا 
سليم مايعملهاش ياهواري !!
تدخلت ماجده في حديثهم بعيون متورمة من كثره البكاء 
لا سليم يعملها .. تقدر تفسر غيابه من امبارح دا معناه ايييه !
يقف سليم امام المصعد فتعمد كى يضغط على الزر لتضربه على كتفه بعتاب 
بطل حركاتك دى .
ضغط سليم على شفتيه متوعدا 
فكرك انى بتلكك يعنى .. تؤ غلطانه ياروحى انا لو عاوز اعمل اي حاجه هعملها ولا هيهمنى حد
نظرت إليه بعيون ضيقة ساخره تحمل بين ثناياها تحدى
اتكلم على قدك .. ومين قالك انى هسمحلك تعمل كده اصلا ..
وهو يرمقها بعيون كصقر فتراجعت للخلف لتضع حدا له بكفوفها 
خلاص ياسليم .. بهزر والله .
ابتسم ابتسامه ثقه 
مش قد الكلام متقولهوش بنظرة واحده بترجعى لورا ..
بمجرد ما انتهى سليم من قول جملته فتح باب المصعد على مصرعيه فدفعها برفق للداخل قائلا 
ادخلى ياختى .. لما اشوف اخرتك اييييه 
ضحكت بصوت عال وثغر متبسم ووجهه يشع ضياء حب كافيا ان ينير مدينه مظلمه باكملها وصلا الاثنين امام غرفتها .. فالټفت سليم اليها 
هاتى البصمه بتاعة الباب ..
لم تفيق وجد من سحرمردفه بتنهيده
هااا
لاح امام عينيها قائلا
وجد انت معايا .. 
هزت رأسها نفيا
 

تم نسخ الرابط