رواية عصيان الورثة بقلم لادو غنيم

موقع أيام نيوز

داخل مزرعة المواشي كأن يقف حسان داخل مكتبه وأمامه ليلي التي تبكي وهي تقول__
أنا خلاص زهقت قولتلك خلينا نتجوز ونحط أمي ادام الأمر الواقع ديه رأسها وألف سيف متجوزش غير صفوان
أخذ نفسا عميقا وفرغه في الهواء يخرج بهي ذلك الألم الذي يلازم قلبه المشتعل بغرامها منذ الصغر وقال ببعض الجدية___
ليلي أنا قولتهالك قبل كده وبقولهالك تاني أنا مش هتجوزك من ورا علم أبوكي وأمك أنا يوم متجوزك هتجوزك في النور وبموافقتهم وهنعمل فرح يحضره أهل البلد كلهم ياليلي اللي بيحب بجد بيصون حبيبه وبيحافظ عليه وأنا مش هقدر أخليكي أقل من غيرك وأتجوزك في السر زي اللي عاملين عامله وبيداره عليها
جلست علي المقعد تبكي پقهر فلم يعد يوجد مفر من زواجها من صفوان بينما حسان فشعرا بأنقباض بقلبه الذي يراها تبكي لم يكن يستطيع روئيتها بتلك الحاله التي تألم قلبه العاشق لهامن ثم تحرك وجلس بالمقعد المقابل لها وقال بلكنه هادئة__
ممكن تهدي ومتعيطيش حاولي تفهميني وتقدري الموقف اللي أنا فيه_أنتي دلوقتي خطيبة أبن عمي اللي بالنسبالي أخويا الكبير مش هقدر أعمل كده فيه وأخدك منه زي الحرمية٠أنتي متعرفيش ضميري بيأنبني أزي لما بقابلك وأتكلم معاكي من وراه بحس أني بخونه
أسمعيني يابنت الناس لو فعلا بتحبيني أصبري عليا وأنا هحاول أتكلم معا جدي وأخليه يقنع عمتي بجوزنا ويلغي جوازك من صفوان واديها جات من عند ربنا والفرح أتاجل أسبوع بحاله يعالم بكرا مخبلنا ايه
حديثه لم يهدئها بل شعرت أنه لا يهتم بالزواج منها مما جعلها تنهض وتجفف دموعها ناظره له بجمود قائلة__
أنا صبرت عليك كتير أوي ياحسان بقالي سنه بسمع منك الكلمتين دول وبرده والا بتكلم جدتك والا جدك والا حتي صفوان أنا خلاص زهقت من وعودك ليا حس بيا أنا مش قادره أكون معا واحد غيرك وأنت بكل سهولة بتفرد فيا وعارف أني ممكن فعلا جوزي من صفوان يتم وتلقيني مراته الحل الوحيد أننا نهرب ونتجوز ونحط الكل ادام الأمر الواقع
لزم تختار وحالا ياما توافق أني أتجوز صفوان يااما توافق أننا نروح حالا ونكتب كتابنا ونحط الكل ادام الأمر الواقع الأختيار ليك ياحسان
تنهد بعمق ونهض من علي المقعد ينظر لها بهدؤ وداخله يهوي بنيران تطوف حول قلبه الممزق إلي نصفين الأول بالتقاليد وأحترام الكبار والأخر بالم فراق معشوقته الذي لم يعد سوا دقائق علي حدوثة
كان في حيرة من أمره لم يكن يدرك ماذا عليه أن يقولبينما هي فكانت تنتظر أجابته بقلق محتل معالم وجهها وخفقات قلبها كانت تتصارع في حالة من الخۏف مما سيختارلكنها خرجت من تلك الحالة إلي الرهبة عندما فتح صفوان عليهم باب المكتب ودلف ووقف بينهما ينظر إلي ملامحهم المشتتهمما جعله يقوص حاجبيه ويسألهم بأستفهام__
مالكم شكلكم قلقان كده ليةوبعدين أنتي هنا بتعملي ايه ياليلي
بلعت لعابها عبر جوفها ببطئ شديد وعيناها بدءت بالتأرجح بينه وبين حسان علمت أنها الفرصة المناسبة للأعتراف بذلك العشق المدفون بينهما وعزمت امرها علي اخبار صفوان بالحقيقة لتنهي ذلك الزفاف ثم ثبتت عيناها عليه وقالت بتوتر__
_أنا_كنت_جاية_عشان_أقول_لحسان_أنه _لزم_يروح_ليك_ويقولك_أن_أنا_وهو_بنح
قاطع حسان حديثها بلهفه بعدما أدرك ماتنوي علي فعله ووقف بجانب صفوان هاتفا برسمية__
أننا بنفكر نخليك تاخد أجازة من الشغل الأسبوع ده عشان تفضي لفرحكم 
طعن قلبها پسكين بارده أدركت اختياره وأنه أختار صفوان وفضله علي عشقه لها_مما جعلها في تلك الحظة تخفي دموعها وتظهر جمال ملامحها بتلك البسمه المشرقة ومدت يدها ووضعتها علي كتف صفوان قائلة بلكنه ناعمه للغايه 
فعلا أنا كنت جاية عشان اقوله يقنعك أنك تفضالي الأسبوع ده عشان نجهز لفرحنا بدل مانت مشغول عني ومش فاضيلي خالص_
حرك صفوان رأسة بشك فلم يراها تحدثة بتبسم من قبل
مما جاعله يضيق عيناه ويشيح يده من عليه واجابها برسمية___
أنا معنديش حاجة أسمها أريح من الشغل والكلام ده تقولي هولي بيني وبينك ياله ارجعي البيت ومتجيش هنا تاني هنا مكان شغل مش مكان طلبات
أحرج هيئتها وظهرا عليها التوتر بينما هو فاتاه أتصال مما جاعله يجيب ويخرج بهاتفه للخارج أما حسان فكان ينظر لها پحده بسبب تلك الطريقة الناعمه التي حدثت صفوان بها فقد أثارة غيرته لكنه حاول تملك أعصابه وقال ببعض الثبات___
ياريت تحترمي وجودي بعد كده والحركات دية ماتتعملش ادامي يا ليلياللي بتعملية ده مش هيخليني أغير وأبدل رئيه
كلماته الجارحه كانت تسير بين أوتار قلبها تمزقها پشراسه وتذيد من أنين قلبها لكنها اخفت تلك المياة التي تود الخروج إلي سطح عيناها وقالت بلكنه بارده تتحداه بشراسة___
أنا الحد أخر لحظه كان عندي أمل أنك تتمسك بيا أكتر من كدهبس براحتك أنت اللي أختارت أنك تفرد فيا لغيرك_عشان كده أنا موافقه أني أتجوز صفوان وأعيش معاكم في نفس البيت وابقي دايما قدام عينك اللي هتشوفني بين أيدين راجل غيرك والله العظيم لهخليك تحس بأضعاف الۏجع اللي حساة دلوقتي ياحسان 
أنهت حديثها وأستدارت لتذهب لكنها وجدته يمسك بمعصمها محدثها بجدية يخفي خلفها ألم قلبه___
اللي عايزه تعملية مش هيوجعني ويزعلني لوحدي لاء ده هيوجعك أكتر منيأنتي بالطريقة ديه مش بتعاقبيني لاء أنتي بتعاقبي نفسك ياليلي
كانت تدرك صحة حديثه وأنها ستعرض نفسها لألم مپرح سيمزق اوتارها لكنها قررت خوض المعركه للنيل من قلبه الذي فرد بهي مما جعلها تخفي دموعها وتقول بلكنه مولعه بالتحدي___
عارفه أنا هعمل ايه كويس ياحسان ومن الحظة دية كل اللي بنا ماټ ياأبن خالي
سحبت معصمها منه وفرت بالذهاب إلي الخارج أما هو فجلس علي المقعد يجذب شعره باصابعه محاولا تفريغ غضبه المشحون داخله
أما علي الجانب الأخر داخل منزل العزيزي كانت تجلس نادية علي المقعد بجانب الحجه وصيفه وتدندن بعض الأغاني وهي تشعر بالسعادة فقد ظنت أنها تخلصت من حياةلكن فرحتها لم تدوم فور أن رئتها تدلف إليهم بوجه مبتسم عكس هيئتها المتسخهشعرت بنيران ټحرقها قبضة علي معصمها پحده مفرغة ڠضبها بتلك الحركهبينما وصيفه فنهضت ونظرت إلي حياة بتعجب__
مالك يابنتي ايه اللي عمل فيكي كده
وقفت حياة أمامها تهندم من هيئتها وقالت بإبتسامة __من كتر مالجو كان حر الحصان عمل معايا معروف ورماني في البحيرة بس الحمدلله محصليش حاجة
أخفت نادية ڠضبها وبللت شفتاها بلسانها وقالت بجمود__
كويس أنه رماكي جوه المياة بدل ماكان هرسك تحت رجلية ٠
رمقتها وصيفه پحده ثم أستدارت ونظرت إلي حياة وامسكت بيدها وقالت ببعض الجدية__
تعالي معايا خليني أجبلك هدوم من أوضة هنادي تلبسيها
ذهبت حياة برفقة الجدة وعيناه ملقاه بحدة علي نادية التي فور أن ذهبا من أمامها جلست علي المقعد تحدث عقلها بشراسة___
ماشي يا دكتورة فلتي مني المرادي بس المره الجايه مش هتفلتي من أيدي مهما حصل
صمت عقلها وبدءت بالتفكير في فكره أخره للتخلص منها
أما بالمساء حيث الساعة الثانية عشر بعد منتصف الليل كانت تقف حياة بالحديقة الخلفيه من المنزل وهي ترتدي عبائة بيضاء أخذتها من ملابس هناديكانت تتحرك باالأرجاء تحت ضوء القمر تفكر فيما ستفعله غدا ٠لكنها سمعت صوت صهيل حصان يأتي من خلفها مما جعلها تستدير لتجد صفوان ينزل من فوق حصانه الأبيض الذي عاد بهي للتو من الخارج ووقف أمامها محدثها برسمية___
إيه اللي موقفك هنا في وقت متاخر زي ده
عقدت ذراعيها أسفل صدرها واجابته بلكنه بارده تشبة تعاقيد وجهها__
حاجة متخصكش وبعدين أنا مش صغيره عشان أتحبس في أوضتي من العشا٠
بللت شفتاه بلسانه محرك رأسه لليسار محاولا التغاضي عن حديثها المتجمد معهبينما هي فنظرت إلي حصانه الأبيض وقالت بجمود__
وبعدين مش حرام عليك تفضل مدوخ الحصان معاك طول النهار الحد دلوقتي هو عشان مش بيعرف يدافع عن نفسه تستعبدة كده
قوص حاجبيه بتعجب وقال__
حد قالك أني راكبه وبجري بيه الأربعه وعشرين ساعة والأهم بقي أنه حصان أعرف راحته واخاڤ عليه أكتر منك ياريت تخليكي في شغلك وعلاجك للمجانين
أمسك بلجام الحصان وأستدار ليذهب لكنه وجدها تفذف جملتها مثل البارود__
المجانين اللي بعالجهم فيهم واحده منكم ومن نسلكم وحدة رمتوها زمان بكل جبروت
وغباء أنتوا مستحيل تكونه بتحسه بالحيوانات لأنكم باختصار شديد مش بشړ يابن العزيزي
أستدار لها بحنق وعين متجحظة پشراسه وامسك بمنتصف ذراعها يضغط عليها باصابعه الغليظة يفرغ بهي ذلك الڠضب الذي غزت بهي عروقه٠وقال بلكنه أشبة ببرود الثلج___
عائلة العزيزي متتنطقش علي لسانك تانيوخليكي في حالك عشان أنتي مش قد ڠضبي أنا سبحان من مصبرني عليكي وعلي طولة لسانكوأديني بقولهالك للمرة التانية متجبيش سيرة حد من عائلتي علي لسانك ومتخليش شيطانك يوزك عليا عشان أنتي مش قدي أنا لو صلط شيطاني عليكي قسما بالله ليجننك أنتي الحد دلوقتي متعرفيش مين هو صفوان العزيزي يادكتورة
دفعها للخلف بعدما جعلها تشعر بالقلق منهوأستدار ليذهب لكنه وجدها تقول بتحدي لكن تلك المرة بصوت متحشرج بالبكاء___
ياخسارة ياريتك كنت بتحب بنت عمك وپتخاف عليها زي مابتخاف علي باقي أهلك كده_بس المشكلة مش فيك لوحدك المشكلة فيكم كلكم سبوتها هي وأمها يعانوا بسببكم ويتعرضوا للذل والأهانه بسبب رميكم ليهم بس اديني أنا اللي بقولهالك اللي حصل لحياة وأمها بسببكم من سبعه وعشرين سنه حياة مش هتسبكم عليه وهتحسابكم واحد واحد وأنت قولتها قبلي اللي اتعرض للظلم مبيعرفش يحب وبياخد العاطل بالباطل والكل هيطولة نايب من العقاپ ياابن العزيزي
حديثها المدفون بسلاسل شائكة جعله يشعر ببعض القلق يتسلل إلي داخله لكنه لم يدع الأمر يأثر عليه بل أستدار برأسه لها وقال بلكنه بارده تشبة عيناه___
وأنا

________________________________________
مستني أخد نصيبي وياريت تبلغي حياة أني مش هسمح لها انها تقرب من حد من أهلي وأنا اللي هقف لها وحسابها هيكون معايا أنا وبس
رمي جملته الملغمه بالتحذيرات في وجهها وغادر المكان تاركها تخفي دموعها وتستنشق الهواء عبر رئتيهامحاوله التغاضي عما قالهكانت خفقات قلبها تؤلمها وعقلها يلومها علي ذلك الحب الذي تشعر بهي أتجاههحاولت تكذيب مشاعرها وأرغام قلبها علي رفض ذلك الحب الذي لن يجد النور مطلقاوبدء بالتحرك وهي تفكر فكلماته الحادةوبعد دقيقة شعرت بخطوات أحدهم ياتي خلفها مما جعلها تستدير للوراء تتفقد المكان بعيناها لكنها لم تجد احداثم استدارت لتكمل سيرهالكنها لمحت خيال أحدهم يقترب من خيالها ياتي من الخلفمما جعلها تشعر بالخۏف وأستدارت بلهفه لتتحدق عيناها پصدمه وهي ترا رجلا ضخم يقف خلفها وعيناها تلمع بشراسةثم ضربها علي رأسها بعصه الغليظة التي جعلتها تفقد الوعي ثم حملها علي كتفه وأسرع بالركض بهي إلي خارج البيت من البوابة الخلفية٠وفور خروجه وجدا صديقة الأخر يفتح له باب السيارة الخاصه بهم ووضعا حياة علي المقعد الخلفي وجلس بجانبها وأغلق الباب عليهم اما الأخر فجلس علي المقعد الأمامي
تم نسخ الرابط