رواية الكابو بقلم علا السعدني

موقع أيام نيوز


عليه أن يتحمل كل تلك العواقب يتحمل ذلك الطريق المظلم الذى اختار أن يسير فيه وحيدا ٠٠ نعم وحيدا فرغم كل رجاله تلك فهو وحيد هو يعلم أن عليه شرائهم بماله لكن لا احد سيحبه ابدا أن عرف حقيقته فهو مجرد فاكهة حلوة من الخارج ولكنه بداخله تسكن عفونة لا يعلم بها احدا سمع صوت رجاله الذين يريدون أن يفروا بعد أن سمعوا صوت سيارة الشرطة سمع صوت يونس بجواره وهو يحاول أن ينادى عليه كى يجعله يستفيق ولكنه اغمض عيناه فقد علم جيدا أن تلك هى النهاية حتى صعدت روحه إلى بارئها ٠٠

خانت يونس تلك الدمعة التى نزلت من عينه فلم يكن يريد أن تكون تلك النهاية أن تكون خاتمته هكذا شعر بأنهم على الرغم من انهم يسكنون بمنزل واحد إلا إنه كان يفصلهم كثير وكثير فالنهاية تأتى فى أى وقت لا أحد يعلم متى ستكون النهاية ولكن يجب أن نستعد لها فهى تأتى فى غمضة عين أغمض عيناه وهو يتذكر كل طفولتهم سويا لقد أراد أن يمنعه أن يردعه ولكن إن تكون تلك الطريقة لم يفكر ابدا بها بتلك الطريقة قاطع افكاره تلك وذكرياته دخول الشرطة للداخل لتقبض على جميع الرجال ولكنهم فوجئوا بوجود أنس قد رحل عن الحياة شعرت آسيا بصداع رهيب فى رأسها ولكنها حاولت أن تتمالك نفسها نظر لها يونس فنهض عن الأرضية ثم أتجه نحوها وقال
نروح بس مع الظابط نقول اللى حصل ٠٠ وبعدين اوصلك 
هزت رأسها وهى تشعر بالوهن وذهبت معه دون أن تعترض وصلوا لقسم الشرطة وأخبرهم يونس بما حدث وكيف علم مكان آسيا فشعرت آسيا پغضب شديد من أقواله تلك اذا فقد كان على علم أن أنس يعمل فى التهريب وليس هذا فحسب بل هو ٠٠ هو من قصد أن يتسبب لها فى خسارة عملها لكى ينتقم منها مما فعلته به ٠٠
خرجوا من المخفر سويا فنظرت له آسيا پغضب شديد ولكنها لم ترد حتى اكأن تحدثه او تعاتبه فقررت أن تقف فى انتظار سيارة آجرة فقال يونس
تعالى هنا عشان اوصلك
لم تستطع آسيا اخفاء تلك الاسئلة التى تدور فى رأسها لذا اڼفجرت فى وجهه
انت اللى اتصلت وبلغتنى عن الشحنة اللى أنس كان هيهربها الشحنة الفشنك مش كده ٠٠ كنت عاوز ټنتقم وترد كرامتك وتأذينى فى شغلى مش كده
تعالى نتكلم فى العربية
مش هروح معاك فى حتة إلا لما تقول
فزعق بها بقوة
قولتلك ادخلى العربية وهنتكلم ٠٠ مش هنتكلم فى نص الشارع كده
زفرت آسيا پغضب مدفون داخلها ثم أتجهت نحو سيارته واستقلا معا السيارة تحدث يونس بلا مبالاة
عاوزة تعرفى ايه !
انت قلت فى القسم جو للظابط إنك أنت اللى بلغت
وأنتى
سمعتى ده بس ومسمعتيش الباقى !!
انت كداب يا يونس انت بټنتقم منى بس بطريقة رخيصة و ٠٠
قاطعها قائلا
ولما انا عاوز انتقم منك يا غبية عرضت نفسى للخطړ ليه وجيت لما شفت بالصدفة الراجل

بتاع أنس بيراقبك هنقذك ليه يا غبية !!
صمتت آسيا قليلا فهى لم تفكر فى تلك الجزئية لذا نظرت له ثم قالت
تقصد ايه !
كل ما فى الأمر انى عرفت اصلا أن أنس بيشتغل فى الهباب ده قبل ما تمشى بيوم واحد سمعته وانا راجع من بارة بيكلم فى مكتبه
عاد يونس فى الثانية صباحا وهو يشعر بالتعب فقد كان يعمل بشركته الخاصة حتى ذلك الوقت المتأخر فوجد نور المكتب الخاص ب أنس ساطع فقرر الدخول كى يرى أن كان يحتاج لمساعدة ما قبل أن يضع يده على المقبض سمع صوته يتحدث مع رجل آخر
كل شئ تم زى ما حضرتك خططت
ابتسم أنس بسعادة ثم قال
شحنة الحقيقية هبلغك بميعادها قريب اما آسيا كده فباى باى مش هتقدر تورينا وشها بعد كده لو جت تانى يبقى بتحفر قپرها بأيدها
ابتسم ذلك الذى معه فشعر أنس بسعادة كبيرة لأن تلك البغيضة لن يضطر أن يراها مرة آخرى ٠٠
وقف يونس فى الخارج وهو لا يصدق ما سمعه للتو حقا أن أنس كذلك !! تاجر !! اذا فقد علم سبب وجود آسيا منه الآن أبتعد مسرعا عن المكتب حتى لا يراه أحد وصعد غرفته ليفكر ما الذى يجب أن يفعله ليواجه أنس بما علمه للتو أم ماذا يفعل وهل أن واجه أنس سيستمع لحديثه من الأصل بالطبع لا !! علم جيدا إن أبعاد أنس عن ذلك الطريق لن يكون إلا بالقوة ليس بالنصح والأرشاد ٠٠ 
نظرت له آسيا بعد آن انتهى من حديثه ذلك ثم قالت
انت عاوزنى اصدق ده
ده اللى حصل وساعتها قررت اراقبه كويس مش بس كده حطيت جهازت تسجيل صغير فى مكتبه من غير ما يحس وعرفت وقت عملية التهريب وقولتلك وبعدها شلته تماما عشان ميكتشفش شئ
رمشت آسيا قليلا ثم قالت
وهو عرف منين ان فى حد بلغنى
هز يونس كتفاه بلا
 

تم نسخ الرابط