رواية جوهرة بين اغلال الشيطان بقلم منى ابو اليزيد
المحتويات
مصدره أخذت نفس عميق وزفرته مرة أخرى مع ابتسامة غزوت فمها سرعان ما تلاشت الابتسامة لتتحول إلي عبوس مع انقباض حاجبيه وفرش ملامح وجهها بالخۏف حين سمعته يقول
أنت أتجننت بتفتحي الشبابيك عشان يدخل النور المكان وأنت جاية تشتغلي عند المظلم
لا تصدق جوهرة ما سمعته كلمات زلزلت كيانها وفطرت قلبها لا تعلم كم مر عليها من الوقت وقفت عند كلمة المظلم ظلت ترددها عدة مرات متتالية بينها وبين نفسها پخوف استدارت للخلف بجسدها بضعف وجدت براثن الڠضب تطل من عينيه عدلت حجاب رأسها لتتأكد من خفي شعرها بتوتر أخرجت نفسا مطولا لكي تتمرد عليه ردت عليه بتحدي
كاد أصيل أن يرد عليها سرعان ما تذكر أنه بحاجة إليها خرجت تنهيدة منه بقدر ما يحمله من غضبه خفي إعلانه حدق مقلتيها بغطرسة لأنه صاحب القصر يحكم ويؤمر ثم ردد بنبرة أمر
بم أنك هتشتغلي هنا لأزم تعرفي قواعد البيت وتتنفذ بدون مناقشة
أنفذ مرة واحدة وليه إن شاء الله
أنت جاية تشتغلي عندي يبقي تلتزمي باللي بقوله
ما أنت اللي طلبتني أشتغل عندك
أشار بسبابته اتجاهه صاح بصوت صاخب
وأنت وفقت على طلب يبقي تنفذي القواعد
كانت المناوشة بينهما حادة قطع كل ما يحدث تدخل سعد قائلا
هز رأسه بحركة دائرية بتلقائية رفع حاجبيه لأعلى من شدة التعجب الذي احتل كيانه حين شاهده لم يكن يعلم بوجوده فهتف متسائلا
أنت مين
أجابت عليه جوهرة بتحدي وهي تضغط على كل حرف
ده أبويا وهيفضل معايا لو أشتغلت هنا ده لو اتفقنا أصلا
استعدت حنان للعمل الجديد بعد أن تركت المطعم القديم ولحقت بمطعم آخر يناسب مواعيده مع أبنها اتجهت إلي أحد الطاولات بخطوات ثابتة محافظة على جفاف ملامحه من شتى التعبيرات وقالت بنبرة رسمية وهي تمد يدها للأمام بقائمة الطعام
هز رأسه بالنفي دون أن ينظر لها ثم هتف بخنق
أنا عارف هطلب إيه
طبيعة شغلها تجعلها تضطر أن تتحمل جميع الناس كتمت شعور الضيق الذي احتل كيانها قائلة
تحت أمر حضرتك
عايزك
حينها ظهر وجهه لها ليبث الخۏف والتوتر داخلها رد عليها بثقة
عيب كده أنا ممكن أرفدك بسبب الكلمة
دب الخۏف يسير مع دمائها مع
ضربات قلبها
غير منتظمة حاولت جمع ستات نفسها لكن الفشل حوطها فقالت بتعلثم
أومأ رأسه بتأكيد بابتسامة مرسومة على ثغره
اها سنان جوزك أقصد طليقك
جزت على أسنانها من الغيظ سرعان ما تبدد حالها من الخۏف إلي التحدي قائلة
مهما تعمل مش هرجعلك أنت شيطان في صورة بني أدم عن أذنك أشوف حد تاني يشوف طلبك
كل هذا كان يتابعه صاحب المطعم وجه الحديث إلي زميلتها
قوليها تجيلي
على المكتب حالا
أومأت رأسها على مضض دون رد وعادت تنظر له بأعين تنبض حدة قبل أن تتجه إلى صاحب المطعم وقفت أمامه شابكه الأيدي لبعضهما البعض هوى قلبها إلى قدميها واحمر وجهها خوفا لا تعلم ماذا يريد وكيف تفعل إذا سألها عن ما حدث وقالت
أبعد مرمى بصره عن حافة الورق التي يقرأ فيها رفع عينيه عليها وقال بجمود
ياريت اللي شفته النهاردة مع الزبون مش يتكرر تاني وإلا هرفضك أنا مش عايز أقطع عيشك
كادت أن ترد عليه لكن هربت الكلمات من لسانها عند رؤيته ها هو الذي حدثت معه خلاف بسبب أبنها فقالت پصدمة
أنت أزاي هنا أنا قبلت
قطع حمزة حديثها بسرعة ثم هتف
شريكي اللي قبلتبه ياريت تحترمي الزباين أتفضلي شوفي شغلك وده أخر إنذار ليك
ما عليها إلا الطاعة أجبرت على كل شيء منذ اللحظة التي وافقت فيها على زواج من سنان يليه اكتشافها لحقيقته دفعت الثمن مرات كثيرة ومازلت الستار الأسود هو لون حياتها والغبار و الأتربة مليئه به
........
اندفعت جوهرة خارج البيت التي تسكن فيه ظلت تتفوه بكلمات مكتومة عندما صمم والدها العمل مع أصيل الشاذلي وعدم أخباره بزيارة جده له صعدت السيارة بوجه ملئ القهر التي أرسلها أصلان الشاذلي معها لتجلب ما تريده شعرت كأنها قطعة جماد تتحرك كما يريدوا لم تجد غير حل واحد حتى لا يغضب عليها والدها سوف تنفذ ما تريد وفي نفس الوقت تتحرر من خروج القصر دون اعتراض من والدها
وصلت السيارة إلي القصر بعد فترة من الوقت ترجلت من السيارة أسندت والدها في الهبوط لبطئ حركته تنهدت بعمق قبل أن تقرع الجرس سعت عينيها بالصدمة حين رأت فتاة تفتح لها الباب ترتدي ملابس لا تليق بفتاة مسلمة ذراعيها ظاهرة دون حياء تضع مساحيق تجميل كثيفة شعرها منسدل على ظهرها فقالت متسائلة
أنت مين
أنا اللي مين ولا أنت
رمقتها بنظرات تعجب تناثر الڠضب منها لتصيح عاليا
هو فين البيه صاحب القصر اللي عامل فيها مؤدب
ظهر أصيل كالثور الهائج أمامها دون مقدمات ثم هدر پعنف
أنت بتزعقي كده ليه مش أنا قولت بحب الهدوء
بتحب الهدوء
متابعة القراءة