رواية جوهرة بين اغلال الشيطان بقلم منى ابو اليزيد

موقع أيام نيوز


كانت ذبيحته
....
استعدت جوهرة للذهاب إلي الطبيب بمرافقة والدها كانت ترتدي تنوره سمراء واسعة لا تظهر مفاتن جسدها كنزه علوية ذي أكمام طويلة وواسعة باللون نبيذي على رأسها حجاب مشجر من اللونين ألقت النداء عليه بصرامة
بابا يا بابا أنا جاهزة
ظهر سعد في حينها يرتدي قميص كاروه من اللونين البني والبيج ومن الأسفل بنطلون بني قال بثقة

وأنا كمان يلا
خرجا من البيت وهو يستند عليه سارا بعض خطوات في الشوارع الجانبية وقفا في المحطة منتظرين الحافلة النافلة بعد بضع دقائق كانا في الحافلة ضغطت جوهرة على التحليلات التي لم تفهم ما بها بناء على حديث سنان في المعمل دون علمها نظرت إلي والدها وقلبه يدعو بدل شفتيها أن يكون والدها بخير ربت سعد على يدها شعر ما يدور في ذهنها أرسل الأمان بابتسامته لها
استقرت الحافلة في المحطة التي تريدها ترجلا منها بحرص سارا للأمام بعض خطوات استغرق خمس دقائق دخلا العمارة التي فيها عيادة سنان كانت الطابق الثاني وجدت العيادة خالية ليس بها سوي أخر مريض في الكشف والسكرتيرة بالخارج انتظرت حتى خرج المړيض من الحجرة دخلت خلفه بعد ما بلغت السكرتيرة سنان
جلست في المقعد المقابل له قدمت له التحليلات فركت يديها من التوتر منتظره أخبار تسرى قلبها خيب ظنها بالكذب حين قال أنه محتاج عملية وهو سوف يفعل لازم لا تهتم بالمال على الرغم أن التحليلات تؤكد أنه لا يحتاج سوي العلاج فقط
وقعت كلماته كالسکين الحاد عليها صدمت حقا هبطت مقلتيها بالعبرات حاول سنان يهدأ من روعتها حين قال
متقليش للعملية سهلة ومش خطېرة وبعدها هيبقي زى الحصان مش هقولك أسالي مرام لا أسالي أي حد
جففت عبراتها آلتي علبتها حاولت أن تظل صامدة فقالت متسائلة
والعملية أمتي يا دكتور
أجاب عليها بثقة
خلال أيام
هزت رأسها لأعلى ولأسفل بالموافقة على حديثه نهضت من مكانها وجهه غير طبيعي من الصدمة عكس والدها الذي تقبل الموضوع بنية صافية هتفت
شكرا يا دكتور
أثناء سيرهم في الطريق باغتها سعد بقوله
بلاش العملية دي
رمت مرمي بصرها عليه بدهشة كل ملامح وجهه تؤكد أن يتحدث بجدية قالت پصدمة
ليه يا بابا
رد عليه بنبرة خالية من المشاعر أدت بها إلي الاڼهيار
هتكلف كتير على الفاضي العمر واحد والرب واحد
كست ملامحها بالحزن رفضت تلك الكلمات من لسانه ربتت على صدرها تترجاه أن يكف عن الأقوال
عشان خاطري بلاش الكلام ده ربنا يديك الصحة وطوله العمر ولو على الفلوس مش هنغرم كتير يبقي نتوكل على الله
....
لم تمر الليلة مرور الكرام على أصيل كان يري الحياة باللون الأسود ليس فيها لون أبيض سوي الكفن الذي يريده كل يوم دخل أحد الحجرات ببطء اقترب من أحد الصور العلقة على الحائط علق عينيه عليه بنظرات يكسوها الحزن كانت الصورة تجمعه هو وزوجته وأبنه حدث نفسه كأنه يحدثهما
ليه سبتوني وبأبشع صورة مش قادر أنسي ومش عارف أبدأ منين
رقرقت عبراته رغما عنه ظل لفترة من الوقت لا يعرف كم عليه من الوقت لقد أفتقدهما بشدة أراد أن يشم رائحتهما اتجه إلي مكتب زوجته الموجود بالغرفة فتح أحد الأدراج جابت عينيه هاتفها المحمول منذ ما حدث ولا فكر أن يعبث فيه إطلاقا أمسكه بيد ترتعد تذكر هيئتها وهي تعبث وترسل الرسالات بوجه يظهر عليه الاحتقار والسخط وفي الأيام الأخيرة كان الخۏف يبدد ملامح وجهها
دار في عقله أن يفتح يقرأ المكتوب فتح كل وسائل التواصل
الاجتماعي عدا وسيلة Gmail لم يجد أي شيء ملفت لا يعرف أنها عندها حساب عليه كاد أن يغلق الإنترنت عبر الإنترنت الهوائي وجد رسالة على هذا الحساب لم تفتح بعد فتح الرسالة باندهاش نظر على التاريخ المدون قبل ۏفاتها بيوم قرأ النص المكتوب
أخر يوم في حياتك بكرة لو مجبتيش الفلاشة الصبح أخر النهار هنقول الله يرحمك
لم يفهم الكثير من الأحداث لكنه استطاع فهم شيء مهم
أنها عثرت على معلومات مهمة تخص شخص ما قرأ كل الرسائل السابقة ليفهم أكثر لا يجد سوي اسم سنان فقط نظر إلي نقطة ما يتذكر الماضي
ألقت حقيبتها على الفراش بسعادة وقالت بحماس
أصيل عندي ليك خبر حلو
أغلق التلفاز الذي يشاهده وزع بصره عليه ليسمعها في هدوء
قولي
قفزت على الأرضية صفقت بيدها قات بفرحة
مراتك بقت دكتورة في مستشفي سنان التخصصي أكبر مستشفي في مصر
عاد للواقع بشړ يعبث من عينيه لم يفكر في شيء سوس مرام هي التي تساعده على كل شيء خرج من الحجرة يجري اتصال لها وهتف
الو
الو
أزيك يا مرام
الحمد لله
كنت عايزك في موضوع مهم بخصوص اللي حصل لأختك
بدأ القلق يظهر على نبرتها
وصلت لحاجة
مش بالظبط
مش فاهمة
قص لها من معرفة حسابها على Gmail قرأته للرسائل التي كانت تتواصل مع أحد الأشخاص وذكر اسم سنان وعلمه أنها كانت تعمل في مستشفي سنان التخصصي وعاد يسألها
مش أنت بتشتغلي في المستشفي دي
اها بشتغل هناك هحاول أعرف حاجة
صمتت لبرهة ترتب الأحداث فهي لا تفوز بسنان في
يوم لعب بها
 

تم نسخ الرابط