رواية ندم لا يفيد بقلم اماني السيد
المحتويات
باباك رأيه ايه
هقولك بعدين يلا تصبحى على خير وتقدرى تاخدى بكره اجازه وتريحى شويه اتفقنا وأنا هكلمك تانى اطمن عليك. بكره
ماشى
سلام يا روحى
اغلقت رحيل الهاتف دون أن تجيبه فهى اصبحت تشعر بخجل من حديثه معها فهى لم تتوقع أن يقول حجازى مثل هذا الحديث
ياترى رد فعل عزيز ايه لما يعرف إن رحيل كانت زوجة على الورق فقط
فى اليوم التالى ذهب ضياء وزوجته للمشفى واخبرتهم رحيل أنها ستلحق بهم
بالفعل هم سبقوها وظلت رحيل بالمنزل تجهز طعام من أجل عمها وزوجته لتأخذه بعد ذلك لهم المشفى حتى تضمن اطعامهم طعام صحى
اثناء طهيها الطعام سمعت طرق على الباب ذهبت لتفتح وجدت مها امامها تحدثت رحيل معها ببرود
ينفع أدخل
ادخلى بس انا نازله كمان شويه
أنا عارفة إنك لوحدك عشان كده جيت اتكلم معاكى أنا عارفه إنك زعلانه وواخده موقف منى وعندك حق فى إنك تزعلى انا معترفه بغلطى وأنى عملت معاكى حاجات وحشه أوى اتكلمت عليكى فى ظهرك وقلت عنك إنك كنتى بتحاولى تاخدى خطيبى مني ومقولتلهمش انك كنتى مراته وإن انا اللى فضلت وراه لحد ما خطبنى وخدعته وخبيت عنه حاجات كتيره مهمه اتسببت اننا مش عارفين نعيش مع بعض زى أى زوجين
مش عايزاكى تزعلى منى
ببساطة كده
صدقينى انا ندمانه بجد وخصوصا انى اتعرضت لتفس التنمر الى انتى مريتى بيه
وياترى بقى سامحتى عشان أنا أسامح
سامحت عارفه ليه لأنى غلطت لما كدبت وخبيت حقيقتى عنه خبيت شغلى والعيوب اللى فى وشى رغم انى عارفه ومتأكده إنه لما يعرف هيسكت
بس انتى قولتى امبارح انك سامحتى حجازى
قولت كده عشان عمى و مراته هما مالهمش ذنب فى عمايل ابنهم انا حبيت اريحهم عشان مزعلهمش عشان هما عملوا عشانى كتير أوى يكفى انهم أوونى فى بيتهم بعد بابا وماما ما اتوفوا واتكفلوا بيا وبتعليمى ورفضوا ياخدوا قرش من ورث اهلى الله يرحمهم
مش كل واحده مرت بظروف وحشه تدور على واحد تتجوزه يحللها مشاكلها .
عندك حق بس انتى عندك أهل ربوكى ولما ماتوا عمك احتواكى ورباكى فى بيتوا انا بقى اهلى مخلفين ٨ عارفه يعنى ايه ٨ يعنى امى بتتلغبط فى اسمى ابويا مكنش عارفنا من بعض ولا يعرف انا فى سنه كام ولا بدرس ايه من وانا صغيره فى اعدادى كده كنت بشتغل عشان اصرف على نفسى كنت من المحل ده للمحل ده وعشان الفت نظر الزباين ويدفعولى تبس كتير كنت بحاول احلى نفسى على اد مقدر واهتميت بدراستى عشان ادخل كليه كبيره يمكن اقابل زميل ليا يحبنى ويخلصنى من الحياه اللى رغم اهلى وعددهم إلا أنى كنت وحيده
كبير واكيد فى يوم هلاقى اللى يخلصنى لحد ما ظهر حجازى لقيته فرصه وقررت ماضيعهاش ابدا ومكنش فى عائق غيرك عشان كده قررت ابعدك عنه خالص عشان انتهز الفرصه واتجوزه واعمل بيت وأسره وفعلا عملت اللى سعتله لكن من أول يوم شوفت معاه قله قيمه وتنمر بس قررت استحمل وهستحمل عشان مارجعش لحياتى القديمه تانى لأن ڼار حجازى ولا جنه اهلى
انا لخصتلك ملخص بسيط لحكايتى ومش عايزة منك غير تسامحينى وربنا يعوضك بالاحسن
صمتت رحيل لم تعطيها رد فاستأذنت منها مها كى لا تتأخر اكثر من ذلك على حجازى
اوشكت مها على الخروج لكن اوقفها صوت رحيل
طيب استنى نروح سوا عشان تشيلى معايا الأكل
اماءت لها مها رأسها بنعم فدخلت رحيل للمطبخ ووضعت الطعام فى صناديق خاصه بالطعام وقامت بإحكام الغلق تلك العلب وذهبت بعد ذلك برفقه مها للمشفى
وجدت عمها يجلس هو وزوجته فى الاستراحة ولم يروا حجازى بعد
اقتربت منهم رحيل وسالتهم عن حاله حجازى . قاعدين هنا ليه يا عمى ليه ما دخلتوش تقعدوا مع حجازى
الدكاترة عنده دلوقتي عشان يكشفوا عليه ويكتبوا تقرير بحالته ويبلغونا عشان كده مانعين الزياره
بإذن الله يبلغوكم اخبار كويسه .
ياريت يا بنتى
بعد مرور بضع دقائق خرج الطبيب ومعه بعض الدكاترة من غرفه حجازى فإقترب منه اهبه من الدكاترة
حاله حجازى عامله ايه يا دكتور انهارده
حاولوا بقى انكم تخففوا عنه احنا خلاص هننقله غرفه عاديه ممكن تدخلوا تزوروه وهيفضل معانا يومين تلاته نطمن على حالته الصحية أنها خلاص استقرت وتقدروا بعد كده تكملوا علاجه من البيت
تحدث والده بصبر
تمام يا دكتور و شكرا جدا لتعبكم معانا
بعد قليل نقلوا حجازى لغرفه عاديه ودلفوا جميعا لديهم وجلسوا حوله وبعدها أتى الممرض بوجبه الغداء الخاصه به واستغلت رحيل الفرصه وقامت بإخراج الطعام الذى اعدته وضغطت على عمها وزوجته ليتناولوه كان الحديث بين مها وحجازى فى اضيق الحدود هو لا ينسى خداعها له وهى لاتنسى جرحه لها ولكنها ستحاول أن وتمسك به قدر الامكان
يعنى معقول اليوم كله موحشتكيش عشان تتصلى تسألل عليا
طيب مانت كمان مسألتش
عايز اقولك عشان اضيع الوقت كلمت العملاء انهارده كلهم اللى كانت مواعدهم متأجله لمده
عارفه لو حبتينى زى ما انا حبيتك كنت هتحسى بيا لكن
واضح إن انا بس اللي بحبك
تحدثت رحيل دون تفكير
لأ طبعا انا بحبك أوى ماتقولش كده انا بس كنت مشغوله
صمت عزيز يبتسم على برائتها فهو لم يأخذ وقت طويل حتى يوقعها فى الحديث فورا اعترفت
وفى الجهه الاخرى صمتت رحيل تؤنب نفسها
كده يا رحيل مش قولتى هتتنيلى تتقلى فى ايه يا شيخه امسكى لسانك ده شويه مش كده
كسر الصمت عزيز
بصى يا رحيل مافيش غياب تانى وبكره تيجى المكتب فاهمه
ظلت رحيل تتحدث داخليا
جتلك الفرصه اهو قوليلوا لأ وأنك مشغوله واتحججى
فاستكمل عزيز حديثه
حاضر باذن الله هاجى بكره الصبح
وانا هستناكى تصبحى على خير يا حبيبي
وأنت من أهل الجنه ثم اغلقت الهاتف
وظلت تحدث نفسها
ظلت بعد ذلك تركز فى دراستها
فى اليوم التالى ذهبت رحيل للمكتب ووجدت عزيز ينتظرها فى مكتبه كل نصف ساعه يطلبها لمكتبه او يذهب هو لمكتبها ولاحظ زملائها تغير عزيز المفاجئ وفى منتصف اليوم ذهب لها محمود يريد سماع ردها على حديثه
دخل اليها المكتب وطلب بتهذيب التحدث معها
وافقت رحيل على الرد عليه فهى جهزت مسبقا ما ستقوله له
ممكن اتكلم معاكى
طبعا يا أستاذ محمود
انا اول امبارح كنت بطلب منك انى اتقدملك وللأسف مكملناش كلام ممكن اعرف رائيك
اكيد طبعا بس مش عايزه ده يأثر على زمالتنا فى المكتب
بص يا استاذ محمود انت إنسان محترم وأى بنت تتمناك وانا لو مكنتش مرتبطه اكيد كنت هفكر فى كلامك لكن للأسف انا فى حكم المخطوبه وقريب جدا هتعرفوا هو مين
أستاذ عزيز مش كده
صمتت رحيل بإبتسامه تؤكد حديثها
كان واضح من غيره المره اللى فانت بس للاسف انا كان عندى امل عموما يا انسه رحيل ربنا يهنيكوا ببعض عن اذنك
هو مش خطوبه الأول
الخطوبه دى للناس العاديه إنما إحنا لأ
لأ طبعا لازم خطوبه ماينفعش وتجبلى شكولا وتبعتلى رسايل والجو ده
بس كده هى دى كل طموحاتك بوكيه ورد وعلبه شكولا ورسايل طيب انتى اللى قولتى
قصدك ايه
هتعرفى بعدين
ثم خرج عزيز من مكتب رحيل وتوجه لمكتبه وقرر أن يحقق لها ما تتمناه ولكن بطريقته
فى نهايه اليوم أتى منصور للمكتب لمقابله رحيل سأل وفاء السكرتيرة الجديدة عنها واخبرته أنها موجوده
اخبر منصور السكرتيرة عن هويته مما جعلها ترحب به وطلب منها أن لا تخبر رحيل بوجوده وأنه سيدخل لها ليخبرها بوجوده بنفسه
كانت رحيل تجلس وتضع كامل تركيزها فى إحدى القضايا امامها
رفعت رأسها من الملف فوجدت منصور يقف يتنظر اليها بتهجم
شعرت بتوتر كبير وخضه من تلك الوقفه وتلك الهيئه وشل تفكيرها عن التصرف
ظل يقترب منصور بتلك الهيئه وكلما يقترب تتوتر رحيل اكثر فالمره السابقة كان واضح على ملامحه أنه غير مرحب بها وتلك المره يقابلها بذلك الوجهه
جلس منصور بأريحيه على المكتب وتحدث وهو على نفس ذلك الوجهه
إنتى عارفه انتى عاملتى ايه فى الفتره البسيطه دى
اماءت له رحيل رأسها بلا
عملتى اللى مافيش واحده غيرك قدرت تعمله.
انا عملت ايه
ابتسم منصور فاجأه
خليتى ابنى يحبك لأول مره اشوفه مبسوط كده
انا حبيت اجيلك عشان اتعرف عليكى بنفسى وأشيل أى سوء تفاهم حصل قبل كده بينا
الاخيره
عملتى اللى مافيش واحده غيرك قدرت
انا عملت ايه
ابتسم منصور فاجأه
خليتى ابنى يحبك لأول مره اشوفه مبسوط كده
انا حبيت اجيلك عشان اتعرف عليكى بنفسى وأشيل أى سوء تفاهم حصل بينا قبل كده
تنهدت رحيل وشعرت براحه وفرحه بعد حديثه
هو حضرتك دايما كده
كده إزاى
بتخوفنى انا فكرت إن حضرتك معترض او انا عملت حاجه غلط
لأ اجمدى كده احنا هنشوف بعض على طول لازم تبقى جامده وخصوصا مع عزيز
شعرت رحيل بحرج من حديث منصور وتلميحاته واثناء حديثهم دلف عزيز مكتب رحيل ومعه شكولا من نوع فاخر وملزوق عليها ورده وبها جواب صغير
تفاجئ عزيز بوجود والده واخفى ما بيده خلف ظهره
ضحك منصور على هيئه إبنه فإقترب منه وغمز له .
ماشى يا عم الحبيب انا بس حبيت اتكلم مع رحيل واتعرف عليها عشان امحى الخلاف اللى حصل قبل كده وكنت ماشى شوف بقى انت كنت جاى ليه
ثم نظر لرحيل وغمز لها
هسيبكم بقى تشتغلوا ماشى
تحدث عزيز بمناغشه
طيب اجى اوصلك يا بابا ولا هتعرف تروح لواحدك
لأ يا حبيبي بعرف اروح واجى لواحدى عقبالك كده ثم اشار لرحيل وخرج من المكتب
اقترب عزيز من مكتب رحيل ووضع لها الشكولا والظرف والورده ثم غمز لها وخرج دون حديث
ابتسمت رحيل واندهشت من رده فعله واخذت الظرف أولا وقامت بفتحه
اسمك يذكرني بالهدوء والسلام الذي أجده في عينيك. بحبك
وضعت رحيل الظرف داخل حقيبتها وامسكت الورده وظلت تنظر إليها وتشم رحيقها
ثم وضعتها امامها فى كوب به ماء
فى الجهه الاخرى كان يجلس حجازى برفقه ضياء وأمه ومها
فى المشفى تحدث حجازى سائلا عن رحيل
هى فين رحيل مش هتيجى انهارده
لأ رحيل رجعت شغلها تانى واحتمال كبير أنها متجيش
ثم استكمل مانعا على ابنه أى أمل في رجوعها اليه
وعلى فكره هى عزيز اتقدملها وواضح أنها موافقه عليه
نظرت مها لحجازى بحزن هل لازال يفكر بها وهل لو لم تكن رحيل ارتبطت بعزيز كانت عادت اليه .
تحدث حجازى بعد ذلك .
ربنا يوفقها معاه هى تستاهل كل خير كان يتحدث والندم
متابعة القراءة