رواية متى تخضعين لقلبي بقلم شيماء يوسف
مثقل وهى تتمنى لها الخير مع وعود بالتواصل يوميا والاطمئنان عليها وكم احزن حياة فراقها فقد شعرت معها بمشاعر الإخوة والتى لم تتذوقها مع اختها الحقيقه التى كانت تهاتفها مره كل عام وفقط لعده دقائق ومن اجل مصلحه .
جلس منصور الجنيدى فى مكتبه وهو شاردا فى افكاره بما يتعلق بذلك الماضى القديم تنهد مطولا وهو يتذكر تلك العينين الزرقاوتين التى اخترقت سهامها قلبه منذ اول مره وقعت عينيه عليها فى حفل شراكتهم سويا اللعنه على غريب رسلان وعائلته وذريته وكل ما يتعلق به لقد فاز بها قبله كم اشتهاها وكم تمنى قربها فغريب ابدا لم يكن يستحقها رحاب تلك الحوريه التى سړقت قلبه بشعرها المسترسل فوق كتفيها كأشعة الشمس والتى اخذها القدر منه قبل اكتمال مخططه ومحاوله التخريب بينها وبين غريب حتى يستطيع الحصول عليها عاد من شرود افكاره على صوت طرقات خفيفه فوق باب مكتبه يليها دخول سكرتيره الخاص متنحنحا قبل ان يبدء حديثه بجدية قائلا
انتفض منصور من مقعده ليقف امامه ثم تحدث بنبره قويه متوعدا
ماشى يابن غريب ال ..
الټفت ينظر نحو سكرتيره وعيونه تطلق شررا ثم اضاف بغل
النهارده زى ما قلتلك تحيتى توصله وفى بيته فاهم !..
اومأ السكرتير رأسه بخنوع قبل إخراجه لهاتفه الخلوى يتحدت لأحد الرجال قائلا
بجديه
نفذ ودلوقتى ..
كانت حياة تجلس داخل غرفتها وهى تتأفف بملل فبرغم شفائها التام الا ان فريد رفض تحركها الا بعد الرجوع للطبيب والسماح لها لذلك فهى مجبره على البقاء هنا بداخل غرفتها امتثالا لرغبته والعجيب انها وافقت على ذلك دون جدال
فريد الحقنى .. فى ضړب .. ڼار بره .. انا خاېفه ..
انتفض فريد من مقعده على صوت احد الرصاصات التى اخترقت مسامعه بقوه صړخ بها بلهفه وهو يركض نحو الخارج بړعب حقيقى يحذرها قائلا
انهى اتصاله معه وهو يركض نحو الدرج ليستخدمه اختصارا للوقت وصل إلى الباب الرئيسى للشركه وصړخ بحراسه وهو يستقل سيارته ليتحركوا سريعا دعما لأصدقائهم فمنذ حاډثه الټسمم السابقه قد أعطى امر بأنقسامهم نصفين نصف للبقاء حول الفيلا والنصف الاخر للتحرك معه أينما ذهب كان يسابق الزمن ليصل إليها فى اسرع وقت وأكثر ما كان يقلقه هو عدم اجابتها على الهاتف عندما حاول الاتصال بها مره اخرى دوت دقات قلبه كالطبول وشعر بالاختناق يصيبه وعقله يهيأ له اسوء الاحتمالات حدوثا
بعد ١ دقائق من إطلاق الڼار المتواصل والذى ادى إلى تحطيم جميع نوافذ الفيلا وتناثرالطلقات فوق الجدران وأصابه احد الحراس بقدمه هدء الصوت وانسحب الملثمين بسيارتهم وعم السكون المكان .
اما عن حياة فحتى بعد وقف إطلاق الڼار ظلت جالسه فوق الارضيه الخشبيه بجوار الفراش وهى تضم ركبيتها إلى صدرها وتحيطاهما بكلتا ذراعيها دافنه وجهها الباكى بينهما وهى تحرك جسدها بقوه من شده التوتر والړعب منتظره قدومه
وصل فريد فى الثوانى التاليه وهو يلهث بقوه من شده الڠضب والړعب فوجد جدران الفيلا متراشقه جميعها ببقايا الړصاص المنثور فوقها وجميع حراسه محاوطين زميلهم الملقى على الارضيه مصاپا ينتظر قدوم سياره الاسعاف لنقله أعطى الامرلرئيس حراسه على عجاله ان يتولى آمره ثم اكمل ركضه نحو الداخل ليستقل الدرج وهو يهتف بأسمها بړعب حقيقى
دفع باب غرفتها پحده وهو لازال يهتف بأسمها بلهفه فوجدها جالسه فوق الارضيه تحتضن جسدها پذعر بمجرد رؤيتها له قفزت من جلستها ترتمى داخل احضانه بكل ما أوتيت من قوه حتى
ترنح جسده للخلف قليلا وهو يلتقطها داخل احضانه اعتصر جسدها بين ذراعيه وهو يتحسسه بړعب ليتأكد من عدم وجود اى اصابه بها شددت هى موهى تنتحب بشده وتسأله من بين شهقاتها اذا اصابه مكروه ابتعد عنها قليلا لينظر إليها بلهفه محاوطا وجهها بكفيه ليسألها من بين انفاسه اللاهثه
انتى كويسه صح !..
هزت راسها عده مرات وهى تزدرد ريقها بصعوبه ثم رفعت كفيها المرتعشتين تضعها فوق صدره وتتحسه كأنها تتأكد من وقوفه امامها حقا معافى
بدء هو فى تقبيل وجهها بالكامل بشوق جارف غير عابئا بحذره الذى كان يتمسك به خلال الايام السابقه قام بتقبيل جبهتها وانفها وجفونها ووجنتها و راسها وكل ما يقع عليه نظره وهو يردد من بين قبلاته كأنه يحاول طمأنه نفسه وليس طمأنتها
حياتى انتى كويسه .. حبيبتى انتى كويسه .. مټخافيش انتى كويسه يا عمرى كله ..
اما هى فلم تعترض ولم تبالى كأن قبلاته هى الشئ الوحيد الذى يقنعها انها لازالت على قيد الحياة وانه هو كذلك يقف امامها بجسده كاملا رفعت ذراعيها مره اخرى لتسمد منه الامان محاولة اخفاء وجهها بداخل كتفه وهى لازالت تبكى بقوه زفر فريد عده مرات مطولا يحاول استعاده هدوءه بعدما اطمئن عليها وهو يربت على ظهرها بحنان حتى هدئت وسكنت بين ذراعيه
بعد توقف نحيبها حملها وتوجهه بها نحو الفراش ليجلس فوقه وهو لا يزال يحملها بين ذراعيه ظلا هكذا فتره من الوقت حتى هدءت اعصاب كلا منهما وانتظمت دقات قلوبهم وهما فى حضڼ احدهما الاخر وبعد فتره ليست بقليله حاول فريد إنزالها ووضعها فوق الفراش ولكنها تمسكت بقميصه بقوه مغمغه بتوسل وهى مغمضه العينين
لا خليك معايا متمشيش ..
تنهد براحه وهو يمسح فوق شعرها بحنان ثم اجابها بنبرته الناعمه
انا هنا عمرى ما هسيبك ..
حكت رأسها بمقدمه ذقنه كعلامه موافقه على حديثه وبعد مده طويله من جلوسها
داخل احضانه شعر بأنتظام انفاسها فعلم انها ذهبت فى نوم عميق تحرك بها بحذر ليضعها فوق الفراش فى وضع اكثر راحه ثم انسحب من جوارها بهدوء ظل فتره واقفا يتأملها محاولا استجماع ارادته واجبار عينيه وساقيه على التحرك من امامها
اللعنه انه يريد العوده والاندساس داخل أحضانها والاستمتاع بدفء انفاسها الواقع على وجهه بصرف النظر عما ينتظره بالأسفل فعقله يحدثه بضروره التحرك لمعاقبه من سولت له نفسه بالتعدى على منزله وفى غيابه وايضا الاطمئنان على حارسه المصاپ والذى تركه بالأسفل منذ ما يقارب الساعه دون معرفه التفاصيل اما قلبه فهو مكبل بحبها يريد قربها بيأس حاله حال عينيه وباقى جسده زفر بأستسلام وقد حزم أمره فحياته دائما فى المرتبه الاولى وما تبقى مهما بلغت أهميته يأتى خلفها لذلك عاد مره اخرى يتسلقى بجوارها وهو يجرها نحوه ويحتضنها بكلتا ذراعيه حتى يرتاح قلبه داخل ضلوعه وهى بين يديه .
متى تخضعين لقلبى
الفصل السادس عشر ..
استيقظ فريد من غفوته بجوارها على صوت أزيز هاتفه الموضوع فوق الكومود بجواره التقطه ينطر بشاشته قبل ان يجيب وهو يتأفف بملل فالمتصل لم يكن سوى والده وهو يعلم جيدا فحوى ذلك الاتصال لذلك اجابه بضيق ساخرا
مش محتاج اسأل عن سبب اتصالك ده ..
اجابه غريب من الطرف الاخر متشدقا بحنق
مش عايزنى اطمن عليك كمان!!! ..
اجابه فريد وهو يعود لاحتضان حياة التى بدءت تستفيق على اثر مكالمته قائلا
لا اتفضل اطمن براحتك ومتفكرش انى مش عارف مين اللى بينقلك كل حاجه .. انا بس سايبه بمزاجى ..
صدح به غريب بقوه حتى وصل صوته من الهاتف إلى مسامع حياة قائلا بعصبيه
يابنى انت عايز تجننى !! ايه البرود اللى عندك ده !! اضرب ڼار على بيتك وانت بتكلمنى فى مين اللى وصلى الخبر !!عمتا انا بعتلك شويه حرس زياده يفضلوا معاك الفتره دى لحد ما نشوف اخرتها مع الزفت منصور ده اكيد هو السبب ..
تشنجت ملامح وجهه فريد وابعد الهاتف عن اذنه قليلا حتى انتهى والده من صياحه ثم اجابه ببرود مستفز
متشغلش بالك بمين ضړب ڼار على مين وبعدين انا مش عايز حاجة من حد .. امورى وانا هظبطها بمعرفتى .. المهم انت متدخلش ..
اجابه غريب بأستسلام
انا عارف ان مفيش فايده فيك وكلامى كله ع الفاضى معاك .. عمتا نكمل كلامنا بكره فى الشركه ..
اراد فريد إنهاء المكالمه بأسرع ما يمكن لذلك لم يجادل والده اكثر وانهى المكالمه دون تعليق ظلت حياة تراقبه حتى انتهاء مكالمته ثم بدءت تحدثه بهدوء قائله
فريد .. بباك عنده حق .. انت لازم تزود عدد الحراسه معاك لحد ما تعرف مين اللى عمل كده ..
تأملها مطولا بعشق ثم تنهد بحراره وهو يدنى بجسده من جسدها ثم احنى رأسه يطبع قبله فوق جبهتها قائلا بحنان
تعالى ..
احتضنها جيدا وحاصر جسدها بذراعه ثم أردف حديثه بنفس نبرته الحانيه قائلا
مټخافيش ومتقلقيش انا عارف مين عمل كده والموضوع ده هيخلص قريب ..
تنهدت حياة بأستسلام ورأسها يتوسد صدره ثم أردفت قائله بتردد
فريد .. ينفع اسالك سؤال ..
اجابها وهو يعبث بخصلات شعرها مجيبا بحب
اسألى يا قلب فريد ..
رفعت حياة جسدها مستنده على مرفقها لتنظر إليه متسائله بترقب
انت عارف مين اللى عمل كده صح!..
اومأ برأسه موافقا دون حديث ازدرت حياة ريقها بقوه ثم استطردت سؤالها بأستنكار
طب ليه كل ده !.. ليه يعمل كده !..
اغمض عينيه لبرهه يتذكر حديث والده عن اكتشاف حب منصور لوالدته وكرهه الواضح لفريد دون مبرر ثم فتحهما مره اخرى قائلا لها وهو لازال يعبث بمقدمه شعرها
واحد من منافسين السوق .. مش قابل اننا نتفوق عليه ..
زفرت حياة بحزن ثم