رواية انا لها شمس كاملة بقلم روز امين
المحتويات
الخارجتحرك داخل الممر المتواجد بين الغرف وتوقف حين وصل لحجرة الصبيأمسك مقبض الباب وتنفس مطولا قبل أن يديره ويدلف ويوصد خلفه الباب بهدوء كي لا يزعج الصغيرتمدد بجواره بخفة وبات يتأمل ملامحه البريئةلم يحتفظ بملامح والدته من يدقق بملامح وجهه يكتشف الشبه الكبير بينه وبين ذاك ال عمروومع أنه احتفظ بملامح غريمه الذي يذكره دوما أنه لم يكن الرجل الاول بحياة خليلة القلب التي عثر عليها بعد معاناة إلا أنه استطاع إحتلال جزءا ليس بالقليل من قلبه الحنونبات يمسد على شعره بكفه الحنون لينزل على وجنته الناعمةإنتفض قلبه حين وجد الصغير يفتح جفنيه ويبتسم له لينطق ببراءة
عيون شرشبيل...قالها فؤاد وشعور الذنب ينهش صدره ليميل على وجنته يقبلها مما أسعد الطفل ليسأله مستفسرا
إنت هتنام جنبي بدل عزة!
برغم حالة الحزن والهلع اللذان اقتحما قلبه إلا أن ذاك المشاكس استطاع أن يرسم الضحكة على وجهه لينطق من بين ابتسامته الواسعة
لا يا سيدي إحنا بقينا رجالة خلاص ومينفعش حد ينام جنبنالا أنا ولا عزة ولا حتى مامي
بس أنا ساعات بصحى بالليل وبخاف وأنا لوحدي
سحب جسده للأعلى ليفرد ذراعه يستقبل ذاك الرائع لينطق بنبرة حنون
بص يا حبيبي ده خلاص بقى بيتك ومينفعش تخاف وإنت في أوضتكينفع تخاف وإنت وسط أهلك
هز رأسه بنفي ليسترسل فؤاد وهو يداعبه في بطنه بأصابع يده
طب إيه بقى
تعالت قهقهات الصغير ليزيد فؤاد من مداعباته حتى توقفا عن الضخك لينطق الصغير وهو ينظر له
رفع كتفيه لأعلى لينطق بملاطفة
إسأل مامي وهي أكيد هتجاوبك
نطق يوسف بعينين راجيتين
عموهو أنت ممكن تحكي لي حدوتة زي اللي عزة بتحكيهم لي
رفع حاجبه وسأله مستعلما
هي عزة بتحكي لك حدوتة إيه
نطق ببراءة
بتحكي لي حكاية ليلى أم الفستان الأحمر اللي الديب الشرير أكل جدتها بأسنانه المدببةوالساحرة الشريرة أم منقار
كنت هستغرب لو كانت بتحكي لك حكايات تستفيد منهايعنيهي في الأخر بردوا عزة
واسترسل وهو يستعد لقص الحدوتة
أنا بقى يا بطل هحكي لك قصة السندباد البحري
إعتدل الصغير وتحدث بنبرة حماسية
أنا مش بعرفها دييلا بسرعة قولها
لي
ضحك بشدة ليتحدث
حاضر
يا حبيبي
إستمعا لبعض الطرقات الخفيفة لتدلف إيثار التي شعرت بخروج حبيبها من الغرفة بعدما تفقدت الفراش ووجدته فارغ اتسحبت وأتت إلى حجرة صغيرها كي تتفقده وتطمئن عليه فتفاجأت بوجود فؤاد وهو يحتضن الصغير بحميميةاشتدت سعادتها عند رؤية ابتسامة صغيرها البرئ الذي انتفض بجلوسه ووقف فاتحا ذراعيه ليستقبل والدته قائلا
أقبلت على الصغير واحتضنته لتتحدث بهدوء
إنت إيه اللي مسهرك للوقت المتأخر دهالمفروض تكون نايم من ساعة
أمال رأسه ليستدعي تعاطفها وهو يقول
عمو فؤاد بيحكي لي حدوتة حلوة قويتعالي إنت كمان إسمعيهاوبعدين أنا عندي أجازة بكرةيعني هصحى من النوم براحتي
تعالي بقى يا مامي
ابتلعت لعابها ثم جلست وتمددت بجوار صغيرها ليعود فؤاد بقص الحكاية تحت استمتاع الصغير الذي اندمج لأبعد حد وبات يسأل ويستفسر عن شخصية السندباد وبالمقابل كان يجيبه بكل أريحية وثقافة لتوسيع أفاق الطفلبعد قليل غفى يوسف على ذراع فؤاد ليقوم بهدوء سحبه وتسحب من جواره بعدما دثره جيدا تحت الغطاء بعناية مما جعل قلب إيثار ينتفض من شدة تأثرهافتح الباب وتحرك لغرفتهمامالت على صغيرها وقبلت جبهته بحنان ثم لحقت بزوجها لتلج إلى الحجرة وجدته يقف أمام مرآة الزينة واضعا يديه بجيب بنطاله وعلى وجهه حديثا يريد من يفسح له المجال ليخرج كي يزيل من ذاك الثقل الطابق على أنفاسه
طالعته بحيرة لتسأله بعدما شعرت بحدوث شئفتلك هي المرة الاولى التي يذهب بها إلى غرفة الصغير ليلادائما ما يهتم به بالأسفل أمام الجميع
هو فيه إيه يا فؤاد
تطلع على إنعكاس صورتها وتحدث بجدية
طلعت البنهاوي إتقبض عليه في سوهاج وهو بيخرج مقپرة فرعونية وبيسلمها لناس برة مصر علشان يهربوها
ابتلعت لعابها ليتابع بنفس الجمود
الرجالة اللي كانت بتحفر إعترفوا إنهم تبع عمرو وطلعت كمان إعترف عليهده غير التسجيلات اللي سجلتها الشرطة بأمر من النائب العام شخصيا
شهقت ووضعت كفها فوق فمها ليستدير لها واسترسل وهو مقابلا لها
الشرطة هاجمت بيت عمرو اللي كان خاطڤك فيه وللأسف قدر يهرب منهم
هنا لم تستطع الصمود لتنطق بهلع ظهر بعينيها
هرب إزاي وفين
واسترسلت وهي تهز رأسها بهيستيريا وكأن أصابها مسا شيطاني
يبقى أكيد هيحاول يأذيناهيحاول يخطفني تاني أنا وإبني
واسترسلت
يوسف مش لازم يخرج برة البيت لحد ما يتقبض عليه يا فؤاد
إقترب عليها حين لاحظ حالة الهيستيريا التي أصابتها لينطق بقوة وثبات
إهدي وماتخافيشيوسف أنا مأمنه كويس قويولو رجالة الماڤيا العالمية نفسهم حاولوا يقربوا منه مستحيل يقدروا يكسروا حصار الحماية اللي أنا حاطتها له بنفسي
واسترسل وهو يلومها بعينيه
وطبعا أمان سيادتك متوقف على خطواتكياريت ما تتصرفيش من غير علمي علشان ما تعرضيش نفسك وتعرضينا كلنا للأذى
شعرت بوخزة بقلبها مع هطول دموعها الحارة التي هبطت حزنا وهلعا على الصغيرتحرك إلى الفراش ورفع الغطاء ليشير لها بأن تتسطح فنفذت أوامره بطاعة وبدون أي اعتراضقامت بالتسطح ليدثرها جيدا وخلع عنه كنزته ليظهر أمامها جذابا للغايةأمسك بجهاز التحكم في الإضاءة عن بعد ليقوم بغلقها إلا من
إضاءة خاڤتة باللون
الأزرق وتمدد على ظهره فوق الفراش واضعا ذراعه الأيمن تحت رأسه يدقق النظر بسقف الحجرة بنظرات ثاقبة حادة كنظرات الصقريفكر في ذاك الحقېر الذي هرب ليأخذ معه راحة البال والسکينةتنهد بصوت عالي استمعت له تلك التي تتطلع عليه والخۏف والهلع ينهشان قلبهاكانت تتوقع منه أن يأخذها بين أحضانه ويقوم بتدليلها وطمأنتها كما المعتاد أو هكذا تمنتلكنه طاح بأمانيها بتجاهله التام لهاوهذا ما أثار چنونها فبرغم ارتعابها من هروب ذاك الحقېر لكن يظل شغلها الشاغل وأكثر إهتماماتها هو ذاك الحبيب الرائع التي تفتقد حنانه منذ الصباحليته يفهم ويشعر ما تعانيه من شعورها بالاشتياق الجارف لفقيدها الحبيبوالدهاوأيضا شعورها الدائم بالخزي كونها وحيدة طيلة الوقت أمام عائلة زوجها عريقة الأصلكم تمنت أن تكون صلتها بعائلتها قوية ومترابطة كي تقوم بزيارتها بمنزل العائلة عل ذاك الشعور المرير يزول وينتهيناهيك عن التقلبات المزاجية التي هاجمتها نتيجة إختلاف الهرمونات الخاصة بحملها بتوأمها المنتظر
تطلعت إليه بحنين وتنهدت بصوت مرتفع كي يصل له ويفرد لها ذراعه يدعوها لتسكن ملاذها لكنه باغتها بتجاهله حيث استدار وتمدد على جنبه ليعطيها ظهره مما جعلها تشعر بالإهانةتألم قلبها بقوة لاحتياجها الشديد له خصوصا بهكذا ظروفباتت تتقلب بالفراش وهو يشعر بتقلباتها ويستمع لأصوات تنهيداتها التي تدل على عدم راحتهالكنه تحكم في قلبه العاشق وارتدى قناع القوة والتجاهل كي يعطيها درسا قاسېا يحثها على التفكير بعمق في المستقبل قبل التفوه بكلمة أو تصرف يقلب الموازين رأسا على عقبظل كلاهما يتقلبان بالفراش دون راحة حتى غفيا بعدما أنهك جسديهما وروحيهما من شدة الإشتياق والعناد.
وقفت تتطلع بين الطاولات حتى وقعت عينيها على لتقول باستغراب
شذي! إنت إيه اللي رجعك هنا تاني إنت مش اتجوزتي راجل متريش وبطلتي شغلانة الريكلام دي!
تنهدت ثم مالت على الطاولة المجاورة لها وسحبت سېجارة من علبة الرجل
ممكن تولع لي
نطق الرجل وهو يتفقدها بنظرات زائغة جائعة
الجميل يؤمر
أمسك القداحة وأشعل لها السېجارة لتعتدل وهي تجيب صديقة العمل
إسكتي على اللي حصل لي لو حكت لك مش هتصدقيهتقولي إني بحكي لك فيلم هندي
لكزتها الفتاة بصدرها قبل أن تنطق باعتراض
ما تنطقي يا اختيإنت هتنقطيني بالكلام
قصت لها ما حدث لتنطق بنبرة حادة
وقريت خبر قټله في السچن من النت زيي زي الغريب
هتفت صديقتها
معرفتيش تقلبيه في قرشين حلوين ينفعوك يا بت!
نفثت دخان السېجارة في الهواء لتنطق بوجه كاشر
هي حتة الشقة اللي كان كاتبها بإسمي مفيش غيرها
لتتابع بسخط ظهر بين على ملامحها
الصراحة الراجل مكنش بخيلكان بيديني فلوس كتير وانا من خيبتي كنت بسرفها كلهامعملتش حساب للحظة إنه ممكن يسيبني وأرجع أتحوج تاني للي يسوى واللي مايسواش
سألتها الفتاة
طب مش هتروحي تطالبي بورثك فيه!
نطقت على عجالة
إنت شيفاني مستغنية عن عمريده نصر نفسه كان پيترعب من مراته وياما حكى لي عن جبروتها عوزاني أروح لها وأقول لها إني ضرتك اللي بتدوري عليها وتعالي خدي تارك مني وبردي نارك!
أومأت الفتاة بتفهمأشار لها الثري العربي كي يتعجلها لتغمز له بطرف عينها وأطلقت ضحكتها الخليعة المشهورة بها لتنطلق صوب طاولتهم لتستمع لصوت أحد الرجال السكارى وهو يقوم
بتحيتها
حمدالله على السلامة يا مزةالكبارية نور
قامت بتحيته عن طريق ضحكتها الشهيرة وحتفه بقبلة في الهواء لتقترب على الرجلين قائلة
مساء الورد يا بشواتنورتوا مصر.
بعد مرور سبعة أيامقضاهما ذاك الثنائي كل يتجاهل الاخرفقد فرق بينهما العناد وانتهى الأمرعلم من والدته أنها أصيبت بالأمس ببعض التقلصات أثناء تواجده بالعمل مما استدعى بأن يصطحباها علام وعصمت بذاتهما إلى الطبيبة مع وجود حراسة مشددة كي
يطمئنوا عليهاواليوم عاد من عمله متأخرا ليتناول غدائه لحاله حيث تأخر كثيرا عن الموعد المحدد من عصمت والتي لم تتنازل عن كسر الروتين اليومي لمنزلها لأجل أي احد بالمنزل حتى لو كان نجلها الغاليخرج من باب القصر ليجدها تجلس بصحبة علام وعصمت وفريال التي تحدثت وهي ترى شقيقها مقبلا عليهم
منور الدنيا يا سيادة المستشار
تحت استشاطة قلب تلك الحبيبة العاشقةبدأ يمسد على ظهرها بكفه الحنون حين وجد تعابير وجه تلك الغيورة التي اشتعلت وجنتيها بحمرة الغيرة حتى أنه شعر بسخونة صدرها المستعير ټقتحم جسده من شدتهاياله من ماكر فقد أطال من ضمته لشقيقته كي يزيد من لوعة نارها أكثرليتحدث بنبرة حنون مستغلا وضع شقيقته حيث لم يراها منذ يومان بسبب انشغاله بقضية هامة
وحشتيني يا قلبي
أجابته بنبرة تفيض حنانا
إنت كمان وحشتني قوي يا فؤاد
نطقت عصمت بعدما رأت مبالغة من نجليها في التعبير عن اشتياق كل منهما للأخر
اللي يشوف أحضانكم وكلامكم يفتكر إن ليكم شهر مشوفتوش بعض مش يومين
إلتفت فريال إلى والدها لتقول بمشاكستها المعتادة
ما تشوف الدكتورة يا سيادة المستشارشكلها غيرانة
ضحك الجميع على مزحتها سوى تلك التي ټحرقها ڼار الإشتياق لأحضان رجلها الحنونفقد إشتاقت له حد الجنون وكم من المرات التي لكنه كان دائما يتجاهلها ويتعمد الابتعاد عنها كي يعاقبها
متابعة القراءة