رواية من نبض الۏجع عشت غرامي بقلم فاتيما يوسف

موقع أيام نيوز


القهوة وتناولت حبة للصداع معتادة على أخذه ولم تنزعه من حقيبتها الخاصة أي وقت ثم جلست تنتظر زوجها والذي دوما يتأخر في مجيئه وتكون قد غلبها النوم ولكنها صممت تلك المرة على انتظاره 
مرت ساعات ليست بالقليلة الي أن دقت الساعة الثانية صباحا بعد منتصف الليل وجدته دالفا بإرهاق بين على جسده 
ألقى مفاتيحه بإهمال ثم لاحظ وجودها في المكان فردد مندهشا

_ مها ! إيه اللي مصحيكي لحد دلوك عاد ايه في مصېبة حوصلت ولا ايه 
تأففت في جلستها ثم استندت بجزعيها على ركبتيها ووطأت قليلا وأردفت وهي تشعر منه بالخيبة
_ الناس بتدخل تلاقي مراتاتها مستنياها وسهرانين مخصوص علشانهم بيفرحوا وبيحسو إن ليهم قيمة عند ستاتهم وأول شي بيقولوه في الحاجات داي شكر وكلمة حلوة 
وتابعت كلماتها وهي تشير بامتعاض
_ مش يقولوا في مصېبة حوصلت ! مهتتغيرش يامجدي مهتتغيرش واصل لحد مانموت .
انزعج الآخر من ثرثرتها كما ينعتها دوما ثم تحدث باستنكار وهو يضرب كفا بكف 
_ وه ياصباح ياعليم يافتاح ياكريم هو إنتي عاكرة تخانقي دبان وشك عمال على بطال يابت الناس ولا ايه 
حركت رأسها بغل وأجابته بموافقة 
_ ايه ...
اتسعت عيناه واردف
_ طيب ليه اكده إنتي معرفاش الساعة كام هو داي وقت خناق ونقار ونكد 
قامت من مكانها ووقفت أمامه وهي تردد بقلة صبر من بروده 
_ اني زهقت لاا مش بس اكده طهقت منك ومن برودك معاي ومن حياتي اللي بتنتهي وسط حيطان البيت ده وأني لحالي يامجدي 
وتابعت حديثها وهي تطبق على ملابسها من أمام صدرها 
_ مبقتش طايقة نفسي ياناس ولا حتى خلجاتي داي وإنت ولا انت اهنه ومش بس اني دول عيالك كمان مهيحسوش إن ليهم أب بيحبهم وبيخاف عليهم وبيتمنى قعدتهم وشوفتهم وحضنهم 
واستطردت باستفسار وهي تقترب منه 
_ إلا قول لي يامجدي هو إنت مبتشتاقش لحضن ولادك زي أي أب !
ولا بتشتاق لريحتهم وقعدتهم وكلامهم !
ولا بتحس احساس الأبوة ناحيتهم وتهتم لأمورهم ومشاكلهم وتعليمهم 
إنت أصلا عارف هما شكلهم ايه دلوك وتعرف تفرق بينهم ولا لسه بتلخبط ما بينهم زي زمان 
احتدم ڠضبا من طريقتها وتحرك من أمامها وهو يردد بنبرة استيائية 
_ أبو الجواز على الخلفة على الحريم ده إنتي راضعة النكد وشبيتي وهتشيبي عليه يابو إنتي.
لم تعير صراخه ولا استيائه أدنى اهتمام وجرت ورائه ودلفت الى غرفته التي ينام بها دائما ويتركها وأغلقت الباب خلفها كي لا يسمع صوتهما أبنائهم وهدرت به بروح منهكة
_ هو انت ايه انت مش بني ادم زينا من لحم ود م ! معندكش شعور أبوة ولا شعور بمرتك ولا شعور ألفة بالناس اللي عايشين وياك !
أني خلاص جبت أخرى منك ومن البرود اللي أنت فيه ومن الخنقة اهنه وسط حيطان البيت ده.
اعتلى صوته عليها واشتعلت عيناه ڠضبا وهدر بها 
_ متغلطيش ياحرمة إنتي والزمي حدك واتعلمي الأدب وانتي بتتكلمي مع جوزك ابو ولادك وإلا لو ناقصة رباية هعرف أربيكي على كيفي اهه.
كأنه هواء يتحدث بالنسبة لها ولم تهتز لغضبه وصوته العالي شعرة واحدة ورددت بنبرة مماثلة يملؤها السخرية
_ وه ! هو خدوهم بالصوت قبل مايغلبوكم ولا إيه وحق جلالة الله يامجدي لو مارعيت ربنا فينا وشفت بيتك ومرتك وولادك محتاجين ايه لا ه هد المعبد على اللي فيه اني خلاص الصبر زهق من صبري .
خرج من الغرفة وأمسكها من كتفيها وهدر بها وهو يهزها پعنف 
_ أه وهتعملي ايه بقي ياست مها هانم 
_هطلب الطلاق وهاخد ولادي وهسيب لك البيت.... جملة تأكيدية نطقتها تلك المها بنفاذ صبر سمعها واخترقت أذناه ورد عليها
_ واني مش هطلق وأعلي مافي خيلك اركبيه وهتعيشي في البيت ده كيف الكرسي وكيف ماني عايز .
نزعت يداها من قبضته ورفعت رأسها ونطقت جملتها التي جعلت الني ران تشب في صدره 
_ يبقي هخلعك وشوف بقي لما الصعيدي تخلعه مرة ايه اللي هيتقال عنيه .
اشتعلت عيناه پغضب من قوتها وكلمتها التى القتها علي مسامعه وجعلت غضبه واصل عنان السماء وعلى حين غرة هبط على وجهها بصڤعة جعلتها ارتمت على الكرسي الخلفي ورائها من شدتها وتليها صڤعات متوالية حتى شعر بالإنهاك فتركها وغادر المكان وهي تبكي الما ودموعا.
مرت الأوقات على أبطالنا مابين مجبور ومټألم ومابين سعيد وحزين ومابين متمني واخر لايبالي 
تجلس وجد وهي تمسك هاتفها تناشد إحداهن 
_ طلعتي بوق على الفاضي وخلتيني أتغر بردك على الفاضي وإنتي ولا ليكي في الطور ولا الطحين .
اجابتها الأخرى بثقة 
_ له اني عمايل يدي متنزلش الارض واصل وانتي اللي معرفتيش تنفذي كويس يابت امبارح.
هزت الأخري رجليها پغضب وأجابتها وهي تاكل أظافرها بين أسنانها پغضب
_ سيبك بقي من القنعرة الكذابة داي وغيري الصنف علشان ترجعي لعهدك تاني ويالا من غير سلام .
أغلقت تلك الوجد هاتفها ثم جلست تفكر كثيرا وكثيرا وقررت أن تفعل محاولة جالت بخاطرها لو كانت تلك السيدة صادقة فلتصدق حدسها وتفعل فعلتها تلك ومن الممكن أن تؤتي بثمارها وما جعلها تطمئن كثيرا رؤيتها لعمران من شرفتها ليلة كتب كتابه وهو غاضبا وعلامات الڠضب على وجهه ظاهرة للأعمي 
وبعد تفكير دام لأكثر من ساعة ورتبت ماذا تفعل وأنجزت خطتها أمسكت هاتفها وبدأت تنفيذ مانتوت عليه وضغطت على زر الاتصال وانتظرت الرد وإذا به يأتيها 
وتحدثت وهي تغير نبرة صوتها بمهارة 
_ اهلا وسهلا كيفك ياداكتورة.
اندهشت سكون من تلك النبرة التي لم تسمعها من قبل ثم ردت سلامها وأكملت
_ اهلا بيكي مين حضرتك 
قامت وجد من مكانها وتهادت في خطواتها وأجابتها 
_ أني واحدة اكده متعرفيهاش بس اعتبريني فاعل خير وركزي وياي في اللي هقوله لك ولولا إنك بت حلال مكنش ربنا بعتني ليكي .
قوست سكون فمها باندهاش من تلك الهاتفة لها ثم رددت 
_ إنتي عايزة ايه ياست إنتي أني مفهماش حاجة واصل.
ابتسمت تلك الوجد بخبث ثم أردفت 
_ جوزك اللي انكتب كتابك عليه مبيحبكيش واصل واخدك رهان بينه وبين حد مضايقه .
انفعلت سكون من كلامها ثم هتفت بحدة 
_ إنتي اټجننتي ياست إنتي ولا ايه مش عايزه منك خير واصل ومتكلمنيش تاني .
أنهت كلماتها وقبل أن تغلق الهاتف منعتها تلك الشمطاء مرددة 
_ طيب تحبي أثبت لك كمان وأقول لك إنه نفر منيكي يوم كتب كتابكم وسابك في اهم يوم بينكم داي حتى كمان مكملش نص ساعة وياكي وسابك وطفش علشان مطايقش وجودك وياه في مكان واحد .
شعرت سكون بأن الكون يدور حولها وأنها
ستفقد وعيها من شدة الصدمة ضاق تنفسها من هول ماستمعت إليه حتى شعرت بالاخت ناق الشديد وكأن الهواء انعدم من المكان وعيناها متسعتان على وسعييهما ويداها ترتعش ونطق لسانها وهو يرتعش 
_ ان ت ي ب ت ق ل ي ايه يابني أدمة إنتي 
شعرت تلك الوجد بالانتصار فور ان تخيلت حالتها التي عرفتها من نبرة صوتها وأكملت طرقها على الحديد وهو ساخن 
_ طبعا مش مصدقاني وليكي حق متصدقنيش طيب احلفي اكده إنه مش اللي قلته صح وحقيقي أو أني هعرف منين الكلام داي كلياته ياداكتورة افهمي كلامي زين ودوريه في دماغك قووي واخر حاجة كماني أحب أعرفها لك من باب الخير ان عمران مليهش في الجواز ونافر صنف الستات بحالهم .
ألقت قنا بلها وأغلقت الهاتف وهي تشعر بانتصار وضحكتها الخبيثة رجت أرجاء المكان بسعادة غامرة لأنها تيقنت من فراق الزوجان قبل بدايتهما وها هي أولى الصڤعات التى ألقتها رياح العباد للعباد ليس فيها من الرحمة شئ فهي قات لة مد مرة انتقامها يؤثر مدى العمر على صاحبها وهي فقط مجرد كلمات ولكنها في الواقع ممي تات
بسم_الله_الرحمن_الرحيم
لاإله_إلا_الله_وحده_لاشريك_له_يحي_ويميت_له_الملك_وله_الحمد_وهو_علي_كل_شئ_قدير
البارت_الحادي عشر
من_نبض_الوجع_عشت_غرامي
بقلمي_فاطيما_يوسف
لا يعرف الأصيل ببداية المصاحبة فالكل أصيل في البداية بل يعرف مع الوقت حيث تتجلى أصالته ببطء كتجلي الأفلاق ساعة الغداة ستعرفه مع وحشة الترحال وتبدل الأحوال وهجير الدروب واشتداد الكروب من نزاهة بطانته وحصافة عقله ورأفة قلبه وريث خطاه وسعة صدره وطول صبره.
في المحطة الفضائية الخاصة بالإعلامية هند علام كانت مكة تجلس في مكتبها وأمامها اللابتوب الخاص بها وتتابع عملها بكل أريحية 
كان أمامها أيضا كوبا من القهوة الفرنسية التى تعشقها وتشعرها بالدفئ في ذاك الشتاء القارص فهي تكره فصل الشتاء بشدة نظرا لخفة جسدها ولأنها تشعر بالبرودة بسهولة 
ثم أمسكت كوبها وأدخلته من تحت نقابها بإحدى يديها وبالأخرى نحت النقاب قليلا كي ترتشف قهوتها كما هى معتادة 
سمعت دقات على الباب فأنزلت الكوب ثم عدلت من نقابها وأذنت للطارق بالدخول 
أما الآخر أخذ نفسا عميقا وزفره بعمق ثم عدل من هندامه ودق مرة واحدة قبل أن يفتح الباب ويدلف 
أما هي كانت عيناها مصوبة تجاه الباب وما إن رأته حتى اندهشت شعر ذاك الآدم اندهاشها من نظرة عيناها ثم ردد مستئذنا
_ السلام عليكم ورحمة الله ممكن أدخل .
أشارت إليه بيداها وهي تردد بصوت خفيض تستدعيه في حضرة اي رجل 
_ اتفضل يا فنان بس سيب الباب مفتوح.
ترك مقبض الباب وفتحه على وسعه كي تطمئن ثم جلس أمامها ونظر إلى عيناها بعمق شعرت به وبات داخلها يدق حيرة 
ثم تحمحم قائلا
_ اممم شكلك متوترة كدة ليه وخاېفة متقلقيش يابنتي مش هاكلك والله.
شبكت أصابع يديها المغطاة بالجواندي ثم هتفت بخفوت 
_ له عادي يعني مش متوترة ولا حاجة بس مستغربة .
ضم حاجبيه وسألها 
_ ليه مستغربة يا آنسة مكة هو أنا وجودي هنا مضايقك 
هزت رأسها بنفي وأجابته 
_ لااا خالص يافنان حضرتك تشرف في اي وقت بس كل الحكاية إني مش متعودة إنك بتروح لحد مكتبه .
أومأ لها بأهدابه ثم ردد وهو مبتسما
_ هو إنتي أي حد برده ده إنتي معذبتي .
فتحت فاهها من تحت نقابها بدهشة من رده ثم تفوهت بكلمة واحدة يغلبها التعجب
_ هااااا .
دق قلبه لخجلها ورقتها الذي استشفهم من نبرتها ونظرة عيناها وأردف بتأكيد
_ هااا مين ياآنسة بصي بقي أنا عايزك تسيبك من وضع الصامت ده والجواب اللي على قد السؤال وتدخلي معايا في الحوار علطول .
بنبرة صوت جادة وبعينين صارمتين سألته
_ هسألك سؤال يافنان وتجاوبني بكل صراحة لأني بحب الصراحة جدا ومليش في اللف والدوران 
سعد داخله لأنها فهمته واقتصرت طريق المقدمات عليه وأماء لها برأسه أن تسأل فأكملت هي استفسارها 
_ هو إنت عايز مني ايه 
اصل غريبة إن فنان بمكانتك ياجي كل شوية يجر كلام مع واحدة زيي بعيدة كل البعد عن محيطه وإنت مكانتك متسمحش بإكده واصل ولا وضعك الاجتماعي فممكن تفهمني بوضوح إيه اللي حضرتك عايزه مني .
رفع منكبيه باستكانة وبنبرة تقطر عشقا تحدث شارحا
_ بصراحة كدة أنا حاسس ناحيتك بشعور عمري ماحسيته تجاه واحدة قبل كدة كل لما بشوفك
 

تم نسخ الرابط