رواية فإذا هوى القلب بقلم منال سالم

موقع أيام نيوز

يعمل فيكي ايه!
احتدت نظراتها ثم زفرت بحنق وهي تتابع
ده ابن حرام ومش هايسيبك لو حطك في دماغه وكده كده هتطلعي برضوه خسارة! 
رفعت رأسها للأعلى لتكمل بوعيد
بس وعد مني هأمنك وهاجيب حقك كله بعدين!
سمع تلك الدقات الخاڤتة على باب غرفته وهو يتقلب على فراشه فاستدار برأسه نحوه صائحا بنبرة ثقيلة
ايوه!
فتحت والدته الباب راسمة على ثغرها ابتسامة هادئة وهي تسأله
صاحي يا منذر
أجابها بتثاؤب وهو يمط ذراعيه
اه يامه في حاجة
ولجت إلى داخل الغرفة قائلة بجدية
معلش يا بني كنت عاوةز أتكلم معاك في كلمتين كده
اعتدل في نومته وسحب الوسادة ليضعها خلف ظهره ثم سألها باهتمام
خير
جلست على طرف الفراش إلى جواره ورسمت تعابير جادة على ملامحها وهي تكمل حديثها بعتاب
يصح اللي شوفته قصادي النهاردة
عبس وجه منذر بدرجة ملحوظة ساءلا إياها باستفهام
هو في حاجة حصلت وأنا معرفش
أومأت برأسها بالإيجاب وهي ترد
اه انت مش واخد بالك من 
ضغطت على شفتيها مانعة نفسها من الحديث فانزعج منذر من صمتها المفاجيء وصاح بنبرة غليظة
كملي يا أمي سكتي ليه
تنحنحت جليلة بحرج وتابعت بامتعاض ظاهر على
وجهها
بص أنا مش عاجبني اللي حصل مع بنت أخو عواطف! هي البت صعبانة عليا بس بردك مايصحش ت
تصلبت قسمات منذر بانزعاج كبير واحتدت نظراته صائحا بصوت آجش منفعل
في ايه يا حاجة هو انتي شوفتني بأعمل الغلط معاها دي حيالله حتة مساعدة لا راحت ولا جت!
ردت عليه بحذر
لأ مقصدش!
ثم أخفضت نبرتها لتتابع بتبرم
بس الناس تقول ايه لما يشوفك شايلها كل شوية وداخل بيها عليا!
أشاح منذر بوجهه للجانب ورفع يده واضعا يده على رأسه ليحكها عدة مرات ثم نفخ بنفاذ صبر مرددا بعصبية
يادي أم الناس اللي طالعنلي في البخت!
الټفت ناحيتها مكملا بصوت قاس يحمل الټهديد
خليهم يكلموا بس وأنا هاقطع لسانهم!
ردت عليه بتجهم
انت مش هاتمنع الناس تتكلم ولو مش قدامك هيبقى من وراك! واللي يعيبك يعبنا!
صاح بها بنفاذ صبر
هاتي الناهية يامه
تنهدت جليلة بإرهاق وهي تتابع بهدوء
يا حبيبي أنا بس بأنصحك!
تحركت ناحيته قليلا لتضيف بمكر
وبعدين ماتنساش نيرمين كانت موجودة معانا وشافت اللي حصل بعنيها يعني تفكر في ايه لما
فهم منذر سريعا ما رمت إليه في كلماتها لذا قاطعها بتجهم
أنا كده مش هاخلص بقى!
ردت عليه معللة إصرارها على التفكير في الزواج بابنة عواطف
ماهو انت مش بتفكر في مصلحتك والعمر بيجري منك!!!
رد عليها بحدة وقد أظلمت نظراته
أنا عاوز أفضل كده ولو حكمت هاتجوز أي حد بس مش بالشكل ده ولا هي بالذات!!!
تفاجأت من ردة فعله المبالغة وهتفت مستنكرة رفضه لها
ليه بس
صاح بنبرة مزعوجة وقد ارتفع حاجباه للأعلى
هو بالعافية! يا البت دي يا لأ جرى ايه يامه!!!
بررت موقفها بحذر محاولة إقناعه
هي مضمونة يا بني وبتخلف يعني هاتجيبلك العيل اللي نفسك فيه من زمان
حدج منذر والدته بنظرات مغتاظة من طريقتها في فرض تلك السمجة عليه ويئس من تمسكها بها وكأنها أخر النساء على الأرض
أزاح الوسادة من خلف ظهره وتزحزح للأسفل قائلا باقتضاب
قومي يا حاجة جليلة شوفي البيت وسيبني أتخمد! أنا مصدع
نظرت إليه جليلة وهو يوليها ظهره بنظرات معاتبة ثم تابعت قائلة باستسلام وهي تنهض عن الفراش
ماشي براحتك!
تحركت في اتجاه باب الغرفة وقبل أن تخرج منها استدارت برأسها هاتفة بتحذير
بس أديني بردك نبهت عليك عشان تاخد بالك!
رفع رأسه عن الوسادة ليصيح بصوت متثاقل
أمه
ردت عليه بتلهف وقد ظنت أنه ربما رضح لتحذيرها
نعم يا ضنايا
سألها بجمود بادي عليه
اياكي تكوني لمحتي بالموضوع ده ليها ولا فاتحتيه فيه!
هزت رأسها نافية وهي تقول
والله ما حصل!
ثم ابتلعت ريقها مضيفة بارتباك
هو بس أبوك!
زاد انعقاد ما بين حاجبي منذر وهو يتساءل
ماله أبويا
أجابته بتوجس قليل
عنده فكرة عنه بس
صاح مقاطعا بتذمر من تصرفاتها
بردك عملتي اللي في دماغك!
حاولت أن تغطي على فعلتها فزفرت قائلة بإحباط
يوووه يا منذر والله الواحد ما عارف يرضيك ازاي أحسن حاجة أسيبك تنام!
ثم اندفعت للخارج غالقة الباب خلفها ظلت أنظاره معلقة عليه لثوان قبل
أن يلقي برأسه على الوسادة مرة أخرى حدق في سقفية الغرفة مخرجا زفيرا عميقا من صدره وحدث نفسه بعناد أشد
طيب يا أمي وأنا مش هاتجوزها لو عملتي ايه!!!!!
يتبع التالي
الفصل الثاني والأربعون الجزء الثاني 
علم من أبيه تفاصيل ذلك المشروع التجاري المشترك بينهما وكيف أوصلهم أخاه الأصغر إلى ذلك الأمر بتصرفاته المتهورة بدا مجدغير مقتنع بما قاله والده فمن حق أخيه مازن أن يفعل ما يحلو له فهم لا يملكون السلطة عليه 
صمت ليفكر بتمهل شديد في كل خطوة سيقدم عليها لاحقا فقد تيقن أنه بات شريكا صريحا مع عائلة حرب وتلك العائلة تحديدا يكن نحوها الكثير من العداوات والمشاعر البغيضة 
فلم ينس أن منذر هو من أدخله السچن وتركه يتعفن لأعوام خلف القضبان القاسېة وأنه من أهانه بشدة أمام المراهقة التي اڼتحرت مباشرة قبل زواجه منها تراكمات وتراكمات احتفظ بها في صدره لتؤجج مشاعر البغض والعدوانية لديه واليوم سيحصد نتيجة زرعه 
استدار مجد برأسه ببطء ناحية والده ونظر له مطولا دون أن ينبس بكلمة 
دس يده في جيبه ثم أخرج قداحته ليشعل بها سيجارته التي وضعها بين شفتيه وهتف بصوت غريب مقلق
وماله يا حاج خلينا شركا!
ضاقت نظراته أكثر وهو يكمل بنبرة غير مريحة بالمرة
ده حتى المثل بيقول ما محبة إلا بعد عداوة! 
أكمل عد ما بحوزته من أموال بسيطة قبل أن يطويها ويضعها في جيب قميصه الأمامي فقد ادخر من إحدى المصالح الخاصة والتي قضاها سرا مبلغا زهيدا من المال لكي يعطيه لها خلسة 
راقبته أمه بنظرات متفرسة محاولة تخمين ما يفعله وقبل أن يتحرك مبتعدا عنها تركت ما تقطعه من خضروات في الصينية لتسأله بنبرة عالية أجفلته
على فين العزم 
تمتم حاتم لنفسه بكلمات مبهمة ثم الټفت بجسده ناحيتها وأجابها بهدوء حذر
خارج شوية ورايا كام حاجة عاوز أعملها!
نهضت عن المقعد ونفضت يديها من البقايا العالقة بين أصابعها ثم دنت منه وهي ترمقه بنظرات ثابتة 
وضعت يدها على منتصف خاصرتها وسألته بعبوس مشيرة بعينيها
وايه الفلوس دي
وضع يده عفويا على جيب قميصه ثم أخفضها بحذر 
ابتلع ريقه مجيبا إياها بارتباك خفيف
دي دي عشان بنتي!
رفعت لبنى كف يدها أمام جبينها لتؤدي حركة مستنكرة به وهي تهتف ساخطة
بنتك! وده من امتى ان شاء الله إيش حال الليلة كلها كانت على يدي! ده انت لا بتطيقها ولا بتطيق اللي ماتتسمى!
ضغط حاتم على شفتيه هاتفا بامتعاض
يا أمي ارحميني من اسطوانة كل يوم البت ملزومة مني ولازمها مصاريف! 
ردت عليه بقسۏة وهي تلوح بذراعيها في الهواء
احنا أولى بالفلوس دي وبعدين هي المفضوحة أمها فقيرة ما هي علي قلبها أد كده!
تجهمت تعابير وجه حاتم إلى حد كبير وصاح نافيا
منين ما أديكي شوفتي بنفسك
حركت لبنى جسدها بحركة مائعة هاتفة بحنق كبير
لا يا روحي دي كانت بس بتدعي الفقر معاك! لكن على قلبها كوم فلوس أد كده! ولا نسيت زيارات أمها اللي كانت بتجيبها!
فرك حاتم طرف ذقنه متابعا بغيظ
تتنيل ولا تولع هي معدتش تفرق معايا أنا ليا لي بنتي وبس!
ردت عليه أمه بوقاحة فجة
خلفة العاړ والندامة يا ريتها كانت حتى جابت واد تفرح قلبنا بيه لكن نقول ايه هي جوازة من يومها!
زفر حاتم من كلمات والدته النابية وأدار رأسه للناحية الأخرى 
تابعت هي قائلة بفظاظة
ده حتى أختك شاهندة اتفك نحسها وربنا كرمها بعريس لقطة من يوم ما بوز الإخص دي غارت من هنا زي ما يكون عملالها عمل ربنا يحرقها مطرح ماهي أعدة!
نفخ مجددا بضجر من ثرثرتها الزائدة ولكن عبس وجهه بحدة حينما أمرته وهي تشير بيدها
بأقولك ايه هات الفلوس دي احنا محتاجينهم لزوم الخطوبة ولما المفضوحة تعوز
حاجة تاخدها من المحكمة! هات!!!
ارتفع حاجباه للأعلى باستنكار أكبر وهو يهتف معترضا
يا أمي آآآ 
قاطعته بصرامة غليظة وهي تشير بيدها أمام وجهه
بلا أمي بلا هباب هات!
اضطر أسفا أن يخرج المبلغ الزهيد من جيبه ليعطيها إياه فتناولته منه وقد تقوس ثغرها بابتسامة متباهية 
تابعت متمتمة بازدراء
حار وڼار في چتتها!
رد عليها حاتم بغيظ
ارتاحتي كده
أومأت برأسها إيجابا وهي تضيف ببرود متعمدة استثارته
آه ولسه هارتاح أكتر لما تتجوز تاني!
لوح بذراعه أمام وجهها قائلا بغلظة
مش عاوز!
سألته مستنكرة عذوفه عن الزواج
ليه هاتفضل عاذب طول عمرك
نظر لها مطولا قبل أن يجيبها بامتعاض
اه!
استأنفت لبنى حديثها هاتفة بمكر
يا واد أنا المرادي منمرالك على واحدة إنما حاجة نقاوة ايدي وحياتك سيبلي بس نفسك وأنا هاظبطك!
ظل مسلطا أنظاره الحانقة عليها ثم أولاها ظهره وسار بخطوات متعجلة نحو باب المنزل 
تابعته بعينيها وهي تتساءل باستغراب
ماله ده مش بيرد ليه 
صفق حاتم الباب پعنف بعد أن خرج من المنزل فاهتزت جدارنه من قوة الصوت زمت لبنى شفتيها مرددة بسخط قاسې
منها لله بنت السدت نفسه عن كل حاجة! إلهي تولعي يا بنت عواطف مطرح ما انتي أعدة ومتلاقي حد يطفيكي!
سار متبخترا بخطواته أمام العامة ليعلن صراحة عن وجوده بالمنطقة وبالطبع كانت تعابير وجوههم تشير إلى نفورهم التام منه 
التوى ثغره للجانب وهو يدنو من تلك المحال الموضوعة قيد الإصلاح 
دقق النظر في العاملين بهم قبل أن يصيح بصوته الجهوري الخشن
شغل نضيف الصراحة!
انتبه له أغلب العاملين وتبادلوا نظرات حائرة فيما بينهم 
اقترب منهم متابعا بصوته الآجش وهو يشير بيده موضحا
خدوا راحتكم واشتغلوا برواقة على فكرة أنا مش غريب أنا شريك في الهلومة دي!
وقف قبالته المهندس المسئول عن الديكورات الهندسية وكور قبضة يده مقربا إياها من فمه وهو يقول بحرج قليل
احم أنا ال designer ال آ 
قاطعه مجد قائلا بسخافة
كلمني عربي وحياة أبوك! محسوبك رد سجون ومالوش في الهري ده!
ارتسمت سريعا علامات الانزعاج على وجه المهندس وازدرد ريقه مرددا بتوتر
اها تمام أنا بأفهم حضرتك إني مصمم الديكورات اللي هنا
وضع مجد يده على رأسه وبدأ في حكها قائلا بصوت متحشرج
وماله مش عيب!
مرر أنظاره ببطء على واجهات المحال فلفت انتباهه ذلك الدكان العتيق الذي يتوسطهم فتساءل باندهاش
وده مش تبعهم ولا ايه 
سلط المهندس أنظاره على الدكان وأجابه موضحا
حاليا لأ بس الأستاذ منذر مبلغنا إنه هايشتريه من أصحابه عشان نقدر نضمه ونشتغل فيه
اكفهر وجه مجد قليلا من ذكر اسمه ورد بتأفف
ماشي عموما انت هتلاقيني فوق راسك كل شوية أنا مش ورايا حاجة!
ابتسم المهندس بتكلف ثم يده لمصافحته قائلا بود
تشرفنا يا فندم ماتشرفتش باسم حضرتك
رمقه مجد بنظرات دونية وأدار رأسه للجانب ليبصق ثم عاود النظر إليه ورد عليه بغلظة
سيدك مجد أبو النجا!
شحب وجه الأخير عقب تصرفاته الھمجية تلك وأدرك أنه يتحدث مع شخصية أقل ما توصف به هي الحقارة والتقزز 
على الجانب الأخر ورد إليه اتصالا هاتفيا من أحد رجاله بالمحال الجديدة التي يتم إعدادها لتكون من أكبر المطاعم مبلغا إياه بمجيء
مجد إليهم هب الأخير واقفا من مكانه شاخصا أبصاره پذعر كبير 
كان يخشى من حدوث اصطدام
تم نسخ الرابط