رواية جواز اضطراري بقلم هدير محمود

موقع أيام نيوز

 


من هذا الزوج الغاضب ..بعد أقل من نصف ساعة جاء الجميع ليلة وحازم وسيف ودينا اطمئنوا على مريم وانصرفوا أما أدهم ف ظل بجوارها يبكي في صمت.....
في الأيام التالية بدأت تستعيد وعيها بشكل كلي كانت تتحدث مع الجميع إلا هو منذ أن نطقت باسمه أول مرة حينما فاقت لم تتحدث معه ثانية كان هذا يؤلمه بشدة لكنه عذرها هي حتما موجوعة ومصډومة مما قاله لها وعلمته عنه وبعد عدة أيام ذهب هو لبيته لأحضار ملابس لها لتخرج بها من المستشفى فاستغل الطبيب الشاب عدم وجوده وذهب ليطمئن عليها طرق الباب عدة طرقات حتى أذنت له بالدخول وما أن دلف إلى غرفتها حتى نظرت إليه وكأنها تراه لأول مرة علم أنها لا تتذكره ف تنحنح قائلا 

حمد لله على سلامتك يا دكتورة أنا دكتور رامي كنت بتابع حالتك قبل ما تفوقي من الغيبوبة ثم أردف مازحاا وقبل ما جوزك يجيي ويقولي عايز دكتورة ست
مريم بهدوء وقد تذكرت هذا الطبيب التي سمعته يتشاجر مع أدهم قبل أن تستفيق من غيبوبتها وقالت بهدوء الله يسلمك أنا أسفة على تهور أدهم بس هو غيور شوية
ضحك الطبيب قائلا شوية ! غيور أوووي بس واضح كمان أنه بيحبك أوووي أحممم أنا كنت عايز أسالك سؤال 
مريم أتفضل حضرتك
الطبيب أنا كنت بكلمك وأنتي في الغيبوبة فاكرة كلامي أو أي حاجة
مريم بصراحة لأ كل اللي حسيت بيه خناقتك أنتا وأدهم وصوتك وأنتا بتكلم الممرضة وبتقولها انه اټعور أو تجيبله حاجة يكتم بيها الډم مش فاكرة بالظبط
الطبيب بابتسامة يعني فوقتي لما سمعتي صوته وعرفتي أنه اټعور
مريم مش عارفة بس ده اللي فاكراه
رامي وقد تنهد تنهيدة طويلة دكتورة مريم أنا معرفش هو عمل أيه وصلك للحالة ديه بس اللي شايفه أنه زي ما چرحك أو وجعك بردو هو الوحيد اللي بأيده يداوي وجعك ده لأنك بالرغم من أي حاجة عملها لسه بتحبيه حتى لو متكلمتيش معاه باين ف عنيكي حبه على فكرة أنا مش فضولي ولا بحب أتدخل ف أمور شخصية والله بس أنتي فكرتيني بيها
مريم وقد رفعت حاجبيها بدهشة هي مين 
رامي بحزن خطيبتي كنت بحبها أووووي وغلطت غلطة بالنسبالي كبيرة حاولت تخليني أسامحها كتير أعتذرت واعترفت بغلطتها لكن مسامحتهاش ومكنتش حتى برد عليها لما بتكلمني وقولتلها إني هسيبها ومش هكمل معاها عملت حاډثة وفضلت ف غيبوبة ولما عرفت جريت عليها وقلبي سبقني عشان يقولها أنه سامحها وإني ممكن أسامحها على أي حاجة إلا أنها تسيبني لكن للأسف كان فات الأوان وماټت ندمت ندم عمري اتمنيت لو كنت أدتلها فرصة لو ......
قاطعته مريم قائلة متقولش لو ..لو من عمل الشيطان ده عمرها وربنا مقدرلها ده
رامي ونعم بالله ..بس على الأقل كانت ماټت وأنا جنبها وهي عارفه اني مسامحها المهم اللي كنت عايز اقولهولك عاقبيه حاسبيه اعملي أي حاجه غير أنك تسبيه وتخسريه سامحي واغفري الدنيا أقصر من أننا نخسر ناس بنحبهم وبيحبونا كده ولو خسرناهم صعب أووي نلاقي زيهم تاني ويملوا قلبنا بنفس الطريقة
مريم بس الغفران والسماح بالسهولة ديه صفة ربانيه لكن احنا بشړ ولينا طاقه احتمال
رامي بس طاقة الحب اللي شوفتها تستاهل شوية معافرة بصي يا دكتورة قبل ما أشوف جوزك كنت متحفزله ومتغاظ منه أوي لكن لما شوفته أول ما دخل الأوضة شوفت ف عنيه حب كبيير أووي ليكي وخووف أكبر عليكي يمكن يكون غلطته غير مقصوده أو ذنبه أتجبر عليه أو يمكن لحظة ضعف لكن الأكيد فكل ده أنه بيحبك جدا خدي وقتك وفكري براحتك بس لو شايفه أنه يستاهل فرصة أديهاله عشان ميجيش اليوم اللي ټندمي فيه زيي كده أنا قولتلك اللي يمليه عليا ضميري وخلاص وآسف لو كنت أتدخلت ف حاجة متخصنيش أو ضايقتك بأي كلمة
مريم بالعكس يا دكتور رامي يمكن ربنا بعتك ليا عشان أسمع الكلمتين دول منك ويمكن يفرقوا

ف قراري
رامي بضحك طب ألحق أنا بقا أمشي قبل ما
يجي دكتور أدهم ونتخانق تاني وبصراحة أنا مليش نفس أتخانق النهارده وبعدين أيده تقيلة وعصبي أوي
مريم بابتسامة أنا آسفة على اللي حصل منه بس حضرتك كمان مسكتش وضړبته
رامي بضحك هههه طبعا لازم تدافعي عنه..ثم فجأة نظر أمامه وقال پخوف يانهااار ملحقتش أهرب يالهووي ده جاي علينا ثم أردف بمزاح ابقي انقذيني منه
نظرت أمامها فوجدته مقبلا عليهما بسرعة ف ابتسمت لحديث الطبيب وحينما رأي أدهم رامي انزعج بشدة ونظر له بحدة قائلا 
ممكن أعرف بتعمل أيه ف أوضة مراتي أنا مش قولتلك متدخلهاش تاني وملكش دعوة بيها
رامي بدفاع مفيش كنت ب....
قاطعته مريم قائلة وهي تنظر لأدهم دكتور رامي كان بيطمن عليا وبعدين هو اللي كان متابع حالتي من أول ما وصلت المستشفى وكان بيقعد يتكلم معايا وأنا في الغيبوبة
ابتسم أدهم بسعادة ف أخيرا تحدثت إليه حتى وإن كانت كلمات تأنيب ف هي منذ أكثر من ستة أيام وهي لا تحادثه ألبته ولا حتى تنظر إليه كأنه غير موجود وكان هذا يؤلمه بشده أما الآن فهي تحدثت معه ونظرت إليه فقال للطبيب بنبرة أشبه بالهمس 
عاارف أنا هسامحك بس عشان خلتها أخيرا تكلمني أتفضل بقا حضرتك مش اتطمنت عليها خلاص
رامي بجدية أه الحمد لله وعايزك ثواني بعد أذنك
أدهم خير 
رامي يعني ممكن نسيبها ترتاح شوية ونتكلم ف مكتبي بعد أذنك
أدهم وقد فهم أنه لا يريد الحديث في وجودها وهذا أثار قلقه بشده فقال له اتفضل
خرجا معا متوجهين حيث مكتب الطبيب وتركا مريم تفكر فيما قاله رامي للتو هل تستطيع حقا أن تسامحه هل يستحق أدهم هذا السماح هل من حقها أن تلومه على أشياء فعلها قبل أن يراها والأهم هل هي تثور لدينها أم لكرامتها كأنثي 
في مكتب الطبيب رامي
نظر لأدهم وقد أشار له بيده ليجلس أمامه وما أن جلس حتى قال پخوف وقلق كبيرين 
مريم كويسة في حاجه يعني مش طبيعية
رامي بهدوء دكتورة مريم بخير تنحنح قائلا قصدي عضويا يعني
أدهم تقصد أيه أدخل ف كلامك علطول لو سمحت
رامي وقد اعتدل ف جلسته وخلع نظارته الطبيه ووضعها أمامه بص يا دكتور أنا معرفش أنتا وجعتها أزاي أو عملتلها أيه وصلها ل كده بس اللي أعرفه أنك بتحبها وأنها هي كمان بتحبك و....
أدهم بحدة وأنتا مالك بتدخل بينا ليه !محدش طلب منك ده
رامي وهو مازال يحتفظ بهدوؤه دكتورأدهم أرجوك اسمعني للآخر وبعدين هو أنتا متعصب ومحموق أوي كده ليه على فكرة أنا مبدورش على عروسة ولوعايز أتجوز أو أحب مش هحب واحده متجوزة وبتحب جوزها أنا عارف أني غلطت معاك لما احتديت عليك في الكلام أول مرة جيت فيها وأنا آسف جدااا على ده بس أنا شوفت فيك نفسي كنت بتخانق معاك كأني بتخانق مع نفسي عشان كده كنت عڼيف ثم ابتسم بحزن قائلا أنا كنت زيك كده بحب ومتيم لكن ضاعت مني ف لحظة ضاعت مني وهي فاكرة اني مش بحبها أرجوك مهما كان اللي حصل بينكو متسبهاش بس كمان متضغطش عليها استحمل انفعالها وڠضبها أو حتى تجاهلها خليها تعمل اللي يريحها بس بردو فهمها أن أي حاجة مسموحة إلا أنها تبعد عنك حتى لو هي طلبت ده لأنها فعلا بتحبك
هدأ أدهم بعد كلام رامي ثم قال هي خلاص هتخرج بكره 
رامي الاستشاري هيشوفها آخر النهار وهيكتبلها خروج بإذن الله
أدهم أممم طيب على العموم
شكرا على كلامك
رامي العفو
هم أدهم أن يخرج من غرفة الطبيب لكنه عاد ليسأله مرة آخرى
بس أنتا عرفت منين أنها بتحبني قعدت ترغي معاها وقالتلك كده
ضحك رامي بشدة وقال أنتا يهمك أنهي فيهم أنها قعدت ترغي معايا ولا أنها قالتلي كده 
أدهم بعصبية الأولى طبعا
رامي وقد ضيق بين عينيه متسائلا يعني ميهمكش تعرف إذا كانت بتحبك ولا لأ
أدهم بثقة لأ لأني واثق أنها بتحبني
رامي بابتسامة متخافش مقعدتش أرغي معاها كتير ولا حاجة وبعدين مش محتاجة تقولي أنها بتحبك لأن باين من أول لحظة وجودك جنبها وبعدين أنا كنت بساعدك متقلقش كنت بقولها أن مهما كان اللي عملته ممكن تديلك فرصة
أدهم باقتضاب شكرا بس بردو لو سمحت متتكلمش معاها تاني
ابتسم رامي وقال بهدووء حاضر
أدهم بعد أذنك
الطبيب اتفضل
خرج من غرفة الطبيب وذهب حيث غرفة زوجته ف وجدها نائمة في هدوء جلس بجوارها وظل يقرأ القرآن بصوت مسموع حتى تنام نوم هاديء وتطمئن بذكر الله ..
وفي اليوم التالي خرجت مريم من المشفى وعادا لبيتهما وما أن دخلا البيت حتى نظرت له قائلة 
أدهم ممكن أطلب منك طلب وأرجوك توافقني عليه
أكيد طبعا قولي
أنا محتاجة أقعد لوحدي شوية عشان أفكر وأعرف أوصل لقرار ف مصير علاقتنا وعايزة أروح أقعد ف بيت بابا لحد ما أوصل لقراري النهائي
مريم صدقيني أنا مش هضغط عليكي ف حاجة خالص هسيبك لحد ما توصلي لقرارك لوحدك بس خليني معاكي لو سمحتي عشان أبقى متطمن عليكي
مش هينفع وجودك معايا ف حد ذاته هيشكل ضغط عليا
خلاااص يبقا أنتي هتقعدي ف بيتك هنا وأنا هروح ف بيت عمي
لأ مش هينفع بيت بابا بعيد عن المستشفى والعيادة لكن أنا أجازة ومش هروح الشغل ف عادي
أدهم بحزم طب أسمعي بقا ده أخر كلام أنتي هتفضلي هنا في بيتك ومش هتخرجي منه أبدا وأنا هاخد منك مفتاح شقةعمي وهروح أقعد فيها ولما تعوزيني كلميني ف أي وقت وهكون عندك بس ممكن تسمحيلي آجي أزورك واطمن عليكي كل يوم
مريم بتردد مش هينفع يا أدهم أنا محتاجة أفكر براحتي معلش لازم تبقا بعيدعني شويه
طيب براحتك يا حبيبتي ..طب ولا حتى أتصل بيكي أسمع صوتك 
أنا آسفة يا أدهم بس فعلا أنا محتاجة ابعد عنك خالص وأبقى لوحدي فترة لحد ما أقرر
حاضر يا مريومتي هعمل أي حاجة تريحك وهخلي دينا وليلة يجولك كل يوم يطمنوا عليكي ويطمنوني صحيح أنا جبتلك تليفون جديد بدل اللي أتسرق وحطتلك فيه شريحة بنفس رقمك القديم ثم مد يده إليها بالهاتف الجديد
مدت يدها لتأخذ منه الهاتف فلمست يده توترت كثيرا من أثر تلك اللمسة فأخذته منه بسرعة دون أن تنظر إليه وكانت تشعر بأن نظراته تخترقها فردت باقتضاب شكرا
أه قبل ما أمشي عايزك تبقي حاطة ف تفكيرك أنك لو قررتي تسامحيني مش بس هتنسي اللي حصل لأ هتنسي كمان أنك تبقي أم ومش هتضغطي عليا أبدا بالكلام ف الموضوع ده لأني مش ناوي أرجع ف عقاپي لنفسي أبداا أنا عارف أنه مش وقته الكلام ده بس كمان أنا شايف إني
 

 

تم نسخ الرابط