رواية لم تكُن يوما خطيئتي بقلم سهام صادق

موقع أيام نيوز


حلم ولم اتحقق ندمت عليه سيبك مني واقولي ايه اخبارك
التمعت نظرات كامل مكرا يرمق صديق عمره
ده انت اللي تقولي ايه اخبارك هو صحيح رجعت لشيرين
احتدت نظرات شهاب وهو يسمع تسأل صديقه
قصتي انا وشيرين انتهت
وانتهت ليه ما ترجعوا ياشهاب وفيها ايه اللي حصل حصل وده قضاء ربنا انت محملها ليه مۏت سيف
تبدلت ملامح شهاب فور تذكره لحاډثه طفله

كامل حياتي مع شيرين صفحه وانتهت وحاليا اللي بينا شغل بس
فحصه كامل بنظراته ونهض خلفه
طب فكر ياشهاب انا شايف انها اتغيرت ولسا بتحبك
طبعا نهال هي اللي بتوصيك توصلي الكلام ده ما اصلهم صحاب من زمان
هتف بها شهاب ساخرا فتنهد كامل بقله حيله ولكن سريعا ما دب الأمل داخله فحديث زوجته عن هيئه شيرين الجديده كان هذا ما يتمناه دوما شهاب بها
قلبي حاسس انك هترجعلها وتبدأوا صفحه جديده
انتفض أدهم من مقعده بعد حديث عمه وهو لا يصدق ما يطلبه منه
اتجوز مين
تنهد الحج محمود وهو يستصعب اخباره ثانية بطلبه الذي سينقذ حياة تلك المسكينه
عهد بنت عمك الحج ابراهيم
انت بتقول ايه ياعمي انت واعي على اللي بتطلبه
اقترب منه الحج محمود برجاء
ياادهم ياولدي انت هتنقذ البت من حامد حامد ميتخيرش عن عاصم الاتنين اديهم سابقه عقلهم وقلوبهم بقت حجر
تربيتكم ل عاصم وحامد هما اللي عملوا فيهم كده خلوهم مش شايفين غير انهم رجاله العزيزي ورجاله العزيزي الجحود مالي قلوبهم
اطرق الحج محمود رأسه بخزي فلم يخطئ ابن شقيقه بشئ ولكن فات العمر ولم يعد بيديه حل لتقويم سلوك ابنه الذي تغير بشده بعد زواجه
طب يابني خليك انت الجدع اللي فيهم وانقذها عمك إبراهيم خاېف عليها من بعده وانت عارف حامد وسبب كرهه ليها
احتقن وجه أدهم وهو يتذكر تلك القصه القديمه
انتوا ليه بتحملوا الناس اخطائكم هي ذنبها ايه ف اللي حصل زمان
تهاوى محمود فوق المقعد بعدما شعر باليأس من موافقه ابن أخيه
ربنا يتولاها يابني روح ارتاح واعتبر انك مسمعتش حاجه مني وربنا يدبرها من عنده
شحب وجهها وهي تنظر للصور المبعوثه إليها فسقطت دموعها وشئ واحد اصبحت تدرك حقيقته ان عاصم لن يتركها وان الرجل الذي استنجدت به ليحميها من ابن أخيه قد نسيها فمن هي ليتذكرها
فاقت من شرودها على صوت رنين هاتفها وبلهفة أسرعت لتجيب لعلا هذا الرجل وفي بوعده إليها
الصور عجبتك
تجمدت في وقفتها وهي تستمع لصوت عاصم الذي اتبع سؤاله بأطلاق صوت ضحكاته
اوعي تفتكري ان شهاب ممكن يحميكي مني شهاب بيه مش فضيلك ياحلوه
ابتلعت لعابها وقد ارتعش جسدها أثر كلماته
اعتبريها اخر فرصه ليكي اختي قصادك
وانغلق الخط لينظر عاصم الي هاتفه بملامح جامده
حظك الأسود هو اللي وقعك تحت ايدي يااخت الدكتور وحقي هعرف اخده كويس
وقفت تطرق رأسها ارضا تتلاعب بأطراف ثوبها
حضرتك طلبتني
تحركت عيني الحج محمود نحو أدهم الذي جلس يتناول فطوره بملامح غير مبالية قبل عودته للقاهره
تعالي يابنتي افطري معانا متتكسفيش
الحمدلله فطرت
أنتي عايزه تكملي علامك ياعهد
رفعت عيناها نحوه لا تصدق ما سمعته ورغم ملامح وجهها المكدومه الا ان وجهها أصبح يشع بهجة تتسأل
بلهفة
هو ده ممكن يحصل
تعلقت نظرات محمود ب ابن شقيقه الذي اخيرا أصبح ينصت إليهم
بس حامد مش هيرضي
غامت عيناها بالحزن وهي تتذكر كلامه لها فهى لا حق لها بأي شئ لا تعليم لا ورث ولا حياه
ملكيش دعوه ب حامد مدام انتي عايزه يابنتي خلاص
شكرا ياعم الحج 
وركضت نحوه تقبل كفه بمحبه ودموعها تسبقها
تأملها رغما عنه بعدما ظلت نظراته ثابته بعيدة عنها حتى لا تقع عيناه عليها ويرضخ لقرار عمه بواجب العطف
عندما تلاقت عيناه بعيني عمه علم ان كل هذا مخطط منه لعلا العروس الصغيره ذو الجسد الهزيل والوجه المكدوم تعجبه
نهض بملامح جامد من فوق الطاوله ينظر لعمه وهو يحمل هاتفه
يدوبك الحق اسافر ياعمي
توردت وجنتي عهد وهي تسمع صوته فقد نست وجوده من شدة فرحتها
انصرف أدهم دون كلمه أخرى منه ومن الحج محمود الذي فقد اخر ذرة امل فيبدو ان العروس لم تعجب ابن شقيقه ولكنه عزم على أن يجعلها تكمل تعليمها فالفتاه لا تمت بصلة ل تلك الفيروز التي
اغوت ابن عمه قديما وهدمت بيته فهى ابرئ من ان يتخذوها بذنب امها فيكفي حرمانها من كل شئ فيما مضي 
لم يكد يغادر البلده بسيارته الا وطيفها اقتحم عقله أوقف سيارته جانبا يزفر أنفاسه حانقا يطرق بيديه فوق عجلة القياده
مش هكون احن عليها من أخواتها
ولكن بين الرفض وقدره كان يسلك طريق البلدة ثانية يقنع عقله انها زيجة لإنقاذ حياه فتاة
اينما كان يتحرك كانت عيناها تسير معه بهيام هياما وعشقا لم تعلم بوجودهم الا عندما انغلقت صفحة حياتهم معا
وكظتها إحدى صديقاتها وهي ترى نظراتها نحوه
ما تروحي تقربي منه ولا هتفضلي وقفه في مكانك خايبه
تنهيده بائسه خرجت من اعماقها فماذا ستفعل اكثر مما تفعله عادت من الخارج وتركت والديها بعدما قرروا البقاء بسويسرا وأتت لتعمل بشركة ابن خال والدتها أصبحت سيدة أعمال امرأه رياضيه ذو فكر ناضج ولكن شهاب لم يعد يراها وكأنها باتت خارج حساباته
اعمل ايه اكتر من كده يا شروق شهاب مش شايفني خالص
التوت شفتي شروق ممتعضة من سلبية صديقتها
لازم تفضلي حواليه ياشيرين
لحد ما ترجعيه ليكي المعركه مش سهله اعملي زي ما عملت مع طارق فضلت وراه لحد ما اتجوزنا
قالتها شروق بفخر وهي تحرك خصلة من شعرها بأنوثه
شيرين شهاب مش لازم يضيع منك من تاني
في لحظة ضعف وجدت نفسها تفكر في كلام خالها ف كريم مازال يتواصل معه يطلب منه عودتها ولم يعد في عدتها الا مجرد ايام اغمضت عيناها بقوه وهي تتذكر حديث خالها منذ اسبوع
هتفضلي عايشه لوحدك كده عمر وخلاص لقي نفسه بره ويعالم هيرجع امتى ارجعي لجوزك ومش اول ولا اخر راجل يتجوز على مراته والراجل عايزك وشاريكي
اليأس كان يمتلكها لترفع هاتفها تدون رقمه ولكن للحظه تذكرت كل شئ مرت به معه ومع والدته نفضت رأسها سريعا تلقي هاتفها باكية
لاا ذل تاني لاء
اخفي الحج إبراهيم دموعه وهو ينظر لعهد التي اقتربت منه تجثي فوق ركبتيها تخبره عن سعادتها لموافقته على اكمال تعليمها ووقوفه اليوم ضد حامد الذي ثار اليوم عليهم رافضا ان تتعلم
هو ليه حامد بيكرهني كده انا ماليش ذنب في اللي حصل زمان
اغمض الحج ابراهيم عيناه ولحظه وفاه زوجته لا تزال عالقه في قلبه قبل عقله ليلتها بكى كبكاء الأطفال على محبوبته وابنه عمه
حامد مش بيكرهك ياعهد هو بيكره فيروز
فاضت عيناها بالدمع وهي تحمل خطيئة لم ترتكبها ودفعت هي ثمنها
انا ذنبي ايه ليه حملتوني الذنب ده
ضم كفها بكفه الذي اخذ يرتعش
لو هتحملوا الذنب لحد حملوا ليا انا لاني السبب في كل ده
لم يتحمل ابراهيم كبت دموعه ففاضت عيناه بالدمع
لما ربنا اداني افتريت على مراتي هدى مكنش في احن منها
قاطعته بسؤال تعلم اجابته
ولكن قلبها كان يود ان يعلم انها ليست وحدها من عانت أنانية والدتها
ماما كانت وحشه صح
اطرق الحج ابراهيم عيناه بأسي يتذكر اول لقاء بينه وبين فيروز في ذلك الملهي الذي دعاه اليه احد أصدقائه حتى يبسط مزاجه ويري الجمال
في أجساد النساء فزوجاتهن اصاحب العباءات المنزليه واللاتي امتلئت اجسادهن رغما عنهم فلم يعدوا يمتوا للنساء بشئ
امك كانت بتعرف تخلي اعتق راجل يقع تحت رجليها عجبتني فضلت اجري وراها وانا مش عايز غير نظرة منها جبتلها الشقه والعربيه اللي شورت عليهم عشان انول الرضا ويوم ما اتجوزتها اشترط عليها جوازنا يكون في السر وأننا منخلفش لكنها كانت عايزه اكتر من كده كانت عايزانى اطلق هدي أثرت عليا بجمالها كنت بهين هدى واضړبها واعيرها بشكلها وجسمها وهي مكنش عندها غير دمعتها وتكتم وتسكت اخواتك لحد دلوقتي مغفروش ليا اللي عملته في امهم محمود ومحمد مصدقوا يكبروا ويتجوزوا وبعدوا عن البلد كلها مبقتش اشوفهم غير في المناسبات ولما اتعب ويفتكروني بودع 
وابتلع لعابه وطالع ما أمامه بشرود مظلم
حامد معرفش يطلع غضبه
عليا ومقدرش يعمل زي اخواته ويسبني ورغم كل ده بشوف في عينه اللوم لحد دلوقتي واني كنت السبب 
واردف بندم ينهش قلبه
حامد هيفضل يطلع غضبه عليكي لحد ما ينسى فيروز وللأسف عمره ما هينساها لانها في ملامحك 
اطرقت عيناها حزنا فهذه الحقيقه تعلمها وكدمات وجهها خير دليلا لها
عشان كده يابنتي انتي لازم تتجوزي
اتسعت عيناها وهي تنظر اليه فأي زواج يتحدث عنه والدها وهو من وعدها انها ستكمل تعليمها
قبل ما تفكري انتي لازم تعرفي ان بجوازك هتعرفي تكملي علامك
تقلب في فراشه يجافيه النوم رغم ارهاقه تنهد بسخط يمسح فوق وجهه يعدل من وضع رقدته وحديث صديقه عن عودته لشيرين مجددا والتي ينتظرها الجميع مقتنعين انها الوحيده التي تناسبه والأهم حبها له وتغيرها الواضح
شيرين أصبحت أمامه في كل شئ ټقتحم حياته ثانية ولكن المره تقتحمها بهيئة المرأة التي
تمناها ان تكون عليها يوما ولكن الأوان قد فات وانتهت المشاعر داخله 
لا ينكر ان تغيرها يعجبه ولو كان هذا قد حدث في الماضي لكانوا الآن معا
نفض رأسه بحنق فهو يدور في نفس الحلقة المغلقة لا يعرف اهو يطردها من عقله ام يشغل عقله بتفاصيلها وتغيرها
اطلعي من دماغي ياشيرين
هكذا خاطب نفسه وهو ينهض من فوق فراشه متجها لاسفل راغبا بفنجان من القهوة واسترخاء مع احد الكتب لعلا عقله ينشغل بين السطور
استرخي في مقعده بغرفة مكتبه مندمجا يتلذذ بقهوته ولكن استرخاءه لم يدم طويلا ف صورة أخرى لامرأة بأعين حزينة تستجدي منه عونا وقد نسيها تماما وسط مشاغله واكتفي بتحذير ابن أخيه بالبعد عنها
دلف لغرفة مكتبه تتبعه سكرتيرته تحمل بين يديها بعض الأوراق التي يجب أن يطلع عليها ويوقعها ازال سترته يضعها فوق المشبك 
عملتي ايه ف الموضوع اللي قولتلك تهتمي بي
قطبت اميره حاجبيها لا تفهم مقصده
موضوع ايه يافندم
طرق سطح مكتبه ڠضبا
مش قولتلك تتصلي ب مدام قدر تبلغيها تقدم ورقها امتى في شركة الزيني
اتسعت عيني اميره وهي تتذكر ما أمرها به منذ اسبوعين 
اطرقت عيناها ارضا خوفا من نظراته الغاضبه
اسفه يافندم ڠصب عني نسيت الشغل كان كتير الفتره اللي فاتت و 
قطع حديثها يرفع سبابته محذرا
غلطه ومتمناش تتكرر تاني مفهوم
حاضر يافندم
حركت رأسها تهتف بتعلثم
هتصل بيها حالا
وضعت الأوراق وفرت من أمامه تفعل ما امرها به
استنى هاتي رقمها انا هكلمها
زفرت أنفاسها براحه فقد خشت ان يستمر في توبيخها
حاضر يافندم
أسرعت نحو مكتبها تجلب رقم تلك الفتاة التي كانت ستكون سبب طردها حمدت ربها ان الامر انتهى بتحذير لا أكثر
عادت اليه تعطيه رقمها فرفع شهاب عيناه عن الأوراق ينظر للرقم مشيرا إليها بالمغادرة
صړخ بها منير غير مصدقا ما يسمعه
اخوكي لازم يعرف مش اخو مراته ينزل يتصرف معاه
وهوي بجسده فوق الاريكة يلتقط أنفاسه بعد ثورته
 

تم نسخ الرابط