رواية ثلاثي العشق بقلم زيزي محمد
المحتويات
التى تدرك أنه ذم مباشر لها..وهي تقول للصبي الذى لمس وجهها مجددا
تعرف ياهاشم..ماما كانت بتحبك أوى..وأنا هفضل معاك واحدة بواحدة ..هشوفك بتكبر أدام عينية وهحكيلك بإذن الله كل حاجة عن مامى..هعرفك تفاصيل حياتها..ما هو لازم تعرفها عشان لما تكبر تدعيلها بالرحمة.
قال يحيي بسخرية
ده معناه إنك هتنفذى وصية راوية.
نظرت إلى عيونه مباشرة وهي تقول فى برود
إتسعت إبتسامة يحيي الساخرة وهو يقول
لا والله كتر خيرك بجد..مش عارفين نشكر أفضالك علينا..بتضحى أنا عارف.
.. ترجعهما لذكريات مضت..حين كانت خصلاتها تطير مع الرياح..فيمد يحيي يده ويرجعهم إلى خلف أذنها ملامسا إياها بحنو كما يفعل هكذا الآن ..بالضبط . وتغيم عينيه بنظرة عاشق راغب وبالفعل كان يترجم حبه لها برقة وحنو.
ياريت تبقى تلمى شعرك وانتى مع هاشم لإنه بيحب شد الشعر أوى..ومش كل مرة هكون موجود.
لم ينتظر ردها وإنما إبتعد مغادرا..لتجلس على سرير هاشم حاملة إياه..وهي تمد يدها تضعها على خافقها المتسارع النبضات..تشك فى إمكانية أن تكون له زوجة..وتلك الذكريات تحاصرها وتجذبها إليه.......بقوة.
إتفضل.
دلفت سيدة فى العقد الخامس من عمرها تبدو الطيبة على ملامحها تحمل صينية وضع عليها طعاما لتنزل الصينية على الطاولة القريبة منها وهي تبتسم فى وجه بشرى
التى رسمت إبتسامة مزيفة على وتلك السيدة تقترب منها وتجلس على السرير بجوارها قائلة فى طيبة
إزيك يابنتى دلوقتى..بقيتى أحسن.
الحمد لله ياست آمال..جو الريف جميل أوى وفعلا حاسانى من يوم ما جيت هنا.. إتحسنت كتير .
ربتت السيدة آمال على يد بشرى قائلة
ولسة كمان لما تاكلى أكلنا..وتقعدى معانا أكتر هتتحسنى يابنتى..ده انتى كنتى جاية وشك أصفر ..لون اللمونة بالظبط..الحمد لله.. الدموية ردت فى وشك وبقيتى زي الفل.
لتكتفى بإيماءة بسيطة برأسها كإجابة وبإبتسامة باهتة حتى تمل آمال وترحل وبالفعل نهضت السيدة آمال وكادت أن تغادر ولكنها توقفت وإستدرات إلى بشرى قائلة
إنتى كشفتى يابنتى
عقدت بشرى حاجبيها قائلة
كشفت
أومأت آمال برأسها قائلة
جزت بشرى على أسنانها وتمالكت أعصابها وهي تقول
ايوة كشفت ومفيش
حاجة من الكلام ده خالص..هم شوية برد وأنيميا وبالعلاج هبقى تمام..وبعدين أنا مش قلتلكم ان مراد مأجل موضوع الخلفة ده شوية.
قالت آمال بإستنكار
وليه بس يأجله..مش يفرح بضناه وهو ..ويسافر ويسيبك كل شوية..إسمعى كلامى يابنتى. من غير ما تربطيه بالعيال بيبقى جوزك مش جوزك..الراجل من دول لو مربطتوش مراته بحتة عيل..بيبقى سهل على أي حرمة تخطفه ..ويضيع منها وتبكى بدل الدموع ډم.
لم تجيبها بشرى وهي تفكر فى كلام السيدة آمال..لتغادر آمال بهدوء بينما كانت بشرى شاردة فى كلماتها التى ذرعت بذور القلق فى قلبها..ترى هل من الممكن أن تخسر مراد من أجل الأطفال..هل من الممكن أن يتركها من أجل عدم إنجابها..فربما عاد عدم إهتمامه بها لإنه ادرك أنها أرض بور لا يمكنها أن تمنحه طفلا..وريثا له..حتى أنه لم يهتم برحيلها ولم يحادثها ولو لمرة واحدة طوال وجودها فى هذا المكان..لترفض هذا الإحتمال فهي تدرك أنه يحب تلك الفتاة الحرباء..وإن تزوج سيتزوجها هي..لتتسع عينيها فى صدمة..ماذا لو.....
لترفض أيضا هذا الإحتمال فرحمة تعشق يحيي ولن ترضى بمراد زوجا لها..ولكن هي تزوجت هشام من قبل وقد كان أخيه أيضا..لذا من الممكن أن تتزوج مراد الآن..لتنفض افكارها وهي تخبط رأسها بخفة قائلة
أمال لو مكنتيش إنتى
اللى دبرتى كل حاجة عشان تجوزيهم..إنتى نسيتى انها إتجوزته ڠصب عشان الڤضيحة..المهم..من هنا لبكرة بالليل لو مقدرتيش تفكريلها فى مصېبة يبقى تلمى شنطتك وترجعى القاهرة يابشرى.
لتبتسم براحة وهي تنهض تتجه إلى طاولة الطعام تنظر إليها بنهم وقد شعرت فجأة......بالجوع.
تأملت شروق ملامح مراد فى عشق..تنتابها سعادة لا حدود لها وهي ترى ملامحه النائمة لأول مرة منذ ان تزوجته..فلطالما كانت تستيقظ تجده قد رحل وتركها وحيدة تتأمل جدران حجرتها فى ألم تتمنى أن تحقق يوما أحلامها وتستيقظ لتجد حبيبها نائما بجوارها
إلى عينيه اللتين حاصراتها بنظراتهما وتقع فى سحرهما..ټغرق فيهما ..
صباح الخير.
نظرت إليه مشتتة الذهن مضطربة القلب وهي تقول
ها..
إتسعت إبتسامته وهو يكرر بنعومة قائلا
صباح الخير.
تنحنحت لإجلاء صوتها الذى ضاعت نبراته وهي تقول
إحم ..صباح النور.
رفع يدها وهو يقول
مكنتش أعرف إن الصباح معاكى حلو أوى كدة..لو أعرف كنت قضيت معاكى كل صباح لية ياشروق.
نظرت إليه شروق فى لهفة قائلة
بجد يامراد..بجد الكلام اللى إنت بتقوله ده
لهفتها..تلك اللمعة فى عيونها..عشقها الذى يظهر فى نبراتها..كل هؤلاء أشعروه بالذنب تجاهها..فأقل كلمة منه ترضيها..وبينما هي تعشقه..هو لا يبادلها ذلك العشق..بل يعشق أخرى بلا أمل..وتلك الأخرى تقف فى طريقه..فلا هو قادرا على أن ينالها ولا هو قادر على المضي قدما فى حياته دونها..حتى بعد إدراكه لحبها لأخيه الأكبر..والأدهى حب أخيه الأكبر لها..مما يفقده الأمل فى إقترانهما يوما..ولكن يظل العشق..عشقا..ليس بيدنا إختيار من نعشق..ولا نحن قادرين على نسيان معشوقنا ..حتى وإن أردنا النسيان بكل جوارجنا..
طال صمته وهو يتأملها.. لتخبو فرحتها ويظهر الحزن على وجهها لتطرق برأسها وهي تقول
أكيد مش بجد..إزاي بس هتقضى كل صباح معايا وأنا مجرد زوجة فى الخفا..بتجيلها تقضى معاها ساعتين وتمشى
..لكن اللى تقضى معاها كل صباح ليك ولياليك هي بشرى..مش كدة يامراد
رفع مراد ذقنها بيده لتتقابل عيونهم ويرى بهم دموع حزينة تأبى السقوط..ليقول بحنان
إحنا مش متفقين من الأول على كدة ياشروق..وكنتى عارفة إن ده وضعنا..ودى حياتنا..ليه حاسس دلوقتى بإن وضعنا مبقاش يعجبك
نظرت إلى عينيه مباشرة وهي تقول
لإنى بحبك..واللى بيحب بيغير ..بيتمنى حبيبه يكون ليه هو وبس..ڠصب عنى مش عايزاك تبعد عنى..والله ڠصب عنى.
سقطت دموعها على وجنتيها ليشعر بالضعف يأكل قلبه..بالألم لحزنها ومشاعرها الجميلة والتى لا يستحقها..يغوص بالذنب..ولكنه قاوم كل تلك المشاعر وهو يمد يده ويمسح دموعها قائلا
طب إهدى دلوقتى ومتعيطيش..يرضيكى أول يوم أبات معاكى فيه..أشوفك معيطة بالشكل ده
إبتسمت رغما عنها..متجاهلة حزنها..فلديه كل الحق..هو لا يجب ان يرى دموعها الآن ..لا يجب أن يراها ابدا..فلا يجب ان تزيد همومه.. فلطالما قال لها مرارا وتكرارا أنها واحته التى ينسى بها كل همومه..لتبتسم قائلة
معاك حق ياحبيبى..إستنى بقى لما احضرلك احلى فطار من إيدى.
وتتعبى نفسك ليه ياشوشو..ما أنا فطارى جاهز أهو وأدام عيونى.
وقبل أن تنطق بحرف كان يأخذها في رحلة خاصة بهم وحدهم أنستها كل شئ فيما عدا هذا الذى يمنحها أروع شعور فى
حياتها..شعورها بالعشق.....العشق اللذيذ.
كان يحيي جالسا فى حجرة مكتبه عاقدا كفيه امام وجهه يفكر فى عمق..فى مشاعره المتصارعة تجاه رحمة..إنها حقا مشاعر معقدة ..إن لم يستطع فك صراعها..والتحكم بها..ستؤدى به حتما إلى الجنون.
رن هاتفه لينظر إلى شاشته ثم يعقد حاجبيه بضيق وهو يرى إسم المتصل ..لقد كان يكن لهذا الشخص احتراما ..ولكن منذ أن علم برغبته فى الزواج من رحمة ..تبدلت مشاعره لغيرة وكره..لا يستطيع التحكم بهما..كاد أن يتجاهل هذا الإتصال الهاتفى ولكن شيئا ما دفعه للرد..ربما هو الفضول لمعرفة سبب مكالمته ..ليرد قائلا بصوت هادئ يحاول التحكم فى نبراته
ألو.
أجابه صوت توفيق الهادئ بدوره قائلا
إزيك يايحيي..عامل إيه دلوقتى
زفر يحيي قائلا
بخير ياتوفيق..خير
ظهر الإضطراب على صوت توفيق وهو يقول
انا..انا عارف إنى بتصل فى وقت مش مناسب بس الحقيقة..الحقيقة يعنى...أنا كنت طلبت طلب كدة من مدام رحمة وهي قالتلى إنها هتفكر.. ..وأصلى..يعنى.. أنا.. بكلمها كتير ومبتردش علية..والحقيقة أنا لازم أحدد موقفى عشان أعرف هعمل إيه..لإن السفر إتحدد بعد أسبوع..والموضوع مش هينفع يتأجل أكتر من كدة.
جز يحيي على أسنانه وهو يتظاهر بعدم معرفته بالأمر قائلا
ممكن أعرف إيه الموضوع اللى مش
هينفع يتأجل ده
قال توفيق بإرتباك
الحقيقة مش هينفع..لإنه موضوع خاص.
إلى هنا وكفى..موضوع خاص بينك وبين رحمة..فى أحلامك يافتى..ليقول يحيي بهدوء يخالف ثورة مشاعره
عموما أنا هكلمها وأخليها ترد عليك.
قال توفيق بسعادة
شكرا..شكرا بجد يايحيي..أنا فى إنتظار مكالمتها..سلام.
أغلق يحيي هاتفه بعصبية وكاد أن يكسره ولكنه تمالك أعصابه وهو ينهض ويتجه بخطوات غاضبة لحجرة رحمة ليفتحها پغضب ويقف متسمرا أمام ذلك المشهد..يتأمل رحمة الواقفة أمام
المرآة....تبدوا كما لو كانت خارجة توا من الحمام بذلك الشعر الندي الملتف حول وجهها ببراءة..تنظر إليه بعينين متسعتين من الصدمة لتفيق من صډمتها وهي تقول پغضب
إنت إزاي تدخل علية بالشكل ده
أفاق من سحر مظهرها الرائع والذى يغرى قديسا ..ليبتلع ريقه بصعوبة قائلا
بتقولى إيه..
كادت رحمة أن تبتسم لولا إحراج الموقف..تدرك أنه ليس منيعا ضدها كما يحاول أن يبدو..يقف هناك يبدو على ملامحه كل الإضطراب..لتقول معيدة كلماتها ولكن بنبرة هادئة ذهب عنها الڠضب بقولك إزاي تدخل علية فجاة كدة من غير إستئذان
قال فى إرتباك
أصل يعنى..أنا كنت..هو...
لينفض إرتباكه وهو يقول بحزم
انا كنت جاي أقولك إن كتب كتابنا بكرة.
إتسعت عينيها پصدمة ليبتعد مغادرا..كادت أن تناديه ..تعترض..ولكنها تدرك فى قرارة نفسها أنها لن تود غيره زوجا.. ليس فقط من اجل هاشم ولكن من إكتشافها الأكيد فى الأيام الماضية أن قلبها مازال يعشقه...وبقوة..لذا آجلا ام عاجلا..سيتم الزواج..فلا يهم إن كان غدا او بعد الغد.
تنهدت وكادت أن ترتدي قميصها حين اقتحم يحيي حجرتها مجددا تنظر إليه پصدمة مجددا..تتخيل ماذا كان ليحدث لو تأخر ثانية واحدة..لتؤكد على نفسها بغلق بابها بالمفتاح حين تود ان تبدل ملابسها..كادت أن تتحدث حين قال يحيي بنبرة تحذيرية
ممنوع تردى على توفيق..وممنوع تكلميه خالص..أقولك إعمليله بلوك..مفهوم
لم يمنحها فرصة للرد وهو يغادر مجددا لتسرع رحمة وتغلق الباب خلفه بالمفتاح..ثم تستند بظهرها إليه.. وهي تدرك فى حيرة أنه يغار عليها..ترى هل يحمل حقا لها مشاعر فى قلبهمجرد تفكيرها هذا حمل إلى قلبها أملا..وإلى إبتسامة....إبتسامة عشق
يتبع..
الفصل العاشر.
كان مراد
يتمدد على الأريكة و شروق بجانبه وهم يشاهدون فيلما
كلاسيكيا قديما ..نهايته حزينة ربما ولكن مما لا شك فيه أنهم يعشقانه سويا..وهو فيلمدعاء الكروان..ليرن هاتف مراد ويقطع إندماجهم فى الأحداث ..مد مراد يده وإلتقط هاتفه من على الطاولة ينظر إلى شاشته ليرى هوية المتصل ..ليعتدل فجأة فتنظر له شروق.. ثم يتجه إلى الحجرة ليتلقى المكالمة وسط حيرتها..وهي تتساءل عن هوية المتصل ..فحين يكون معها يتجاهل كل الإتصالات وإن كانت بشرى نفسها المتصلة به..أفاقت من أفكارها على صوت ټحطم شئ ما بالداخل.. لينتابها القلق وهي تسرع إلى الحجرة تدلفها لتجد الهاتف محطما على الأرض ومراد جالسا على السرير مطرقا برأسه. ..لتسرع إليه تجلس أمامه على ركبتيها.. قائلة فى قلق يعصف بكيانها
مالك يامراد..فيك
متابعة القراءة