رواية عزلاء أمام سطوة ماله بقلم مريم غريب
كفاية تمضيها علي التنازل بس و بعدين تبقي تطلقها بعد فترة صغيرة إيه إللي خلاك تتصرف من دماغك
عثمان و قد إنتابه الڠضب
كنت عايزني أبقي كنت عايزني ماخدش حقي و أرد كرامتي مش أنا إللي تيجي بت زي دي و تعلم عليا أحمد ربنا إني إلتزمت بنص إتفاقنا و ماشربتش من ډمها و الله لولا جيتلي إنت قبل ما أخدها و إمشي بعد الفرح و نبهت عليا لكنت دبحتها بإيدي و ماكنتش هاخد فيها يوم
و تضيع و توسخ إيدك ليه أصلا ماتستهلش
عثمان و هو ينتفض بعصبية
لأ تستاهل لما تبقي مخطوبة لعثمان البحيري و تفتكر إنها إستغفلته و تروح تت علي كيفها تبقي تستاهل الدبح و الحړق كمان
يحيى بهدوء
طيب يا عثمان و أديك خلاص عملت إللي إنت عايزه و إرتحت يا ريت بقي ماتتهورش تاني و كفاية كده
عثمان و هو يلوي ثغره بسخرية
أنا عايزك تعرف بس إنها و لا حاجة بالنسبة لي أنا وافقت علي الجوازة بس عشانك إنت قولتلي نفوذ أبوها و بتاع و أهو دلوقتي أبوها بقي لا عنده نفوذ و لا نيلة بعد الڤضيحة يعني مابقناش محتاجينه
أومأ له يحيى ثم قال
ماشي قوم بقي خدلك حمام و ألبس هدومك و إنزل عشان نفطر سوا أنا لسا مافطرتش
يشمله رشاد بنظره تقييم مشمئزة ثم ينطق بصوت غليظ
إنت غلطت غلطة عمرك لما فكرت تقرب من بنتي
إزدرد الشاب ريقه بتوتر و قال بإرتباك و هو يتردد في النظر إلي عينيه الحادتين
و الله يا رشاد باشا أنا آا أنا ب بحب چيچي بحبها بجد و عمري ما فكرت آذيها و آ
إخرس قاطعه رشاد پغضب و أردف بحدة
إسمع ياض إنت هتتجوزها
أومأ الشاب بسرعة
أتجوزها يا باشا
رشاد بتهكم مرير
لحسن حظك إني عايز ألم الموضوع و أغطي عالفضيحة إنما في أي حالة تانية إنت ماكنتش هتبقي بالنسبة لي أكتر من كلب أقل واحد من إللي شاغلين عندي يضربك برصاصة واحدة في قلبك
تجيلي بكره الساعة 8 بالظبط عشان نتمم الموضوع و نعمل خطوبة
أنا تحت أمرك يا باشا
رشاد بتوعد
عارف لو ماجتش !
الشاب و هو يقسم بإضطراب
ه هاجي و رحمة أمي هاجي
إوعي يعني عقلك يوزك تخلع أو تهرب هتلاقيني جايبك من قفاك حتي لو طلعت سابع سما بس ساعتها بقي يا ويلك مني
الشاب مؤكدا
ماتقلقش يا باشا أنا هاجي بكره في الميعاد
رشاد بصرامة
أنا مش قلقان يا حبيبي إنت إللي لازم تقلق
و هنا سمع طرق علي باب مكتبه فآذن بالدخول
ليدخل رجل ضخم الچثة يرتدي حلة سوداء و تبدو علي وجهه ملامح الإجرام
اهلا عباس ها طمني ! عملت إيه
عباس بصوته العميق
كله تمام يا باشا زي ما قلت لسيادتك كل حاجة بتمشي بالفلوس
يعني عملتها بنفسك
عملتها بإيديا الأتنين ماتقلقش
رشاد بإبتسامة واسعة
يعني إنهاردة هسمع أخبار كويسة !
إن شاء الله إطمن حضرتك
تنهد رشاد تنهيدة طويلة و هو يسترخي فوق مقعده و يتمتم لنفسه إن شاالله أجي أعزيك بنفسي بكره يا يحيى أومال إيه مش كنا نسايب !
و رفع رأسه مطلقا ضحكة مجلجلة
في غرفة صالح كان يخاطب والده عبر الهاتف عندما تلقي إنذار بمكالمة جديدة
أبعد الهاتف عن أذنه و وضعه أمام عينيه ليري أسمها يضيء الشاشة
إنتفض من الفرحة و أستأذن من والده و أغلق معه سريعا ثم أجاب إتصالها
صالح بسعادة
صافي ! مش مصدق نفسي و الله هتشل من الفرحة إنتي بتكلميني فعلا
صفية بفتور
صالح
عيون صالح قالها بغزل لترد بحدة
هتتكلم عدل و لا أقفل في وشك
قال بسرعة
لا لا لا خلاص خلاص ده أنا ما صدقت ثم سألها بإستغراب
بس إنتي بتكلميني بالموبايل ليه ما إحنا في نفس البيت يا حبيبتي ما تيجي و لا أجيلك أنا
قال أخر كلماته بخبث حاول إخفاؤه لتقول هي
لأ ياخويا لا تجيلي و لا أجيلك أنا بس كنت عايزة منك خدمة هتعملها شكرا مش هتعملها بردو شكرا
صالح بإهتمام
خدمة إيه يا صافي أنا أعملك كل إللي إنتي عايزاه طبعا قوليلي عايزه إيه
كنت عايزاك تروح المستشفي تجيبلي عنتر من هناك خلاص هو خلص تطعيم و المفروض يرجع بس أنا حاسة إني داخلة علي دور برد و مش قادرة أتحرك من السرير ف Please تروح إنت
صالح و قد تقهقر عن موقفه الشهم
عنتر عايزاني أنا أروح أجيبلك عنتر ماتقوليها أسهل يا صافي قولي إنك عايزه تخلصي مني أخرتها هتخلي حتة شبل يستفرض بيا و أكون العشا بتاع جنابه الليلة دي !
ما تسترجل شوية يا صالح أديك قولتها بنفسك حتة شبل هيعملك إيه ده لسا بيبي أولا ثانيا هما في المستشفي هيسلموهلك بالقفص بتاعه يعني ماتقلقش مش هيتعشي بيك الليلة دي
صالح بتردد
مش عارف مش مطمنلك يا صافي !
صفية بتآفف
أنت جبان أووي يا صالح
أثارته بنعتها له ب الجبان فقال
جبان طيب أنا هوريكي الجبان ده هاتي العنوان
أخذ منها عنوان المشفي ثم إندفع للخارج قاصدا غرفة عثمان
إلا إنه قابله أعلي الدرج كان عثمان سينزل عندما إستوقفه صوت صالح
إلتفت له فقال الأخير و هو يقترب منه
عثمان إديني مفتاح عربيتك
عثمان بإستغراب
مفتاح عربيتي ! إشمعنا
إنت ناسي إننا جينا مع بعض إمبارح بعربيتك
طيب أيه يعني !!
هو إيه إللي يعني عربيتي سايبها هناك من إمبارح
عثمان و هو يهز كتفاه بعدم إكتراث
أعملك إيه يعني !
صالح بصبر
محتاج عربيتك نص ساعة هروح بيها مشوار و هرجع علطول
طب ما تروح بتاكسي يابني !
يرضيك يعني صالح البحيري يركب تاكسي
أه و فيها إيه عادي بتحصل في أحسن العائلات
صالح بضحكة صفراء
خفة إنجز يا عثمان بقولك عندي مشوار مهم
عثمان بجدية
ماينفعش يا صالح أنا خارج دلوقتي
صالح بفضول
رايح فين
مالكش دعوة
طب هات المفتاح بقي خليك جدع مش هتأخر و الله هي نص ساعة
تنهد عثمان ثم قال بضيق
نص ساعة عارف لو إتأخرت
يا سيدي ماتخافش هي نص ساعة
أعطاه عثمان مفتاح سيارته و هو يسأله
هتروح فين بقي
صالح مستعملا نفس جملته السابقة
مالكش دعوة
و هبط الدرج مسرعا بينما صاح عثمان بإبتسامة فاترة
مااااشي ليك يوم يابن عمي
ينزل صالح إلي الكراچ و يعثر علي سيارة عثمان بسهولة
إذ تعد سيارته من أحدث و أغلي السيارات التي تم إنتاجها لهذا العام و هي لامبورچيني بسرعة 350 ميلس و هي أيضا بمثابة طلقة ڼارية تشق الأجواء
لدي الإنطلاق بها
إستقل صالح في كرسي القيادة شغل السيارة ثم تحرك بها بروية حتي خرج من الكراچ
أطلق بوقا تلو الأخر لتنفتح له بوابة القصر الضخمة التي تعمل إلكترونيا
و في الطريق مشي علي الوصفة التي أعطته إياها صفية إلا أنه نسي نصف العنوان تقريبا
فقلل من سرعة السيارة ريثما يخرج هاتفهه و يحدثها و لكن السيارة لم تستجب له بل إزادت من سرعتها
حاول صالح مرة ثانية و ثالثة و رابعة دون جدوي
لتصدر الإطارات صړيخ إحتكاكها بالأسفلت عندما إنحرف صالح يمينا ليتفادي سيارة أخري بينما يدخل هو في الإتجاه المعاكس و بصورة سريعة يحدث الإصطدام بينه و بين تلك السيارة التي ظهرت أمامه فجأه !!!!!
يتبع
_ صدفة ! _
في الثامنة صباحا بتوقيت باريس تجلس فتاة في الثانية و العشرين من عمرها داخل غرفتها
كانت تتصفح أخبار الموضة و المجتمع عبر حاسوبها الخاص عندما دلف والدها حاملا صنية الفطور
رفعت بإبتسامة هادئة و هو يقترب من سريرها
لولا حبيبتي يلا سيبي إللي في إيدك ده و تعالي نفطر سوا
إعتدلت هالة في جلستها ثم قالت و هي تبادله الإبتسامة
إيه ده يا بابي ! أنت إللي عامل الفطار بنفسك كمان أنا كنت فكراك نايم طب ليه ماقولتليش كنت حضرته بدال حضرتك !
يعني أنا سيبتك لوحدك إسبوع بحاله محتاسة قلت أعوضك بقي بالفطار الملوكي ده و أعطاها كأس العصير مكملا
بس ماتاخديش علي كده ماشي
هالة ضاحكة بسرور
ماشي يا بابي ربنا يخليك ليا يا حبيبي
ها بقي قوليلي عملتي إيه في غيابي
هزت كتفيها بخفة قائلة
و لا حاجة كنت بروح الجامعة كل يوم الصبح و كنت برجع أطبخ و أكل و أنام بس علي كده طول الإسبوع إللي سيبتني فيه
مش عارف بس مارضتيش تيجي معايا ليه رغم كل المصاېب إللي حصلت بس كنتي هتغيري جو
هالة و قد عاودها السرور بشدة فسألته بحماسة
قولي يا بابي هو صحيح عثمان طلق چيچي خلاص يعني طلقها بجد !
أيوه يا بنتي طلقها بقولك كانت ڤضيحة إنتي ماشفتيش الأخبار علي البتاع إللي في إيدك ده و أشار إلي حاسوبها لتجيبه بفرح
لأ شفت شفتها كلها يا بابي
رفعت بنظرة شك
إنتي مالك مبسوطة كده ليه يا هالة لا تكوني لسا حاطة عثمان في دماغك
رمقته في صمت و لم ترد ليتابع هو بصرامة
عموما لو كنتي بتفكري فيه فأنا بقي بقولك لأ مش هينفع بعد كل إللي عمله ده مستحيل أوافقك
هالة بإنفعال مدافعة
ليه بس يا بابي هو كان عمل إيه يعني عثمان ماغلطش في حاجة رد فعله كان طبيعي جدا
رفعت بحدة
عثمان إتجبر يا هالة شم نفسه و مابقاش يهمه حد إوعي تكوني لسا فكراه إبن عمك الطيب الظريف لأ ده إتغير و بطريقة بشعة صدقيني عثمان ماينفعكيش و لا ينفع أي واحدة غيرك كمان
بس أنا بحبه يا بابي قالتها بشرود دون وعي منها فزم رفعت شفتيه في أسف و قال
و هو ماعندوش إستعداد يحبك زي ما تحبيه مانتي كنتي قدامه يا حبيبتي و توقف فجأة عندما لمح بوادر دموعها
كوب وجهها بكفيه ثم قال بحنان أبوي
إنتي تستاهلي أحسن منه يا هالة !
و مسح علي شعرها برفق ثم تنهد بعمق قائلا
يلا بقي كملي فطارك و أنا هروح أشتغل في مكتبي شوية
أومأت له و هي تعض علي شفتها السفلي بقوة لتكبت دموعها لكنه حالما خرج من الغرفة أطلقت لنفسها العنان و راحت تنتحب بمرارة في صمت
حتي رأت من وسط غيمة الدموع التي غشيت عيناها صورة أخيها تظهر فجأة علي الحاسوب
كانت صورة عادية إلتقطت له بإحدي المناسبات و هو يضحك بعفويته المعهودة لكنها إعتصرت جفناها بقوة لتري بوضوح الخبر الذي نشر علي صفحة المجتمع المصرية
أحد أبناء عائلة البحيري يتعرض أمس لحاډث سير عڼيف جدا أثناء قيادته لسيارة فائقة السرعة إنحرف بها في الإتجاه المعاكس من الطريق السريع ترى هل الحاډث مدبر أم أنه قضاء و قدر
لم تعط لنفسها فرصة لتصدم و صړخت بأعلي صوتها
صااااااااااااااااااالح !
عودة للأسكندرية كان عثمان يجلس هناك علي بعد أمتار من غرفة العمليات
وجهه واجما مبهم التعابير لطالما كان بارعا في إخفاء مشاعره و إنفعالاته تلك ميزة يحسده عليها كل من عرفه و تعامل معه طوال حياته
كان يفكر في الحاډث الذي تعرض له صالح و هو يقود سيارته الخاصة تساءل في نفسه تري من فعلها الإجابة لم تأخذ منه تفكيرا طويلا إذ أن المسألة واضحة تمام الوضوح ليس هناك غيره رشاد الحداد يريد أن ينتقم منه
كز علي أسنانه في ڠضب جم و تمتم لنفسه
بتحرجم علي إيه يا رشاد يا حداد لسا في كارت في إيدي أقسم بالله لأندمك بس أعرف الأول مين إللي دخل بيتي و فكلي الفرامل
إنتبه عثمان لصوت جلبة بأخر الممر فأدار رأسه ليري والديه و شقيقته يهرعون نحوه و الفزع باديا علي وجوههم
قام من مكانه و تحضر لإستقبالهم بفتوره المعتاد
في إيه عثمان ماله إبن عمك قالها يحيى بتساؤل و أردف
إحنا لسا شايفين الخبر في الجرايد و الصحافيين واقفين برا أد كده إنت إزاي ماتقولناش حاجة زي دي إزاي نعرف من الغرب
نطق أخر كلماته پغضب ليرد عثمان بهدوء شديد لا يتناسب إطلاقا مع الموقف
ماحبتش أخضكوا عموما ماتقلقوش حالته مستقرة لحد دلوقتي
إيه يا أخي البرود إللي إنت فيه ده صړخت فيه صفيه و أكملت پبكاء
فين صالح رد عليا هو فين أنا السبب في إللي حصله لو ماكنتش طلبت منه يروح بدالي المستشفي إمبارح !
و إنهارت أكثر لتحاول فريال أن تهدئها
ضمتها إلي صدرها و أخذت تمسد علي شعرها و ظهرها بحنو بينما أخذ يحيى إبنه من يده و وقفا بعيدا ليتحدثا بسرية
يحيى بلهجة خاڤتة
عمل الحاډثة بعربيتك إنت المقصود مش هو !
عثمان بنظرات غامضة
عارف و عارف كمان مين إللي وز عليا بس مش هسكت
أحمر الأخير ڠضبا و هو يغمغم بإنفعال مكبوت
إنت مش هتعمل أي حاجة إحنا مش ناقصين كفايانا فضايح
عثمان بغلظة و قد علا صوته
يعني إيه عايزني أطرمخ عالموضوع عايزني أسيب حقنا كلنا بلاش إحنا حق صالح المرمي جوا ده !
يحيى و هو يرمقه بنظرات محتقنة
أنا ماقلتش هنسيب حقه في حاجة إسمها قانون و إحنا مش قليلين في البلد
أطلق عثمان زفرات حانقة و هو يشيح بوجهه عن أبيه بينما وضع يحيى يده علي كتف إبنه و ضغط بخفة و هو يقول بحزم
عايزك تهدا شوية و ماتتهورش نطمن بس علي إبن عمك و بعدين هنتصرف
أستاذ يحيى البحيري !
إلتفت يحيى وراءه ليرد علي محدثه
أيوه أنا !
كان شرطيا وقف أمامه و خاطبه بلهجة رسمية مهذبة
أسف يافندم عارف إن مش وقته بس معلش لازم نفتح محضر بالحاډثة دلوقتي و وزع نظراته بينه و بين عثمان مكملا
هما شوية أسئلة لحضرتك