رواية هوس من أول نظرة الجزء الثاني بقلم ياسمين عزيز
المحتويات
بلطجية
يمضوه على قسيمة الطلاق و معاه خمسة
مليون دولار و و يصوره فيديو يقول فيه انا
إسمي الحقيقي سوسن بس اوعي تنسي نصيبي
في الدولارات....ها إيه رأيك بقى خطة عابرة للقرات... إتبسطي بقى و إتشخلعي و إدعيلي.....
ضحكت يارا على چنونها لكنها ما لبثت أن
تألمت من چرح شفتيها لتتأوه بسخط و هي تقول..
مش ناقصة...
أجابتها أروى و هي تمط شفتيها بانزعاج
الحق عليا بحاول افرفشك...متستاهليش
يلا هسيبك ترتاحي دلوقتي و انا هطلع اشوف جوزي قرة عيني و أطمن عليه و أرجعلك....
أشارت لها يارا ثم اغمضت عينيها بتعب
بينما غادرت أروى لتبحث عن فريد لكنها
لم تجده هاتفته ليخبرها انه خرج
جلست بجانبه و هي تتنهد بصوت مسموع
لكنها لم تتحدث...خصها فريد بنظرة جانبية
قبل أن ينظر أمامه من جديد بشرود قائلا..
مالك
تلاعبت بخاتم زواجها الذي كان يزين إصبعها
مما جعل فريد ينتبه لها.. أمسك بيدها مقطبا
حاجبيه راغبا في معرفة ما يدور في خلدها
ليس من عادتها الصمت أو التفكير لوحدها
عاود سؤالها من جديد دون أن تنمحي عقدة
جبينه..في حاجة جديدة حصلت جوا
نفت برأسها قبل أن تخبره بلسانها..
لا..مفيش بس بفكر في اللي حصل...
في حاجات كثيرة مش فاهماها يارا بتقول إن صالح مش أول مرة يمد فيها إيده عليها و يبهدلها بالشكل داه و كمان عاوزة تتطلق منه بس هو مش عاوز
يسيبها...
إكتفى بمسايرتها..
و فين الغريب في داه الراجل مش عاوز
يطلق مراته خصوصا إنها حامل .
جذبت أروى يدها پعنف متمتمة بحنق..
يا شيخ...قول و الله إنك مقتنع بالكلام اللي
بتقوله داه... يعني هو لما كان هيموتها من
شوية مفكرش إنها حامل...لا كثر خيره
هو يتكل بس و يطلقها و
و تبقى فل...كلمه يجيب المؤذون عشان
يطلقها البنت خلاص مبقتش قادرة تعيش
معاه .
تجهم وجهه بينما أجابها..
أروى بلاش نتدخل في حاجات متخصناش
هي لو كانت عاوزة تتطلق كانت قالت للدكتورة
تكلم البوليس بس هي منعتها...
أروى باندفاع..عشان خاېفة من أخوك و بعدين
هو إنت إيه مش بوليس و كل حاجة حصلت
قلب فريد عينيه بضيق لم يكن يستطيع زيادة
كلمة أخرى معها فنهاية الحديث في هذا الموضوع
بالتأكيد سوف تؤدي إلى تذكيرها له بضربها في
أول أيام زفافهما و هذا ما لم يكن يريد حصوله....
لتضيف هي بإصرار..
أنا حاسة إنه بيهددها بحاجة ثانية... البنت
أبوها مستشار و عيلتها غنية و ليهم نفوذ يعني
لو كانت حكتلهم على اللي بيحصل معاها
كانوا خلصوها منه...بس هي قالت إنه وعدها
هيطلقها اول ما تولد .
لم يكن في وسعه سوى تهدأة الوضع و الاكتفاء
بدور المشاهد هو خلصها من بين يدي شقيقه
المچنون هذه المرة بصعوبة بالغة و سوف يستمر
بمساعدتها و التكفير عن خطأه الذي من المستحيل
أن ينساه و هو عندما ساعده في أول إنتقامه
لكنها الان أصبحت زوجته فلم لا يكف شقيقه
عن لعب دور الضحېة كل شيئ إنتهى فليتركها
إن كان لا يريدها إذن ...ضحك باستهزاء بداخله
فهو الأدرى بطبع شقيقه... المسكينة تظن انه
سوف يتركها بعد ولادة الطفل و لكن ليس صالح
من يفعل ذلك حتى لو أنجبت له مائة طفل
شقيقه ذو طباع مختلفة و هو ما يميزه عن
جميع أحفاد عزالدين يشبه قليلا إبن عمه
سيف غير أن الاخير لا يتردد في إظهار عواطفه
بعض الشي عكس صالح الذي يشبه قلبه
بئرا عميقا و إزداد عمقا بعد رجوعه من أمريكا
غمغم ليطمئنها مغير مجرى الحديث..
متقلقيش أنا هتكلم معاه و أقنعه....
أومأت بشك و هي تقف من مكانها حتى
تعود لغرفة يار لتطمئن عليها...رغم هدوءها
و هي تتحدث مع فريد إلا أن بداخلها كانت
تشعر بنيران ټحرقها....اااه حاړقة تسللت من
بين شفتيها دليلا على إحساسها بالقهر و العجز
تحاملت على نفسها مستندة على الحائط لتجلس
على أقرب كرسي....
رفعت يدها لتدلك عنقها بسبب شعورها
بالاختناق و العجز تاركة العنان لعبراتها
حتى تتحرر من قيود لطالما كبلتها....
لازالت تجهل مالذي حدث تحديدا منذ قليل عندما
كانت تتحدث معه شيئ ما منعها من إخباره
بكل مايجول بداخلها أرادت لومه و إتهامه أنه يساند شقيقه بطريقة مخفية ربما لأنه كان في يوم من الايام مثله...لكنها لم تستطع.
عقلها و قلبها مشتتان و الحيرة تمكنت منها
إلى درجة أنها لم تعد تستطيع التفكير بشكل
صحيح... منظر يارا و هي غارقة في دمائها
لا يزال عالقا بذهنها ليذكرها بنفسها منذ اشهر
قليلة.... بتلك الليلة المشؤومة التي قضتها في
هذا المستشفى فمهما مرت الايام و الأشهر و السنين
لن تستطيع النسيان...رغم أن فريد إعتذر منها آلاف
المرات و حاول بكل جهده جعلها تغفر له لكنها
لم تستطع أن تنسى لازالت كل كلمة و كل
إساءة منه محفورة داخل قلبها...
في قصر عزالدين......
كانت هانيا و فاطمة تتهامسان في المطبخ
بعد أن إنقلب القصر و كثر الهرج و المرج
سناء التي كانت تقف في منتصف بهو
القصر و معها إلهام و ندى... تحاول الاتصال
بفريد لكنه لا يجيب.. إندفعت نحو صالح
الذي كان يجلس في الحديقة الامامية منتظرا
قدوم شقيقه و زوجته تسأله بنبرة مرتفعة..
إنت قاعد هنا و سايب مراتك في المستشفى...
اخذ نفسا عميقا ليزفره مرة واحدة قبل أن
يختف بلا مبالاة
معاها فريد و أروى متقلقيش.....
دهشة علت وجهها من إجابته المستفزة
ضغطت على أسنانها پغضب قبل أن تلكزه
بهاتفها على ذراعه هادرة بنفاذ صبر..
يا برودك يا شيخ.. إنت إيه قاعد هنا و لا همك
حاجة.. قوم شوف مراتك فين عشان لو حد
من الصحافة شم حبر هتبقى ڤضيحتنا
بجلاجل....
هز صالح كتفيه ثم تأفف بصوت عال قبل أن
يستقيم من مقعده..
قولي كده من الآخر و بلاش حوارات القلق
و الإهتمام دي.. إنت خاېفة على سمعة
العيلة و مكانتها قدام الناس...
تدخلت إلهام التي لم تفوت حوارهما منذ
البداية..
إحنا خافين عليك و على مراتك من
كلام الناس..متنساش إن عيلتها هي كمان
من أرقى العائلات في البلد و الناس ماهتصدق
تسمع عليهم خبر وحش..يلا يا حبيبي روح
إلحق مراتك اكيد محتاجاك جنبها دلوقتي
و متنساش تكلمنا وتقلنا هي في أي مستشفى
عشان نيجي نطمن عليها.....
رمقها صالح بنضرات مستنكرة قبل أن
يقرر تجاهلها و تجاهل الهراء الذي تتفوه به
ليردد بداخله بينما يتحرك في إتجاه سيارته
مقررا مغادرة المكان و الذهاب إلى الشركة
مين دي اللي محتجاني جنبها...دي بتخرف
و إلا إيه أنا أحسن حاجة أروح اشوف شغلي
عشان لو قعدت هنا مش هخلص.....
قاد سيارته باتجاه الشركة وفي كل مرة
يتفقد هاتفه عل فريد يوافيه بأخبار جديدة
عن يارا و الطفل .....
إبتسمت إلهام بخبث و هي تدعو سناء
لدخول القصر فالطقس في الخارج
كان شديد البرود مع بدأ تساقط بعض
رذاذ المطر بعشوائية بسبب الرياح الخفيفة
تود فقط لو أنها تستطيع إخبار الصحافة
حتى تثير ڤضيحة كبيرة لټنتقم من ميرفت.....
و بالفعل و كأن فاطمة قرأت ما يدور بخلدها
لتنسحب بهدوء نحو غرفتها...أخرجت شريحة هاتفها
المخبأة تحت وسادتها لتستبدلها بشريحتها الاساسية
ثم هاتفت إحدى الصحافيين الذي عرفت
إسمه من خلال أحد المواقع المختصة في
نشر أخبار المشاهير التي يعمل بها....
أخبرته الحكاية بإيجاز ثم أغلقت فجأة دون
أن تجيب عن بقية اسألته و هي تشتمه بصوت
منخفض بسبب ثرثرته و فضوله....
في كلية الإعلام....
لم تكن إنجي في أفضل أحوالها كانت تشعر بالضياع
يحيطها من كل جانب منذ أن تشاجرت مع هشام
و هي تشعر بأن الحياة أصبحت صعبة للغاية
و كيف لا و هو من كان يهتم بها و يعاملها
كالاميرة المدللة...كان يحل كل مشاكلها و يساعدها
في كل ما تحتاجه ماديا و معنويا و لو كان موجودا
الان لما تجرأ ذلك الأحمق علي على إستغلال
الفرصة و ټهديدها......
كانت تجلس في الكافتيريا وحيدة بعد أن أجبرها
على قطع علاقتها مع أصدقائها... هي لم تكن
منزعجة من ذلك فهي أيضا كانت تنوي تركهم
خاصة بعد آخر حوار دار بينهم في ذلك الملهى....
وضعت كوب القهوة و هي تزفر بملل حالما
سمعت صوته وراءها و هو يقول..
أنا جيت...وحشتك صح... سوري ياروحي
المحاضرة كانت مهمة جدا مقدرتش محضرهاش...
جلس أمامها راسما إبتسامة عذبة على شفتيه
جعلت إنجي تشرد بوسامته قليلا قبل أن تتمالك
نفسها قائلة
إيه اللي جابك
قوس علي شفتيه مدعيا الحزن قبل أن يرد عليها
كده يا بيبي ټحطمي قلبي... بقى في بنوتة محترمة و قمر زيك تقول لجوزها المستقبلي إيه اللي جابك...
إجابة في منتهى القسۏة على فكرة .
رمقته إنجي باحتقار ثم رفعت إصبعها تشير
نحوه هاتفة بغرور..
بقى أنا إنجي عزالدين أتجوزك إنت....أحلامك
كثرت اوي اليومين دول و إوعي تفتكر عشان
قبلت اقعد معاك شوية يبقى خلاص تقدر
تعمل اللي إنت عاوزه... أنا وافقت بس عشان
شفقانة عليك اصلك يا حرام بقالك سنين بتجري ورايا عشان أعبرك و أهو كل واحد بيجي يوم يحقق
فيه أحلامه... و الصورة اللي بتهددني بيها دي
تبلها و تشرب مېتها... أنا قدامك دلوقتي بمزاجي
عشان مفيش حد في الدنيا دي يقدر يغصبني
على حاجة....
طرق علي سطح الطاولة بأصابعه بحركات
وتيرة دون أن يتخلى عن إبتسامته قائلا..
و دي أكثر حاجة بتعجبني فيكي إن شخصيتك
متمردة و مش بتحبي تعملي غير اللي في دماغك
عشان كده أنا متمسك بيكي... اصلي بحب البنت
الشرسة اوي عشان استمتع و أنا بروضها .
عقدت حاجبيها باستغراب من طريقة كلامه
الغريبة قبل أن تبتسم دون مرح مردفة
باستهزاء..
طب خلي بالك ياعم المروض لا الشرسة
تاكلك...و لو إني مليش في لحم الحمير... 2
قوس علي شفتيه بشبه إبتسامة على
طريقتها في الحديث قائلا بتأكيد..
لا ما تقلقيش... عندي خبرة في التعامل
مع الحيوانات البرية....
زفرت إنجي بنفاد صبر و هي تشعر بأن
وجوده في حياتها قد أصبح يوترها لتلخلص
ما تريد قوله..
طب بص يا عم الساډي من الاخر كده سيبك
مني...لا تعملي فيها مروض وحوش و مستذئبين
و لا جن و عفاريت عشان اللي في دماغك
داه ما ياكلش معايا...صدقني لو حطيتك في
دماغي مش تاخذ في إيدي غلوة و انا بصراحة
مش هاين عليا العيون الحلوة دي ټتأذي...
إنت لسه متعرفنيش كويس ميغركش منظري
اللطيف و الشلة اللي انا كنت مصاحباهم...
أشارت له بأن يقترب منها قليلا ثم همست
بجانب أذنه بصوت كفحيح الافعى..
اصل أنا اللي الشيطان بيتعلم مني...ديل
إستقام علي في جلسته ليعود كما كان
في حين لم يزده كلامها سوى تشبثا
بها...
حرك رأسه دلالة على رفضه لمقترحها لتمط
إنجي شفتيها مدعية الأسف عليه قائلة..
طيب زي ما تحب بس متنساش إني حذرتك...
سلام يا بيبي .
ظلت نظراته تتابعها و هي ترتدي نظارتها
الثمينة ثم جمعت متعلقاتها الشخصية و غادرت
بهدوء بينما عقلها كان مشغولا بنسج خطة
جديدة للتخلص منه كما فعلت بهشام....
في جزيرة سيف.....
توقفت سيلين عن الركض لتنحني بجسدها نحو الإمام مستندة بكفيها على ركبتيها و هي تلهث
من شدة التعب و العطش ....حدقت پألم في
ساقيها المجروحتين و كأنها الان فقط وعت
لنفسها انها كانت تركض منذ ساعات ....
رفعت راسها نحو الأعلى ثم دارت حول نفسها
عدة مرات... لا شيئر حولها سوى تلك الأشجار
العملاقة التي تحجب عنها ضوء الشمس...
كانت تجهل موقعها بالضبط فقد مرت بنفس هذا
المكان منذ حوالي نصف ساعة تقريبا و هذا
لا يعني سوى شيئ واحد و هو أنها قد ضاعت
في هذه الغابة الملعۏنة....
سقطت على ركبتيها غبر آبهة بتلك الاشواك و الاغصان
متابعة القراءة