رواية ارتقاء مشاعر بقلم دودو محمد

موقع أيام نيوز

ارتقاء مشاعر بقلمى دودو محمد كامله
صباح الخير يا ولاد
قالتها فتاة فى منتصف العشرينات عندما دلفة الفصل المسؤول منها فى احد المدارس انترناشونال
رد عليها الطلاب بسعاده وقالوا
صباح النور يا ميس نواره
ابتسمت لهم بحنان وقالت
نواره اتفضلوا أقعدوا يا ولاد وطلعوا الكتب بتاعتكم علشان نبدأ
تابعة جميع الطلاب وهما يخرجون الكتب الخاصه بهم اخذتهم منهم حتى تتابع وظائفهم المدرسيه ثم نظرت لاحد الطلاب الجالسين امامها وقالت

مكتبتش الهوم ورك بتاعك ليه يا يوسف
وقف بحزن ونظر لها بأنكسار وقال
يوسف ملاقتش حد يساعدني فيه يا ميس
اقتربت منه وقالت بتساؤل
نواره ليه يا حبيبى فين ماما
أشار بأصابعه إلى الأعلى وقال
يوسف عند ربنا فوق
نظرت له بحزن وقالت
نواره ربنا يرحمها يا حبيبى طيب بابا فين أو خالتو أو عمتو أو اى حد من أهلك
حرك رأسه بعدم معرفه وقال
يوسف بابى فى الشغل على طول ومش عندى حد من قرايب مامى لأنهم من لبنان واهل بابى متوفين والنانى مش بتقعد معايا خالص وانا مش بعرف اعمل الهوم ورك لوحدى
تنهدت بحزن وقالت
نواره ماشى يا حبيبى اتفضل اقعد
وبدأت تتابع عملها
وبعد انتهاء الوقت خرجت پغضب شديد إلى مكتب المدير وطرقت على باب ودلفت إلى الداخل وقالت
حضرت المدير أنا عايزه استدعاء لولى الأمر الطالب يوسف سليم ضرورى
نظر لها بأستغراب وقال بتساؤل
ليه خير حصل حاجه من الطالب
اومأت رأسها بالتأكيد وقالت پغضب
نواره مش من الطالب حضرتك الاستاذ سايب ابنه مع المربيه اللى مش مهتمه بى اصلا وعلى طول فى الشغل وولدته متوفيه حرام يعمل كده فى طفل صغير ملوش حد فى الدنيا غيره
ارجع ظهره للخلف ونظر لها بعدم اهتمام وقال
ملناش فيه احنا هنا مدرسه انترناشونال يعنى هما بيدفعوا فلوس قد كده علشان احنا نهتم بيهم ومنشغلش بالهم بأولادهم حياتهم الخاصه هما حرين فيها مدام الطفل معملش اى سلوك مشاغبه فى المدرسه يبقى خلاص
نظرت له بضيق وقالت
نواره ازاى حضرتك ملناش فيه الطفل مش بيكتب واجباته ومش قادر يفهم ويستوعب اللى بيخده علشان مافيش حد بيراجع ورانا ويذاكره
هدر بها پغضب وقال
خلاص قولت ملناش دعوه بحياة الطالب الخاصه انتهى النقاش
نظرت له پغضب وتحركت إلى الخارج وهى تهمهم بكلمات غير مفهومة وهبطت إلى الأسفل ووقفت حتى توقف سيارة اجره ووجدت سياره سوداء فخمه تأخذ الطفل يوسف وتغادر من أمام المدرسه
ركضت سريعا خلف السياره وظلت تهتف بأسمه لكنها لم تستطيع اللحاق بها وقفت بأنفاس لاهثه وزفرت بضيق وقالت
نواره هتروح منى فين هوصلك يعنى هوصلك وسعتها هعرفك ازاى تجيب ولاد فى الدنيا وترميها لوحدها
ثم أوقفت سيارة أجرة وصعدت بها وعادت إلى البيت .
.باليوم التالى
وقفت نواره امام المدرسه تنتظر وصول الطالب يوسف حتى تقابل أحد من أقاربه ظلت تنظر حولها تتابع السيارات بضيق حتى وجدت سياره اخرى غير سيارة الامس تقف أمام المدرسه ويهبط منها الطالب ركضت إليه وقالت بضيق
لو سمحت انت قريب الطالب
نظر لها بأستغراب وقال
لا أنا السواق الخاص بيوسف بيه
تكلمت بضيق وقالت
نواره لا والله كتر خيره معين سواق مخصوص ليه ياريت تبلغه أن يهتم بأبنه شويه بدل ما هو راميه على طول وسايبه الفلوس مش كل حاجه ابنه محتاج حنانه وعطفه مش كفايه اتحرم من أمه ياريت تبلغه بالكلام ده وتقوله أن الميس المسؤوله عنه بتقولك لو مش عايزه هى ممكن تتكفل بى وتخده لانه هو كده كده مش فارق معاه الولد
نظر لها بأستغراب واومأ رأسه بالموافقه وسلمها الطفل وصعد السياره وغادر المكان سريعا
مالت بجسدها إلى الطفل وحملته على ذراعها وقبلته وقالت
عامل ايه النهارده يا حبيبى
اومأ رأسه بأبتسامه طفوليه وقال
يوسف الحمدلله يا ميس كويس
ابتسمت له وقالت بنبره حنونه
نواره يارب دايما يا حبيبى ايه رأيك احنا لسه شويه على ما تبدأ الحصه ما تيجى نفطر فى اى مكان سوا
نظر لها بسعاده وقال
يوسف بجد يا ميس !
اومأت رأسها بالتأكيد وقالت
نواره بجد يا حبيبى يلا بينا
واتجهت إلى إحدى المطاعم واحضرت له ما يريد وبدأوا يتناولوا الطعام نظرت له بأبتسامه حزينه وتذكرت طفولتها بدون ام وكيف عانت مع الزمن ومع اب حتى استطاعت اعانه نفسها وعاشت بمفردها بعيد عن ذل وظلم أهلها لها فرت دمعه من عينيها إزالتها سريعا ونظرت لطفل
بأبتسامه
واكملت
 

تم نسخ الرابط