رواية عشق الهوى بقلم نونا المصري

موقع أيام نيوز


حاسوبه بجمود وبرود قاټل مما جعل كمال يحرك عيناه بشكلا دائري قبل ان يتجه نحو باب المكتب ليخرج وما ان خرج حتى اسند ادهم ظهره على الكرسي ووضع يده على ذقنه وكأنه يفكر بأمرا ثم وضع يداه خلف عنقه واسند رأسه اليهما مغمضا عيناه .
اما في قسم برمجة التطبيقات والهندسة الألكترونية...كانت مريم جالسة خلف طاولة مكتبها الصغيرة وهي تمسك بطاقة عملها المربوطة بخيط احمر يدل على انها متدربة وما تزال في مرحلة الټهديد قبل ان تصبح موظفة رسمية فابتسمت بسعادة وقالت اخيرا بقيت موظفة في شركة.

وبينما كانت تحدق ببطاقتها اقتربت منها المتدربة الاخرى ياسمين التي تكبرها بسنتين وابتسمت قائلة ازيك 
فنظرت اليها مريم وبادلتها الابتسامة وردت الحمد لله.
ياسمين انا ياسمين وانتي 
مريم مريم مراد .
صافحتها ياسمين وابتسمت قائلة اتشرفنا..عندك كام سنه
مريم 21 وانتي 
ياسمين انا اكبر منك بسنتين .
مريم العمر كله ان شاء الله.
ياسمين متشكرة.. ينفع نبقى اصحاب بصراحة انا معرفش حد هنا زيك بالزبط .
مريم بابتسامة طبعا دا شرف ليا .
ياسمين ربنا يخليكي .
مريم في الاستراحة هعرفك على صاحبتي الهام...هي كمان اتوظفت في الشركة دي.
ياسمين قصدك البنت الاموره اللي كنتي قاعدة معاها الصبح
مريم ايوا.. دي صاحبتي من واحنا صغيرين.
ياسمين حلو اوي.
تسارع في الاحداث........
مر اسبوع على عمل مريم والهام وبقية المتدربين في شركة رويال للتجارة الإلكترونية وخلال ذلك الاسبوع اصبحوا اصدقاء ولم يقابلوا رئيس الشركة ابدا لكثرة انشغاله وعدم السماح لهم بالذهاب الى الطابق الاخير حيث يتواجد مكتبه الكبير كما انهم كانوا ينفذون المهمات مثل طباعة الاوراق وترتيب السجلات ومراجعة الحسابات ولم يسمح لهم في العمل في البرمجة لانهم كانوا جدد وبحاجة الى التدريب اما ادهم فكان باردا للغاية كعادته ولم يتغير في حياته اي شيء سوى ارتفاع نسبة ارباح شركته ولكن دوام الحال من المحال .
وذات صباح....
ذهب ادهم
الى الشركة كالعادة فضغط على زر المصعد ليذهب الى مكتبه ثم وقف ينتظر نزول المصعد بكل رقي وبهيئته الفاخرة في تلك الاثناء اتت مريم ووقفت تنتظر نزول المصعد بجانبه دون ان تنظر اليه حيث انها كانت تعبث بهاتفها فتسللت رائحة عطرها الى انفه لتثير في داخله بركان من المشاعر المضطربة وعرف فورا من صاحبتها لان الرائحة حفرت في ذاكرته بعد أن اشتمها لمرة واحدة عندما اصطدمت به في اليوم الذي ذهبت به لكي تجري المقابله حيث ان تلك الدقائق المعدودة التي جمعته بها في المصعد لم تفارق تفكيره ابدا وبقى يفكر بالسبب الذي جعل قلبه يتحرك مجددا بعد سبات دام لمدة خمس سنوات.
الټفت نحوها بسرعة ليجدها واقفه بجانبه وهي ترسل رسالة نصية لصديقتها الهام التي كانت قد تأخرت عن العمل في ذلك اليوم وما ان رآها حتى شعر بنفس الشعور الذي انتابه عندما قابلها اول مرة اما هي فشعرت بأن احدهم كان يحدق بها لذا قررت ان ترى من هو فرفعت رأسها ببطء ولكنه كان اسرع منها حيث انه نظر امامه بكل برود وجمود وفي داخله اعصار ثائر لان رائحة عطرها الخاص سببت له وللمرة الثانية دوارا فهو لا يعلم لما اعجبته تلك الرائحة كما لو انها جرعة خمر قد اسكرته.
نظرت اليه وتذكرته على الفور فهي لم تنسى شعورها بالرهبة منه عندما اصطدمت به اثناء جريها في يوم المقابلة كما ان نظرة البرود التي نظر بها اليها لم تفارق تفكيرها لذا ابتلعت ريقها واخفضت بصرها عنه ولكن الشعور بالرهبة منه كان يلازمها ولم تعرف السبب ... وعندما نزل المصعد فتح الباب فانتظرت حتى يدخل قبلها ولكنه اشار لها بيده لكي تدخل اولا فقالت بصوت اشبه للهمس متشكره.
ثم تحركت بسرعة ودخلت إلى المصعد ...اما هو فأخرج نظارته الشمسية من جيبه ووضعها على عيناه وبعدها دلف ايضا الى داخل المصعد بطوله الوقار وهيئته الراقية ضغط على زر اغلاق الباب ثم ضغط على زر الطابق الاخير... اما هي فضغطت على زر الطابق الرابع ووقفت في زاوية المصعد متوترة من هذا الشاب البارد الذي اسند ظهره على المرآة داخل المصعد وكان يحدق بها من خلف نظارته الشمسية التي كانت تخفي عيناه السوداوان.
فقالت في نفسها دي المرة التانية اللي بقابل فيها الراجل دا وفي نفس المكان... بس يطلع مين يا ترى 
قالت ذلك ثم نظرت اليه بنظرة خاطفة لتجده مستندا على المرآة بجانبها وهو يعبث بهاتفه المحمول فشعرت بأن هذا الرجل هو شخصية مهمة حيث ان هيئته الفاخرة كانت تدل على مدى اهميته وخمنت انه قد يكون هو رئيس الشركة الذي لم يقابله اي احد من زملائها المتدربين حتى الان.
اما هو فكان بالكاد يمنع نفسه من الجلوس على الارض بسبب رائحة عطرها التي اسكرته تماما لانها اصبحت اقوى بسبب تواجدهما في مكان مغلق فوضع هاتفه في جيب سترته ثم رفع يده اليمنى وعدل ياقة قميصه مدعيا انه
 

تم نسخ الرابط