رواية صړخة على الطريق بقلم ډفنا عمر
إلهام تاركة مقعدها متوجهة إليه حيث يضمه الجد نادر ويهتز جسده بكاء مثله..وبيد مرتعشة مترددة ربتت گ الريشة الناعمة على كتفه..استدار لها لتذهل عيناه حين بصرها.. لوهلة وقف كأنه استعاد وعيه الكامل لتوه ينظر حوله بدهشة كأنه يتسائل كيف أتي إلى هنا
_ مبروك ياجسار.
قالتها بحنان عجيب نفذ لقلبه مستشعرا إياه منها للمرة الأولى .. هل حقا هي سعيدة لأجله تهتم لفرحته فضلا عن أن تشاركه إياها
_ ربنا يقومها بالسلامة وتجيب منها ولاد كتير يعوضوك اللي افتقدته.. ثم استأنفت تحت أنظار الجميع الذاهلة وليس جسار وحده دلوقت بس عرفت قد ايه كنت قاسېة عليك يا ابني.. سامحني إني ماكنتش أم ليك أنا كنت ممكن اعوضك كل ده لو كنت ليك أم حنينة وعاملتك زي أبني..بس انا كنت فعلا قاسېة مقدرتش احب غير رائف مع إن ماكنتش هخسر حاجة لو قسمت حناني ورعايتي وحبي بينكم وجبرت خاطر يتيم واتقيت الله فيه سامحني ياجسار أرجوك.
ورغم هذا يراها جيدا.. ربما هي مرته الأولي التي يراها بهذا الشكل الأدمي معه..كأن انسلخ عنها كيان أخر وروح أخرى قطرة الحنان الشحيحة التي هطلت عليه من حديثها هذا روته حد الثمالة.. كان قطرة واحدة منها تساوي نهرا جاريا قطرة واحدة محت الكثير كل معاناته.. كيف أذا لو فاضت عليه بينابيع من هذا الحنان كيف كان سيشعر لو حقا أحبته كأبنها يوم..
ربتة أخرى جاءته من توفيق وهو يقف جواره وعينه تفصح عن ندم يطابق ما ابدته زوجته وهو يقول
إلهام عندها حق يا جسار وياريت نبدأ صفحة جديدة كلنا عشان ابنك بتولد وسط عيلة بجد..
ابنك ياجسار هيكون أول أحفادي أنا وإلهام..
اللي حرمناك منه هنديه بطيب خاطر لابنك..عيلتك مش هيكون ناقصها حد بعد انهاردة.. انت هنكمل بينا زي ما طول عمرك كنت مكمل اللي قصرت فيه مع بابا موافق من انهاردة نكون عيلتك بجد
ثم بسط له ذراعيه لأخر مدي وهو يقول
لو موافق تعالى في حضڼي.. قولي يا بابا زي زمان.
نقل جسار بصره بين ذراعي توفيق وإلهام ثم جده وشقيقه ليعود وينظر للأول ثانيا..ودون تردد ارتمى بين ذراعيه وعانقه بقوة ليبادله توفيق عناق شديد حاصر أضلعه وراح يقبل رأسه وهو يقول مبروك ياحبيبي مبروك..
على رأسه بحنان مغمغمة مبروك ياحبيبي.. هنتظر من دلوقت حفيدي بفارغ الصبر.
بظهر كفه المجعد كفكف الجد نادر دموعه الآن فقط ارتاح قلبه تجاه حفيده الغالي.. لو انقضى اليوم أجله لما حمل هما له هو مطمئن ان صغيره يحيا وسط عائلة حقيقية تحبه دون زيف.. اقترب ليضمه رائف ويعانقه بقوة قائلا مبروك يا كبير.. بس أول عيل لازم تسميه على أسمي ماشي
ضربه أبيه بخفة وليه مش علي أسمي.
_ لا يا بابا مع احترامي ليك اسمك قديم بصراحة.
دعمها الجد صح يا مرات ابني.. هنختارله اسم جديد ومعناه حلو.. بس اما نعرف الأول نوع الجنين.
ثم نظر لجسار طبعا بكره أهل مراتك هايجوا يباركوا لبنتهم خلينا احنا اليوم اللي بعده كلنا هنيجي نزورك في بيتك ونبارك لشمس..
غمغم براحة طاغية تنوروا بيتي ياجدي.. هستناكم من دلوقت.
وواصل معلش هستأذن عشان اروح البيت اطمن عليها..
توفيق مع السلامة ياجسار و وصل تهانينا مؤقتا لمراتك..
_ حاضر عقولها.
___________
عرفت أن اول حد هتجري تفرحه بالخبر جدو نادر
هكذا همسات بأذنه وهو يرقد جوارها محصنا بتشبث كأنه يعانق طفله ليرد همستها بأخرى
حسيت إن ماليش غيره ممكن بفرحلي بجد بس كنت غلطان
أول مرة أحس أن في ايد تانية حنينة ممكن تطبطب عليه وان في قلوب ممكن تشاركني فرحتي أنا عشت سنين عطشان لنقطة حنان حقيقية انهاردة بس حسيت بيها يا شمس الست اللي عمري ما حسيتها أم ليا انهاردة كانت أمي اعتبرت ابني أول أحفادها تخيلي
ابتسمت بحنان سعيدة لأجله هاتفة الحمد لله يا حبيبي كرم ربنا مالوش حدود لما بيدي بيدي كتير..وانت من انهاردة مش مطلوب منك غير انك تفرح وتصدق انك مش لوحدك أهلي هما أهلك وعيلة جدك كمان بقوا عزوتك و ولادنا هيكونوا وصلة الترابط بنا وبينهم.
تنهد براحة وذراعيه تشتد حولها دون أن ټتأذي منغمسا بها خاشيا أن يكون كل ما يحدث معه مجرد حلم وينتهي.
___________
بصوتها الصادح أغرقت جمانة محيطهم مبهجة زغاريد من فرط فرحتها بحمل ابنتها لتشاركها صابرين والدة سارة الفرحة وهما يمكثان في بيت شمس بعد أن علموا الخبر من جسار و الذي عبر عن امتنانه لله في اليوم التالي حين وزع هدايا رمزية علي موظفي الشركة ليشاركوه فرحته الكبرى..أما رضوان وأمين فترجما