الفصل الخامس أنا لها شمس بقلم روز أمين
بيت عمك جمال عشان البنات والستات ياخدوا راحتهم بعيد عن قعدة الرجالة.
أجابه بلامبالاة وهو يتابع تلك الجميلة
مستفسرا بعدما وجده يقف عند كل محطة تقف بها السيارة وينتظر حتى يتأكد من شخصية المترجل
وبعدين يا ريس هنفضل كدة لحد امتى الميكروباص بيقف تقريبا دقيقتين عند كل محطة.
بطل رغي يا أحمد ولو مش عاجبك إنزل وشاور لأي ميكروباص يوصلك...قالها بعدما سأم من تملله ليجلس الاخر صامتا حتى إقتربا من محطة قريتهم حينها استمع لرنين هاتفه وكان المتصل والده نصر البنهاوي زفر بضجر بعدما استمع لتوبيخ الاخر له وهو يستعجله فقاد بسرعة فائقة ليتخطى السيارة ليميل تارة القيادة لليسار متجها لداخل قريته وما ان اختفت سيارته للداخل حتى توقفت تلك السيارة لتترجل هي منها توجهت لمنزل والدها وما أن ولجت للداخل حتى تهللت أسارير والدها حين رأها ليتحدث بترحاب
نظرت بابتسامة واسعة لذاك الذي يتوسط الأريكة الخشبية بوسط منزله المتواضع لتقترب من جلوسه وهي تمسك كف يده وتميل بطولها لتضع قبلة احترام فوق كفه ليمرر والدها كفه الحنون فوق حجاب رأسها رفعت عينيها لتتحدث بابتسامتها البشوشة
الله يسلمك يا بابا إزي صحتك
وسعي مكان على الطبلية لطاجن الرز يا إيثار
أسرعت لتفسح المكان وهتفت وهي تنظر للطعام الموجود داخل الإناء بلونه الذهبي المشهي
يا سلام يا ماما على الريحة
واسترسلت بملاطفة وهي ترفع قامتها بمزاح
الست منيرة بعون الله أحسن واحدة بتعمل طاجن رز معمر بالحمام في كفر الشيخ كلها
ابتسمت بوهن لتشير لها بكفها إلى حجرتها الخاصة بها
قطبت جبينها لتتحدث باستياء مصطنع تداري به ألم قلبها المنشطر
زفرت لتهتف بضجر
يا بنتي سيبك من المياعة اللي إنت فيها دي وخلصي
واستطردت بملامح وجه مكفهرة
إخواتك لسة راجعين من الأرض كانوا شغالين فيها من صباحية ربنا وواقعين من الجوع
تنفست بيأس ومالت برأسها للأسفل لتتحدث بصوت خفيض مليئا بخيبة الأمل
انصرفت منيرة لغرفة الخبيز لتباشر ما تبقى داخل الفرن ووقفت هي تنظر لأثرها تنهد والدها بأسى لأجلها يشعر بتمزق روحها الدائم من معاملة تلك القاسېة لها لذا يحاول جاهدا أن يعاملها بلطف وحنان ليقوم بتعويضها ولو قليلا تحدث في محاولة منه للتخفيف من وطأة حزنها
متزعليش من أمك يا إيثار دي غلبانة أمها ماټت وهي صغيرة واتربت على إيد مرات أبوها وشافت معاها اللي متستحملوش عيلة عندها تمن سنين
ڠصب عنها يا بنتي هي بتحبك بس مبتعرفش تعبر
رسمت على ثغرها إبتسامة مرة لتومي برأسها وانسحبت سريعا للداخل لتبديل ثيابها ولجت إلى المطبخ لتجد
إلتفت برأسها لتتطلع إليها بابتسامة صفراء لتقول بترحيب مفتعل يرجع لحقدها الشديد لها
حمدالله على السلامة يا إيثار جيتي إمتى محسيتش بيك
بصوت هاديء أجابتها وهي تتناول أحد الصحون استعدادا لنقله للخارج
ده عزيز هيفرح قوي لما يشوفك إنت متعرفيش هو بيحبك قد إيه...قالتها برياء قابلته الأخرى بتنهيدة هادئة لتيقنها أن شقيقها لا يحمل بقلبه الحب لأحدا سوى حاله وولده وتلك العقربة وفقط
خرجت وجدت أشقاءها الثلاثة قد ولجوا لبهو المنزل واصطفوا حول المائدة الأرضية بجوار والدهم ما أن رأها أيهم شقيقها الذي يصغرها بثلاثة أعوام حتى انتفض وهب واقفا ليحمل عنها الصحن ليضعه سريعا ثم
وحشتيني جيتي إمتى
إبتسامة واسعة بينت صفي أسنانها ظهرت على محياها لتجيبه بسرور