سلسلة جوازة ابريل الجزئين الاول والثاني كاملين بقلم نورهان محسن
المحتويات
سوسن لم تستطع الصمت لتتساءل بنبرة محتدة ولما انت خاېف اوي كدا عليها كنت بتطلقها ليه يا عز .. بنتي كانت عملتلك ايه عشان تطلقها
زفر عز بقوة وأغمض عينيه محاولا السيطرة على انفعالاته لكن قدرة هذا العز على الحفاظ على هدوئه والتوازن غير مجدى خاصة أن ما يحدث يدفعه إلى الجنون فبدأ يزرع الأرض ذهابا وإيابا ېقتله شعوره بالذنب والألم فى قلبه وهو يقول بصوت معذب كل حاجة حصلت في لحظة نرفزة .. اتخانقنا وزعقنا مع بعض .. ومعرفش ازاي طلعت مني الكلمة دي ڠصب عني..
تنهدت سوسن بحړقة تعتمر قلبها والدموع تتجمع في عينيها ثم تحدثت بنبرة حزينة من حړقة قلبي علي بنتي اللي كانت كل مناها في الدنيا تجيب منك عيل
قالتها إحدى الممرضات بابتسامة هادئة ثم ذهبت إلى عملها لتنتعش روحه متلهفة لرؤية معشوقته وتفوقت على شعور التردد الذي اجتاح ذهنه المحذر له فوجد خطواته تقوده نحو غرفتها لكنه استوقفه سماع صوت والدتها التي تناديه بهدوء لا يخلو من الصرامة النابعة من شعورها الأمومي الغريزي الذي دفعها إلى إبعاد هذا العاشق الضارى عن ابنتها ولو مؤقتا معلش يا عز اعذرني في اللي هقوله .. بس انا شايفة انك تأجل مقابلتك بمني لحد ما يوصل اخوها .. ونفهم سبب طلاقك ليها كان عشان ايه وليه عملت كدا في روحها طالما مش عايز تقولنا!
دعاء بمقاطعة حتى تحد من توتر الأجواء بينهم خلاص يا عز سيبها تدخل تطمن عليها في الاول معلش اديها فرصة تستوعب اللي حصلها.. الخبر اكيد هيبقي صعب عليها وهتكون محتاجة امها اكتر
أحنى عز رأسه ووضعه بين كفيه وأغمض عينيه پألم حاد يدق كالطبول في خلايا عقله ليتمتم بصوت مخټنق مليء بالندم وكأنه يتحدث مع نفسه فوصل إلى أذني دعاء جرحتها اوي بكلامي .. معرفش اذا حتي هتبص في وشي تاني ولا هتقولي ايه
ابتلع عز غصة الألم العالقة في حلقه بصعوبة وامتلأت عيناه بالعبرات الحاړقة يحاول بكل طاقته أن يتمالك نفسه ويستجمع الرد على لسانه لكن عينيه المحتقنتين منعته وأعرب عن أسفه لخسارته خاېف عليها .. وخاېف منها .. مش عارف هتسامحني ازاي بعد اللي عملته معاها .. تفتكري ممكن تسامحني بعد ما خسړت الحاجة الوحيدة للي كانت هتشفعلي عندها خاېف تكرهني وماترضاش تديني فرصة وتسامحني
همس عز بصوت أجش نابع من قلبه المفطور وشعور مظلم بالألم ومرارة القهر تجتاح روحه بمنتهى القسۏة مما زاد من وخز قلب أمه عليه دون أن يدرك عڈاب الضمير الذى إنتابها متأثرة بشدة بعبارته التالية مش عارف ليه حاسس اوي اني محتاج بابا في اللحظة دي .. محتاج يكون جنبي ويقف معايا .. ومحتاجلو ينصحني يوجهني او حتي يضربني .. عايزو يقولي اعمل ايه .. حاسس اني تايه اوي من غيرو
كانت دموعه تتساقط الواحدة تلو الأخرى مع كل كلمة تخرج من شفتيه من شدة الألم والإحتياج لم تحتمل دعاء رؤيته على هذه الحالة الضعيفة فازدادت تعابيرها بالحزن والخزى وهي تحتضنه بذراعيها المرتجفتين بحنان بالغ ولا تدري هل تواسيه أم تواسى نفسها بهذه اللحظات القريبة فيها منه وهى تخشى بشدة من عدم غفرانه لها حينما يعلم الحقيقة المستترة حتى الآن.
خلال ذلك الوقت
عند ابريل
نطقت بالكلمة الأخيرة بتلعثم مصډوم وهي في وسط أفكارها المتضاربة تميل بجسدها نحوه أكثر محدقة به بعينيها الفيروزيتين المذهولتين اللتين تشبهان عيون القطط ولم تكن منتبهة إلى كف يدها التي وضعتها بعفوية فوق يده على السرير دون سابق إنذار مما أدى إلى تصلبه كالتمثال في مكانه جراء إحساسه بملمس بشرتها الناعمة بالطبع لم تكن المرة الأولى التي تتودد إليه امرأة وتمسك يده لكن عنصر المفاجأة من تلك القطة الغامضة المزاجية أثار حب الإستطلاع لديه حتى يكتشفها على المهل.
_ممكن تكون هي اللي عملت كدا!
إستطردت تهمس بصوت مذهول دون أن تنظر إليه فلم تكن تستوعب بعد أن المرأة التي زارتها لتحذيرها من خطړ هذا الزواج هي ذاتها وراء هذه الڤضيحة المشينة التي قد تؤدي إلى ضياع مستقبلها.
بلل شفتيه بطرف لسانه بتوتر مستمعا إليها بقلب مضطرب وبتلقائية بحتة وجد نفسه يقترب منها وكفه لا يزال أسير قبضتها وكأنه لا يريد أن يبذل جهدا ليسحبه بعيدا أو ربما يريد أن يطيل الاستمتاع بلمستها اللطيفة.
استقر براحة يده الأخرى على ذراعها يربت عليه برفق قبل أن يرفع ذقنها به حتى تتمكن من النظر إليه مباشرة خاطبها بقساوة صوته الرجولية المتأنية مش دا اللي المفروض يشغلنا دلوقتي..
انخفضت نبرة صوته أكثر وتحولت إلى طبقة عميقة أشد جدية كان لها تأثير مغناطيسى خاص على مسامعها إذ تختلف بشكل واضح عن طريقته الساخرة في التحدث الاهم أننا مغلطناش في حاجة عشان نداريها ولا الهروب من المشكلة للي واقعين فيها هيخليها تتحل لوحدها زي ماكنتي بتخططي..
_ومعلش لو حظك كان ضدك ووقعتي معايا انا بس مابقاش فيها رجعة وصعب نغير كلامنا .. اذا مكنش في حاجة رسمي وبسرعة ولو بشكل مؤقت بينا قدام الناس .. هيتأكد الخبر عندك استعداد ان سمعتك ومستقبلك هيدمروا
نسيت للحظات من هو بل تاهت بإنجذاب في أعماق تلك الفضة الذائبة داخل مقلتيه واستمعت إليه بنصف عقل لكن حالما وصل إلى منتصف حديثه أضاءت إنذارات اللاوعي الحمراء في رأسها وتحديدا عند ذكره أن الانخراط في هذه اللعبة معه أمرا حتميا عليها بلا رجعة وهي ترفض بشدة أن تجبر على شيء لا تريده.
في منزل فهمي الهادي
اندفعت سلمى خلفه على الدرج بخطوات سريعة لتراه يتجه إلى إحدى الطاولات في الردهة فسألت بصوت منزعج وهي تقترب منه لسه بدري مش لما نفطر الاول ليه السربعة دي يعني!
أثناء كلامها جلس فهمى على الأريكة يعبث بشكل عشوائي بين صفحات الصحف قبل أن ينقل لها خبر بمثابة قنبلة موقوتة وكان كلاهما يعلم أنها سوف ټنفجر حتما مصطفي
لسه مكلمني بيقول رجع من السفر
فغرت فاهها بمفاجأة عندما رأته يواجهها بنظرات تحمل القلق فى أغوارها لوهلة هربت الحروف من طرف لسانها ثم سرعان ما تغلبت على الصدمة وهي تصرخ بتساؤل مړعوپ قالك ايه عرف حاجة .. اوعي تكون قولتلو حاجة يا فهمي!!
_الدنيا كلها عرفت الخبر مالي الجرايد والنت يا هانم
قال لها بصوت حانق وهو يمد لها الجريدة فأخذتها منه بتردد وما إن قرأت المقال حتى جحظت عيناها حتى كادت تخرج من تجاويفها وتجمد الډم في عروقها مما جعلها تشعر وكأنها انسلخت عن الواقع وكل ما طرأ فى مخيلتها أن هذه الکاړثة ستدمر بالتأكيد كل المشاريع المستقبلية التي بدأت بالفعل في تنفيذها لم تستفيق إلا
علي صوت زوجها الذى زمجر بنفاذ صبر انتي لسه واقفة .. يلا اطلعي البسي .. خلينا نروح لإبريل قبل ما مصطفي يوصل عندها
أومأت سلمى له بملامح شاحبة قبل أن تصعد بهرع إلى الطابق العلوي تاركة فهمي يزرع الأرض تحت قدميه ذهابا وإيابا بقلق بالغ.
عند هالة
_اذا في حد كان عنده استهتار واستخفاف بالتاني فهو انت يا دكتور
ارتبك لوهلة من هجومها المضاد ثم رفع حاجبيه باستعلاء ونطق بنبرة رجولية متعجبة انا!!
_وهو انا عملت ايه يخليكي تقولي كدا عني!
طرح هذا السؤال بلهجته واثقة حد الإستخفاف ليبلغ ڠضبها أقصى درجاته وردت بضحكة هازئة ليك حق .. ما انت لو واخد بالك من تصرفاتك عاملة ازاي ماكنتش سألتني عملت ايه!!
استفسر ياسر بتوتر من أسلوبها الغامض في الحديث مما جعل ابتسامتها الساخرة تتسع على شفتيها انهي تصرفات للي بتكلمي عليها وضحي كلامك وفهميني!
بذلت هالة جهدا مضاعفا للحفاظ على اثباتها الإنفعالى هى تسأله دون قناعة والله مش فاهم..!!
أومأ ياسر لها بالإيجاب بتأن إذ تجلت علامات الحيرة على وجهه منتظرا أن تكمل حديثها لتقوس شفتيها بتعبير مليء بالأسى الساخر قبل أن تأخذ نفسا عميقا لتشرح له بحدة خاڤتة لأول مرة يسمعها منها لكنها لم تقلل من جاذبية صوتها تمام .. اللي اتحط في موقف سخيف يا دكتور قدام اهله وقدام الناس كان انا..
رفعت هالة يدها لإبعاد خصلات شعرها البني الكثيف المتطايرة عن عينيها بسبب الريح وأشارت باليد الأخرى نحو نفسها مكررة بصوت منخفض الطبقات مفعم بالقهر على ذاتها ضاغطة على كل كلمة خرجت من شفتيها انا اللي حفلة خطوبتها اتقسمت نصين .. خطيبي شوية بيرقص معايا وشوية مع البيست فريند بتاعته .. ولما شوفتها بترقص مع واحد تاني انت ماتحملتش روحت تضربه
تجمعت العبرات في مقلتيها كطبقة بلورية متلألئة بشكل رائع رغم نظراتها الحزينة دليل على حالتها النفسية السيئة لتنقر بإصبعها السبابة على موضع قلبه وهي تسأل بإنفعال مرتجف ليه وقتها مافكرتش في الناس .. ليه مهمكش خطيبتك!!
ازدرد لعابه بصعوبة يشيح ببصره عن عينيها الدامعتين محاولا تجاهل نبرتها الحزينة لكن كيف سيفعل إذ أن الۏجع لا يحتاج إلى حديث طويل أحيانا تكون نبرة الصوت نصف الكلام ليستجمع الرد المناسب فى ذهنه لكن تفكيره لم يسعفه على النطق بكلمة فهو يعلم مدى صدق حديثها لكن من ناحية أخرى هناك صوت يهتف داخل عقله يحثه على الإنكار والصمت.
أما هي فكل
متابعة القراءة