سلسلة جوازة ابريل الجزئين الاول والثاني كاملين بقلم نورهان محسن

موقع أيام نيوز

انتي اتفضلي
خفضت الممرضة وجهها من الحرج من ذلك الموقف وابتعدت عنهم بسرعة بينما وجهت هالة سؤالها إلى فريد في تعجب هو في ايه حضرتك
أجابها فريد بفظاظة ولهجة واثقة في أفورة مالهاش لازمة بتحصل .. الچرح صغير مايستاهلش اصلا .. انا هقطبو لنفسي وخلاص مافيش داعي تتعبي نفسك
أحست هالة بأنه يسخر منها من خلال نظراته الثاقبة لها لتشتعل شرارات الڠضب في عينيها الزرقاوين بسبب وقاحته وعدم إحترامه في معاملته لها ومع الممرضة وبغتة أمسكت بقطعة من القطن لتضعها على جرحه مم جعل ملامحه تنزعج من الألم المفاجئ ليخرج منه أنين خاڤت إنقطع فى مهده وهو يضغط على أسنانه پعنف قبل أن يحذرها حاسبي!!
رفعت هالة حاجبيها وهي تلوي فمها بابتسامة صغيرة قبل أن تتابع بسخرية وهتقطبه ازاي الچرح الصغير محتاج يتنضف كويس قبل الخياطة .. عشان لسه في حتت ازاز فيه ولازم نخرجهم والا هيلتهب
أستعدت هالة في ذهنها لكلمات الڠضب منه وهي تتفحص الچرح بعناية لكن صوت ضحكته الرجولية وصل إليها فنظرت إليه بنظرات حادة متفاجئة وتساءلت بشك ممزوج بالارتباك عفوا .. بس ايه يضحك في كلامي
زفر فريد الهواء من صدره بنفاذ صبر من كونها كانت مشغولة بالحديث عبر الهاتف ولم تنتبه لتعريفه عن مهنته لذا غمغم بتحذير غريزي امري الله يا ستي .. بس خفي ايدك لو سمحتي
أخذت هالة نفسا عميقا ثم ازفرته على المهل وهي تبدأ عملها قائلة بنعومة عفوية يتخللها جدية تمام ممكن ماتتحركش
فى ذلك الوقت
عند يارا
هدرت صديقتها توبخها بصوت غاضب منصعقة من يارا التى إنتهت من سرد تفاصيل تلك الليلة لها للتو انتي اكيد اتخبلتي في مخك اكيد .. ازاي تعملي عملة سودة زي دي
همست يارا بصوت باكي معربة عن ندمها وخجلها من نفسها ڠصب عني يا نيرة .. والله ما اعرف ازاي عملت كدا
تنفست نيرة بعمق وتكلمت بنبرة صوت ملامة بجد انتي غلطانة واوي كمان .. ماتزعليش مني انا مش عشان صحبتك هطبلك في الغلط
استطردت نيرة بإيماءة تدل على التفكير بعمق وهو صدك من صډمته .. بس عارفة الخۏف بقي من ايه
استفهمت يارا بصوت مرتعش ايه
تابعت نيرة بجدية ان بعد مايستوعب اللي حصل .. يفكر انه ياخدك تسلية .. يعني مش كفاية انه موقفلك حياتك تحت بند الصداقة .. لا و كمان بقت مشاعرك مكشوفة قدامه يا خايبة ويمكن يستغل حبك بطرق كتير
عضت يارا شفتها بعد أن تسلل القلق إلى أعماقها وبالدموع ردت پضياع انا مفكرتش في كل اللي بتقولي عليه دا .. ومافتكرش ياسر ممكن يفكر فيا كدا
قالت يارا العبارة الأخيرة في انكار ونبرة دفاعية ثم جاءها صوت صديقتها قاطع ممزقا جميع حساباتها القديمة الايام الجاية هتبين كل حاجة .. مش بتقولي بعد اللي حصل منك دا قالك مش عايز اخسرك وننسي اللي حصل .. ماظنش انه هينسي .. والأسوء كمان لو قبل حبك دا وهو لسه خاطبها .. وقتها هيبقي عايزك تظهري حبك دا أكتر .. عشان يرضي غروره ورجولته من غير مقابل منه .. ودا بيحصل من معظم الرجالة الايام دي .. بيرتبطو بواحدة وبتكون في حياتهم بنت تانية بإسم الصداقة .. بس وراه الستارة بيستنزف حبها وعمرها منها علي الفاضي .. خصوصا لو قدمت حبها بدون اي تمن .. وبتكون هي الطرف التالت في قصة حب انثي تانية .. والراجل بيشوفها مرهم لچروحه بيهرب لها من زهقه ومشاكله مع حبيبته
شعرت يارا بالتجمد وهي تستمع إليها كما لو أن دلوا من الماء المثلج قد سكب على رأسها دفعة واحدة مما جعل عقلها يهيم من الصدمة وهي تتخيل أن هذا يمكن أن يحدث لها وهذا لن تتحمله أبدا ليزداد الألم في قلبها وهمست بصوت ضعيف للي بتقوليه دا اذا حصل انا معرفش ممكن اتصرف ازاي
تابعت نيرة بصوت حازم مفيهاش غير تصرف واحد .. هو انك تبعدي يا يارا تقطعي معاه خالص طول عمرك
تضاعفت العبرات على خديها وهي تخبرها بحقيقة ما تشعر به وما يدور في خلدها بتخبط شديد انا حاسة اني اتحبست في خانة اليك .. وعلي قد ما انا نفسي يحس بيا .. بس .. بس ياريته ينسي اللي حصل الليلة .. عشان اخر حاجة بتمناها اني اكرهه يا نيرة اذا فكر فيا بالطريقة دي انا اكيد هكرهه وهكره نفسي
شعرت نيرة بالأسف عليها فلم تضغط عليها وقالت بنبرة لينة انتي اعصابك تعبانة ومحتاجة تنامي .. خلينا نأجل الكلام لحد ما اعدي عليكي بكرا احسن
_طيب تصبحي علي خير
_وانتي من اهله باي
في نفس الوقت
فى المستشفى
فتحت لميس باب أحد ممرات المستشفى وأثناء سيرها في الردهة نظرت للأسفل لتضع هاتفها داخل حقيبة يدها الصغيرة بعد أن أنهت مكالمتها مع هالة منذ دقيقتين.
_ حاسبي يا حوادث
حذرها باسم بنبرة ضاحكة في نفس الوقت الذى امسك بذراعيها وهو يثبتها في مكانها قبل أن تصطدم بصدره ليواصل حديثه بمشاكسة عفوية دون انتبه إلى وحش الغيرة ذو العينين الخضراوين الذي يقف بجمود بجانبه دايما ماشية مش باصة قدامك كدا!!
تركها باسم بينما يتابع بقية كلامه وهو يتراجع خطوتين إلى الوراء ويضع يديه داخل جيوبه.
أزاحت لميس خصلات شعرها خلف أذنها دون تعليق وأشاحت وجهها في إرتباك حتى لا تتقابل عيناها فى عيون خالد الذى لا سلط نظره عليها بغموض بينما تابع باسم بسؤال حائر اومال فين الناس
لميس موضحة برقة هالة في الطوارئ .. وطنط وسام راحت تشوف عمو صلاح وبعديها هنرجع علي البيت
أسند باسم بمرفقه على سطح طويل ومستو يجلس خلفه الموظفون ثم همهم بهدوء وهو يلقي نظرة خاطفة على خالد ماشي احنا ليلتنا طويلة هنا ابقي عرفيهم
_تمام .. انا .. هروح استناهم في الاستراحة
الكلمات خرجت على عجل متلعثمة من فم لميس قبل أن تغادر هربا من عيون الۏحش الخضراء التي لم تتزحزح عنها.
_ايه دا
الټفت إليه خالد متعجبا من سؤاله المفاجئ فقوس باسم فمه بابتسامة ملتوية وهمس بتسلية كأني شامم ريحة شياط من هنا
برقت عينان الذئب الماكر وهو يشير بإصبعه السبابة إلى موضع قلب خالد فى نهاية حديثه ليدفعه خالد من كتفه بقسۏة وقد سيطر الانزعاج على ملامحه فإزداد الۏحش وسامة برية من استفزازه له ليقول بنفاد صبر ابو ام لذاتك يا ظريف
أخذ باسم يضحك ساخرا من إستياءه ثم هدأت ضحكته سريعا وخرج صوته هادئا طيب انا طالع اشوف ايه الاخبار فوق
نظر إليه خالد بنظرة تحذيرية مفادها لا تثير المشاكل لكنه لم يتلق منه شيئا سوى اللامبالاة فأدار عينيه في يأس وأخبره بنبرته العميقة فى استسلام خلاص انا هطلع اشرب سېجارة برا .. شوية وهحصلك
خلال ذلك
عند صلاح
أضافت وسام متسائلة في شك من صمتهم المفاجئ منذ قدومها وهى تحدق في ملامحهم المبهوتة لتعقد ذراعيها منتظرة الجواب ايه اللي هيتهد وفوق دماغ مين بالظبط
شعر صلاح بتوقف عقله عن عمل لثواني معدودة ولم تساعده الحروف الأبجدية على الإطلاق فيما كانت وسام تنظر إليه تارة وتارة إلى دعاء التي إزدردت ريقها وهى تحاول الابتسام لتتغلب على توترها وتبادر بالتحدث بصوت طبيعي قدر الإمكان على الرغم من شعورها بقشعريرة باردة تسري في جسدها تعالي شوفي جوزك كان بيقول ايه
التفتت وسام لتنظر إلى زوجها الذي كان لا يزال على حالته المتجمدة مما أثار الشكوك في ذهنها وتسلل القلق إلى قلبها فألحنت بإنفعال طفيف ايه الحكاية يا جماعة!! في ايه يا صلاح .. انت مخبي عني حاجة
جفل كلاهما من الصدمة عندما ألقت وسام سؤالها الأخير على صلاح فتبادل النظرات مع دعاء التي كانت تبحث في ذهنها عن مبرر مقنع لإخراجهما من هذا المأزق الصعب لتخبرها بلهجة متماسكة إلى حد ما هو اصلو .. خاېف ان علاقة باسم ببنت فهمي تبوظلو شغله مع ابو مصطفي يا ستي ويخسرهم .. وكان بيدور عليه عشان يعاتبه لولا اني وقفته
رفعت وسام حاجبيها وهي تسمع كلامها لتخاطب صلاح بنبرة متذمرة ممزوجة باللوم مش وقت ولا مكان الكلام دا خالص يا صلاح
قام صلاح بإخراج الهواء من صدره پعنف بعد أن حپسه داخل رئتيه لفترة لا بأس بها ولحسن حظه ترجمت وسام ذلك على
أنه سخط وڠضب على ابنه بينما تابعت دعاء على عجل وهي تنظر يمينا ويسارا بتوتر دا اللي كنت بقوله بالظبط مش وقته .. يلا هروح اشوف عز عشان يروحني
إبتسمت وسام وهى تخبرها بصوت هادئ لا عز روح
علي بيته و انتي هتيجي معانا نوصلك في طريقنا
أومأت دعاء لها برأسها بالموافقة وقبل أن تبتعد نظرت بسخرية إلى صلاح الذي توقف عن عد المواقف المشابهة لهذا الموقف ولقد تمكنوا من الخروج منهم باستخدام أكاذيب دعاء الماكرة والمراوغة والتي سرعان ما تقتنع بها زوجته الساذجة التي تعتبرها صديقتها المقربة.
كيف يمكن أن تشك بها أو تحسب للخېانة حساب من ناحيتها وهي التي ظلت تحثها على الزواج لسنوات طويلة بعد ۏفاة زوجها ولم تكن تتلقى منها سوى الرفض حتى استسلمت وهى تجزم أن هذه المرأة وفية جدا لذكرى أخيه التوأم.
عند هالة
بعد مرور عدة دقائق
_مدي ايدك
قال فريد كلماته الغامضة بنبرة عملية مما جعل هالة تنظر إليه بحاجب مرفوع وهي تسأله بتوجس غريزي افندم!!
أشار فريد إليها بعينيه إلى الأسفل حيث ظهر ضوء الشاشة بوضوح من خلف قماش جيب بنطاله الأيمن قبل أن يفسر لها بصوته الرجولي العميق موبايلي بيرن في جيبي .. مش هعرف اطلعوا والابرة غرزة في دراعي
قال فريد ذلك بينما تتدحرج عيناه على ذراعه اليسرى فاتسعت حدقتاها من الدهشة وتدلى فكها من الصدمة قبل أن تهتف مستنكرة بصوت مرتبك بس دا مايصحش .. اكيد مش هعمل كدا
جاء صوت الممرضة الهادئ من خلفهما ممكن يكون حد من اهله عايزين يطمنوا عليه يا دكتورة
ارتجفت هالة بداخلها وهي تومئ برأسها موافقة وتمتمت علي مضض طيب
ازدردت هالة لعابها عدة مرات متتالية لاحظ فريد ذلك من حركة بلعومها واهتزاز حدقاتها المتوترة وهي تحني جسدها قليلا وتمد أصابع يدها النحيلة بتردد وحذر شديدين وتدفعها داخل جيب بنطاله لتسحب الهاتف بأطراف أصابعها.
أخذ فريد الهاتف من يدها التي شعر بها ترتجف متأكدا أنه سبب لها توترا كبيرا ودون أن يبدو على وجهه تعبير مقروء ظل يحدق في الشاشة المضيئة التي تحمل اسم والدته زهيرة لعدة لحظات وهو يعلم أنه إذا أخبرها الآن بما حدث فسوف تصر على المجيء إليه وهذا غير ضروري على الإطلاق.
تعجبت هالة من تحديقه المستمر في الشاشة دون أي ردة فعل فسألته بحيرة هتقدر ترد ولا ارد
تم نسخ الرابط