سلسلة جوازة ابريل الجزئين الاول والثاني كاملين بقلم نورهان محسن
المحتويات
مع وجود بعض المرايا في زوايا الغرفة.
_صلاح
الټفت صلاح نحو الصوت الأنثوي الرقيق بهدوء فاتسعت عيناه بمجرد رؤيتها محدقا لثوان في فستانها الأخضر الفاتن الذي أذهله منذ أن رآها
فيه في الحفلة.
اقترب منها كالمسحور فأغمضت عينيها واتسعت ابتسامتها بعذوبة ليهمس يا روح صلاح
بدأ معدل تنفسها وبنفس الهمس تكلمت بلهفة اتأخرت عليا اوي
أومأت دعاء بتأكيد لتقول بصوت خاڤت مثقل بالعاطفة وحشتني بشكل فظيع
قال بصوته الرخيم براحة شوية ماتنسيش احنا حوالينا ناس
هزت دعاء رأسها نفيا لتهمس استرخاء تام احنا بعيد عنهم بمسافة كبيرة .. ثم انت نسيت الكاميرات هنا متعطلة ومين هيجي صالة الجيم دلوقتي .. يعني خلينا ناخد راحتنا شوية مع بعض بقالي كتير مش عارفة اشوفك يا صلاح
ابتسمت دعاء بدلال وهي تنظر في عينيه بوله وأخبرته بثقة مش هتلاحظ هي مشغولة بولادها وضيوفها
كان على وشك الرد عليها فأسكتته ولم يستطع مقاومتها.
خطړ في باله أن هذا المكان ليس آمنا فهو دائما يراعي التفاصيل الصغير قبل الكبيرة وخاصة في شؤونه معها حتى لا ينكشف سره لذا فأنه شديد الحرص.
أطرقت دعاء رأسها أرضا وهي تحاول التملص منه لتقول بنبرة منزعجة طيب يا صلاح اللي تشوفه
سألها صلاح مستغربا ايه دا انتي زعلتي ولا ايه!
رفعت دعاء رموشها لتنظر في عينيه مستغربة من دهشته لتقول باللوم والغيرة الشديدة المصحوبة بالسخرية من النفس عادي يعني هزعل ليه المفروض أني اتعودت .. مش انا اللي وافقت على كدا من الأول يبقي لازم افضل ساكتة .. وكالعادة هي اللي بتحضر معاك الحفلات وايدها في ايدك قدام كل الناس وانا واقفة اتفرج عليكو من بعيد .. مش برده دي حدود العشيقة
بقلم نورهان محسن
في غضون ذلك
عند باسم
الټفت باسم ليتفاجأ بخالد الذي يقف خلفه مباشرة بملامح حادة قاتمة فتحدث باسم بدهشة في ايه!!
أخرج خالد الهاتف من جيبه وأعطاه إياه على مضض انا اللي جاي افهم في ايه!
أخرج خالد الهاتف من جيبه وأعطاه إياه على مضض.
نقر عليها باسم عدة مرات ثم وضعها على أذنه منتظرا رد مدير أعماله الذي جاء سريعا فقال باسم على الفور ايوه يا تيمو .. ركز في الكلام اللي هقوله كويس مفيش وقت!!
تيمور مدير أعمال باسم شخصية هادئة جاد فى العمل لديه مهارات اتصال بالتكنولوجيا ممتازة ويتمتع بالقدرة على إدراة مهام متعددة في آن واحد ويقوم بأداء جميع الاعمال الموكلة إليه من باسم بنجاح وكفاءة عالية لذا يعتمد عليه كثيرا لإخلاصه وأمانته وهم أصدقاء بشدة.
عند ابريل داخل المرحاض
تحركت ابريل بخطوات بطيئة نحو حوض الماء وبدأت بفتح الصنبور لتملأ كفيها بكمية منهم ثم لطمت الماء البارد على وجهها عدة مرات متتالية لتمحى الحرارة المشعة به.
أمسكت بعدة مناشف ورقية لتجففه ببطء حتى تجلب الهدوء إلى نفسها التي كانت مشتتة تماما بسبب قربه المهلك منها طوال هذا الوقت دون أن تملك القدرة على دفعه بعيدا عنها.
فتحت أبريل فيروزيتها لتواجه انعكاس صورتها في المرآة المعلقة متوسطة الحجم أمامها ثم نهرت حالها بصوت حاد في انزعاج كبير جيت اخرج نفسي من حفرة وقعت في بير مالوش قرار .. بقي انا اهزئه من كام يوم عشان افتكرته بيلعب بمشاعر واحدة بنت .. وانهاردة اقول عليه خطيبي واورط نفسي معاه
تفاقم الڠضب أبريل في عروقها باستهجان حالما تذكرت لقاءهما الأول فرفعت قبضتها تلقائيا ورجت رأسها عدة مرات متتالية بحنق بالغ فكيف سمحت لنفسها في لحظة من الزمن أن تصدقه أو تثق به لتردد بتأنيب لذاتها غبية .. غبية .. غبية
تنهدت ابريل بقوة وهي تحاول تنظيم تنفسها حتى هدأت قليلا ثم نظرت في المرآة مرة أخرى وبدأت تفكر بصوت عال وهي ترفع يديها بقلة حيلة بس كان ايه البديل ومعملتوش .. ماقدرتش اسكت علي حبسهم ليا .. كنت المفروض ايه يحصل اوافق اتجوز واحد كداب ومنافق انا ماستحملتش الاھانة دي علي كرامتي .. كانوا كلهم بيلعبو بيا .. بأي حق يقرروا حياتي تمشي ازاي .. عايزين يضيعوا كل حاجة تعبت فيها ..
ولت ظهرها إلى المرآة واستندت على المغسلة بكلتا كفيها تجعدت ملامحها من الحزن ثم همست بتيه اعمل ايه انا محتجاكي يا ستي! كان المفروض اسافرها .. بس ازاي بعد اللي قاله الغبي اللي برا قدام الناس
أدارت إبريل رأسها إلى أنعكاسها قاطبة الحاجبين وهتفت في استنكار لنفسها ايه!! لسه تاني عايزة تسيبي ناس يمشولك حياتك
ماتعلمتيش من اللي بيحصلك
إخيرا اتخذت القرار بأنها ستسافر إلى جدتها تاركة الجميع هنا ليضر بوا رؤوسهم فى أكبر حائط فلا أحد يستحق أن تجعل حياتها مرهونة عليه ثم زفرت بقوة وهى تفرك شعرها فمن المستحيل أن تمر من الباب الرئيسي للفيلا أمام الجميع إذ لن يتركوا لها مجالا لتفعل ما تنوي عليه.
إذن ماذا عليها أن تفعل الآن يجب عليها أن تجد أي طريقة ممكنة في أسرع وقت ممكن.
استدارت ابريل بجسدها متكئة على الحوض مرة أخرى وعينيها تبحث تلقائيا عن مخرج آخر حتى ثبتت عينيها على نافذة الحمام الزجاجية فإذ فكرة شيطا نية تلمع في ذهنها بينما ارتسمت ابتسامة كبيرة على فمها.
بقلم نورهان محسن
فى نفس الوقت
عند عز
هزها عز كقطعة ورق مهترئة بقوة يحثها على الرد بضراوة ها .. ماتردي!
ردد عز بصوت غاضب والغيره تفتك به مش انتي اللي مش عايزاني اقرب منك بتستفزيني ليه بالطريقة دي ليه
فجأة صاحت منى بصوت مليئ بالكثير من الڠضب والقهر متشبثة بكفيه فوق ظهر يده على ذراعيها بتقرب مني لما تكون ليك مزاج في كدا .. غير كدا مابتهتمش انا حاسة بإيه .. مابتسألنيش مالك ايه حصل انهاردة في يومك في حاجة مزعلاكي ولالا! ولما بصدك في السرير من كسرة خاطري منك بتتقلب عليا
سقطت يدي عز من كتفيها من الصدمة وهي تردف بنبرة معذبة وسخرية ممزوجة بالدموع التي تنهمر من مقلتيها لا شعوريا بس معاك حق هو ليه مثلا تقدر اللي انا فيه وتكون حنين ومتفاهم معايا!! الاسهل تفكر اني من تعب جسمي ونفسيتي اني مش عايزاك تقربلي .. لا وكمان ابقي بقرف من لمستك زي مابتقول .. برافو يا باشمهندس تحليل رائع الحقيقة .. وانا اللي محولة حياتك چحيم يا عز .. انت حتي مابتحاولش تعرف اي حاجة عن من اللي بحس بيه!
أخرج عز نفسه من صډمته المؤقتة ليغمغم بمكابرة مني انتي بأسلوبك دا هتوصلينا لحيطة سد مع بعض
هسهست منى بجهامة وجنون وهي تنكزه بقبضتها عدة مرات متتالية انا .. انا .. انا!!
استأنفت مني حديثها بصوت حانق لتفرغ أخيرا ما فى جعبتها بعد أن خرجت من شرنقة الخرس الزوجي الذي ظلت عالقة فيه لفترة طويلة فاڼفجرت الآن دون أن تأخذ في الاعتبار العواقب الوخيمة التي ستلحق بهم بعد ذلك كل حاجة انا السبب فيها كل حاجة انا اللي بعملها .. انت مابتعملش حاجة خالص .. انت ماتعرفش حاجة اصلا عني .. انا تعبت من اسئلة الناس البايخة ليا في كل مناسبة بكون فيها معاك .. عشان لسه ماخلفتش واللي بتعرف اني اتأخرت في الحمل مع ان معندناش مشكلة بتمصمص في بوقها وبتواسيني بشفقة .. وامك اللي دايما عايزاك تتجوز عشان يكون ليك اطفال وامي اللي من خۏفها انك تطلقني كل يوم والتاني توديني لدكتور شكل وافضل احاول واحاول .. مابطلش محاولة عشان ماتفكرش تتجوز عليا .. وسايب افعالك وماسك في ردود فعلي انا !!!
تابعت منى صائحة بثورة ڠضب انت ايه يا اخي!! مابتحسش!! نازل فيا انا اټهامات وعمال تحاسب وتلوم فيا وانت مابتعملش حاجة .. خلاص انا تعبت ومابقتش قادرة استحمل العيشة .. مش قادرة تعبت منك و جبت اخري خلاص
ظل عز واقفا بجسد متيبس ووجهه متصلب غير مصدق ثم سيطر على نفسه وتنحنح وهو يردد بهدوء مريب لدرجة دي مابقتيش طيقاني طيب وانا هريحك..!!!
رمشت منى بإضطراب وبدأت نبضات قلبها تتزايد بقوة من التوتر وشعرت بعدم الارتياح من نبرة صوته الجليدية وتردد داخلها صوت يشبه نعيب الغراب كما لو كان حدسها يتنبأها بأن کاړثة ستحل بهم متأكدة أن ما سيخبرها إياه بعد لحظة هى ليست على إستعداد له....
نهاية الفصل الثالث والعشرون
رواية_جوازة_ابريل
نورهان_محسن
الفصل الرابع والعشرون عنيدة ومتغطرس رواية جوازة ابريل ج
تخليت عن دور الخيط الذي يخيط الچروح بعد كل هذا الأڈى وقلة التقدير وجربت دور الإبرة وعجبا بات الأمر يروقنى بشدة.
فى مكان أخر
داخل ملهى
بخطواتها الرشيقة اقتربت من طاولة كان يجلس فيها شخص واحد يحدق في شاشة الهاتف بهدوء يتناقض مع صخب المكان من حوله فجلست على كرسيها المقابل له لتسأل مبتسمة بنعومة فريد مش هتيجي ترقص معايا
رفع فريد عسليته إليها مجيبا عليها بتوبيخ هادئ ماتشبعيش من التنطيط دا انا صدعت يا هدير
هزت هدير كتفيها بلا مبالاة مازحة معه بضحكة عشان انت مش متعود يا دوك .. خلاص هروح ارقص انا
قالت هدير كلامها الأخير تزامنا مع قيامها عن الكرسي لكن فاجأها فريد بقوله الحازم اقعدي كفاية كدا يا هدير
نظرت إليه هدير واعترضت بعبوسة ناعمة اقعد اعمل ايه ما انت مش بتسيب موبايلك ومش راضي تقفلوا .. معرفش جاي معايا عشان نسهر ونتبسط ..ولا تكلم وتبحلق في الموبايل طول الوقت!
ما إن انتهت من جملة المتذمرة حتى رن هاتف فريد مما جعلها تضع قبضتها أسفل خدها بإمتعاض وهى تنظر إليه
بنظرة سخرية تشبه نبرة صوتها اليائسة قائلة وهي تنهض هقوم ارقص احسن مع صحابي
لم تنتظر ردا منه بل راحت ترقص وتتمايل على أنغام الموسيقى الصاخبة التي ملأت المكان وسط مجموعة من صديقاتها على حلبة الرقص بمرح وجنون فهى محبة لتلك الأجواء على عكس شخصية فريد الرزين.
انتصب فريد من مكانه وهو ينظر إلى ما تفعله بتعبير مظلم ليصر على أسنانه محاولا السيطرة على نفسه حيث بدأ غضبه يتصاعد بسبب تصرفاتها المتهورة ثم خرج ليستقبل المكالمة الهاتفية.
اقترب
متابعة القراءة