سلسلة جوازة ابريل الجزئين الاول والثاني كاملين بقلم نورهان محسن
المحتويات
الإضاءة في الحديقة مع العمال وقتها كان باسم مريضا طريح الفراش طوال الليل ولم يستطع أن يمنع نفسه من القدوم لرؤيتها فور علمه بوصولها إلى منزل عمها.
ابتسم على نفسه بغباء حالما تذكر عندما حمل غصن الإضاءة على كتفيه وصعد الدرج وبين الحين والآخر كان يقلب عينيه عليها ويستمع إلى صوت ضحكتها العفوية مع هالة هذا كان كفيلا لتشتيت عقله وإرتباك نبضه وفقد توازنه مما أدى إلى سقوطه من على الدرج فچرح يده لكنه لم يكن بالغ الخطۏرة كما إدعى ليتنعم بإهتمامها حتى اذ كانوا دقائق معدودة.
استدارت برأسها إلى الجانب نحو مصدر الصوت الرجولي لتجد خالد واقفا على بعد مسافة قصيرة منها واضعا يديه في جيوب بنطاله.
رفعت لميس رموشها ونظرت إليه بدهشة متسائلة دون أن تفهم قصدك ايه!!
_نسيتي اني مريض عندك يا دكتورة!
صمت خالد برهة يتأمل مظهرها إذ كان الهواء يحرك شعرها الذي تداعب خصلاته وجهها بنعومة فأعادته خلف أذنها بحركة عفوية وهي تنتظره يواصل حديثه فأغض بصره عن تلك المرأة الفاتنة وتابع بصوت أجش كنت مستني منك اهتمام اكتر من كدا بمرضاكي وتسألي عليا
تصنع خالد الدهشة وسألها بمزاح حرام عليكي بقي الچرح اللي بطول دراعي دا خدش بسيط
عقبت بصوت ناعم مملوء بالمرح الذي دغدغ حواسه شكلك انت ناسي انا دكتورة ايه ودي عيبة في حقك تقول انك مريض عندي وانا بعالج الاحصنة
شعرت بنظرات عينيه الخضراوين التى تبتسم لها بدفء محبب يشبه نبرة صوته وهذا الشعور أربكها فقالت بسرعة برقة قبل أن تهم بالتحرك أو بالأحرى بالهروب طيب عن اذنك لازم ارجع عندهم
_لميس
نطقه لأحرف اسمها بنبرة مشحونة بالمشاعر بهمسه الرجولي الساحر جعلها تدير رأسها وتنظر إليه وهى تزدرد ريقها بارتباك شديد.
عند باسم
انحرف باسم بالسيارة وهو يدخل من بوابة كبيرة إلى الفناء للمنزل وصفها جانبا أمام المدخل الذى يعكس مدى الرقي والذوق الرفيع في تصميمه الإبداعي بينما توجد على الجانبين شلالات حائطية ويعتمد الماء في تصميمه على وجود أنبوب معلق بإستخدم عمودين خشبيين يتدفق الماء من الجانب السفلي للأنبوب بشكل مستمر ليظهر وكأنه ثابت بلمسة ساحرة وملفتة ويتجمع الماء في حوض مستطيل في أسفل الأنبوب ليتم ضخه مرارا وتكرارا وصوت جريان مياهها هادئ ومريح للأعصاب.
لوت ابريل شدقها بانزعاج من لهجته الآمره ونظرت إلى الأمام وعقدت ذراعيها أمام صدرها لتقول برفض مش جاية معاك في حته..
ترجل باسم من السيارة والټفت إلى الجانب الآخر ليفتح بابها ومد يده محاولا التصرف بلباقة انزلي
_مش...
حدجها باسم بسخط ثم قطع جملتها بسرعة في مهدها ليهتف بنفاد صبر حتى نزلت من السيارة مش وقت شغل العيال دا خلصيني
دخلا الحديقة الفسيحة فنظرت حولها في المكان المليء بالناس والأضواء الساطعة على أمل ألا تقابلهم هنا بينما هناك حدس مقلق بداخلها يحذرها من أن المستقبل سيكون أسوأ بكثير من الحاضر.
بقلم نورهان محسن
عند خالد
أكمل خالد حديثه بصوت جاد مش عايزك تحسي اني بتخطي حدودي وعارف ان انا وانتي مش بينا كلام يشجعني علي اللي هقوله لكن انا..
ظلت بقية كلماته معلقة في الهواء بتردد فنظرت إليه لبضع لحظات من الصمت مدركة ما يرمي إليه لكنها لم تستطع الصمت لتسأل بنبرة متوترة عاوز تقول ايه
استجمع خالد شتات نفسه وأجابها بنبرة مليئة بالجدية تتطابق مع الصدق المتلألئ فى عينيه الخضراوين العميقتين حابب تعرفي اني جد جدا في طلبي وعايزك تكوني شريكة حياتي عشان كدا كلمت باسم في الموضوع دا الاول
بللت فمها بطرف لسانها واستفسرت بضيق فيه لمحات من الإحراج باسم كان عارف من امتي انك عايز تطلب ايدي!
أجابها خالد موضحا بذات النبرة العميقة الأجش من فترة وكان مستني فرصة انك تيجي خطوبة اخته عشان ياخد رأيك بالموضوع .. يعني بإعتباره صحبي وابن عمك كنت عايزو يمهدلي الطريق مع باباكي .. بس هو اللي شجعني نشوف رأيك ايه الاول قبل اي كلام مع باباكي عشان ما احرجش نفسي لو رفضتي
خفضت لميس
نظرها تارة ثم نظرت إليه لثواني تارة أخرى واجتاح الخجل ملامحها بقوة عندما أدركت أنه كان يفكر فيها منذ فترة طويلة وهي لا تعرف شيئا عن ذلك تابع خالد بنفس النغمة التي تملأ القلب بالدفء وهي تستمع إلى كلماته المتأنية وتشعر أن قلبها سيخرج من مكانه مع ازدياد نبضها بشكل غير منتظم لتغمغم بصوت خجول صلي استخارة وشوفي هتحسي بإيه .. خدي كل وقتك في التفكير لاني بجد عايزك تديني مساحة من وقتك دا وتعرفيني فيه كويس اذا طبعا حسيتي بقبول وراحة مبدأية من ناحيتي
استمعت إلى كلماته المتأنية وهى تشعر بقلبها سيخرج من مكانه مع تصاعد نبضها بغير انتظام وغمغمت بصوت خجول اللي ربنا عايزو هيكون .. بعد اذنك
قالت لميس ذلك وغادرت سريعا دون انتظار رده ترافقها نظراته العاشقة حتى اختفت تماما من عينيه فابتسم رغما عنه على أمل أن يفوز بحبها.
بقلم نورهان محسن
على جانب أخر فى الحفلة
كانت منى واقفة أمام الضيوف تغني في عالم آخر لتعبر بهذه الكلمات عن مشاعرها وما تجيش أحاسيسها التي كانت تتصاعد وتنمو بداخلها اتجاهه رغم مرارة الألم ولوعة الحب أنه فى كل نبضة قلب تنبض بداخلها فهو إمتلكها روحا وقلبا وجسدا وإحساسا.
انتهت من الغناء بابتسامة جميلة تزين ثغرها ودموعها عالقة بين ثنايا رموشها وصدرها يرتفع وينخفض انفعالا فضج المكان بالتصفيق الحار مع هتافات تشجيعية من الضيوف بعد أن أبهرهم صوتها العذب بطبقاته الرائعة التي ترفرف على المشاعر بخفة وانسيابية تأخذك إلى عالم مليء بالأحاسيس المرهفة لتجد من يأخذها وعيناه تنضح بالغيرة من نظرات الإعجاب التي تحيط بها ويدمغ أناملها مودعا بها كل كلمات العشق والهيام بطريقة حسية مثل التى كانت تغنيها له منذ قليل قبل أن يرفع عينيه العسلية ويحدق بها بنظرات غامضة فحدقت إليه تبادله نظراته بشجاعة حاولت الحفاظ عليها رغم ارتعاش قلبها الرقيق داخل ضلوعها من فهم تلك النظرات المتلألئة بالغيرة عليها.
قالت إمرأة من الضيوف بإبتسامة واسعة مليئة بالإنبهار الشديد روعة يا مني .. ماشاء الله عليكي يا منوش صوتك حلو حلاوة حاجة خطېرة
_حقيقي كنتي مبدعة جدا و صوتك روعة ومميز
_ميرسي اوي
شكرتهم منى بخجل عفوي وهي في داخلها سعيدة جدا بهذا الثناء الجميل من الجميع
قالت إحدى صديقاتها بلهجة مترجية كوبليه كمان يا مني عشان خاطري
كادت أن تستجيب لها بعد أن ابتلعت محتوي كوب العصير من شدة عطشها فتفاجأت بأن عز يغمرها من الخلف بقوة أمامهم بسبب غيرته الشديدة عليها ليخرج صوته متمهلا هادئا عكس السعير المحتدم في قلبه لا كفاية كدا عايز انفرد شوية بحبيبتي انتو بقالكو حبه مستولين عليها
_بجد خسارة انك حارمة الناس من الجمال صوتك يا مني حاولي ترجعي تاني للأوبرا .. او حتي اعملي مقاطع ع التيك توك بجد هتكسري الدنيا ناس كتيرة عاملين محتوي وناجحين جدا ومشهورين
كانت على وشك الرد بحماس على صديقتها أرادت أن تقول إنها تفكر بالفعل في العودة إلى الأوبرا لكن عز سبقها بقوله نافيا بصوت حنون لا يخلو من السيطرة لا مفيش الكلام دا صوتها دا انا احتكرته ليا لوحدي وقافل عليها برموش عينيا وبخليها تغنيلي انا وبس
لم يلاحظ كيف تغيرت ملامحها إلى أخرى شاحبة فلم تكن هذه هي المرة الأولى وبالتأكيد لن تكون الأخيرة التى يجيب نيابة عنها لكنها ظلت صامتة ووعدت نفسها بأنها ستتكلم لاحقا بينما قال الرجل بنبرة ضاحكة الله يكون في عونك علي غيرته
اعترضت زوجته تقول بصوتا ممتعضا بس دا اسمه حب تملك علي فكرة
أعطى عز المرأة نظرة غاضبة مغلفة بالبرود الذي تناسب مع برودة صوته الجليدي ولم يعجبه تشجيعها لزوجته على العودة للغناء فيما أجاب بنبرة مليئة بالتملك وهو في احلي من الحب دا .. لازم حبيبتي تكون ليا لوحدي ولا ايه!! ما تقول حاجة ترد بيها علي مراتك
خاطب عز صديقه باستياء خفي في نهاية عبارته لم ينتبه إليه الآخر الذي تحدث بصوت مرح والله لو عليا انا مش عايز اشوف غيرها ولا اخليها تشوف غيري .. بس للضرورة احكام مقدرش افرض عليها حاجة ڠصب عنها
ابتعدت مني قليلا تشعر وكأنها على وشك الاختناق بسبب ذلك الشعور الذي أصابها بعد سماع كلماته المتكررة عليها بينما رأت المرأة الأخرى تنظر إلى زوجها وهي تبتسم ممتنة قائلة بكل حب ربنا مايحرمنيش منك يا زوز ..
خرجت كلماتها تخاطب صديقتها بنبرة هادئة ناعمة وتبتسم بسخرية خفية احنا بقي مختلفين خالص عنكم .. عندك انا مثلا بقوله حاضر علي اي حاجة مهما طلب مني وبسيبو يقررلي اعمل ايه ومعملش ايه .. مش كدا يا حبيبي!
قالت مني الجملة الأخيرة بمرارة هازئة وهى تنظر في عينيه لترى بريق الڠضب يتطاير في سماءه العسلية دون أن ينطق بتعليق.
اتسعت ابتسامتها الساخرة أكثر عندما رمقها بنظراته الحانقة وهو يزداد ڠضبا كلما رأى نظرة الإعجاب في عيني من رآها بذلك الفستان
الجميل وزادت الطين بلة باستفزازه كل ذلك على شكل ابتسامات ولمسات لا يترجمها إلا كلاهما دون أن يدرك أحد من حولهما مدى خلافاتهما خلف الكواليس
بقلم نورهان محسن
فى نفس الوقت
عند شخصية جديدة
داخل احدي النوادي الليلية
فتح الباب ليخرج من المكان حتى يتمكن من استقبال المكالمة بتركيز ثم ضغط على زر الإجابة ليسأل مباشرة بصوت رجولى به لمحة جذابة ها طمني ايه الأخبار .. عملت اللي اتفقنا عليه
أتاه الرد من الطرف الأخر بنبرة مشتتة ايوه بس حصلت حاجة غريبة اوي مش فاهمها!!
تابع سؤاله بحيرة ايه اللي حصل ماقدرتش تدخل الكومبوند ولا ايه
نفى الأخر سريعا موضحا له لالا دخلنا .. كانوا الأمن مشغولين في حاجة وعرفنا نخش من غير شوشرة علي اساس اننا هندخل الحفلة ولاقيت طبعا كام مراسل من مجلات ومحطات فضائية .. دخلو معانا وشوفنا باسم كان واقف قريب من فيلته .. ومعاه بنت .. اللي مستغربله انه اعلن قدام الكاميرات انها خطيبته .. وزمان الخبر نزل علي المواقع وهيكون رسمي بكرا في الاخبار
قطب بين حاجبيه بدهشة وصدح صوته بإندهاش حائر
متابعة القراءة