سلسلة جوازة ابريل الجزئين الاول والثاني كاملين بقلم نورهان محسن
المحتويات
الوجه قبل أن تتساءل عن عدم فهم في ايه يا ابريل .. فهموني ايه الحكاية!
سحبت سلمى الهواء إلى صدرها بقوة وعقدت ذراعيها تحت صدرها ثم قالت عابسة حنين كانت هنا من شوية .. وملت دماغها بكلام كدب وخليتها عايزة تبوظ جوازتها
لم تخفى على ابريل علامات الصدمة التي بدت على وجه ريهام فور سماعها تلك الكلمات حيث ارتفع حاجباها واتسعت مقلتاها قبل أن تسأل بغرابة شديدة أعربت عن إستنكارها على ما قالته والدتها للتو معقولة يا ابريل!! ازاي تصدقي كلام من واحدة زي دي بالسهولة دي!
وضعت يديها فى جانبيها ثم ردت سريعا بسخرية مريرة تحت أنفاسها الثائرة وهي تدير عينيها نحو سلمى صحيح انا نسيت .. ما مصطفي قريب حضرتك يا طنط وتعرفوه كويس اوي .. انا اللي شكلي كنت اخر من يعلم انه متجوز .. انا بس هنا المغفلة الوحيدة اللي في وسطكو
ابتلعت ريهام لعابها وهى قلقة على حالة أبريل التي كانت علي مشارف الإنهيار تدحرجت عينيها نحو والدتها التي وقفت وتبادلت معها النظرات بارتباك من تأثير الصدمة عليها حيث أن مجيئ حنين إلى هنا لم تأخذه في الاعتبار خاصة أنها عرفت أنها تعلم ولم تبد أي اعتراض.
قالت ريهام ذلك نظرت إليها أبريل پألم وهزت رأسها بعدم تصديق سافر فوجدت سلمى طريقة لتترك الحروف تتدحرج على لسانها لتردد مع قليل من الاستياء صدقينا يا حبيبتي .. دي وحدة غيرانة منك وعايزة تبوظ فرحتك دي خبيثة بدليل انها كانت عارفة من الاول وفضلت ساكتة بس اول ما مصطفي سافر استغلت الفرصة في غيابه عشان تيجي وتقهرك
عالي من الخارج فتجعدت ملامحها في حيرة وفكرت فيما يجب أن تفعله الآن قبل أن تقول بنبرة مليئة بالحنان لكن أبريل لم تسمعها أو بالأحرى لم تصدق هذا الود منها ابريل ممكن تهدي عشان خاطري عشان ماتتعبيش يا حبيبتي .. اسمعي انا ورايا مشوار مهم دلوقتي .. الأوبر مستنيني دلوقتي .. هخلصوا علي طول .. ولما ارجع هنقعد ونتكلم مع بعض يا ابريل .. ماشي يا حبيبتى
بقيت سلمى صامتة تماما تنظر إلى ساعة معصمها فلم يبق إلا القليل حتى يصل فهمي فعندما ذهب يوسف ليخبرها بوجود حنين اتصلت على الفور بزوجها ليترك كل شيء بين يديه ويأتي إليهما بسرعة.
نهضت أبريل من مكانها في صمت تام تنوي الصعود إلى غرفتها.
كان يوسف يراقب ما يحدث وتقف بجانبه تقي تتابع معه الحديث الذى دار بين والدته وابريل بقلب متسارع وحالما سارت أبريل نحو الدرج تحرك هو في اتجاهها يناديها بتردد.
أشارت إليه أبريل بإحدى يديها دون أن تنظر إليه قائلة بصوت مقتضب خليك مكانك
سارع يوسف يقول في قلق محاولا أن يشرح لها انتي فاهمة غلط انا..
بترت أبريل بقية جملته بتصلب قبل أن تصعد إلى الطابق العلوي وكان آخر ما أرادته هو سماع أعذاره الواهية بعد أن أدركت أنه شارك في الكذب عليها مش عايزة اسمع حاجة
الخذلان أصعب من الفراق قد يكون الانفصال عملا من أعمال القدر أما الخذلان فأنت مسؤول عنها ولا أحد يتدخل في الأمر إلا أنت إنه في يدك وأسوأ شعور بعد الغدر هو خذلان في من أعطيتهم ثقتك.
بقلم نورهان محسن
عند حنين
تجلس داخل سيارتها ترتعش من البكاء على ما آل إليه الأمر بينها وبين زوجها الذي عاشت معه أكثر من ثماني سنوات وفي لحظة ڠضب منهما تهدم المنزل الذي بنوه فوق رأسيهما.
تبكي ظلما وقهرا على ما فعله بها كيف استطاع أن يتركها بهذه البساطة كيف تخلى عنها وعن بناته الصغيرات علمن أن السبب الرئيسي فى هذا الأمر هو تدخل الأهل من الطرفين لكن ما ذنبها هي وابنتيه
ترددت كثيرا في اتخاذ خطوة الذهاب إلى أبريل التى كانت ترغب في رؤيتها منذ أشهر لكن شجاعتها كانت تخذلها دائما خاصة أنها كانت تتوقع منها أن تكون مثل سلمى تشبهها في الغطرسة والوقاحة لكن بعد رؤيتها أشفقت عليها لأنها تعرضت إلى الخداع من أهلها.
مسحت خدها بمنديل وهي تخرج هاتفها من حقيبتها وفتحته لتعيد قراءة الرسالة للمرة التى لا تتذكر عددها والتي كانت قد وصلتها قبل يومين من رقم مجهول وكان نصها كالآتي ماتفرطيش في جوزك بسهولة .. لو عايزة ترجعيه ليكي من تاني .. هو مش معرف عروسته انه متجوز .. ودي اخر فرصة ممكن تبوظي الموضوع بيه خصوصا انه مسافر .. سلام
استندت إلى مقعد السيارة وعيناها ما زالتا مثبتتين على شاشة الهاتف وسؤال يدور في ذهنها مرارا وتكرارا بفضول وعدم فهم.
من هو صاحب تلك الرسالة وماذا سيستفيد من عدم حدوث هذا الزواج
بقلم نورهان محسن
بعد مرور حوالى نص ساعة
فى غرفة ابريل
تجلس على سريرها وساقها منحنية تحتها بينما متعلقة مقلتا عينيها في الفراغ بنظرات قاتمة وقلب يئن من الألم من إستغفالهم لها ترتدي بنطال جينز أزرق وبلوزة باللون الأصفر بعد أن غيرت فستانها ورفعت شعرها على شكل ذيل حصان ومسحت كل مكياجها عن وجهها الشاحب بتعابيره الواجمة إذ لا تزال تحت تأثير صډمتها بعد أن كانت في ذروة الراحة والسعادة في الصباح فجأة في لحظة ترى كل شيء ينهار وتتحول مشاعرها إلى قلق وخوف وڠضب وتوجس مما هو قادم سيكون صعبا عليها أدرك أن حياتها انقلبت رأسا على عقب في غضون لحظات وتحولت فرحتها إلى رماد.
سقوها من كأس الأكاذيب فتلذذت بحلاوته بينما يمهدوا لها طريقا ممتلئ بالخداع وجعلوها تمشي فيه كالعمياء ولم تفكر إلى أين سيقودها هذا الطريق المهلك الحالك.
كانت تطمح إلى العيش معهم كعائلة واحدة يخافوا عليها ويدعموها تحبهم ويحبوها لكن هذا الموقف أعطاها الإجابات بوضوح ولا فائدة من التظاهر بالتعامي عن الحقيقة المريرة بعد ذلك أنها ستظل غريبة بينهم مهما طال بقاؤها معهم.
بعد مدة من التفكير
أخيرا اتخذت قرارها وهي تتجه نحو غرفة تبديل الملابس الصغيرة وأخرجت حقيبة السفر ثم حملتها إلى السرير ووضعتها فوقه وبيدين مرتعشتين أخذت ملابسها قطعة قطعة من الرفوف وبدأت في وضعها داخل الحقيبة.
توقفت عما كانت تفعله بعد عدة دقائق عندما سمعت صوت طرق على باب غرفتها أعقبه دخول رجل طويل القامة عريض المنكبين نوعا ما من الباب يرتدي بدلة رسمية سوداء لتضفي عليه مظهرا جديا بينما ينادى باسمها بصوت خشن وهادئ ابر...يل!!
انقطعت كلماته في دهشة فور رؤيته لها واقفة أمام
السرير ويداها تضعهما خلف ظهرها وراسمة الجمود على وجهها لتدحرج عيناه على الحقيبة وهو يسألها بتوجس انتي بتعملي ايه!
التفتت إلي ذلك الواقف في منتصف الغرفة بشعره الكثيف مغطى بالشيب ورغم أنه في النصف الأول من الستينيات من عمره إلا أنه بدا وسيما والوقار يشع منه فتنهدت قبل أن تجيبه بهدوء ظاهري بحضر شنطتي
زم فهمي فمه بضيق رغم أنه كان يتوقع منها أن تفعل هذا الشيء حيث كان يفكر طوال الطريق إلى هنا فى ذلك بعد اتصال زوجته ثم حك حاجبه بطرف ظفره قبل أن يعلق باستفسار رغم معرفته بالإجابة مسبقا وايه المناسبة!! ناوية تروحي علي فين .. ايه عايزة ترجعي عند ستك تاني!
غمغمت ابريل تأكيدا وهي تجلس على السرير وتنظر أمامها بملامح خالية من أي تعبير متناقضة مع ألمها وڠضبها الداخلي ايوه هسافرلها
تجمد من ردها رافعا ذقنه وهو يمشي عدة خطوات ثم جلس على أحد الكرسيين بجوار الشرفة وسألها بصوته الهادئ مثل كنية عائلته دون أن ينظر إليها وايه طلع فكرة السفر في دماغك كدا فجأة!
استفزها لأنه يدعى عدم المعرفة وكانت واثقة من أنه لم يأتي من تلقاء نفسه فلم يكن هذا هو الوقت المعتاد لعودته من الفندق الذي يديره والحقيقة أن ملكيته كانت ملكا لزوجته.
اتجهت بأنظارها نحو سلمى التي قد دخلت الغرفة للتو فنقلت بصرها بينها وبين زوجها الذي كان يتململ بتوتر عصبى في مقعده لتسحب نفس عميق ببطء قبل أن تنظر إليه مرة أخرى وتجيب على سؤاله بنبرة تحدي مباشرة عشان انا قررت اني مش هكمل وهفسخ خطوبتي من مصطفي يا بابا
صاحت سلمي بإستنكار عايزة تسيبي عريسك قبل الفرح بأسبوعين الناس تقول عليكي ايه
رفعت إبريل رأسها إليها بنظرة متحدية استوطنت فيروزيتيها المستهجنة واستحال وجهها الحانق إلى لون أحمر قاني واتبعت أسلوب الھجوم كأداة أفضل للدفاع وعلقت بنبرة استنكار مضيقة الخناق حول سلمي الناس اللي عارفة ان العريس متجوز و عنده ولاد .. العريس اللي غش عروسته وماقلهاش انه متجوز .. انهي ناس دي اللي عمالين بتتكلمو عليها!
وزعت نظراتها المستنكرة بينهما في نهاية عبارتها وبدت ملامحها ظاهريا عابسة ورقيقة وحزينة مع عقدة حواجبها فيما كان صوتها مرتفعا وقويا وثابتا.
أرادت أن تظل ملتزمة بموقفها حتى النهاية رغم أنها كانت ترتجف داخليا مثل ورقة شجر متهالكة ولكن يجب أن تكون قوية فهي على حق وهم على خطأ ولن يترتب على وضوح الضعف في قسمات وجهها شيء سوى الاستغلال منهم فهي الآن بمفردها بينهم لأول مرة منذ فترة طويلة تشعر بهذا الشعور البشع فالجميع ينسجون حولها شرنقة من خيوط الحرير يحاولون تقيدها بها بكامل إرادتها لذا لن تصرخ وتبكي وهي في وضع قوة ستتعامل مع الموقف بقلب بارد قوى حتى لو كانت ضعيفة القوة وتنازع فى أعماق روحها.
توترت نظرات سلمى وتجاهلت الإجابة على سؤالها متظاهرة بالاستياء إذ هتفت بإنفعال الكلام مابيكونش كدا في
متابعة القراءة