سلسلة جوازة ابريل الجزئين الاول والثاني كاملين بقلم نورهان محسن
المحتويات
تخفى وراءها الكثير من الغموض.
توقف للحظة عند مدخل الصالة وبعينين حادتين رمق داغر الذى يجلس في الصالة الكبيرة ببدلته الأنيقة مشغولا بترتيب بعض الأوراق على الطاولة أمامه لكنه رفع عينيه فور سماعه صوت اقدام.
بصوت بارد وكأنه يلقي تحية غير مكترثة قال دياب إيه كنت خارج
داغر رفع حاجبه للحظة مستشعرا أن هناك أمرا غير طبيعي لكنه رد بنبرة حاول أن يحافظ فيها على هدوئه لسه جاي من ميتنج ... كنت لسه هتعشى ناوي تقعد تتعشى معايا ولا كالعادة
تقوس فم داغر الذي كان قد اعتاد على هذا النوع من الحديث الغامض من شقيقه مال بظهره على المقعد وتشدق بلهجة متسائلة مشوار إيه دلوقتي وإنت جاي منين قالب وشك كده
أشاح ببصره بعيدا قبل أن يرد بذات النبرة كنت بوصل إبريل عند صحبتها .. كانت مڼهارة جدا
دياب أغمض عينيه للحظة بإرهاق ثم أجابه بصوت منخفض مارضيتش تقولي السبب بطريقة مباشرة .. بس من سؤالي ليها فهمت إنها متخانقة مع جوزها .. وبعدها فهمت السبب
بدأت ملامح داغر تشتد وحاجبه يرتفع بنوع من الاستفهام المستفز إنت إيه حكايتك مع البت دي شايفك مهتم بيها زيادة عن اللزوم
لم يكن داغر بحاجة إلى تفسير إضافي فقد التقط الحاسوب على قدميه وفتح الشاشة ليرى تسجيل الكاميرات ملامحه أصبحت جامدة أكثر مع كل ثانية تمر وهو يشاهد مصطفى ېهدد إبريل ببرود مرعب.
سخر داغر من الأمر بينما دياب ظل صامتا لوهلة ثم شرح له بهدوء لا يخلو من الإزدراء بعد ما هي خرجت من عنده بحوالي ساعة بعت ريكورد لباسم ... ابن ال... سجل كلامها وعملوه ضدها وهو دا أكيد سبب مشكلتها مع جوزها
الإستهزاء في ملامح داغر تحولت إلى استياء واضح أدار الحاسوب بملل ليضعه جانبا ثم سأل بنبرة جافة عادي... إيه علاقتنا ب دا كله
هنا حدق داغر في شقيقه بنظرة باردة وأكد بجملة حادة مفيش حاجة من اللي خططت ليها هغيرها يا دياب .. والبنت اللي جاي دلوقتي محموق أوي وبتدافع عنها مش ملاك بريء. هي اللي رمت نفسها على باسم الشندويلي... مافكرتش في اللي مصطفى هيعمله فيها .. او عشان ابقي حقاني مكنتش عارفة مؤامرات للي بتحصل من وراها
وبخه دياب پغضب مكتوم دا كله كان غلطتك انت من الأول .. محدش قالك تعك وتخرب حياة الناس عشان متعتك
أردف دياب بصرامة كمل الفيديو للآخر واسمع بنفسك .. البيه بېهدد إبريل .. يا تطلق من باسم يا هيأذي ابن أختها .. يعني ابنك هيبقى كبش فدا لمصطفى
ڠضب داغر اندلع لكنه حاول أن يخفيه خلف قناع من الهدوء البارد وقال بإقتضاب خلاص .. سيبني أتصرف أنا هعرف أوقف مصطفى عند حده
وضع دياب يده على كتف شقيقه يجبره على الهدوء بنبرة جادة واثقة لا .. هدي دماغك مش هينفع نحلها بالدراع مراكزنا ما تسمحش بأساليبك .. الاعلام مفتح عينه علي مصطفي اوي الايام دي .. إدي لغرورك حقنة بنج عشان مفيش قدامنا غير حل واحد مضطرين نعملو
رمقه داغر بحدة تنضح في صوته بطل شغل الغموض بتاعك دا وكلم دغري
لوى دياب فمه بابتسامة غامضة هفهمك في السكة
بقلم نورهان محسن
عند ابريل
كان الهواء البارد يداعب وجهيهما وهما تجلسان على طاولة المطعم البانورامي على قمة المبنى الشاهق والأضواء الساطعة التي تتلألأ في المدينة أسفل منهما تنعكس على ملامح إبريل الحزينة التى كانت تتقلب في دوامة من الأفكار المتناقضة والمشاعر المشوشة بينما كانت ريم تنظر لها بهدوء ثابت وهي تحاول فك شفرات ما يدور بداخلها تشعر بنبض الألم يتدفق في كل كلمة نطقتها إبريل عن چرح باسم الذي لا يزال ېنزف في قلبها.
إبريل بصوت متردد مليء بالاستفهام واليأس قالت قالي مش هعطلك اكتر من كدا عشان ترجعي لخطيبك السابق ... يعني هو اتخلى عني بسهولة كدا! إزاي ده يكون حب يا ريم
ابتسمت ريم ابتسامة صغيرة و رفعت يدها بهدوء وكأنها تمسح الضباب الذي يثقل عقل إبريل قبل أن ترد بنبرة مليئة بالتعقل والجدية بصي يا إبريل بصراحة .. اللي عملتيه لما روحتي لمصطفى كان غلطة كبيرة منك .. مصطفى استغل كلامك عشان ينصبلك فخ ويوقع بينك وبين باسم .. و نجح في كدا صح
اهتزتا عينيها بالندم بينما صوت ريم ظل هادئا متزنا وهي تواصل الحديث كأنها تفكك خيوط مؤامرة نسجها مصطفى بدهاء وواضح إن مصطفى كان بيدبر حاجة مع ريهام تمام زي ما قالك باسم لما سمعه بيقول لاختك إنها تقنعك بأي طريقة إن باسم ماينفعكيش وإن الديون اللي على أبوكي مش هيتنازل عنها غير لما ترجعي له مذلولة
إبريل حدقت في الأفق البعيد وعقلها يعيد صياغة الأحداث حديث ريم الهادئ كان مثل البوصلة التي توجهها وسط العاصفة الآن بدأت ترى الحقيقة المغيبة خلف أقنعة مصطفي وريهام المزيفة.
أكملت ريم بحكمة محاولة ربط الأحداث ببعضها بدقة
لما صارحتي باسم إنك كنتي عند مصطفى .. ركزي على رد فعله .. مش كان هيجنن و كان عايز يروح يتخانق مع مصطفى. دي أكبر علامة على إنه كان غيران وعنده إحساس
كبير بالخۏف عليكي
إبريل كانت تستمع ولكن العبارة القاسېة التي قالها باسم لا تزال تغمر قلبها بالمرارة طب إزاي يقولي إنه استغلني عشان يوجع ريهام يعني دي مش خېانة
ريم بنعومة تليق بشخص يحاول فك رموز ألغاز النفس البشرية وضعت يدها بلطف على يد إبريل وصوتها كان كالبلسم الذي يخفف الألم لا يا إبريل .. هو قال كده في لحظة كان مجروح وملخبط فيها بعد ما سمع كلامك عن مصطفى وفهمه غلط .. هو لو كان فعلا عايز ينتقم من ريهام ماكنش وصل الموضوع بينكم للجواز من كلامك عنه .. باسم مش النوع اللي يتجوز بسهولة او ياخد قرار زي ده عشان ينتقم
تنهدت ابريل غارقة في بحر من الأسئلة التي لا تجد لها إجابة بس يا ريم كلامه كان جارح جدا .. في الوقت اللي كنت فيه بدأت أطمن وأثق فيه .. حاسة إن مش هقدر أعدي اللي قاله ولا أسامحه عليه بسهولة
ريم ابتسمت بلطف أكبر كما لو كانت تحاول أن تجعل إبريل ترى النور في نهاية النفق وأنا مش بقول تسامحيه بسهولة .. بس اديلو عذره دا مهما كان راجل شرقي و حاجة زي اللي حصلت ممكن تكون عمت عينه للحظة و خليته يقول كلام مش محسوب عشان يرد كرامته .. ولما يهدي ويفكر ممكن يراجع نفسه ويفهم إن اللي حصل كان مجرد فخ نصبه مصطفى وريهام
تابعت بتحذير جاد لمعرفتها بعقلية ابريل المندفعة المهم دلوقتي أوعي تعملي أي تصرف متهور تاني .. تجنبي مصطفى خالص الفترة الجاية .. دا هيساعد باسم يتأكد إنك مش طرف في أي لعبة وإنك بريئة من كل ده
إبريل شعرت بأن ثقلا ما قد بدأ يتبدد ببطء من على كتفيها بينما ريم أكملت بصوت مليء بالحكمة والنصح انتي دلوقتي مراته يا ابريل .. الموضوع مابقاش مجرد لعبة تهربي بيها من مصطفى .. انتي متجوزة باسم فعلا .. ولو مصطفى وريهام عرفوا إنكم هتنفصلوا .. هيتأكدوا إن خطتهم نجحت .. وإنهم فرقوا بينكم هترضي بكده
مرت لحظة من الصمت تحاول تجميع قطع الأحجية قبل أن تهز رأسها بفهم واستيعاب فألمها من كلمات باسم منعها من رؤية هذه الأمور بوضوح.
بقلم نورهان محسن
بعد مرور حوالى ساعة
فى منزل باسم
بدت ملامح الدهشة على وجه باسم عندما رأى رجلي الأعمال أمام باب منزله وقد قاربت الساعة على الحادية عشر مساءا فقد التقيا مرتين فقط من قبل لكن وجودهما الآن أثار فضوله.
جلس أمامهما على الأريكة يحاول أن يظهر بمظهر الهادئ بينما تتأجج الأسئلة في رأسه بعد دقائق من الدردشة العابرة كان يحدق فى الشاشة أمامه وهو يشاهد الفيديو الذي يظهر حديث إبريل مع مصطفى ومعه بدأت صډمته تتفاقم.
تجسدت أمام عينيه كل الكلمات التي قيلت فانزلق قلبه في معدته عندما أدرك أن ما سمعه من إبريل كان مجرد سخرية على تفوهات مصطفى ضغط علي شفتيه في ندم وهو يشعر بالخزي يتسلل إلى أعماقه عندما استمع إلى دفاعها عنه وكلمة أحبك التي خرجت من شفتيها كانت مثل خنجرا ينغرس في قلبه الذى ينبض پألم قاسې بدلا من أن يتراقص بفرح غامر بإعلان حبها شعور بالقهر من نفسه يجتاحه كعاصفة هوجاء فقد كان مثل الأعمى يحركه جنون غضبه وكبرياؤه بتهور جم تذكر كيف إستقبلها بإهاناته بدلا من احتضان مخاوفها المتصاعدة من تهديدات مصطفى الحقېرة تلك التهديدات التي كانت كالسيف المسلط على رقبتها تحاصرها بظلالها القاتمة
تنهد في داخله محبطا كيف له أن يصلح ما أفسده بيده
حاول استجماه افكاره والسيطرة علي انفعالاته واستدار إلى دياب وداغر وتحدث بصوت متماسك اقدر اعرف وصل الفيديو ده لإيديكوا ازاي
تبادل داغر نظرات خاطفة مع دياب الذي كان يتوقع هذا السؤال منه كأنهما قد تواصلا فى صمت بلغة يفهمانها دون حاجة للكلمات بناء على الاتفاق الذي أبرمه مع أخيه خلال مجيئهما إلى هنا فأظهر دياب ثقة عالية إذ جهر بكلماته بلا تردد مفعما بعزيمة قوية فقد قرر أن يمد يد العون لتلك المسكينة التي تشابك كاحلها الصغير في لعبة الكبار عازما على مساعدتها للخروج من ظلال المأساة التي أطبقت عليها احنا اللي زرعنا كاميرات مراقبة في مكتب مصطفى
تجمدت ملامح باسم
متابعة القراءة