سلسلة جوازة ابريل الجزئين الاول والثاني كاملين بقلم نورهان محسن
المحتويات
ولا عندك كشف اصل السكرتيرة قالتلي عن عندك كشف
فرك فريد حاجبه مجيبا اياها بضيق دكتورة هالة وهدير اااا
استكملت هدير عبارته بسرعة انا هدير خطيبته
شعرت هالة بغيرة هدير منها فانفرجت شفتاها بابتسامة عذبة وهي تنهض من مكانها قائلة بصوتها الناعم اهلا وسهلا .. معلش هستئذن منكم .. جيت ابارك للدكتور علي العيادة واعزمه علي خطوبة اخويا وياريت تيجي معاه لو تحبو
شعرت هالة أنها استعجلت بالحديث فنظرت إليه بإرتباك ظاهر في كلماتها اذا فيها ازعاج اااا..
قاطعها بلهجته الرزينة هنحاول نحضر .. الف مبروك يا دكتورة
_ الله يبارك فيكو واتشرفت بمعرفتك
back
ومنذ ذلك الحين وهدير تزورها بشكل متكرر في المستشفى ومن خلال الحديث معها فهمت أنها تريد إقامة صداقة معها و بالرغم من إندفاعها إلا أنها مثل الطفلة لا تضمر الخبث داخلها لذا شعرت بالمسؤولية تجاهها لأنها صغيرة وغير ناضجة فكريا وربما فعلت ذلك لأن في أعماقها تريد الهروب من مشاعر اصبحت تراودها مؤخرا تجاه فريد والتي تخشى التورط فيها رغما عنها لأنها لم تتعاف من علاقتها السابقة وتحتاج إلى وقت لتهيئ نفسها نفسيا وعقليا لخوض تجربة أخرى وفي حفل خطوبة باسم فور أن شعرت أن الآخرى تغار على خطيبها من حديثه معها قررت أن تخترع قصة من خيالها وتخبرها بأنها مخطوبة وأن شجارا عاديا حدث بينها وبين ياسر ثم تصالح معها سريعا وعادت علاقتهما جيدة وهذا ما نقلته لفريد أيضا وما دعمها أمامهم لتصدق كلامها أن ياسر كان أحد المدعوين للخطوبة وارتاحت لأنه ترك عمله في المستشفى وذهب إلى آخر فلم تعد مضطرة للتعامل معه أمامهم بعد الآن أو أمام فريد تحديدا الذي وضعت حدودا رسمية بينها وبينه لا تتجاوز الزمالة وهي الآن تشعر بالراحة نتيجة لذلك.
بعد مرور يومين
في منزل مني
_عال اوي باين عليكي صحتك بقت احسن كتير من اخر مرة شوفتك فيها
أنهت وسام جملتها بإريحية تزامنا مع وضعها لفنجان قهوتها على الطاولة الصغيرة وهي جالسة في غرفة المعيشة مع منى التي تمتمت بابتسامة أظهرت محبتها إليها على وجهها الهادئ الحمدلله
_لو اني واخدة علي خاطري منك جدا يا مني ومش انا لوحدي صلاح و باسم كمان زعلو لما محضرتيش الخطوبة
_لسه ماتعافتيش ولا كنتي خاېفة تشوفي عز!
بلعت مني ريقها متجاهلة تزايد دقات قلبها بحنين حين سمعت اسمه وسألتها بمكابرة هو امتي هيبعتلي ورقتي
وسام بتنهيدة والله يا مني هو لحد دلوقتي مترجعش من السفر
منى بنبرة متذمرة بس هو طول اوي انا طلبت منه الطلاق من اكتر من شهر ونص والايام بتفوت وهو لسه مسافر يا طنط وسام .. كدا هضطريني اخلي المحامي يمشي في اجراءات القضية
_حاولنا نخليه يطلقني ودي بس هو كعادته بيتهرب
وسام بدفاعية حانية مهما كان ماتوصلش للمحاكم انتو اكبر واعقل من كدا و اللي بينكم سنين وحب يستاهلو تفكري عشانهم .. هو اكيد مطول سفره ومش عايز يرجع عشان يديكي مساحتك في التفكير وتبقي علي حريتك .. مع اني متأكدة ان نفسيته مش احسن حاجة وانتي بعيدة عنه .. ولا حتي دعاء متظبطة من وقت اللي حصل وهي مابتخرجش من بيتها حتي هي كمان ماجتش الخطوبة ومحملة نفسها ذنب كل اللي حصل
ربتت وسام على كفها مؤيدة إياها ببسمة حلوة ودي حاجة كويسة اوي وطبعا بشجعك عليها ومتأكدة انه لما يشوف تمسكك بالحاجة اللي بتحبيها هيوافق عشان مش هيبقا عايز يخسرك تاني .. ولما يرجع هخليه يكلمك واقعدو واتفقو علي للي هيريحك وحطي شروطك وهو لو بيحبك هيعملها ولو رفض خلاص يبقا علي الاقل عملتي اللي عليكي
تنفست وسام بعمق وهي تنهي جملتها فأومأت
لها منى برأسها بابتسامة مترددة.
تبدأ قوتك عندما تستطيع ان تأخذ قرارات عكس رغبتك لمجرد انها الصح حتي لو اتعبتك.
بقلم نورهان محسن
مساءا
فى احدى المطاعم
سأل ياسر بهدوء يعني ايه وافقتي!! مش كان البني ادم دا اتقدملك ورفضتيه ايه اللي غير رأيك
هزت يارا كتفيها وأجابت سؤاله بسؤال آخر متجنبة النظر في عينيه المترقبتين وفيها ايه اظن دي حاجة ترجعلي..!!
ياسر مستفهما بإقتضاب ترجعلك ازاي مش فاهم
رفعت يارا عينيها العنبريتين نحوه تتأمله بنظرة حادة انجلت في لهجتها يعني دي حياتي وانا حرة فيها يا ياسر
استفسر بلهجة منزعجة عبرت عن دهشته من معاملتها له بهذا الجفاء كأن نظراتها العاطفية إليه ذابت في بحار النسيان والله وكلامك ليا .. ايه نسيتيه بالسرعة دي!
اتكأت يارا إلى الخلف بظهرها وانبلجت امارات السأم على ملامحها الناعمة من تهربه فواجهته بصراحة لا مانسيتش .. بس ماظنش ان غير حاجة .. خصوصا ان انت وهالة سيبتو بعض بقالكم مدة وانت لسه واقف محلك سر يا ياسر
تابعت بنبرة جدية كفاية اضحك علي نفسي .. كفاية اضيع حياتي وانا عايشة لواحد مش شايفني ولا هيشوفني .. وخلاص انا قررت افوق من الوهم اللي معيشة نفسي فيه
هز ياسر رأسه بالسلب وأخبرها بلهجة لينة مين قالك اني مابفكرش فيكي يا يارا .. انا بس كنت محتاج وقت ارتب فيه افكاري ومشاعري و..
سألته يارا بملامح متصلبة وقدرت ترتب نفسك وتعرف انت عايز ايه
اقترب منها بجذعه عبر الطاولة ليحتضن يدها بكفه مؤكدا لها بنبرة حنونة ايوه يا حبيبتي انا بحبك يا يارا وانتي الوحيدة اللي مقدرش اعيش من غيرها وبكرا هكلم مامتك ونتفق..
شعرت بدفء كفه فوق كفها البارد فسحبت يدها ببطء ثم هزت كتفيها ولم يعد الأمر يعنيها متحدثة بنبرة جامدة للاسف اتأخرت اوي يا ياسر .. خلاص انا ومجدي قعدنا واكلمنا وتقريبا اتفقنا علي كل حاجة وهنتجوز بعد شهر عشان هسافر امريكا معاه
فغر ياسر فاهه يستوعب كلماتها مما جعله يشعر بحړقة في قلبه قبل أن يضرب الطاولة وخرج من فمه زمجرة مشحونة بالشراسة وعقله ېكذب أقوالها انتي اټجننتي يا يارا يعني ايه بين يوم وليلة عايزة تتجوزي وتسافري كمان ومن نفسك بتقرري
صدحت ضحكات يارا بإستهزاء لاذع يوم وليلة اظاهر ان عندك مشكلة في العد يا دكتور الكلام دا عدي عليه اكتر من شهر ونص
زفر ياسر بضيق مستكملا حديثه بنبرة هادئة محاولا امتصاص ڠضبها ماتخليش زعلك مني يخليكي تعملي حاجة ټندمي عليها بعدين يا يارا قولتلك انا كنت محتاج فرصة ا...
قاطعته يارا بإنفعال انا كنت فرصتك يا غبي ومهما ندمت مش هيكون اكتر من الندم اللي حسيته بسببك يا ياسر
ياسر مستفسرا بنفاذ صبر يعني ايه الكلام دا!
طوت يارا ذراعيها أمام صدرها وأخبرته بحزم ورسمت ابتسامة حجرية على شفتيها اتمنالي الخير يا ياسر بلاش نختمها بينا بزعل .. احنا اخوات واصحاب و عشرة سنين طويلة وانا عايزاك تكون شاهد علي كتب كتابي
صمت ياسر لحظة وكلماتها الباردة أحرقت كبرياءه بنيران ضارية فابتلع غصة مريرة علقت في حلقه قبل أن يسألها بصوت أجش متأكدة من كلامك دا يا يارا
أومأت له برأسها ايجابا فلم يتحمل أكثر وقام من مقعده تاركا المكان في ڠضب عارم فأدارت رأسها للخلف تحدق في طيفه بنظرة حزينة لكن صوت عقلها أخبرها أنها على صواب فقد كان يجب أن تضع حدا لهذه العلاقة السامة منذ وقتا طويل وأن تجعله يندم على اعتقاده أنها مضمونة مهما فعل بها فهو لا يستحق حبها وصبرها معه والآن فقط تشعر أنها استعادت حقها وكرامتها منه بعد أن رفضته تماما.
لم يكن نزع الود سهلا لكنها المواقف التي عزت عليك فيها نفسك تجبرگ على نزع حتى اللحظات المتجذرة في أعماق ذاكرتك.
بقلم نورهان محسن
في منزل مرجانة
داخل غرفة نادية
_و بعدين في قعدتك دي
استمعت نادية لسؤال أختها وهي تشعل الضوء في الغرفة بعد أن كان يغمرها الظلام الدامس فأجابتها بضيق دون أن تفتح عينيها طفي النور واخرجي عايزة انام يا سمر
استفسرت سمر بحنق وهى تجاورها علي السرير انا اللي عايزة اعرف وبعدهالك هتفضلي مقضيها نواح كدا وحابسة روحك دا كله هيفيد في ايه
تغضن جبين نادية بإنزعاج تجلى في صوتها وهى تستقيم بظهرها فجأة و انتي مالك انا كنت قاعدة علي دماغك انا في بيت بابا!
_في ايه يا بت يا نادية ماتكلمي مع اختك عدل
قالتها مرجانة پغضب لائم بعد أن دلفت عليهم فصاحت نادية بصوت عال انا مش عايزة اكلم اصلا سيبوني في حالي
مرجانة بحزن تشكو إلى ابنتها الكبرى اهي علي الحال دا من يوم ما جت هي وبنتها يا سمر .. منه لله احمد و عمايلو السوده
_هي اللي اختارت وهي اللي جابته لروحها مع اني من الاول قولتلها بلاش الراجل دا
استأنفت سمر حديثها بلوم شديد وهي توجه نظرها نحو نادية التي تجنبت النظر إليها وعضت على شفتها بقوة تمنع دموعها من الهطول فاكرة قعدتي تقوليلي ايه قلبي متعلق بيه ماصدقت جه وخبط علي بابي وهبقا مراته .. اتفضلي اديكي بقيتي مراته بس قلبه فضل يحب واحدة اثانية وانتي عارفة و كل ما يكون معاكي تحسيه بيفكر فيها .. مهما كان بيعاملك حلو وبيدلعك دايما حساه شايفها فيكي .. وانتي كل ما ټتأذي وقلبك يوجعك من حبه ليها تحسي نفسك اضعف من انك تبعدي عنه
_كفاية...
_فضلتي راضية بالفتافيت و مطنشة كرامتك لحد ما داسها لما شبع وانتي غبية جرك في ايده عشان تقنعيها تجوزه وروحتي معاه
قفزت نادية من الفراش پغضب وهي تهتف بصوت محتد رافضة الإستماع لها اسكتي بقولك اسكتي
هتفت سمر من خلفها بتصميم يكسو ملامحها الرقيقة سكت كتير لازم حد يفوقك هو عمره ماهيشوفك عشان قاعدة تحت رجله ومحدش بيبص تحت رجله
رددت نادية بصوت مخټنق بالعبرات اسكتي يا سمر .. كلامك بيوجعني .. ونبي تسكتي
راقبت سمر بكاء أختها بحزن وقهر لاح في كلماتها وهي تربت على كتفها في مواساة برده بتقولي اسكتي .. يا حبيبتي انتي هنا فالقة روحك من العياط عليه وهو بعد مارجعتو من عند المزغودة دي قالك روحي اقعدي عند امك معناها ايه دي!
تهربت نادية من نظرات اختها
متابعة القراءة