29 جوازة ابريل الجزء الثاني نورهان محسن

موقع أيام نيوز

علي فكرة وأنا كدا هتأخر 
أنهت كلماتها بسرعة تتحرك نحو باب المنزل فاتبعها بخطوات هادئة وثابتة محاصرا جسدها بينه وبين الباب وجعلها تلتفت نحوه فنظرت بتردد إلى عينيه الغارقتين في تأمل عميق بها 
ليه كل ما أكون عاوز أعبر لك عن مشاعري نحيتك بتهربي وليه بتبقي حلوة اوي لما بتحمري وتتوتري كده
سألها باسم بصوت خاڤت يحمل عبق الشغف نفذ إلى أغوار روحها يلهبه بحرارة ساحرة اطلق زفيره الحار بجانب أذنها مستطردا بإبتسامة طيب عارفة ان التوتر بتاعك دا دليل علي ان قلبك بيتحرك نحيتي زي الاكسبريس مهما عاندتي انك توقفيه او تتحكمي في دقاته هيكمل في طريقه ليا بطلي معافرة في نفسك وفيا
رفرفت خفقات قلبها كفراشة مأسورة تحت سحر همساته التي دغدغت أعماق مشاعرها أسدلت جفونها بخدر طفيف حالما اقتربت أنفاسه 
استنيني هنا هجيبلك المفاتيح من جوا وراجع
همس باسم بخشونة حانية ثم غاب عنها لبضع لحظات بينما ظلت هي في مكانها تلتقط أنفاسها اللاهثة ببطء بإنشداه مسرور حتى عاد إليها بالمفاتيح وودعها بعناق حار جعل شيئا في داخلها يرتعد پألم غامض فتشبثت به بكلتا يديها كأنها لا ترغب في انتهاء تلك اللحظة الدافئة 
بقلم نورهان محسن
بعد مرور ساعة
توقفت سيارة باسم أمام مبنى راقي ترجلت أبريل
تسير بخطوات متوترة قلبها يتراقص كفراشة حبيسة ټضرب جناحيها على جدران صدرها لكنها تعلمت إخفاء هشاشتها خلف قناع الصلابة والتهكم 
رفعت رأسها بثقة وهي تتقدم نحو الداخل تصعد إلى الطابق الموجود به شركته ثم تقدمت نحو السكرتارية تطلب منها إذن للدخول فرفعت سماعة الهاتف لتتحدث بتردد ملحوظ أيوه يا مستر مصطفى مدام أبريل موجودة برا وعاوزة تقابل حضرتك
أغلقت الخط بعد ثوان قصيرة ثم نظرت إلى أبريل بابتسامة مهنية اتفضلي مستر مصطفى منتظر حضرتك في مكتبه
شكرا
قالتها ابريل بإبتسامة صفراء بعد أن لاحظت نظراتها المدهوشة من قدومها الجرئ إلى عرين الأسد لتتأكد من متابعة أخبارها بإهتمام خاصة بعد أن منادتها بلقب مدام 
قدماها تحركان بثبات ظاهري نحو الباب أخذت نفسا عميقا وهي تفتحه نظراتها تلاقت مع عينيه اللتين كانتا تشبهان شظايا الجليد مسلطة عليها بجمود من خلف مكتبه
جيتي ليه يا أبريل
سألها بصوته الذى خرج باردا قاسېا كما لو كان ينحت الكلمات على حجر
ثبتت عينيها عليه بهدوء دون أن ترمش وإبتسامة جانبية إرتفعت على شفتيها المكتنزتين مجيبة بنعومة مثقلة بالسخرية جيت اتفرج على الراجل الوقور وهو بيتحول لراجل عصابات وقاطع طريق
وقف مصطفى من خلف مكتبه ببطء ثم إقترب بخطوات واثقة شعرت ببرودة جسده المهيبة تحيطها وهو يلتف حولها مثل نمر يدرس نقاط ضعف فريسته كتمت أنفاسها تلقائيا كأن رائحة الخۏف ستفوح منها فتصل إلى حواسه المتأهبة لإلتهامها بلا رحمة 
تابعت حركات مصطفى بزاوية عينيها بينما وقف خلفها مباشرة وصوته المنخفض تسلل مثل السم يملأ الجو بخبث شيطانى وهو يسألها وأنهى واحد فيهم عجبك أكتر
انت زودتها أوي بتصرفاتك اللي بقت خارجة عن السيطرة 
صوتها كان مزيجا من التحدي والإستهجان وهى تستدير نحوه بنفاذ صبر ثم صاحت تردف فضلت ساكتة عن قسوتك و تهديداتك و عداوتك لحد ماوصل بيك الحقد والكره تعمل للي عملته امبارح بأي حق
ضاقت عيناه قليلا بينما لمعت في صوته نبرة ڠضب بتلوميني على إيه وانتي السبب في دا كله
إشار قبضته أمام وجهها يعتصرها بقسۏة معتبرا تحديقها فيه تحديا مستفز بحد ذاته وهذا زاد من تصاعد حقده المكتوم وتابع من بين أسنانه المطبقة
پعنف تعرفي لولا إني كنت متمسك بآخر ذرة عقل في راسي كنت خلصت عليه
ألسنة الحقد المتأججة في سواد عينيه أنبأتها بأن العناد لن يجدى معه نفعا فخفضت نبرتها بهدوء لتفادي اشتعال ما هو أخطر كفاية كدا يا مصطفي وقف الحړب دي لو سمحت وقفها
نبرتها حملت صدى من رجاء خفي إنعكس فى عيناها اللامعتان ليميل برأسه متفرسا فيها بعينين ثاقبتين ثم بسؤال قاتم مليء بالتهكم قال الدموع اللي جوا عيونك دي خوف مني ولا خوف عليه
تنفست ابريل بصعوبة وخرج صوتها هادئا لكنه مثقل بالتوتر انا كل اللي عايزاه منك تنهي العداوة دي انا معنديش القوة عشان احاربك واتحداك زي ما انت فاكر انا مش زيك 
بحاجب مرفوع من كلماتها التى استفزته قاطعها بضحكة ساخرة وبلهجة لاذعة كحد السيف قال ماتضحكيش علي نفسك انتي زي بالظبط ماتفرقيش عني حاجة 
تلاشت صدى ضحكاته فى الهواء ثم بعينين تشتعلان ڠضبا إقترب اكثر منها ليواصل بهسيس حاد زودي علي كدا انك انانية وغدارة وخاېنة!!!
ابتلعت ريقها بشق الأنفس من كلماته التى طوقت عنقها بعقد من الشوك السام سلب منها القدرة علي التفكير للحظات وقفت فى مواجهته تمتزج نيران حقده الحارق مع ڼار التمرد المتأجج بتحدى متوهج على أمواج عينيها الفيروزية المستهجنة في صراع مستعرا 
نهاية الفصل التاسع والعشرون 
رواية جوازة ابريل
نورهان محسن

تم نسخ الرابط