29 جوازة ابريل الجزء الثاني نورهان محسن
المحتويات
من مجرد استفسار عابر فهزت رأسها قليلا وكأنها تجمع شجاعتها للسؤال التالي انت عمرك حبيت حب حقيقي
كلماتها خرجت كحبات المطر الأولى في يوم شتوي بارد بطيئة وثقيلة ونظراتها متشبثة بعينيه تتوق لمعرفة حقيقة مشاعره القديمة تجاه أختها هل لا تزال تلك المشاعر تسكن أعماقه ورغم أن طرح هذا السؤال قد يبدو وكأنه طوق نجاة لقلقها المكبوت إلا أنها تدرك في أعماقها أنه قد يفتح أبوابا لدوامة جديدة من عڈاب يشعل ڼارا خامدة في قلبها قد لا تستطيع كبحها إذا اندلعت
هكذا نطق بجملته التي تحمل في طياتها صدى الماضي بلا مبالاة وهو يقطم قطعة من التوست في فمه في تلك الأثناء لم تعد فقط تبحث عن حقيقة الحب القديم بل عن مكانها هي في حياته لذا سألته بصوت متردد ولكنه مكتظ بالتحدي الخفي مش يمكن لسه الحب القديم دا جواك عشان كدا مش قادر تعيش حب جديد
رفع باسم حاجبيه ممازحا وهو يحاول كسر التوتر المتصاعد بينهما قبل أن يتجرع من كوب العصير هو كنت شايفاني تافه أوي كدا
ضحكت أبريل بخفة وتجنبت عينيه لثانية ثم ردت بتمهل وكأنها تختار كلماتها بحرص مقدرش أسميك تافه ممكن سطحي وبتاخد كل حاجة بالتريقة و الهزار ومع معظم الوقت بتكون ساخر
كانت هذه الجملة بمثابة مفتاح لفهم جزء كبير من شخصيته حيث يفضل السخرية كوسيلة لحماية نفسه من الغوص في مشاعر قد تكون مؤلمة أو مرهقة لكنها لمست إستعداده البائن للإفصاح عن مكنوناته معها تدريجيا
وانتي لسه للحب القديم مكان جواكي
شبك باسم قبضتيه تحت ذقنه مرتكزا بمرفقيه على الطاولة بينما ارتسمت على شفتيه شبح ابتسامة إعجاب ثم غمغم بنبرة شبه مازحة بتقولي كلام خطېر أوي
ارتفعت ضحكتها الرقيقة تأسر قلبه بأنغامها الساحرة
تسللت الكلمات من شغاف قلبه لتنساب بنبرته العميقة المفعمة بالشغف مثل لحن بديع يثير دقات قلبها برقة كل شوية بتظهر فيكي
متابعة القراءة