29 جوازة ابريل الجزء الثاني نورهان محسن
المحتويات
من حلمها لكنها في النهاية استدارت نحوه ورفعت ذراعها ببطء تحتضن الكائن الذي بجانبها بحنان تداعبه بخفة وفجأة انتابها شعور غريب أناملها تغوص في فروة ناعمة لا تشبه ملمس بشړ ففتحت عينيها نصف فاتحه وصوتها المبحوح من أثر النوم تساءل إيه دا
في لحظة تجمدت أوصالها كما لو أصابتها صاعقة نظرت بعينين جاحظتين إلى الكلب الجالس بهدوء بجوارها على السرير وكأنها لا تصدق ما تراه ثم ما لبث أن هتفت بدهشة مضحكة من المفاجأة انت مين يا عم! واحنا فين أصلا
في هذه اللحظة إنتبهت إلى اهتزاز هاتفها الصامت على المنضدة بجانب السرير مضيئا بإسم صابرين فالتقطته بسرعة واندفعت نحو الشرفة محاولة الابتعاد عن الكلب الذي بدأ ينبح ويركض نحوها وكأنه يطالب بالدخول بعد أن أغلقت الباب خلفها
تلعثمت ابريل وهي تحاول استعادة رباطة جأشها معلش يا بيرو كنت عاملة التليفون سيلنت وراحت عليا نومه
جاء رد صابرين متعجبا إيه صوت كلب دا انتي جبتي كلب ولا إيه
ضحكت إبريل بتوتر ها لا دا كلب الجيران اصل أنا طلعت البلكونة أشم هوا المهم طمنيني على ستي صحتها تمام
تمام انتي اخبارك ايه واخبار ابو لهب معاكي ايه ربنا هداه ولا لسه!
هو اللي زي دا بيتهدي ولا بيتهد اهو بيتعدل يومين ويرجع تاني يلاقيلو حاجة جديدة يعمل بيها خناقة
طنشي خلي اعصابك في التلاجة
من يوم مابقيت اقصف جبهته كلمة قصاد كلمة بالذوق واسكت علي كدا ومازودش في الكلام وهو مابقاش عارف يسلك معايا بالعكس بيحاول يتقربلي ويتمحلس كدا بس بتقل عليه
تعرفي لولا انه ابن امه اوي كان زماني لسه بحبه زي اول جوازنا بس هو اللي كرهني في عيشتي بسلبيته
حاولت ابريل جاهدة أن تبقى مركزة لكن عقلها كان مشوشا من الحديث وأزمة صابرين مع زوجها جعل قلبها ينقبض ذكريات قديمة بدأت تطفو على السطح بينما الأخرى تتابع بإستفاضة تعرفي عشان كدا كنت موافقاكي في قرارك ساعة ما سيبتي احمد مكنتش عايزاكي تخيبي خيبتي المقندلة دي وتشوفي المرار من امه زي حلاتي
أتت إجابة صابرين تجفل نبضات قلبها پصدمة اسكتي علي للي عملو فيها خليها تروح علي بيت اهلها وبعديها بكام يوم بعتلها ورقتها
طلقها و بنتهم !!
صوتها المهتز بالكاد استطاع نطق هذه الكلمات فجاء رد صابرين بإيجاز مع امها
شعرت بالذنب يغمرها والوساوس تستولى على ذهنها من كل جهة كأنها كانت السبب في هذه الکاړثة كما لو أن كل قرار اتخذته كل كلمة قالتها كانت تساهم بها في ټدمير حياة شخص آخر فتساءلت بصوت حزين يعكس أفكارها الداخلية أنا السبب في اللي جرا ده
هكذا ردت صابرين بنفى تؤكد لها أن هذا ليس ذنبها لكن ابريل لم تستطع طرد هذا الشعور القاتم من قلبها وبدأت العبرات
متابعة القراءة