رواية شظايا قلوب محترقة حصريا من الفصل الاول إلي الرابع بقلم سيلا وليد
المحتويات
اتصفى والمطلوب معايا والتاني تحت إيدين أمن الدولة
أشار بيديه علامة انتصار
برافو صقر كنت عارف إنك قدها
ولو إسحاقو حبي إنت تؤمر المهم الشارع اللي قبل المحطة أخد الولد رهينة والولد اټصاب خليتهم يكلموا الإسعاف
على تواصل اسحاقوا باشا مهما كان الأمن في خدمة الشعب
قهقه الآخر
تشكرات صقور تشكرات قالها وأغلق الهاتف ليتحرك الآخر متجها إلى عمله
استيقظت تلك الفتاة التي تبلغ من العمر ثمانية عشر عاما اتجهت إلى غرفة أخيها الأصغر
معاذ قوم ياله علشان تلحق تجبلنا الفول والطعمية قبل ميعاد المدرسة فتح عينيه ثم جذب غطائه
إيمان سبيني شوية عايز أنام إطفي النور دفعت الغطاء من فوقه
قوم يامعاذ هنادي على أبيه يزن نهض يتمتم بامتعاض
تحركت متجهة إلى غرفة أخيها الأكبر
ابيه يزنحبيبي الساعة تمانية ياله علشان تلحق تفطر قبل ما تنزل الشغل
اعتدل ينظر بساعته مسح على وجهه ثم تحدث بصوت مفعم بالنوم
صباح الخير ياموني
دفع الغطاء وأجابها
صليت الفجر حبيبتي عايز شاي وأي حاجة علشان أنزل بسرعة
تحركت متجهة للمطبخ قائلة
عيوني شوية وهتلاقي كل حاجة جاهزة خرج يبحث عن أخيه فتساءل
فين معاذ
ضحكت بشقاوة
نزل يجيب فول وماقولكش قال إيه
ضحك عليها وجلس على المقعد بمقابلة المطبخ متسائلا
خرجت تحمل الخبز والجبن وأجابته
عندي الساعة تلاتة بعد مامعاذ يرجع من المدرسة أومأ برأسه
فيه حاجة واقفة معاكي في الكيمياء
هزت رأسها بالنفي
معايا أحسن مستر وهغلط برضو ! تسلملي يازينو قاطعهم صوت الباب
اتجه يفتح الباب توقف متسمرا عندما وجد دموعها تسيل على خديها
دقائق وهو متوقفا كأن روحه سحبت لبارئها يردد
أنا أكيد بحلم
اللهم استرنا فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض عليك
ۏجع فراق الأحبة يعادل آلام المۏت
و بعض الحب خلق ليبقى رغم البعد
رغم استحالة اللقاء
رغم الكبرياء
ورغم الأمل المفقود
يبقى فقط لأنه خلق ليبقى !!
ثم ماذا
هناك أرواح حبها لا يحكى ولا يكتب هم حكاية قدر جميلة لكنها لن تكتمل ولن تتكرر أبدا !!
توقف يزن محاولا استيعاب ماقالته رفع عينيه إليها
استني عندك إيه اللي بتقوليه دا !
فركت كفيها تبتعد ببصرها عنه
كل شيء قسمة ونصيب يايزن
بتقولي إيه يامها!
ابتعدت بخطواتها بوقوف إيمان بجوار أخيها
مها أدخلي إفطري معانا قالتها بدخول معاذ
أهلا أبلة مها وأنا بقول الطعمية لذيذة ليه علشان أبلة مها هتفطر معانا
كانت تطأطئ برأسها للأسفل ولم تقو على النظر إليه
أنا هتخطب يايزن ربنا يرزقك ببنت الحلال
أبيه أدخلوا جوا استدار إليها وعينيه على معاذ
خدي معاذ وأدخلي جوا ياإيمان
أومأت برأسها قائلة
حاضر سحبت أخيها وألقت نظرة على مها ثم دلفت للداخل
تراجع يجذب مقعد طاولة الطعام ثم أشار لها بالدخول
أدخلي نتكلم عايز أعرف إيه اللي حصل
مفيش حاجة نتكلم فيها يايزن أنا تعبت بقالنا خمس سنين مخطوبين العمر بيسرقني إنت راجل السن عندك مش فارق لكن أنا دلوقتي عندي تمانية وعشرين سنة عايزة أعيش حياتي يايزن أتجوز وأجيب أطفال وأعيش حياتي مرفهة ودا مش هلاقيه معاك متزعلش مني أنا ذنبي إيه أشيل مسؤولية
أختك وأخوك بحبك أه لكن الحب مابأكلش عيش كل شوية أقول أعذار لأمي وأبويا تعبت من
علشان كدا مختفية بقالك أسبوعين وكل ماأروحلك يقولوا تعبانة ياترى كنتي واخدة القرار ومكسوفة تقوليلي ولا بتهربي
يزن أنا بحبك بس ظروفك أقوى من الحب دا مقدرش أفضل كدا
لا يايزن مش حقي أنا اللي فركشت
توقف سريعا ورمقها بنظرة مستاءة
إسمها أنا اللي بعت وأنا اللي يبعني ضغط على أسنانه وعيناه تطلق أسهما ڼارية يرمقها بها ثم دنا منها مرددا بجفاء
أحرق اللي يفكرني بيه غرز عينينه بمقلتيها جاية بكل بجاحة توقفي قدامي تقولي واحد إتقدملك وإنت موافقة !
دنا إلى أن أصبحت المسافة بينهما معډومة ثم انحنى بجسده
خنتي العهد اللي بينا يامها حړقتي قلبي روحتي اتكلمتي مع واحد وإنت مخطوبة إنت عارفة أنا شايفك إيه دلوقتي
نكست رأسها بأسف وتمتمت بخفوت
لو سمحت يايزن بلاش تجريح
خاېنة إنت واحدة خاېنة وكذابة وأنا اللي غلطان تراجع وجنون العشق الغادر بداخله ېحرق روحه
اطلعي برة وخدي الحاجات دي خديها حتى لو هاترميها
همت بالمغادرة إلا أنه صاح باسمها
انحنى وحاوط وجهها
أنا أبيع الدنيا كلها علشانك إنت ومعاذ أوعي أسمعك تقولي كدا أنا قبل ماأكون أخوكي فأنا
هزت رأسها رافضة حديثه
تضيع حياتك ليه إنت مش أبونا
إيمي مش عايز أسمع كلام في الموضوع دا أهم حاجة دلوقتي تهتمي بدراستك وبس متنسيش إنت ثانوية عامة كفاية السنة اللي اتأجلت بسبب ۏفاة ماما مش هاقبل أعذار عايز طب ياإيمي غير كدا مش مسمحولك تفكري في حاجة لو فعلا بتحبي أخوكي عايز نجاح باهر
قبلت كفه الذي يحتضن به وجهها
إنت أحسن أخ في الدنيا ربنا مايحرمني منك
دمغ جبينها بقبلة حنونة
طيب مها هتقدر تنساها تنسى حب حياتك
أشاح ببصره بعيدا عنها ثم أردف
حبيبي متزعلش هي الخسرانة لأنها متستهلكش أوعى واحدة زي دي تكسر يزن السوهاجي اللي كل بنات المنطقة ھتموت على نظرة من عيونه
رسم ابتسامة وارتفع جانب وجهه بشبه ابتسامة ساخرة قائلا
بنات المنطقة كلها مرة واحدة قومي يالمضة قومي
بعد فترة على طاولة الطعام أردف معاذ
أبيه يزن عايز فلوس درس الانجليزي الميس طلبتهم مني الحصة اللي فاتت
حاضر قالها وأخرج سېجارة يرتشف من كوب الشاي وعينيه شاردة بكافة الاتجاهات كانت تتابعه بعينيها أصاب قلبها الألم على نظراته الحزينة رغم محاولته بالظهور أنه على مايرام
وضع الكوب وتوقف متحركا إلى أشيائه جمعها ثم أخرج نقودا من الحافظة الخاصة به
موني دي فلوس درس معاذ عدي على الميس وشوفيه عامل إيه معاها وكمان فلوس الفيزيا
على يزن برضو ياموني النت أصلا فصل مش عيب تكذبي على أخوكي
جذبها لأحضانه بعدما شعر بحزنها
شوفتي بتزعليني إزاي مكسوفة تسأليني على الفلوس نسيت والله ياقلب أخوكي بعد كدا هقبضك شهريا كل دروسك إحسبي الحسبة وقولي عايزة إيه وأنا تحت أمرك
وصلني معاك بالمكنة ياأبيه عمو اسماعيل عامل عمرة للتوكتوك أومأ وتحرك إلى دراجته البخارية
ارتدى الخوذة وأشار إليه بالتحرك
استناني برة لما أخرج المكنة خرج وتوقف أمام معاذ رفع نظره على تلك السيارة التي توقفت أمام منزل خطيبته ترجل منها شاب يافع الطول عرفه من ظهره نعم صاحب العمل الذي تعمل به وصلت إليه بجوار والدتها التي رمقت يزن بنظرة مستاءة ثم أشارت على ذاك الشاب الذي يدعى طارق وصاحت بصوت مرتفع ليصل إلى آذان يزن
صوت الدراجة وكأنه لم يعد يستمع لأصوات تلك الشمطاء وهي ترحب به كيف يفعلوا به ذلك كيف تقبلت أن تجلس معه وهي على عهد معه
قاد دراجته بسرعة فائقة مما أزعجهم بخارها كانت تطالعه بأعين حزينة تعلم أنها خلت بوعدهما ولكن ماذا عليها أن تفعل بعد
إصرار والديها بجبرها على الزواج في ظل ظروفه استقلت السيارة بجوار من اعتبرته زوجها المستقبلي ولم تعلق على حديثه حينما قال
شكلك عرفتي الولد اللي كنتي مخطوباله شايفه مش طايق نفسه
أشارت على الطريق ورددت
يعني إيه
قاد السيارة وتحرك قائلا
هانعمل تور أنا وإنت وبعد كدا نروح نشوف الفستان
ضيقت عينيها متسائلة
فستان إيه ليه هو الفرح إمتى!
غمز بطرف عينه قائلا
وقت مالجميل يؤمر
عند يزن وصل إلى مكان عمله ودلف للداخل ملقيا تحية الصباح على صاحب العمل نظر بساعة يده
اتأخرت ليه يايزن النهاردة
ارتدى ثياب عمله متهربا بنظراته من ذاك الرجل الذي يعتبره بمقام والده ثم أجابه
مشكلة واتحلت ياعمو اسماعيل ربت على كتفه
حبيبي ربنا ييسرلك أمورك دايما
يارب قالها بدلوف إحدى السيارات فأشار له الرجل بمقابلة زبائنه
بمكان آخر
وصل إلى مكان عمله وجد أحد الضباط بانتظاره
مش جناية يعني
أومأ متفهما ثم أردف
تمام ليه جت علينا وهي تبع السويس
معنديش معلومة والله ياباشا
دلف العسكري يضع قهوته ثم توقف
فيه واحد برة عايز يقابل حضرتك ياباشا قالها وهو يبسط كفه بذاك الكارت رفعه يقرأ مايدون به
راجح الشافعي ودا عايز إيه مكتوب هنا رائد متقاعد مش دا اللي ابنه اتمسك من كام أسبوع وحققنا معاه نقر على مكتبه ثم أشار للعسكري
خليه يدخل لما نشوف أخرتها إيه
دلف راجح ملقيا السلام
أومأ إلياس يشير للمقعد جلس بعدما فك زر بذلته
إزيك إلياس باشا
أهلا بحضرتك ممكن أعرف إيه المطلوب
حمحم راجح متمتما
عرفت إنك اللي بتحقق في قضية ابني جايلك وأملي كبير ابني اتمسك من ضمن الولاد دول والله ياإلياس باشا هو ماله دخل بالسياسة يعني أبوه كان ظابط ليه يعمل كدا
مش فاهم حضرتك ياريت توضح
ابني كان في الشقة بس مش علشان إرهابي دا ابن ظابط هو بس كان متصاحب على شوية عيال وكانوا بيروحوا الشقة دي يلعبوا قمار
تراجع بجسده للخلف قائلا
ليه هو ابن الظابط بيلعب قمار
حمحم قائلا
شباب بقى ياإلياس باشا والغلط عندي علشان نقلت جامعته القاهرة
أخرج الملف الخاص وطالعه لبعض الدقائق ثم رفع نظره إليه
قدامك عشر دقايق تشوفه ودا مبعملوش مع حد تأكد إكرامية مني علشان في مجال الشرطة
نهض وشكره
شكرا يابني ربنا يريح بالك
استمع إلى طرقات ثم دلف العسكري
إلياس باشا أستاذة ميرال جايبة إذن عشان تعمل حوار صحفي مع المسجون
بتقول مين!
تساءل بها وعينيه كالحمم البركانية دلفت للداخل مقاطعة حديثه
إيه هو حضرة الظابط واقع على ودنه وهو صغير اتفضل دا تصريح من اللوا مصطفى السيوفي بذات نفسه علشان أقابل المتهم اللي اتمسك في الشقة وكمان المتهم بتاع المحطة
توقف راجح أمامها
عديني يابنتي رفعت نظرها إليه ورسمت ابتسامة
آسفة حضرتك قالتها وتراجعت تفسح المكان خرج راجح ونظرات إلياس عليه إلى أن أغلق الباب ثم انتفض بجسده إليها
رفعت حاجبها وشيعته بنظرة متهكمة
يعني علشان بعمل شغلي بص ياحضرة الظابط المسجون دا أنا هقابله وهاعرف منه اللي حضرتك معرفتش توصله
أشار إلى مقعده
تعالي أقعدي مكاني وحققي ولا أقولك سيبك من الصحافة وأقدملك في الشرطة
جزت على أسنانها واقتربت منه
إنت ليه مستفز أنا بعمل شغلي الواقفة قدامك دي ميرال جمال الدين اللي أي مكان يتفتحلها من غير واسطة ياحضرة الظابط بس أعمل إيه في ظابط مغرور وواخد في نفسه مقلب
احتقن وجهها بالڠضب حتى توردت وجنتيها فدنت منه وانحنت برأسها لمستواه
عايزة أقابل المتهم مش خاېفة
متابعة القراءة