رواية شظايا قلوب محترقة حصريا من الفصل الاول إلي الرابع بقلم سيلا وليد

موقع أيام نيوز

صمتها وحالتها التي لأول مرة تراها بها 
ماما قالتها وهي تربت على ظهرها  
سحبت نفسا عميقا وبداخلها يغلي كالبركان يريد الانفجار لقد خاڼها من ظنته أصدق الناس لقلبها 
ماما أطبقت على جفنيها من صوت ميرال وخاصة حينما نادت بأمها 
أه ياقلبي كيف ستصمد أمام كل هذا
قاطعهم طرقات الباب ودلوف الخادمة
إلياس باشا بيقول لحضرتك إجهزي علشان هاتخرجوا فتحت فمها للحديث أشارت لها فريدة بالتوقف قائلة وهي تستدير للخادمة
قوليله هاتجهز وتنزل اتجهت لوالدتها جاحظة العينين قائلة برفض قاطع
مش هاخرج معاه ياماما سمعتيني وأنا العلاقة دي بتخنقني لو سمحت لو فعلا بتحبيني إنهي العلاقة دي يرضيكي بنتك تتجوز واحد مابتحبوش نسيت فريدة مايؤلم قلبها أو هكذا أقنعت نفسها وتوقفت تجذب ابنتها
تعالي علشان أساعدك هتلبسي إيه أوعي في يوم خطيبك يعزمك وترفضي عزومته حبيبتي  
مسحت على وجهها تداعب وجنتيها وبحرت فوق ملامحها كصياد ماهر تحدث نفسها واخدة من جمال كتير ياميرال اللي يشوفك يقول بنته علشان كدا اتعلقت بيكي قلبي وجعني ونفسي أقولك كل اللي جوايا حبيبتي بس مش قادرة  
فاقت من شرودها على حديث ابنتها 
ماما روحتي فين  
أه أنا هنا ياقلبي إيه رأيك باللون دا 
طالعت الفستان للحظات ثم تذكرت كرهه للون الأزرق فبسطت يديها تجذب ذاك الفستان متمتمة
هلبس دا خلاص يامامي حلو وبحب اللون دا أوي  
هتخرجي مع خطيبك بفستان زي دا! إنت عايزاه يتخانق معاكي وخلاص ياميرال وبعدين إنت ماكنتيش وعدتيني إنك مش هتلبسي الفساتين المكشوفة دي! 
دلفت للداخل ولم تجب والدتها تأففت فريدة بضجر من أفعال ابنتها ثم تحركت مغادرة غرفتها قابلها مصطفى على باب الغرفة رسم حزنها بعينيه يسحب كفها بعدما وجد آثار دموعها وصل إلى غرفتهما دلف للداخل وحاوطها بذراعيه
لسة زعلانة مني قالها وهو يرفع ذقنها يتعمق بعينيها تراجعت للخلف وأنزلت يديه
هاخليهم يجهزولك العشا ميرال وإلياس هايتعشوا برة قالتها واستدارت للمغادرة إلا أنه قبض على كفيها يجذبها لأحضانه هامسا بصوته الرخيم
فريدة وحشاني قالها وهو يحتضن خاصتها 
بغرفة إلياس يقف أمام المرآة يصفف خصلاته مع حديثه بالهاتف
إزاي يعني وليه الشقة دي متراقبة 
أجابه شريف على الجانب الآخر
ماتيجي ياعم القضية معقربة وأنا بغرق من غيرك 
ارتدى ساعته واتجه بنظره لمفاتيحه وهو مازال يهاتفه
لا أنا مش هارجع النهاردة وبكرة كمان اتولى إنت الأمر لحد ماأرجع  
تسائل على الجانب الآخر
رايح فين خرج من غرفته متجها للأسفل قائلا
عندي مشوار شخصي هكلمك بكرة قالها وأغلق الهاتف ثم استدار على صوت كعب حذائها رفع عينيه لتلك التي تهبط درجات السلم كملكة متوجة ظلت نظراته على خطواتها ورغم هدوئه إلا أنها أشعلت فتيل نبضه ليشعر بعزفه لأول مرة وهو يراها بعين الحبيب فاق من افتتانها على صوت غادة
أوعي وشك ياميرو إيه الجمال دا! 
اقترب منها يشير إلى الأعلى
الفستان دا يتغير ومش عايز حرف 
اقتربت غادة تلف حولها قائلة
ليه ياأبيه والله تحفة واو ياميرو 
غادة ماتدخليش في اللي مايخصيكيش اطلعي أوضتك ثم اقترب منها حتى اختلطت أنفاسهما عندما ردت 
أنا مش هاخلع حاجة دا لبسي وماحدش له يدخل لم تكمل حديثها حينما ارتفعت أنفاسها جاذبا حمالة الفستان وهدر پغضب ارتجت له جدران المنزل
ومش أنا اللي مراتي تمشي تعرض جسمها قدام الناس حذرتك قبل كدا بس الغبية مش واخدة من دينها غير الاسم بس 
وصلت فريدة على صياحه حاولت الحديث رفع سبباته أمامها
مراتي مراتي ياريت تاخدي بالك من الكلمة مستحيل أقبل تكون على إسمي وتخرج بالطريقة دي لو هي فرحانة بجسمها أولعلها فيه 
لقد صفع بفعلته وحديثه كبريائها فدنت منه حتى لم يفصل بينهما سوى الهواء تنظر لمقلتيه 
وأنا مش مراتك ومش موافقة عليك 
قست عيناه وارتفعت الأنفاس بحرب النظرات هادرا بصوت مرتفع بوصول مصطفى إليهما
مالكم ياولاد فيه إيه! 
نظر إلى والده ثم أشار عليها مشمئزا
شوف المنظر دا الأستاذة المتربية خارجة بفستان مكشوف مبين أكتر ماخافي لا وبتتبجح خطا إلى أن توقف أمام فريدة منحنيا بجسده
عرفتي تربي مدام فريدة ولولا عيني على غادة كان زمانها متربية تربية تليق بأولاد السيوفي 
لم تعلم ماذا يقول كانت نظرات الأمومة لديها تتفحص كل مابه عينيه التي لأول مرة تراها تشبه عينا زوجها الراحل لم تشعر بنفسها سوى وهي تضع كفيها على وجهه فجأة تهمس بقلب أم ېنزف
يوسف قالتها بدلوف مصطفى الذي طالعها بذهول وحاول جذب إلياس
حبيبي أنتوا خارجين كانت نظراته 
على فريدة التي فاقت من غيبوبة آلام روحها مستديرة تزيل دموعها قائلة بصوت مفعم بالبكاء
ميرال غيري فستانك وأخرجي مع خطيبك رفعت حاجبها وشيعته بنظرة ساخرة ثم أردفت
أنا مش خارجة عايز يروح يتعشى يروح دي حياتي ومالوش حق يدخل فيها عجبه على كدا عجبه مش عجبه يبعد عني أنا أصلا مش موافقة على الجواز 
تبدلت ملامحه وثار غضبه ينظر لوالده بكبريائه حينما شعر بالډماء تغلي بعروقه من فظاظة حديثها وهدر رجولته
البنت دي ماتلزمنيش وهاطلقها قالها وتحرك للخارج 
صدمة عڼيفة أصابت فريدة ملتفتة إلى ميرال تهدر بها پعنف 
روحي صالحيه إمشي روحي صالحي خطيبك طالعتها بصمت للحظات ثم أردفت
أنا ماغلطش فيه علشان أصالحه وأحسن حاجة هايعملهامعرفش ليه مصرين أنكم تجوزونا وأنتم متأكدين إننا ماننفعش لبعض 
قالتها وتحركت تختبئ بغرفتها هوت على فراشها وهنا تركت لعينيها السماح بالإفراج عن ألم روحها تمددت تحتضن نفسها وتبكي بصمت مع أنين قلبها الذي ېنزف دون شعور أحدهم 
عنده خرج إلى سيارته قابله إسلام بهيئة جعلته يقف مذهولا ينظر إليه بلهفة
مالك إيه اللي عمل فيك كدا وليه مختفي من الصبح! 
توقف أمامه ينظر إليه بدموع تحجرت تحت جفنيه يحدث نفسه 
إزاي يكون مش أخويا معقول بعد

السنين دي كلها نكون عايشين في وهم الأخوة اقترب إلياس بعدما وجده شاردا يربت على كتفه
إسلام سامعني رفع عينيه التي خطت الكثير من الدموع على وجنتيه رغما عنه ولم يشعر بنفسه سوى وهو يلقي نفسه بأحضانه يبكي كالفتاة التي فقدت والديها ربت على ظهره وشعور الصدمة سيطر على جميع خلاياه ظل صامتا لم ينبت ببنت شفة حتى يهدأ صمت لدقائق معدودة سحب كفيه يشير إلى السيارة 
تعال نروح نتعشى مع بعض 
هز إسلام رأسه بالنفي وتمتم بتقطع
لا أنا هاطلع أنام شوية وأقوم علشان عندي مشروع اشتغل عليه 
أشار بعينيه على سيارته قائلا دون جدال 
مش باخد رأيك إركب العربية قالها وهو يستدير إلى القيادة يرفع هاتفه يحدث أحدهما بخفوت 
إسلام أخويا كان فين أجابه الآخر
من وقت ماخرج من البيت قعد شوية في المسجد وبعدين لف بعربيته لحد ماوصل جبل المقطم قعد عليه يجي ساعتين ورجع تاني  
تمام قالها وأغلق ثم استقل السيارة بجواره إلى أن وصل إلى أحد المطاعم المشهورة دلف للداخل ووصل إلى طاولته المخصصة كلما أتى إلى ذاك المطعم ابتعد إسلام بنظراته يتجول بعينيه بالمطعم إلى أن قاطعه إلياس
تاكل إيه 
أي حاجة طلب طعاما لهما وظل الصمت سيد المكان إلى أن تحدث وهو يشعل سيجارته 
سامعك قالها وهو يطالعه بتدقيق وصل الطعام فتوقف عن الحديث ومازالت نظراته تحاصره ابتلع إسلام غصة مدببة وكأن روحه تسحب لبارئها يفكر بتلك المعضلة يعلم أنه لم يتركه تذكر تلك الفتاة التي قابلها بالجامعة فرفع رأسه قائلا بثبات اكتسبه من مواجهاته مع أخيه
متخانق مع البنت اللي بحبها  
زوى مابين حاجبيه ثم أخرج زفرة متهكما من حديثه
بنت إنت أهبل بت تعمل فيك كدا ماتخلينيش أرمي الطبق دا في وشك هي ناقصة غباء قالها وهو ينفث تبغه پغضب وكأن حديثه أخرج نبضه لينتفض بداخله عندما تذكر عنيدته 
أشار له بالطعام مبتعدا عن دقات قلبه العاصية قائلا بثبات انفعالي 
إتعشى أهو أحسن من الهبلة اللي كنت ناوي اتعشى معاها  
ضيق عينيه متسائلا
قصدك مين لم يرد عليه واتجه بنظره للطعام وهناك قبضة قوية ټحرق صدره من صدى صوتها بالإجبار على زواجها 
عند ميرال دلفت غادة إليها وجدتها تحتضن نفسها كالجنين جلست بجوارها تمسد على خصلاتها 
ميرو حبيبتي هاتفضلي كدا ماغيرتيش ليه أطبقت على جفنيها حتى شعرت وكأن هناك وخزات ټحرق مقلتيها فهمست بتقطع
سبيني عايزة أنام تسطحت بجوارها تتلاعب بخصلاتها قائلة
أقولك سر ظلت ميرال كما هي إلى أن تابعت غادة حديثها قائلة
ماعرفش ليه النهاردة حسيت إن إلياس مغرم بيكي ياميرو 
رفعت رأسها تطالعها بلفهة من عينيها لتؤكد لها ما وقع على مسامعها استندت غادة على خديها ورفعت أناملها تخللها بداخل خصلات ميرال 
مرددة
قرأت شوية معلومات كدا علشان أعرف إمتى هتحب يعني قالتها بشقاوتها اعتدلت مرام تلملم خصلاتها وتدفع كفيها
بوظتي تسريحتي ياغبية  
رفعت حاجبها وأردفت ساخرة
تسريحة إيه ياختي اللي يسمعك يقول البت خارجة مع حبيب القلب دنت تغمز بعينيها 
إنما يابت يامرمر عايزة تطلقي من العسل أخويا ولا إيه هبلة وعبيطة بقولك بيحبك ودا شوفته النهاردة لأول مرة أشوف إلياس بالجنان دا أه هو شديد وأنا مانكرش أنه معظم الوقت كدا بس عيونه عليكي كانت غير وصلني إحساس غيرة ڼارية بتخرج من عيونه لكزتها وتابعت حديثها 
مش تحكم زي ما حضرتك قولتي بدليل لبستي الفستان دا في عيد ميلادي وماعملش كدا ليه دلوقتي اټجنن اعتدلت جالسة تنظر لأناملها قائلة
عدي معايا ياستي عيد ميلادي ماكنش فيه شباب غير إسلام أخويا وصحباتي اللي فيهم بنت ھتموت علشان إلياس بس يكلمها عرفاها طبعا وعارفة إنها بتيجي هنا علشانه ثانيا خروجك بالفستان دا عيون كتيرة هاتشوفك وإنت عارفة جنانه لو حد بصلك رابعا دا الأهم عنده شايف إن دا حرام وإنت ملاحظة كلامه ليا طول الوقت عن اللبس بلاش ضيق ياغادة بلاش قصير ياغادة بلاش ياغادة يعني مش تحكم زي ما حضرتك بتقولي يبقى ليه شوفتيها كدا ماخبيش عليكي الفستان ظاهر صدرك كله وحضرتك كمان رافعة شعرك يعني منيلاها من كل حتة وأنا حاولت أفهمك بطريقتي بس الغباء راكب دماغك 
ليه قولتي أنه بيحبني قالتها بتقطع  
ابتسامة جميلة زينت ملامح غادة لتقترب منها وتحدجها بمقلتيها 
علشان متأكدة إنك كمان بتحبيه حتى لو أنا ماعرفتش أترجم مشاعره كويس إلياس من النوع اللي عنده كنترول كويس بس حاسة إن جواه مشاعر بدل ماكل شوية تسمميه بالكلام وإنت عارفة أنه مابيحبش اللي يقرب من رجولته كل شوية أنا مش موافقة كانت تقف على باب الغرفة تستمع إلى حديثهما اقتربت منهما وأكملت حديث غادة
الراجل لو بېموت في ست وحاولت تقلل منه صدقيني بيدوس عليها ويمشي وأنا لو عندي شك في إلياس ماكنتش وافقت اسمعي مني حبيبتي اختاري الراجل اللي يحميكي من أذى الدنيا والغدر مش بتاع كلام حنين وأشعار وضعت فريدة يدها على صدر ميرال تنظر لعينيها 
اسمعي
تم نسخ الرابط