رواية شظايا قلوب محترقة حصريا من الفصل الاول إلي الرابع بقلم سيلا وليد
المحتويات
لسانها ثقل أو هربت حروفه استغرب حالتها ووجهها الذي أصبح كلوحة متفننة بالأسى والحزن
إنت كويسة! تسائل بها مرة أخرى حينما وجد نظراتها التائهة عليه هزت رأسها وابتلعت غصتها وسحبت نفسها من جواره بصعوبة كالذي ينسحب إلى غرفة إعدامه صعدت إلى الأعلى بوصول مصطفى إلى إلياس الذي يراقب صعودها
واقف كدا ليه يابني استدار إليه مقتربا
إلياساستدار برأسه منتظرا حديثه تراجع مصطفى إلى وقوفه وتساءل
كنت في السويس بتعمل إيه
ارتدى نظارته قائلا بنبرة باردة
شغل ياباشا قالها وتحرك للخارج دون إضافة أي حديث
بالأعلى دلفت فريدة إلى غرفتها وهوت على الأرضية خلف الباب تضع كفيها على فمها تمنع شهقاتها كلما تخيلت ماذا لو أصبح ابنها
فلاش باك
تحركت بجوار غادة تشير إلى الغرفة التي ستمكث بها قائلة بإبتسامة عذبة
دي أوضتك هاتقعدي فيها لحد مامصطفى يشوف موضوعك
ترقرقت عيناها بالدموع هاتفة
ممكن أطلب منك طلب
أومأت لها قائلة
طبعا أكيد اتفضلي
همست بضعف قائلة
مش عايزة حد يعرف مكاني أوراقي كلها اتحرقت في بيتي كنت طالبة خدمة مش هانسهالك العمر كله
عم بنتي لو وصلنا هايموتني أنا والبنت دا قادر وظابط كمان يعني هيسلط كل نفوذه زي ماسلط نفوذه وأخد مني كل حاجة عايزة أغير اسم العيلة بدل فريدة عبد المجيد يعمله أي اسم تاني استدارت إلى ابنتها تشير إليها
وكمان البنت يكتبها ميرال جمال
الدين دا أهم من أي حاجة وشكرا لحضرتك وقت ماأوراقي تخلص هامشي من هنا وأدور على شغل
تنهدت غادة برهة تطالعها بشك ثم أردفت قائلة
ماعرفش مصطفى هيوافق ولا لأ بس هاقوله لكن ماتتعشميش مصطفى بيعامل ضميره أوي ماعتقدش أنه يقبل يزور
اقتربت منها وطالعتها بنظرات متوسلة مقتربة منها بملامح مټألمة
وحياة أغلى حاجة عندك يامدام ربنا يجازيكي خير دا ثواب كبير هاتعمليه وتنجيني من حاجات كتيرة
طيب نامي دلوقتي وبعد كدا نتكلم
بعد عدة أيام دلفت إليه المكتب بعد إستدعائه اليها وتوقفت على الباب فتوقف عند مقعده بهيئته التي تجعل قلبها كالمضخة خوفا من اكتشاف أمرها أشار إليها بالدخول دلفت بخطوات ثقيلة وكأنها ستساق إلى حسابها
أقعدي يامدام فريدة جلست تفرك بكفي يديها منتظرة حديثه بفارغ الصبر
العنوان اللي قولتي عليه دا عنوان عمك صح
أومأت له وقلبها ينبض پعنف وكأنه سيتوقف تصنع النظر للورقة التي أمامه وتابع حديثه
فريدة عبد المجيد
توسعت عيناها حتى شعرت بخروجها من محجريها فهبت قبل إتمام حديثه
عرفت الحاجات دي إزاي
زوى مابين حاجبيه متسائلا
بتتكلمي بجد ولا بتهزري! إنت ناسية أنا ظابط وسهل جدا عليا سحبت منه الأوراق سريعا تنظر إليها بلهفة ولكن وجدتها فارغة طالعته مقتربة وهتفت بصوت أجفله
ليه تدور ورايا أنا ماطلبتش منك حاجة إنت اللي طلبت آجي هنا لحد ماأتحسن والصبح هاخد بنتي وأمشي من هنا
انكمشت ملامحه مستنكرا حديثها فڼصب عوده متوقفا وأشار بيديه قائلا بخشونة
عايزة مني أدخل واحدة بيتي من غير ماأعرف هي مين مايمكن يكون تخطيط
توقفت الكلمات على شفتيها ولم يسعفها الحديث فنكست رأسها مع انسياب عبراتها بصمت
زفر بضيق واقترب منها يشير إليها بالجلوس
أقعدي يافريدة لازم نتكلم أومأت له وجلست تفرك بردائها حمحم معتذرا
مش قصدي أشك فيكي أنا قصدي مكانتي حساسة ولازم أعرف كل حاجة عنك ماحبتش أنزل صورتك
رفعت عينيها إليه سريعا
أنا ماطلبتش من حضرتك حاجة ليه تعمل معايا كدا!
تأفف يمسح على خصلاته بضجر
أنا ظابط وفي مكان حساس إنت متخيلة لو حد زقك عليا ممكن تعملي إيه!!ماخبيش عليكي كنت رافض وجودك معانا لولا إصرار غادة وخاصة معاكي بيبي ومن غير أوراق ولا أي حاجة تستندي عليها
استدارت سريعا مرددة
شكرا لحضرتك وكتر خيرك أنا هاخد بنتي وأمشي قالتها وهمت بالمغادرة إلا أنه صاح قائلا
استني عندك توقفت بجسد مرتجف
خطا إلى وقوفها ومع كل خطوة كانت تشعر وكأن جدران الغرفة تطبق عليها خوفا من هيبته التي دبت بقلبها الړعب وصل إليها متوقفا بثبات واضعا كفوفه بجيب بنطاله
انا بعت اسأل عليكي في السويس
شهقة خرجت من فمها مع ازدياد بكائها بنحيب حتى فقدت القدرة على التحمل فهوت على الأرضية أمامه تبكي بصوت مرتفع مما أفزع غادة بالخارج لتدفع باب المكتب وتدلف مذعورة
مصطفى إيه اللي حصل!
أشار إليها تساعدها على الوقوف حاولت غادة مساعدتها إلا أن بكاءها أفقد غادة اتزانها ليميل هو ويرفعها من ذراعيها محاولا تهدئتها
خطفوا ولادي خطفوا حياتي قالتها لتهوى بين ذراعيه مغشيا عليها بعد فترة جلست زوجته بمقابلته في المكتب
إيه اللي بتقوله دا دي شكل واحدة جاسوسة نفث دخان سجائره وتمتم ممتعضا
هو أنا بقول هعمل التحريات
تعاظم الحزن بداخلها رافضة ماتستمع إليه اللي أقدر أقوله مستحيل تكون كذابة ولا مخادعة
أطفأ سيجارته بالمطفأة ثم مسح على وجهه پعنف
مسح على وجهه پعنف ثم رفع رأسه إلى زوجته
أنا ماسألتش عليها ياغادة أنا بخۏفها بس انكمشت ملامحها قائلة
ليه يامصطفى هاترجع تقولي علشان إنت ظابط توقفت غادة وهدرت به
إنت ظابط يامصطفى أه بس مش مخابراتي علشان تبقى خاېف أوي كدا البنت شكلها طيب والكام يوم اللي قعدت فيهم هنا أنا اختبرتها في حاجات كتيرة اقتربت منه بعدما وجدت تجهم ملامحه عانقت ذراعيه وتحدثت بدلال
حبيبي اللي دايما بيشك في صوابع إيده البنت دي على ضمانتي أنا الشخصية مستحيل تكون بتخطط لحاجة وبعدين تعال هنا هي كانت تعرفنا ولا حد كان يعرف إننا في السخنة ياباشا ماتركز شوية ياظبوطي دماغك بقت بتفلت منك ليه
قهقه عليها يضمها لأحضانه
بتعرفي تسيطري ياغادة حاوطت عنقه مبتسمة ثم تمتمت
عيب عليك يامصطفى بعد السنين دي كلها وماعرفش شخصيتك!
انحنى يدمغ جبينها بقبلة ثم أردف
ربنا يخليكي ليا حبيبتي ياله قهوتي وابعتيلي إلياس وحشني من امبارح ماشفتوش
باليوم التالي دلفت غادة إلى غرفتها وجدتها تحمل ميرال للمغادرة توقفت أمامها
رايحة فين يافريدة مسدت على شعر ميرال تبتعد بنظراتها عن غادة وأجابتها
ماشية يامدام
توسعت عيناها تنظر إليها پصدمة ثم اقتربت تحمل ميرال التي صدح صوتها
طيب سيبي البنت يافريدة عايزة تاكل ثم استدعت المربية
خدي البنت أكليها ثم سحبت كف فريدة وخرجت قائلة
تعالي يافريدة عايزاكي جلست وأشارت إليها بالجلوس طالعتها للحظات صامتة ثم أردفت
تعرفي أنا ماليش أخوات بابا وماما اتوفوا في حاډثة وأنا ثانوية عامة وعمي اللي اتولى رعايتي كنت بتمنى يكون ليا أخت أو أخ أقعد أحكيلهم علشان كدا خليت مصطفى يفتح لي الدار دي أنا معايا طب نفسي وأعرف أحكم على اللي قدامي كويس جدا أنا متأكدة إنك كويسة وطيبة بس الدنيا عاندتك شوية ماتزعليش من مصطفى طبيعة شغله شكاك أه نسيت أقولك مصطفى دا حب حياتي كلها يعني ماتخافيش منه مابيقدرش يزعلني وبدل قالي خلاص صدقيني مش هيزعلك تاني أنا متشوقة أسمع حكايتك إنت بقالك شهر عندنا ماحاولتش أضغط عليكي لكن حاسة وراكي ۏجع كبير وحزن عميق
ترقرقت عيناها بالدموع ثم همست بتقطع
أنا كمان حبيتك إنت طيبة أوي رغم إنك ماتعرفينيش بس دخلتيني بيتك وساعدتيني ربنا يجبر بخاطرك أنا طالبة منك خدمة وهاكون شاكرة لحضرتك كتير
انتظرت غادة حديثها فركت فريدة كفيها قائلة
عايزة شغل ولو أوضة أقعد فيها أنا وبنتي ابتسمت غادة بمحبة ثم نهضت من مكانها وجلست بجوارها تربت على ظهرها
إيه أشوفلك أوضة دي! بقولك أنا ماعنديش أخوات تقوليلي أشوفلك أوضة دلف إلياس يحمل جهاز تحكم سيارته يبكي
مامي الريموت اتكسر والعربية قالها بشهقات نهضت فريدة تمسد على خصلاته
ماتزعلش حبيبي المهم إلياسو بخير وبابي لما يرجع هايصلح عربية إلياسو استدارت إلى غادة التي تبتسم بمحبة قائلة مش كدا يامامي
نهضت غادة وجلست أمامه مثل جلوس فريدة
حبيب مامي زعلان علشان الريموت طيب إيه رأيك نجيب عربية شرطة كبيرة زي بتاعة بابي لإلياسو أحسن من عربية اللصوص دي
صفق بيديه وعانق غادة
أحلى مامي ثم اتجه إلى فريدة وطبع قبلة على وجنتيها
أحلى أنطي فريدة ممكن أروح أبوس ميرو بقى
وضعت كفيها موضع قبلته وخط كرستالي من الدموع برز بعينيها وهزت رأسها فتحرك من أمامهم سريعا
يصدح بصوته الطفولي
توقفت غادة تبسط كفيها إليها قائلة بمغذى
مش يمكن دي تدابير من ربنا علشان يكون ليا أخت تراعي ابني بعدي
هبت من مكانها تطالعها پصدمة سحبتها غادة وجلست تنظر إلى فريدة أخرجت تنهيدة عميقة متمتمة
هاقولك سر بس أوعديني مصطفى ميعرفش ظلت فريدة كما هي تنتظر حديثها إلى أن تابعت غادة قائلة
عندي القلب وخاېفة أموت في أي وقت وإلياس محتاج حد يراعيه وخصوصا مربيته هتتجوز فإنت لو وافقتي تكوني مربية لابني هكون شاكرة أكيد
أمسكت فريدة كفيها وابتسمت تهز رأسها
أكيد شيئ يسعدني لكن مصطفى بيه مش هيوافق وخصوصا
إنه هو مصر يدور ورايا
توقفت بمقابلها تهز رأسها بالنفي
أبدا مصطفى وعدني بس لو سمحت ريحي قلبي وقولي إن فكرتي فيكي مش غلط إحكي لي ووعد كل كلمة هاتقوليها ماحدش هايعرفها حتى مصطفى نفسه
جلست فريدة وطالعتها لمدة دقائق بصمت تريد أن تبوح لها مايؤلم روحها ولكن خائڤة لم تأتمن أحدا بعد مامرت بتلك الظروف العصيبة
مسحت وجهها وقامت بقص حكايتها منذ ولادتها إلى أن وصلت إلى ميرال وصمتت للحظات قائلة
وميرال بنتي منه حبيت أحافظ عليها فهربت بيها
طالعت غادة لترى أثر كلماتها عليها وجدت دموعها تنساب على خديها بصمت توقفت تطالعها بعيونها الباكية
اتخطف منك ولدين إيه كمية الأذية دي!
اقتربت دون حديث وعانقتها بقوة
أنا مش عارفة أقولك إيه أه ياقلبي اللي اتحرق عليكي
بكت فريدة بنشيج وكأنها لم تبك من قبل دقائق وهي بأحضان غادة حتى شعرت بالهدوء فتراجعت معتذرة
آسفة يامدام غادة حاوطت غادة وجهها مرددة بصوت مفعم بالبكاء
ربنا يصبر قلبك ويرجعلك ولادك بخير يارب بطلي عياط بقى وجعتيلي قلبي
ظلوا لبعض الوقت إلى أن استمعوا الى صوت سيارة مصطفى توقفت غادة وخرجت معتذرة
مصطفى جه إغسلي وشك واجهزي علشان نتغدى وبقولك آخر مرة أسمع منك هاتمشي ميرال بنتي زي ماإلياس هايكون ابنك
خرجت من ذكرياتها على صوت طرقات على باب غرفتها ودلوف ميرال
ماما قاعدة في الضلمة ليه ثبتت نظراتها على ميرال تطالعها بصمت وحدثت نفسها هل سينصفها القدر ويجمع ابنها بابنة عدوها عدوها كررتها فهبت فزعة من مجرد وجوده وأخذه ميرال نعم إنها ابنته ولكنها لاتستطع العيش من دونها وضعت كفيها على صدرها وكأن أنفاسها تسحب
جلست ميرال بجوارها تنظر إليها بريبة بعدما وجدت
متابعة القراءة