رواية نرجس بقلم سارة مجدي
هو الاخر
حين انتهوا من تناول الطعام أمرها بسكل حازم ان تذهب الي الغرفة حتى تبدل فستانها وانه هو من سينظف المطبخ حاولت الاعتراض لكن بنظرة صارمة منه ابتلعت ذلك الاعتراض وغادرت المطبخ
بعد اكثر من ربع ساعة طرق على باب الغرفة وهو يقول بمزاح
خلصتي ولا انت اصلا قررتي اني انام على الكنبة في الصالة
دلف الي الغرفة واغلق الباب وهو ينظر لها بتفحص واعجاب شديد من اخمص قدميها الصغيرة التي تشبه اكثر قدم طفلة وغلالتها البيضاء التي تغطي جسدها البض بنعومة .. وخصلاتها المتناثرة حولها تخبىء وجهها الذي يعشقه عن عينيه
لم يتحمل ولم يتسطع كبح جماح عشقة لها ورغم خجلها الشديد وخۏفها الذي شعر به في ارتعاش يدها وقلبها واستسلامها الذي اغضبه بشده لانه يفهم سببه الا انه يشعر بالامتلاء يشعر الان انه أصبح كاملا دون نقصان
للدرجة دي ۏجعتك وكنت قاسې عليك
هزت راسها بلا وقالت بصوتها الباكي
انا بس خاېفة ل .. ل كون م م .. مع
وضع يده فوق فمها يمنعها من اكمال حديثها وقال بصدق
ابتسم بسعادة وهو يتذكر انها غفت سريعا بعز كلماته تلك
في صباح اليوم التالي استيقظ من نومه لم يجدها جواره شعر بالاندهاش وغادر السرير سريعا وبخطوات واسعه توجه الي الباب يفتح لتصطدم به حين كانت هلى وشك الدخول حاوطها بذراعيه وهو يقول بقلق
نظرت الي عينيه بأبتسامتها الحلوة ثم امسكت يده وقبلتها بأحترام وهي تقول
صباح الخير يا سي فارس
قطب جبينه وهو ينظر لها پصدمة حقيقة قبلك على ظاهر يده وسي فارس لماذا يشعر انه رأى ذلك المشهد من قبل ظل للحظات يفكر ثم همس ببعض الضيق
ايع فيلم سي السيد ده يا امينة قصدي يا نرجس
لتبتسم وهي تقول بصدق وحب
كلماتها ويا لها من كلمات لمست قلبه وانعشت رجولته خاصه مع لمعه الحب الصادقة في عينيها لم يستطع ان يعلق على كلماتها لتسحبه من يده التي مازالت بين يديها وهي تقول
جهزت لك فطار ملوكي
وتوجهت به الي المطبخ ليرى وليمة كبيرة على الطاولة ليس فطورا عاديا ولكن فطور لعريس حقيقي كان الامس بالنسبة له بدايه جديدة في كل شيء
يارب اكلي يعجبك
بدء في تناول الطعام ومع كل قطمة يدخلها في فمه يصد صوت تلذذ واعجاب كانت هي تضع يدها اسفل ذقنها تتابعه بسعادة طاغية وكأنه طفلها الصغير الذي يتناول طعامها وكأنه اجمل ما خلق على وجه الأرض
نظر لها ليجدها تتابعة فقط ولم تتناول شيء ليرفع قطعة من الدجاج أمام فمها لتتناولها بسعادة ليشير لها بعينه ان تكمل هي لتهز رأسها بلا ليبتسم بسعادة حقيقة وهو يضع كامل تركيزه في اطعامها كانها ابنته الصغيرة
مر أسبوع لم يستطع ان يغادر فارس منزله ويفارقها ولو طاوع قلبه لما غادر لنهاية حياته لكن قلقها على والدتها رغم
انها تحدثها يوميا وتخبرها بما يرسله لها فارس من طعام وفاكهه والدواء أيضا تأخذه دون تأخير جعله لا يستطيع ان يشعر بالسعادة وتلك الغصه في حلقها تؤلمها أخذها ذات صباح وقبل ان يستيقظ اهل الحي وذهب الي منزل والدتها جمعوا أغراضها وحملها فارس بسن ذراعيه وعادوا الي بيته
مرت ايام وسنين وفى يوم كان فارس عائد من الورشه وكالعاده حين يدلف الى البيت يجد اولاده ينتظرونه فى صاله منزلهم وهم يشاهدوابرامجهم المفضله على التلفاز يركضون اليه يقبلوا يديه الملطخه بسب عمله طوال اليوم فى حركه التزمت بها نرجس من يوم زواجها به وجعلتولديه حسام واسامه يلتزمون بها عرفان بجميل والدهم لتعبه طول اليوم ليوفر لهم كل ما يشتهون ليقبل راسهم ويتوجه الى غرفته التى تنتظرهفيها بطبق الماء الدافئ بالملح حتى يريح قدميه فيه من اول يوم عاد فيه للعمل بعد زواجهم كان عائد من العمل ليجد حماته جالسه عل الكنبهالكبيره اما التلفاز فجلس هو فى مواجهتها على الكنبه الصغيره يطمئن على حالها حين حضرت نرجس وبين يديها طبق به ماء دافئ وملحوجثت امامه على ركبتيها تخلع عنه حذائه وجوربه وتضع قدمه فى الماء الساخن حاول منعها ونهرها عما تفعل وحين استعان بوالتها قالتبحب حقيقى بقلمى ساره مجدى
وفيها ايه يا ابنى ما انت طول اليوم واقف على رجليك علشانها .
ومن وقتها ها هو مر اكثر من ست سنوات وتوفت حماته ولكن ابنتها مازالت تقوم بذلك الامر نظر لها وهى منهمكه فى تدليك قدميه فابتسمبرضا وهو يقول
ربنا يرضا عليكى يا نرجس زى ما انا راضى عنك دنيا واخره ... ويدخلك جنته من اوسع ابوابها
لتبكى بقوه وهى تجفف قدميه ليبتسم لها فهو دائما يقول لها ذلك هى تغسل قدميه وهو يشهد الله عن انه راضى عنها ويدعو لها بالجنه .
وقفت امامه بعد انتهائها ليقف هو الاخر ويضمها الى صدره بقوه لتبتسم برضا وسعاده .ثم قالت بصوت هادئ
عايزه اقولك على حاجه .
ليبعدها عن حضنه قليلا وهو ينظر الى عينيها باستفهام لتقول له بخجل لم تموحه السنين
انا حامل
ليبتسم فى سعاده وهو يقول بقلمى ساره مجدى
عايزه بنت شبهك . علشان اعذب كل الشباب ومحدش يقدر يطولها .
لتضحك بسعاده وهى تخبه نفسها فى صدره العضلى حين رفع رأسه الى السماء وقال هامسا
الحمد لله .... الحمد لله .