رواية حارة العشاق بقلم امنية اشرف

موقع أيام نيوز

المقدمه
أوقفت سيارتها أمام تلك الشركه العملاقه ونزلت منها تتهادی في مشيتها حيت الحارس بأبتسامه ودوده وأعطت له مفاتيح السياره لكي يركنها ثم دخلت الي الشركه ټضرب الأرض المصقوله بكعب حذائها عالي الكعبين ترتدي بدله رسميه سوداء انيقه وجمعت شعرها الكستنائي الطويل في تسريحه عمليه جميله 
حياها كل الموظفين بأبتسامه محبه صادقه فكل من بالشركه يكن لها الحب والاحترام بسبب طيبتها اللامتناهيه وبساطتها في التعامل مع الجميع 

وصلت الي الطابق الثالث حيث مكتب زوجها مالك هذه الشركه تطلعت حولها في المكان الفارغ تماما حيث مكتب السكرتيره بشك أين ذهبت تلك السكرتيره وتركت مكتبها فارغ هكذا ولكنها قررت إلا تلقي بالا وتحركت متجه الي مكتب زوجها 
ثم استدارت لتغادر دون كلمه اخري 
اما هو فسقط ع الكرسي خلفه وهو يعلم انها النهايه 
بس انا لحد دلوقتي ممسكتش عليك حاجه بس يوم ما اشوفك بعيني اعرف ان دي نهايه جوازنا لأن معدتش في قلبي ذره حب ليك تخليني أفضل متماكسه بيك او باقيه عليك 
لا لا لا هو لن يستطيع العيش بدونها هي بصله الأمان بالنسبه له كيف له ان يكمل حياته بدونها لن يتركها ابدا 
وهي لن تقدر ع الابتعاد عنه سيفعل لها ما تريد حتي لا تبتعد عنه 
اقتربت السكرتيره منه تضع يدها علي كتفه بنعومه حرباء تتلون ولكنه انتفض كالملسوع يبعد يدها پحده وهو ېصرخ ابعدي عني مش عاوز اشوف وشك تاني يلا لمي حاجتك وغوري من هنا 
انتفضت السكرتيره پذعر ثم جرت سريعا الي خارج غرفه المكتب 
خرجت من الشركه كما دخلت تماما بشموخ وكبرياء ولكنها مدبوحه مهدوره الكرامه قلبها ينتفض بۏجع ممېت وعيونها تتوسل اليها إلا تبكي وتفضح أمرها 
أخذت نفس عميق تهدئ به نفسها وتبتلع غصه البكاء في حلقها طلبت من الحارس ان يجلب لها سيارتها ثم ركبتها وانطلقت بها سريعا كسرعه الرياح وكأنها تهرب من شئ ما 
بعد ربع ساعه وصلت الي الفيلا صفت السياره ثم صعدت السلالم جريا يوجد بداخلها طاقه تود لو ټحرق العالم ولكنها تكبتها بداخلها حتي لا ټنهار دخلت غرفتها وابدلت ملابسها سريعا ثم أخرجت كافه ملابسها واروقها واشيائها الخاصه ووضعتها في الحقائب وهي تنهج بشده بسبب عنفها الزائد مع الأشياء بجانب كتمها لغصه البكاء 
جلست ع حافه الفراش وأخرجت من الكومود بجانبها نوت ورديه صغيره خطت بعض الكلمات علي احد اوراقها ثم وضعتها مفتوحه ع الكومود والقلم فوقها 
بقت لثواني تفكر ثم وقفت وخرجت من غرفتها تنادي الخدم يحملوا لها حقائبها ويضعوها في السياره 
انتظرت حتي حمل الخدم الحقائب ووقفت تنظر الي غرفتها بنظره غريبه لا تعلم اهي حب ام كره حزن ام فرح ولكنها تعلم انها نظره وداع فقد دقت الطبول واعلنت النهايه وهي قد خطت النهايه بأرادتها كما كانت البدايه بأرداتها أيضا 
خرجت من الغرفه وقد طولت صفحتها للأبد ثم نزلت وهي تودع كل شبر في هذه الفيلا التي كانت محل اقامتها لسبع سنوات رأت فيهم الكثير وعانت حتي طفح الكيل 
ابتسمت لمدبره المنزل وقالت حطتوا كل الشنط في العربيه 
هزت مدبره المنزل رأسها وردت ايوا يا هانم بس ليه كل الشنط دي انتي هطولي في السفر ولا اي 
ضحكت كارمن برقه وحزن واردفت لا هو سفر بلا عوده يعني همشي ومش هرجع تاني 
شهقت الخادمه ليه كدا يا هانم 
ابتعلت كارمن الغصه في حلقها وقالت النصيب والنصيب اتقطع لحد كدا اشوف وشك بخير 
ثم تركتها وغادرت دون كلمه اخری 
خرجت لسياراتها وركبتها وانطلقت الي الحاره الشعبيه حيث مسقط رأسها وهي تنوي بدايه فصل جديد من فصول حياتها 
الفصل الأول 
وصلت كارمن الي الحاره الشعبيه وأوقفت سيارتها أمام أحد البنايات ونزلت تنظر الي الحاره بشوق وحنين يا الله لقد تغيرت الحاره كثيرا فهذا المقهي الشعبي أصبح أكبر واوسع وأحدث ومحل البقاله أصبح سوبر ماركت كبير للغايه والحاره قد امتلأت بالعديد من الورش ورشه الميكانيكي والمنجد والاستورجي وغيرها الكثير ابتسمت بحنين ثم رفعت عينيها الي البنايه القائمه امامها لقد احتفظت البنايه بحالتها كما هي وكأنها تعاند مرور السنوات ابتسمت بفرح وحنين وحزن وهي تتأمل الطابق الثالث حيث كانت تسكن مع أمها وابيها واخيها الأكبر رحمه الله ع أبيها وأمها اما أخيها فمنذ ان سافر الي أمريكا وقد بدأت اتصالاته تقل حتي انعدمت تماما وهي لا تنكر ابدا تقصيرها تجاهه فهي أيضا قد انشغلت بحياتها ونست العالم من حولها بل تظن انها نست
نفسها أيضا 
تنهدت بيأس لم يعد يفيد شئ بعد الآن فهي قد قررت ان تبدأ حياه جديده 
فتحت السياره وأخرجت حقائبها ثم انطلقت صاعده الي شقه والديها 
كان يجلس امام المقهي الخاص به يرتدي جلباب رمادي اللون وعمامه بيضاء ناصعه البياض يضع ساق علي ساق ويراقب الماره في الحاره وبجانبه ارجيلته كعاده المعلمين 
رأي سياره غريبه تدخل الي الحاره ومن ثم نزلت منها فتاه تبدو صغيره السن خمن انها في اواخر العشرينات تقريبا تشبه الأجانب او تلك الممثلات التي يراهم في التلفاز او علي مواقع التواصل من جاءت هذه الفتاه ومن تريد في حاره شعبيه كهذه وزاد تعجبه أكثر حينما دخلت بنايه الدكتور صلاح هل احدی الساكنات الجدد ولكن الدكتور لا يسكن أحد في بنايته فهي خاصه ملك له هو وابناء اعمامه ولكن كل هذه الافكار قد طارت من رأسه حينما شاهد اخری ذات طول فارع وجسد متوسط لا هو رفيع ولا ممتلئ ولكن ذات جسد ممشوق لا يستطيع إنكاره ترتدي عباءه سوداء وحجاب اسود يطل منه وجه القمر فهي بيضاء ذات عيون سوداء واسعه وقسمات مريحه للنفس 
تتبختر في مشيتها بأحد يديها محفظه نقودها وفي
اليد الاخري تمسك يد صغيرها ذو الخمسه أعوام 
الذي ما ان اقتربوا من المقهی ورأي المعلم نعمان حتي انطلق إليه سريعا وهي يصيح بفرح عمو نعمان عمو نعمان 
ضحك نعمان وهو يحمله ويقبل وجنتيه حبيب عمو نعمان عامل اي يا بطل 
ابتسم الصغير بفرح ورد انا كويس 
ضحك نعمان واردف الحمد لله 
كانت قد اقتربت منهم وهي تبتسم لمشاهده منظر صغيرها وهو معلق ع كتف نعمان عذرا المعلم نعمان كما تحب ان تدعوه تكلمت بصوتها ذو الرنين المميز العوافي يا معلم 
تنحنح نعمان بحرج وبعض من الخجل لا يظهر إلا حينما يراها الله يعافيك يا ست هدير 
ابتسمت هدير واجابت تسلم وتعيش يا معلم 
سكت نعمان لثواني ثم نظر للصغير وسأل ع فين العزم 
ردت هدير بسرعه ولهفه لاهتمامه بها هروح اشوف سهير اصلها كلمتني وقالتلي اروح معاها شويه هي وروان 
ابتسم المعلم برزانه وأردف ومالو ثم وجه كلامه للصغير خد بالك من ماما يا ياسين 
هز الصغير رأسه بجديه حاضر يا عمو 
ضحكت هدير بخفه واضطرب قلب نعمان وازدادت خفقاته كمراهق صغير يسمع لأول مره ضحكه حبيبته وليس رجل في الأربعين من عمره 
أمسكت هدير يد صغيرها ثم قالت قول لعمو سلام يا ياسين 
رد الصغير سريعا سلام 
ابتسم نعمان وقال مع السلامه يا حبيبي 
ثم انطلقت هدير مع طفلها وهي تودع نعمان بنظره وابتسامه 
صعدت كارمن الي الدور الثالت ووقفت أمام باب الشقه تبحث في حقيبتها علي مفتاح الشقه في نفس اللحظه التي خرج فيها الدكتور صلاح من شقته المقابله لها وقف صلاح للحظات يفكر في الواقفه والتي تعطيه ظهرها وبجانبها العديد من حقائب السفر الملونه ثم غلبه الإدراك وهو يتعرف عليها انها هي لن يخطئها ابدا ولو بعد مئات السنين همس اسمها همس خرجت من قلبه قبل شفتيه كارمن وكارمن كأنها سمعته استدارت تنظر إليه بأبتسامه رائعه أعادته لسنين مضت أخرجته كارمن منها بفرحتها برؤيته صلاح 
ابتسم صلاح وهو يبعد شعره عن عينه في عاده ملازمه له ازيك يا كارمن 
هزت كارمن رأسها بخير الحمد لله انت عامل اي 
تنحنح صلاح يبعد عن رأسه أفكاره عن نعومه صوتها ورقتها وأردف انا كويس الحمد لله ثم سكت وسأل مره واحده اي اللي فكرك بينا بعد الغياب دا كله 
مرت سحابه حزن علي وجهها وامتلئت عينيها بالدموع وكادت ان تفقد تماسكها الهش حتي تبكي وتنتحب مفرغه شحنه البكاء التي حبستها بحزم ما ان رأت بعينيها زوجها وهو ېخونها ولكنها تماسكت واجابت والله انا ع طول فكراكم بس انت عارف الدنيا بتلهي 
هز صلاح رأسه بتفهم ثم سأل وناويه تقعدي هنا اد اي انا شايف ان معاكي شنط 
ابتسمت كارمن وقالت ناويه اكمل اللي باقي من عمري هنا وسط أهلي وناسي انا شبعت بعد 
مرت في رأس صلاح العديد من التساؤلات ولكنه قرر ان يتركها كما تريد فهي تبدو ضعيفه وهشه جدا ولن تتحمل اي مناقشات الآن فهو يعرفها أكتر من نفسها يعرف انها مكسوره وتريد ان تبكي بشده ولكن كعادتها تعاند نفسها وتظهر بمظهر اللامباليه ولكنها تحترق من الداخل 
ابتسم صلاح وقال والله دي الحاره تنور بوجود كارمن هانم 
ضحكت كارمن منوره بأهلها يا دكتور 
ابتسم صلاح ولم يعلق لتردف كارمن صلاح ممكن تساعدني في فتح الباب والشنط 
أسرع صلاح نحو الباب وقال اكيد طبعا بس يا كارمن الشقه بقالها سنين مقفوله ومحتاجه تنضيف مش هتعرفي تقعدي فيها وهي كدا 
عضت كارمن علي شفتيها وقالت طب هعمل اي 
ابتسم صلاح وهتف متشليش هم حاجه انا هجبلك حد ينضفها ادخلي انتي اقعدي في شقتي انا كدا كدا نازل العياده ولما الشقه تجهز هاجي اقولك 
ثم أخرج من جيبه مفتاح شقته وفتح باب الشقه وأخرج المفتاح وقال دا مفتاح شقتي خليه معاكي
عشان
تبقي مطمنه أكتر ماشي 
شعرت كارمن بالحرج الشديد وقالت ملوش لزوم والله يا صلاح انا هقعد قدام الشقه لحد ما تتنضف ويمكن اساعد في حاجه 
هز صلاح رأسه بنفي لا والله ابدا ادخلي انتي بس اقعدي في شقتي وملكيش دعوه بأي حاجه 
ابتسمت كارمن شكرا يا صلاح هتعبك معايا 
رد صلاح بهدوء ولا تعب ولا حاجه يا كارمن 
ادخلي انتي بقا عشان انا كدا هتأخر علي المرضی بتوعي 
ابتسمت كارمن ودخلت الشقه بعدما ادخل صلاح الحقائب وخرج ثم القی السلام وانطلق الي عيادته وهو يكلم السيده التي تنظف له شقته لكي تجلب اخري معاها لينظفوا شقه كارمن 
في مكان آخر 
كانت هدير تجلس مع سهير وروان ابنه عمها يتسامرون كعاده جلسه الفتيات 
هتفت روان بشقاوة وهي تغمز بعيناها أخبار المعلم نعمان اي يا ديرو
تنهدت هدير بشوق وابتسمت بحب وقالت كويس يا اختي بيسلم عليكي 
ضحكت روان حبيبي يا معلم سلميلي عليه كتير 
نظرت لها هدير بغيظ وغيره ما تتلمي يا بت محدش يقول عليه حبيبي غيري 
اڼفجرت روان في الضحك وهتفت يا اختي بهزر دا المعلم يجي من دور ابويا 
شهقت هدير وهي ټضرب بيدها علي صدرها ابوكي دا اي يا دا المعلم لسه في عز شبابه 
كادت ان
 

تم نسخ الرابط