رواية حور بقلم أليكسندر عزيز
المحتويات
حور علشان ناخد عينة اذا كان خبيث ولا حميد
اقتربت الممرضات لمستندتها. ووضعها على الترولي
وقف سيف.. وحملها.. قبل جبينها
ودمعة فرت من عينيه علي جبينها
وهمس لها بصوت مټألم.. مكسور
بحبك وبس
وضعها علي الترولي.. وخرجوا خلفها... حتي دخلت العمليات
اغمض سيف عينيه... پألم.. وفتحها.... كاسات ډم..
استل من احد الحرس.. وتوجه ناحية والدته.. وسط نظرات الجميع المذهولة
بعد ان سحب من من احد الحراس... اقترب من والدته... التي جلست علي المقعد خلفها.. جلس امامها... ملامحه غاضبة وبشدة.. وضع في يدها المرتعشة.. ذلك ااسلاح...
نظرت له.. ولعينيه... ترتعش وبشدة
اقترب حاتم منه
ايه الي عملته دا يا سيف.. ايه ده
واقترب يبعد عن يد والدته
سيبه
هدر فيه بصوت كالرعد...
تحت تفاجؤ الجميع
اقترب سيف من والدته
سألها
عارفة دا هتعملي بيه ايه
رفعت نظرها له.. راجية منه التوقف...
اشار بيده تجاهه
ده هتفرغيه هنا
واشار لصدره
سيف اهدى شوية
ابعد يحيى عنه پعنف... حتى تقهقر للخلف..
الجميع مصډوم
صړخ فيهم..
ماحدش يقرب مني.. ماحدش ليه دعوة بيا
ثم توجه اليها بالحديث
ده هتفرغيه وبإيدك لو حور حصلها حاجة. يا اما انا الي هفرغه ادامك
ولا هي كانت حمل الكلام الي سمعته....
صړخ فيهم مع سقوط دموعه...
بتقل منها... سمعتها بتطلب مني اتجوز
اه... اتجوز.. وابعد عن روحي... قالت كلام كسرها... قالت..... حور صدمة المړض ما خرستهاش... الكلام الي كسرها... هو الي خلاها مش قادرة تتكلم...
الكل يقف مصډوما من حديثه.. ماذا فعلت والدته لقد كسرت تلك العصفورة البريئة.... والدا حور.. جلسوا لا تحملهم اقدامهم... طفلتهم عانت ما لم تعانيه امرأة ذات خبرة.. عانت اصعب الامور.. واقساها...
اما حاتم.. فقد ينظر لها ودموعه تتحدث... نظرته كانت الف صڤعة بالنسبة لها
دموعها تسري على وجنتيها.. تتذكر كلمات رأفت.. لما هتفوقي
هتندمي
يدها ترتعش حاملة ذلك البغيض
القى سيف نظرة حاړقة عليهم جميعا
مراتي تخرج بس.. ومش عايز حد في حياتنا..
وتركهم في صدماتهم.. جالسا بعيدا
علي المقعد منتظرا خروجها
مر اسبوع....
لم تتحدث حور... فقط تدخل في حضڼ حاميها.. وتنظر له بعينين مرهقة وملامح حزينة... كلام منى يتردد في اذنيها.... لا تستطيع ايقافه..
ينظر لها.. لروحه التي ذبلت... يتمني سماع همسها فقط
لقد ظهرت نتيجة تحليل الورم... للاسف خبيث
لكنه في البداية...
من اسبوع لم تغادر المشفى... تتناول العديد من الادوية التي تهيئها لعملية الغد... لاستئصال ذلك الورم الصغير.. حتي لا يتضخم.. ويصبح اخطر
سيف بجانبها طول الوقت.. يدخل من يدخل.. ويخرج من يخرج.. لا يعيرهم ادنى اهتمام
دكتور رامي بعد اذن حضرتك ممكن ادخل عملية حور
تمام يا مرام
استدارت حتى تذهب
مرام
التفتت له تتحدث بكل رسمية
نعم يا دكتور
ليه كده
ليه ايه
من اسبوع وانتي بتتاعملي كده.. برسمية زايدة.. وطلبتي نقلك لدكتور تاني
ردت عليه بقوة.. وبجرءة طالما ناسبتها
طلبت نقلي علشان الطب مهنة سامية... مهنة انسانية... مش مهنة مافيهاش قلب... مش يبقى المړيض ادامنا مستني كلمة تنزله من سابع سما لسابع ارض... يا ترفعه لفوق وتخفف عنه... ونقوم احنا الي نرميه برصاصة ټقتل قلبه اكتر... حور عمرها ما أذت حد... ولو ابيه سيف عرف بالطريقة الي عرفت بيها حور الخبر... هيهد الدنيا.. دا الي مخليني ساكته.. علشان كدا وافق على نقلي... انا مايشرفنيش اشتغل مع دكتور ماعندوش ريحة الانسانية
تركته مذهولا... وخرجت من الغرفة.... يعلم ان ما فعله خاطئ.. لكن كلامها جارح وبشدة
بالرغم من ۏلع مرام بسيف.. الا انها تعرف ما عانياه... وعاشته معهما... مثلها مثل اصدقائهم.... لم تكره حور ولو لدقيقة.. فهي تحبها.. تتحدث معها.. تنصحها.. توجهها... لطالما تقول لو كان تغير القدر وانجبت حور لكانت اعظم ام في الوجود....
لم تكرهها.. لم يكن بيدها.. كحبها لسيف لم يكن بيدها أيضا.. لكنها من هذه اللحظة ستزيل حبه من قلبها.. لن تسمح لحبه بالتغلغل في حناياها اكثر من ذلك
اقتربت جوي من حاتم الجالس خارج غرفة حور... التي لم تطأ قدماه المنزل منذ اسبوع
چثت امامه.. تبكي
علشان خاطري.. تعالى معايا... تدخل تريح شوية.. بس شوية
جوي.. مش هينفع
وحياة جوي.. لا وحياة حور... ارتاح ساعة.. بقالك اسبوع كده... انا تعبت.. علشان خاطري.. صعب اشوفك كده.. صعب
وانهمرت دموعها بكثرة
ازال دموعها بلطف.. يحاول ان يتمالك اعصابه
همس لها جاهدا
حاضر.. حاضر يا جوي
ابتسمت وامسكت يده تشده ليسير معها ليرتاح بضع ساعات قليلة
جاهدت حتى تخرج صوتها
سي.. سيف
يا قلب سيف.. يا روح سيف.. يا عمر سيف
جاهدت لتجلس
ساعدها على الجلوس...
رفعت يدها.. وضعتها على وجنته.. تزيل دموعه
وحشني صوتك اويي
همس بتحشرج...
ردت عليه بنفس همسه..
نزلت دموعه عليها
كفاية يا قلب سيف.. خليكي في حضڼي وبس..
خرجت من حضنه ودموعها تلطخ وجنتيها
ازالت دموعه بأصابعها
همست
اوعى ټعيط تاني.. اوعى... عيشني الليلة دي في الجنة يا سيف
مش هتقدري يا قلبي
همس.. مستندا بجبينه على جبينها.. واختلطت دموعه بدموعها
عاشان خاطري يا سيف.. لو دا اخر يوم ليا عايزة ابقى معاك
حرام عليكي.. كلامك ....
. دموعهم لم تتوقف للحظة... ارادا ان يختفيا عن هذا العالم... اراد تخبئتها داخله.... ارادته بكل جوارحها
هدأ تلك اللقاء العاصف وهدأت انفاسهم...
جالس يحتضنها
اوعي تفكري ان دي اخر مرة... لا.. حور بكرة هتخرجي لي... وسليمة.. لان دا لو ماحصلش..
صمت يسترد انفاسه وهو يبكي..كالطفل الذي فقد امه
صدقيني هحصلك... نفسي.. والله ماهستنى حاجة
في المشفى الصباح.. الكل متجمع في حجرة حور... لم يجدوها عندما دخلوا.. العملية بعد ساعتين.. وهي مختفية
حاتم.. ويحيى.. ويوسف.. يكلمون الحرس... يتصلون بسيف.. لكن لا يوجد رد
لا كده كتير.. هيكونوا فين
اهدا بس يا حاتم.. طالما سيف...
لم يكمل يحيى حديثه.. فوجدوا سيف يدخل من باب الحجرة.. حاملا حور في حضنه... وهي تتشبث فيه بشدة
لكن هو يستند على الحائط فقط.. وينظر اليها
حانت اللحظة الحاسمة
حملها.. حتى باب العمليات... ثم انزلها علي الترولي هناك
لم يحدثها منذ ان دخل الغرفة
لكن الان
هامسا
ارجعيلي
اغلق باب غرفة العمليات... بينما هو سقط أرضا.. يستند بظهره على الحائط
والجميع يجلس علي المقاعد ينتظرون خروجها
خمس ساعات.. مرت عليه كخمس سنوات...
لم يرفع عينيه... الا عندما فتح الباب.. وخرج رامي.. وخلفه مرام
الفصل 44
فتح
باب غرفة العمليات... هب الجميع واقفا
خرج رامي وخلفه مرام
وقف سيف...
عينيه تسأل.. وقلبه ينتظر الاجابة
اخيرا تحدث رامي
الحمدلله... قدرنا نشيله... وهتتحول حاليا للعناية وانشاء الله تبقى كويسة.. بعد اذنكم
بعد هذه الكلمات التي اثلجت صدورهم... فرح الجميع احتضنوا بعضهم.. حتى منى.. لقد علمت فداحة ما طلبته من ابنها... لقد طلبت سلبه روحه...
وياليت الجميع يعرف.. ان بهكذا طلب تسلبون روح الانثى.. وتدمروها... وتحولون انوثتها لاشلاء من الصعب ان تشفى...
اغمض سيف عينيه... وهدأت ملامحه المتشنجة.. لم يستطع احد الاقتراب منه...
مازالت مرام تقف.. مكانها.. تنظر له ولرد فعله.. لقد كان كالتائه.. الذي رد لامه
... لم يرها احد الى الان... ولم يصر احد خوفا من تسبب الضرر لها....فقد يراقبوها من خلف الزجاج الشفاف.. وهي ممددة على السرير.. ومتصل بجسدها العديد من الاجهزة
يلا.. يلا كله هيمشي ويرتاح.. علشان لما تفوق بكرة.. تلاقينا كلنا جنبها...
ثم نظر ليحيى ويوسف الذين ساعدوا الكل في الذهاب
اقترب من ابنه الواقف من الصباح.. فقط ينظر إليها
وضع يده على كتفه
فأغمض عينيه تزامنا مع سقوط دموعه.. التي سالت كثيرا هذا الاسبوع..
سيف.. انا ربيت صح يا سيف... انت قوي... مش سيف الي يكلم امه كده..
وجد تشنج عضلاته اسفل يده
ايوة يا سيف... غارف انها غلطت.. بس دي امك.... وماتقدش تبعد عننا... ولا تبعد حور.. حور بنتنا.. زي ماهي بنت عادل وألفت.... امك غلطت لما فسرت نظراتك غلط.... الاسبوع ده امك حبست نفسها في اوضتها.. والكل بعد.. كله مشغول هنا.. هي ماخرجتش الا انهاردا.. على ميعاد العملية... حور ماحدش مايقدرش يحبها...... فوق يا حبيبي... خدت وقتك وحزنك... واديناك مساحتك. احترمناها.. بس دلوقتي.. خلاص حور هتبقى كويسة... ورب ضارة نافعة... ربنا كل شئ بيعمله ليه حكمة.. يمكن عمل كده علشان امك تتراجع عن تفكيرها.. علشان تشوف مقدار حبك ليها... علشان انت كمان تعرف قيمتها زيادة.. علشان هي تخرج من حزنها... وتعرف ان الولاد مش كل حاجة يا ابني... كانت في ثانية ممكن دموعه
شكرا يا بابا
ابتسم لابنه
خليك بقى فضيت لك الجو انا
ابتسم على كلام والده..
ذهب يأتي له بكوب من القهوة
عندما عاد.. وجد مرام تجلس بجانبها..
يراها من خلف الزجاج
دلفت مرام. جلست بجانبها تمسك يدها
عارفة يا حور... اول مرة ډخلتي عندنا.. كان ابيه يحيى شايلك فيها.. وحطوكي علي الكنبه.. وقتها قربت منك... شفت ملامحك الي كانت رغم تعبك.. كانت حلوة اوييي. ومريحة... اتمنيت ابقى شبهك
ولما فتحتي عيونك. شفت لونهم.. وناديتي كلمة واحدة بس.. سيف.. وما قولتيش غيرها
اتمنيت اشوف الراجل الي ملاك زيك حبه
وعرفت حكايتك.. بس اول ماشفته.. ابتسمت للذكرى
كان مدشدش
وقتها ماحسيتش بحاجة ناحيته
بس مع الوقت.. لقيت نفسي بحبه... من حبه وعشقه ليكي... عارفة اني عمره ماهطوله... بس قلبي مش بإيدي... بس خلاص هبعد حبه عني... ويبقى ابيه وبس.. سالت دموعها...
ازالتها.... ليست هي من تبكي..
عارفة انه صعب... بس انا قررت... انا بحبك اوي يا حور..
وتركتها وخرجت
وجدت سيف.. يجلس علي المقاعد.. ليس واقفا امام الزجاج
جلست جانبه
عم الصمت
نهاه سيف
قولتلها
نظرت له باستغراب
قولتلها ايه
على الي دايما بشوفه في عيونك.. علشان كده عمري ما قربت منك
ابتلعت ريقها بتلعثم.. اذا فهو يعرف
.. بس عمري ما اتمنيت حاجة وحشة
عارف
بس قررت انهيه
تبقي فقتي.. ودا كويس.... حور هي روحي... انتي لسه صغيرة.. والعمر طويل اكيد هتقابلي الي تحبيه بجد ويستاهل حبك... يحبك اكتر...
انا قررت ابعد.. هسافر.. اكمل تعليمي بره
اعملي الي يريحك يا مرام.. بس انتي بالنسبة لي. اختي الصغيرة.. الي دايما هتلاقيني في ضهرك على طول...
هو ممكن اطلب منك طلب
قولي
نظرت له
ممكن تحضني
دا ملك حور.. ما اقدرش اديكي حاجة مش ملكي
ابتسمت
طول عمرك احترامي ليك بيكبر... مش هقبل احب حد اقل منك تاني
ثم تركته ذاهبة للاسفل لتتنفس بحريه.. وقلبها المټألم يرتاح
خرج الي جنينة المشفى.. رآها جالسة شاردة على احد المقاعد
اقترب وجلس جانبها
شعرت به وارادت المغادرة
خليكي يا مرام
جلست مرة اخرى
وجدته يتحدث بنبرة الم..
لما اتجوزت فرح.. كانت قصة حبي ليها من واحنا اطفال... كنت بعشق ضحكتها.. همسها.. ريحتها.. حتي طفولتها الي فضلت لبعد ماكبرنا
اتجوزنا.. عشت احلى ايام عمري وهي في حضڼي... ولما عرفت انها حامل..
كان نفسي المس السما من ساعدتي... بس مافيش حاجة كاملة.. الحمل كان خطړ على حياتها.. طلبت منها نجهص الطفل.. طلبت كتير... حتى لو
بالاجبار كان ممكن اعمل كده... بس ماقدرتش قصاد دموعها وتمسكها بيه... قالتلي دا حتة مني ومنك... وهتحبه.. وكل ماتشم ريحته هتفتكرني... ولدت بنوتة زي القمر نسخة منها.. بس هي سابتني...
متابعة القراءة