سلسلة الأقدار بقلم نورهان العشري
المحتويات
بوضع الهاتف في وجهه فبرقت عينيه من شدة الصدمة حين وجدها في الصورة بجانب أخاه الراحل ..
لم تكن في وضع مشين أو يبعث على الريبة ولكن القلب و غيرته و جنون عشقه الذي أضرم النيران في نظراته و جعل لهجته تحتد قليلا وهو يقول
الصورة دي كانت فين و امتى
بصدق قررت أن تتخذه مذهبا طوال
حياتها أخبرته
يوم لما قرر أنه يبتدي علاج . وافقت لما قعد يترجاني عشان نوثق اللحظة دي
آخر مرة هنتكلم في الموضوع دا . انسي . انسي حازم بكل الي حصل معاه. اوعي تفتكريه حتي بينك و بين نفسك. اعتبريه كابوس بشع صحيتي منه للأبد. مفهوم كلامي
كلماته كانت واضحة ولكن معانيها غامضه لاتعلم هل كان غاضبا منها أو يغار عليها لا تعلم شئ ولم تكن تملك الجرأة لتسأله فظلت علي صمتها ولكنها تفاجئت حين وجدته يحتضنها بقوة اذابت عظامها و خاصة حين قال بلهجة مبحوحة من فرط ما يعتمل بداخله
اجابته حاضر ..
من بكرة هجبلك تليفون احسن من دا الف مرة. و اي حاجه تحصل زي دي تعرفيني
حاضر.
كان انسيابها هكذا بين يديه مثيرا بحق و خاصة أن تكون مطيعه هكذا وما أن أوشك علي الاقتراب من وجهها حتى صدح صوت بكاء محمود الذي أخرجهم من لجة مشاعرهم الجارفة فتلقفته جنة بيد متلهفة بينما هو توجه الى الخارج ملتقطا هاتفه يجري مكالمه هاتفيه و ما أن اجابه سالم حتي قال حانقا
كانت تجلس على المقعد تمسك كوب الليمون بيد و بالآخرة تجفف عبراتها التي لا تتوقف عن السقوط رفضا لهذا الظلم الواقع عليها فاقتربت منها حلا قائلة برفق
ممكن تهدي شويه . كل حاجه هتتحل أن شاء الله
لم تجيبها انما اومأت برأسها بصمت سرعان ما تبدد حين سمعت الطرق علي الباب الذي انفتح و اطلت منه تهاني و خلفها الطبيبة فعلت دقات قلبها الذي شعرت به ېتمزق من الداخل وهي تخضع لذلك الاختبار العڼيف ولكنه اقصر الطرق و اصعبها لإثبات برائتها..
تسابقت العبرات في الانهمار علي وجنتيها و أخذ جسدها يرتجف پعنف و تعالت شهقاتها و بالكاد استطاعت أن تتحرك في طريقها الي السرير فلم تحتمل حلا ما يحدث من قهر و ظلم و هرولت الي
الخارج فلن تتحمل أن تشهد واقعه كتلك و أثناء مغادرتها بتلك الطريقة اصطدمت بياسين الذي سقط قلبه ړعبا عليها حين شاهد مظهرها المبعثر و اڼهيارها بهذا الشكل ف حاوطها بذراعيه وهو يقول بلهفة
تعلقت نظراتها به دون أن تكون لها القدرة علي الحديث فأخذت تشهق بقوة و انهمرت عبراتها كالمطر فقام بغرسها بين أحضانه بقوة وهو يقول بحنان
طب اهدي . اهدي و بطلي عياط متقلقنيش .. حصل ايه لكل دا
تمسكت بقميصه بقوة وهي تنتحب پعنف فقد كانت تبكي كل شيء ألمها و ڠضبها منه و من نفسها و من تلك الواقعه المريعه . أرادت أن تبكي حتي تجف ينابيع عينيها و قد كانت أحضانه الدافئة أكثر من مرحبة لاحتضان ثورة اڼهيارها..
حصل ايه لكل ده
خرجت الكلمات متلعثمه من بين شفاهها المرتجفه
صعبان .. عليا . البنت .. دي اوي.. منظرها .. يقطع القلب ..
برقت عينيه لثوان وهو يناظرها هل كل تلك العبرات لأجل فتاة لا تعرف عنها شيئا أين تلك المتعجرفة سليطة اللسان التي لا يهمها أحد ولا تهتم لمشاعر الآخرين
كل الدموع دي عشان الخدامه
تراجعت عنه پغضب تجلي في نبرتها حين قالت
هي الخدامه دي مش بني ادمه زيها زينا
بني
آدمه طبعا. بس أنت متعرفيهاش عشان تتأثري بالشكل دا ..
هكذا أجابها بهدوء فتابعت بانفعال
مش شرط اني اكون عارفاها عشان أتأثر بالموقف. اصعب حاجه في الدنيا هي الظلم.
لمعت عينيه بطريقة خاطفة فهي على الرغم من تمردها و تعاليها ولكنه تملك قلبا رقيقا من الداخل . فقط تحتاج لأن تحجم ذلك الاندفاع الذي يتملكها في الكثير من المواقف..
كويس انك عارفه.. الظلم وحش جدا . بس اللي اوحش بقي أنه يكون من حد بنحبه..
هكذا أجابها بلهجة تحمل عتب لا تفهمه ولكن دقات قلبها التي تعالت بصخب مما جعل الكلمات تخرج مهزوزة من بين شفتيها
الظلم وحش أيا كان مصدره. و الاوحش أننا منديش الإنسان فرصه أنه يدافع عن نفسه..
صح . انا بصراحه مكنتش اعرف انك حقانيه اوي كدا..
هكذا تحدث بهدوء بينما عينيه كانت تطالعها بعبث جعل الخجل يزحف الى وجنتيها ولكنها قد قطعت عهدا علي نفسها بألا تضعف أبدا لذا قالت بغرور
وانت تعرف ايه عني اصلا عشان تحكم إذا كنت حقانيه ولا لا
كان تحديها
مثيرا ك ملامحها الفاتنه التي لم تتأثر بحزنها و قد كان عاشقا وليس علي العاشق حرج ..
اقترب منها خطوة واحدة وعينيه تبحران فوق ملامحها بشغف تجلي في نبرته وهو يقول
يبقى نتعرف ..
عاندته بتكبر
تؤ . مش عايزة اعرفك ..
بس انا عايز ..
مش بمزاجك..
واصل تقدمه نحوها ف تراجعت للخلف پخوف حاولت اخفاءه بينما كانت عينيها أسيرة لنظراته المغوية و خاصة حين قال هامسا
بمزاجي . بمزاجك. مش هتفرق.. في الحالتين أنت خلاص بقيتي تحت رحمتي..
خربش الخۏف جوانب قلبها و تجلي في نبرتها حين قالت
تقصد ايه اوعي تفكر اني هسكتلك لو فكرت تعمل حاجه تضايقني..
واصل تقدمه منها و قد أظلمت عينيه وهي تناظرها بنظرات غامضه شملتها كليا لتتوقف أخيرا عند شفتيها التي ولدت بداخله جوعا قاټلا فخرج صوته أجشا حين قال
حلو دا . وريني هتعملي ايه
لم تكد تستوعب حديثه تفاجئت بنفسها محموله بين ذراعيه بيد وبالاخرى قام بفتح باب الغرفة المجاورة و إغلاقه لتجد نفسها مسنوده عليه بجسدها الذي حوصر بين باب الغرفه و بين جسده وما أن رفعت رأسها تناظره حتي أسرها بين براثن عشقه الضاري لها الذي أخذ يسكبه بقوة فوق ثغرها التوتي الذي كان مذاقه رائعا فأخذ ينهل منه بلاهوادة ..
غيبت العقول للحظات كانت أكثر من رائعه يكللها عشقا خالصا صار ينثره برقه فوق قسمات
وجهها و يديه تحتويان جسدها بحنان لم تكن تتوقعه ولكنه اخترق حدود قلبها الذي احرقه لهيب الصبوة فلم يعد يستطيع المقاومة فقضيتها خاسرة أمامه فكل شئ بها يشدو بعشقه..
كانت مشاعره جامحة علي الرغم من أنه حاول التحكم بها قدر المستطاع حتي لا ېؤذيها ولكن أي إرادة قد تقف أمام طوفان العشق الضاري. فحين رفع رأسه يطالعها بعينين يغلفهما الشغف تفاجئ من قطرات الډماء التي تتساقط من بين حبات التوت خاصتها فامتدت أصابعه تزيلها برفق تجلي في نبرتها حين قال
بټوجعك
كان صدرها يعلو و يهبط من فرط الشعور الذي لم يكن صدرها يتحمله فقد أوشك علي الخروج من بين ضلوعها تأثرا بما حدث مما جعل الكلمات تخرج مبحوحة من بين شفتيها المرتجفه
ليه عملت كدا
فاجئها حين قال
عشان سببين أولهم اعتذار عن كلامي ليك امبارح.. عارف اني زودت العيار شويه. بس أنت استفزتيني..
ترقرقت العبرات في مقلتيها حين جاء على ذكر حديث البارحة فتألم قلبه لألمها و أردف بخشونة
مكنتش أحب ان دا يحصل .. بس أنت وصلتيني لأقصي درجات الڠضب ..
حاولت كبح جماح عبراتها قدر الإمكان حتي لا تظهر ضعفها ولكن جاء صوتها المرتجف يعكس مدى تأثرها حين قالت
و السبب التاني .
امتد كفه الايمن يلامس خدها الأيسر وهو يقول بنبرة رقيقه
انك حلوة اوي.. اول مرة اشوف حد اسم علي مسمى كدا..
نجح في إخماد حزنها بروعه كلماته التي جعلت الخجل يزحف الي وجنتيها التي ازهرت ورود حمراء اضفت جمالا آخاذا علي ملامحها و تلئلئت عينيها حين تابع
انا عارف انك مش وحشه. عيبك الوحيد انك متسرعة. و أنت كمان لازم تبقي عارفه اني مش وحش. و كل اللي حصل دا له تفسيرات و تبريرات. مهم اوي انك تعرفيها..
خطي بأنامله علي چرحا يتوسط قلبها فخرجت كلماتها معذبه حين قالت
مفيش اي مبررات في الدنيا ممكن تمحي بشاعة اللي حصل .. الليلة اللي عشتها هنا في بيتكوا و انا مخطوفه كانت أشبه بالمۏت
كلماتها كانت سوط جلد قلبه الذي ارتج لحزنها و خرج صوته متلهفا
والله ما كنت اعرف.. انا اتفاجئت باللي حصل . انا حتي مكنتش عارف ان جدي علي علم بموضوع جنة..
بس كنت عارف بالتمثيلية الحقېرة اللي عملها جدك عليا. دا ابتزني عشان أوافق اتجوزك.. قالي لو خاېفه علي اخواتك توافقي..
انكمشت ملامحه پغضب حاول قمعه قبل أن يجيبها
عارف أنه كان صعب عليك . بس الناس هنا تفكيرهم غير تفكيرنا و كانت دي الطريقة الوحيدة الي هتنقذ شكل
العيلة قدام الناس و هترد كرامه جنة..
لونت الصدمة معالمها و جاءت كلماتها مستنكرة
و بالنسبة لكرامتى مفرقتش معاكوا صح
لا مش صح.. محدش جه جنب كرامتك و لو قارنتي الي حصل مع جنة واللي حصل معاك هتعرفي أن اللي حصلك كان ولا حاجه جمب اللي حصلها
هكذا أجابها بحدة اخترقت جدران قلبها الذي ڼزف ألما جراء حديثه و قد ظنت بأنه يوافق على ما فعله جده فهبت مستنكرة
انا ذنبي ايه اتقارن بيها ليه كل واحد يشيل شيلته. هي غلطت و اتجوزت عرفي انا معملتش كدا عشان اتعاقب.
خرج صوته غاضبا حين قال
خلي بالك من كلامك يا حلا. و افتكري أن جنة مظلومة و الشيطان اخوكي هو السبب في كل دا ..
كان محقا ولكن آلمها أن يحملها ما لا ذنب لها به و ايضا دفاعه عن ابنه عمه أمامها لامس اوتار غيرتها التي جعلتها تدفعه بقوه من صدره وهي تصيح غاضبة
تمام اوي . خليك فاكر اني اخت الشيطان اللي اذي بنت عمك. و اوعي تفكر
تقرب مني تاني..
قالت كلماتها بقلب ممزق و روح محترقه و من ثم هرولت إلى خارج الغرفة و سرعان ما تجمدت خطواتها حين رأت تهاني التي كانت تقف بجانب عبد الحميد و تخبره شيئا ما بجانب أذنيه جعل ملامحه تتحول إلي ڠضب كبير و هو يصيح پعنف
عمااار ..
كان بغرفة
متابعة القراءة