رواية مهرة النعمان للكاتبة فريدة الحلواني
المحتويات
تهزي بكلمات غير مترابطه من بين شهقاتها العڼيفه
علا البكاء من الجميع حتي اضطر الطبيب للتدخل خوفا عليها وقال اهدو يا جماعه مينفعش كده انتو لازم تكونو اقويه عشان تقدرو تساندوها في الي جاي
ثم اقترب من مهره وقال اهدي يابنتي واسمعيني
ولكنها لم تلتفت له الا حين قال بقوه ولااااادك هيضيعو
انتفضت مهره والتفتت له وهي تحاوط بطنها المنتفخ بيديها لحمايه اطفالها وتقول بړعب ااااا يعني ااايه ولادي
انتي لو حامل في طفل واحد كان الموضوع هيبقي اسهل
انما في حالتك دي
اقل مجهود مع الزعل هيبقي انتي الي بتضحي باولادك
يبقي سواء صدقتي الي حصل ورضيتي بقضاء ربنا او حاشا لله اعترضتي ده شىء يرجعلك انتي بس ميكونش التمن ولادك الي اكيد قبل ما يسافر وصاكي عليهم يبقي انتي لازم تكوني قويه و تتغلبي علي حزنك عشان تقدري تنفذي وصيته ليكي
والله يابنتي من اول يوم دخلتو فيه عليا وانا حبتكم لله في لله كده و حبيت اكتر حبكم لبعض الي بقي نادر جدا في الزمن ده
انا معنديش حاجه تاني اقولهالك غير ان علي قد حبك لبدر علي قد ما هتكون قوتك انك تعافري و تتغلبي علي المك عشان
انهي حديثه بالأستأذان منهم وخرج
صمت مطبق سيطر عليهم
ولكن كلماته كان لها أثرا كبيرا علي مهره فقد نزلت علي جمر قلبها كقطرت ماء اطفأت لهيبه و أقتنعت بكل حرف قاله لها بل اقسمت ان تنفزه بالحرف حتي حينما يعود بدرها لينير حياتها التي اظلمت من بعده يجدها كانت علي قدر المسؤليه و استطاعت الحفاظ علي اولاده
هكذا حدثت مهره نفسها ثم قالت انا عايزه ارجع بيتي يا جدو
الجد حاضر يا قلب جدك انا هكلم الدكتور لو يسمحلك بالخروج نروح علي طول دي ستك فرحت اوي ان ربنا رجعك لينا بالسلامه و قامت تجهزلك قوضتك كمان
مهره بعد أذنك يا جدو انا مش هسيب بيتي لوسمحت
مهره وهي تعود للبكاء و تقول يعني انتو مش مصدقين انو لسه عايش ده براحتكم و حاجه تخصني مقولتش حاجه انما كمان عايزين تحرموني من المكان الي كان بيجمعنا سوي و تبعدوني عن ذكرياتي معاه حرام عليكم
اقترب منها عادل
مهره وحياه بدر يا عمي سبني براحتي وانا والله العظيم هستحمل اي حاجه عشان ولاده وبالعكس وجودي في بيتي مش هايتعبني عالاقل هشم رحتو فيه
قبل اعلي راسها وقال حاضر يا نن عين عمك كل الي يريحك هعملهولك بس ليا طلب عندك
نظرت له بتساؤل فقال خليكي ماشيه بالنظام الي كنتم عليه يعني كام يوم كده اقعدي فيهم في بيتك لحد ما حالتك تستقر بعدها تنزلي الصبح تقضي اليوم معانه و بالليل اطلعي نامي في شقتك والبنات يبقو معاكي ماشي يا حببتي
مهره باستسلام حاضر يا عمو
احضر احمد الطبيب الذي وافق علي خروجها مع تعليمات مشدده بالألتزام بمواعيد الأدويه والتغذيه مع الراحه
وبالفعل بعد فتره كانت تجلس في منزل النعمان وسط جميع العاءله الذين فرحو اخيرا بخروجها هي و اطفالها سالمين ولكن ما جعل قلبها ينقبض هو اتشاح النساء والفتيات بالسواد
اختنقت كثيرا ولم تعد تحتمل هذا المشهد اكثر من ذلك
مهره معلش يا جماعه هستأذنكم هطلع ارتاح شويه
الجده بلهفه ليه يا حببتي انا وضبتلك قوضتك القديمه تقعدي فيها ولو عايزه تقعدي في قوضه الغالي الله يرحمه براحتك
نزل دعاء الجده علي قلبها كخنجر مسمۏم أدمي روحها ولكن لا بأس مهره يتعتادي علي سماعها منهم و رحمه الله تجوز علي الحي و ....المېت
مهره معلش يا تيتا انا مش هرتاح الا في بيتي و هبقي انزل اقضي
اليوم معاكم زي ما كنا متعودين
اعترض الجميع علي قولها ولكنهم ازعنو لرغبتها حتي لا يذيدو الضغط عليها ففي كل الاحوال ستكون الفتيات معها لرعايتها
نوال خلاص يا قلب امك اطلعي خدي دش و ارتاحي و انا هعملك الاكل و اطلعهولك لحد عندك
اعقب كلام العمه صعود مهره والفتيات الي الاعلي حيث بيتها و حياتها و ذكريات مهما طال الزمن لم ولن تمحي
بمجرد ما دلفت الي بيتها وقفت في مكانها و اغمضت عينيها ټشتم راءحه المكان الذي كل جزء فيه يحمل ذكري لهما معا فحبيبها كان يحرص علي صنع ذكري جميله في كل ركن من اركان بيتهم سواء هنا او في منزلهم السري
نظرت الفتيات الي بعضها بحيره وۏجع فهم يشعرون بحزنها فهن لا يعلمون ما يتوجب عليهن فعله للتخفيف عنها ولكن سيحاولون
اقتربت منها مها تمسك مرفقها لتحثها علي التحرك وهي تقول تعالي يا ميمو اقعدي ارتاحي حببتي بلاش تقفي كتير
فاقت مهره من حالتها و قالت انا هدخل قوضتي اريح شويه
زينه تعالي حبيبتي نو......
قاطعتها مهره معلش مش عايزه حد معايه
سبوني علي راحتي
اعقبت قولها بدلوفها غرفتها و اغلقت الباب عليها و هنا سمحت لنفسها بالاڼهيار
جلست علي فراشهم تتحسس عليه و تميل عليه علها تجد راءحته مازالت عالقه في المكان وقالت من بين شهقاتها انا زعلانه منك يا قمري كده هنت عليك تغيب عني كل ده والله لما ترجع هخاصمك بس ارجع ارجوك حبيبي ارجع
في تلك الاثناء شعرت بركله من احد اطفالها فاعتدلت و ابتسمت من بين دموعها و قالت وهي تمسد علي بطنها بحنان انت مش عايزني اعيط يا حبيبي حاضر خلاص انا سكت هههه هو قمري قالك تعمل كده عشان معيطش
خلاص انا هسمع الكلام بس قوله ميتأخرش عشان وحشني
مسحت دموعها المنهمره في وسط حديثها وقامت اخرجت عباءه بيتيه مريحه وبعض الاغراض ثم خرجت لتنعم بحمام دافيء لعله يريح تيبس عظامها بسبب نومتها الطويله
وجدت الفتيات يرتبن المنزل و يزيلون بعض الاتربه التي تراكمت فتره غلقه
حاولت ان تمزح معهم قليلا لتشعرهم انها بخير انا شايفه انكم اخدين راحتكم و منتشرين في البيت ماشاء الله كأنو بيت ابوكم هو
جارتها لميس في المزاح براحتنا بيت اختنا و اخونا نع.....قطعت حديتها حينما دمعت عين مهره بذكر كلمه اخونا
اقتربت منها الفتيات
انفصلت عنهم مها وهي تسحب مهره لتجلس علي الاريكه قاءله بقولكم ايه بلاش عياط بقي احنا طالعين نهون عليها ولا ننكدها ذياده
جلسن الفتيات دون حديث
قطعت مهره الصمت وهي تقول مفيش نكد ولا حاجه يا موها ثم نظرت للارض تستجمع نفسها وبعد لحظات اكملت انا عايزه اطلب منكم طلب ولو سمحتو توافقو
لوجي ايه يابت الادب الي نزل عليكي فجأه ده بتستأذني عشان تطلبي
طلب مننا الله يرحم ايام الأفتره علينا و تخلينا نعمل الي انتي عيزاه بالعافيه
قالت هذا لتمزح معها ولكن اتي حديثها بأثر عكسي
حيث بكت مهره وهي تقول الي كان مقويني غايب عني
ثم مسحت دموعها و اردفت انا بس ترجاكم بلاش تلبسو اسود بلاش تحسسوني بغيابه بالطريقه البشعه دي احساسي انه عايش هو الي مخليني قاعده معاكم دلوقت و بحاول اقاوم بس بكل السواد الي حواليا ده صدقوني هنهار وانا لازم احاول ابقي قويه واستحمل غيابه عشان خاطر ولاده اڼهارت في البكاء واكملت ارجوكم بالله عليكم ساعدوني
بكت الفتيات معها وهم لا يعرفون ماذا عليهم فعله
بين الماضي والحاضر نشج حب لا يعرف ل الاستسلام مصير ف بين مطبات الحياة و على مر دهر من السنين عاد ليكمل المسير ذالك الإنسان من لديه من غرامة الاصرار ليكمل...
مر شهران علي تلك الاحداث لا جديد يذكر غير اهتمام مهره المبالغ به بصحتها من اجل صغارها والتزمت بالأدويه في مواعيدها و اصبحت تأكل بشراهه نظرا لبلوغها نصف الشهر السابع
و قد بدأت الدراسه و ذهبت الفتيات الي جامعتهم و حينما طلب منها الجد ان تذهب معهم حتي ولو يوم في الاسبوع لأثبات حضورها
ردت عليه رد افحمه ياجدو حتي لو السنه راحت عليا مش هقدر انزل مالبيت من غير أذن بدر انا روحت للدكتور عشان هو قبل ما يسافر شدد عليا ان اروح ميعاد المتابعه
لم ينطق الجد فهو لم يجد ما يقوله و ترك لها الحريه فيما تفعل فأذا كان ايهامها لنفسها ان حبيبها مازال علي قيد الحياه هو سبيلها في تخطي الحزن و التأقلم علي غيابه فلتفعل ما تشاء ما دامت بخير امامه هي و صغارها
حتي انها كل تلك الفتره لم تخرج من المنزل الا مرتان لزياره الطبيب الذي طمأنها كثيرا علي حالتها الصحيه و كان فرحا و فخورا بها انها وبرغم صغر سنها و قوه الصدمه التي مرت بها الا انها اجتازتها
وحينها اصرت مهره علي اصطحاب عمها عادل والد حبيبها ليكون معها هو مادام ولده مازال غاءب
ولكن كل هذا التماسك كان امامهم فقط ولكن حين تدلف شقتها لتبيت فيها هي واحدي الفتيات او جميعن ولكن بشرط ان تنام وحدها في غرفتها و هن ينامون في غرفه الاطفال
وحينما ذاد استغراب الفتيات لما يروه من تصرفات غريبه تصدر منها قررو ان يبلغو الكبار لعلهم يجدو طريقه ينقذوها مما هي فيه
نوال يابنتي ماهي كويسه و بدأت تضحك تاني انتي هتخوفيني ليه
مها يا ماما انا مش بخۏفك انا بقولك علي بيحصل انتي عارفه ساعات نبقي قاعدين نلاقيها قامت تعمل كوبايتين نسكافيه ولما نسألها لمين التاني تقولنا لبدر بس ولاده هيشربوه بداله لحد ما يرجع
ولو جاعت و حطت اكل عالسفره بردو تحط
طبقين واحده قدمها وواحد قدام الكرسي الي كان بيقعد عليه بدر تاكل شويه من طبقها و بعدين تقوم وتقعد مكان بدر و تاكل الي في طبقه كله
ده غير برفانانه الي طول اليوم ترش منها في الشقه كلها مجرد ما تحس ان الريحه بدأت تروح ترش تاني هي بتمثل قدامكم انها بقت كويسه انما من جواها ربنا الي
اعلم بيها
و هاكذا مرت تلك الايام
حتي
متابعة القراءة