رواية عازف بنيران قلبي بقلم سيلا وليد
المحتويات
اللي بتقوليه دا ياماما بيتي هو بيتكم احنا اللي ضيوف عندكم ومتنسيش دا خير بابا واملاكه كلها انا ما إلا أني ادير
ربتت على كتفه وتحدثت بحبور
ربنا يخليك لينا ياحبيبي اخواتك قالوا كدا كمان قالوا نوح مستحيل يزعل
ماما اخواتي زي زيهم يعني حقهم في مال بابهم بلاش تعملي حساسية في الموضوع دا
بس المزرعة دي تعبك وشقاك ياحبيبي من وقت مااتخرجت وانت مهتم بيها اه انا اشتريتها بس دي كانت خړابة مش بالجمال دا
اتجه ببصره إلى أسما واستأنف
ومنكرش كمان دور اسما في الخضروات والفواكه وأسيا في سلالات الحيوانات
قبل نوح كفيها
عندك حق يابابا لو حد له فضل في المزرعة دي يبقى اسوم حبيبة قلبي
نوح اټجننت اعمل احترام لعمو ومامتك..تراقص بحاجبيه
ايه يااسوم مش بقول الحق
ابتسمت خجلا على نظراته وحركاته استمعت إلى صوت طفلتها فنهضت متجهة إليها
ملاكي صحيت ليه..بكت الطفلة ورفعت كفيها لكي تحملها والدتها ..حملتها وتحركت بها للداخل كان يحيى يراقب دخولها فهمس
عندك حق يابني انك تحب اسما البنت طلعت أصيلة اوي بصراحة تفوقت على والدك يادكتور
اتفضل يادكتور واحسن حاجة تروح تحج مع عمو أسعد علشان تقتنع أن اسما تربية نوح الكومي مش منير العشري ابدا
قالها
وتحرك للداخل
بمنزل حمزة ..انتهت درة من صلاة القيام تبحث عن زوجها وجدته يقوم بإعداد القهوة
حمزة هتشرب قهوة دلوقتي مش هتنام
عندي قضية عايز اشتغل عليها حبيبتي أنت نامي وانا هصحيكي للسحور..رفعت نفسها
.اومأ لها بإبتسامة
وانت من أهل الجنة ياحبي
اتجه لغرفة مكتبه وجلس يتابع إحدى قضاياه استمع إلى رنين هاتفه
أيوة ياجاسر
على الجانب الآخر
بتصل براكان مابيردش بقولك عايز منك خدمة وبما أنا ظابط مينفعش ادخل
ظل يستمع إليه فأردف
اعتبره حصل بس قبل اي حاجة الدنيا هتتقلب علشان تبقى عارف
قهقه حمزة ثم مسح انفه قائلا
اللعب حلو ياكنج بس اعرف العبارة قبل أي حاجة..سبه جاسر واغلق الهاتف ..ظل يقهقه عليه وهو ينقر بقلمه قائلا
بقيت شرس ياجاسر وانا بحب ألعب مع الأشراس
استمع إلى خطوات ابنه دلف الطفل وهو يفرك عينيه
حبيبي ايه اللي صحاك..فرك الطفل بعيناه
عايز اشرب يابابي وصلت المربية قائلة
آسفة استاذ حمزة كنت بصلي وهو خرج..أشار إليها
خلاص مش مشكله شربيه كوباية لبن وخليكي معاه لما ينام..وصل سيف يمسك بنطال والده
عايز مامي ..حمله حمزة واجلسه على سطح المكتب
حبيبي مامي تعبانة روح مع انطي نور هتحكيلك حدوتة حلوة ..ومامي لما تصحى هخليها تروح عند سيف
رفع كفيه وقبله واستأنف حديثه
سيف شطور اوي وهيسمع كلام بابي علشان بكرة بابي ياخده الملاهي
نزل الطفل متجها إلى مربيته يلوح لوالده
سيف هيشرب اللبن وينام بسرعة ..ابتسم حمزة ثم جلس ينهي عمله قطع انغماسه بالعمل رنين هاتفه
تراجع بجسده وقام بالرد
حبيبي عامل ايه واخبار ماما..اجابه على الجانب الآخر
كويسين حبيبي كنت بقولك احفادي وحشوني ماتجيب مراتك وتقضوا معانا اسبوع
رجع خصلاته للخلف وتنهيدة خرجت من أعماقه بتفكير
والله يابابا الايام دي عندي قضايا كتير في المكتب غير البرج السكني اللي اصحابي مشغولين بيه مينفعش اسيبهم في الظروف دي لكن اوعدك اقرب وقت اعرف أسافر هجيب درة والولاد اكيد
ابتسم والده بتهكم
زي كل مرة ياحمزة يابني معرفش ليه مصر تفضل في مصر ايه اللي عجبك في العيشة عندك
ارجع رأسه على المقعد واجابه بنبرة شجية كعاشق
طيبة اهلها الونس اللي بتلاقيه في روحهم الحلوة يابابا الحب والحنان اللي بجد مش مجرد شعارات الصداقة اللي بتخليك قوي وضهرك محمي ومطمن على نفسك علشان وقت ماتوقع هتلاقي اللي يسندك السند ياوالدي العزيز ودا مش هلاقيه غير في مصر
قهقه والده بصوت مرتفع
لا ..دا انت حالتك صعب يابني..نقر حمزة بقلمه على مكتبه
ماترجع تستقر هنا بقى يابابا هتفضل متغرب على طول
اجابه والده بهدوء
حبيبي انا اتعودت على الحياة هنا صعب ارجع مصر تاتي بقالي عمر هنا ياحمزة ..اومأ حمزة متفهما ظل لبعض الوقت يتحدثون ثم أغلق الهاتف متجها إلى زوجته لأيقاظها لتناول السحور
بقصر البنداري
استيقظ بعد فترة يبحث عنها ظنا إنها بالداخل اعتدل يمسح على وجهه
كنت بحلم..هذا ما حدث به نفسه
توقف متجها للمرحاض بعدما نظر بساعته توضأ واتجه ليقيم صلاة الشفع والوتر ثم توجه إلى غرفتها وجد الغرفة خالية ترجل للأسفل وجد الجميع جالسون يشاهدون بعض البرامج المشورة بهذا الشهر
تحرك حتى وصل إليهم
انتوا منمتوش رفعت زينب عيناها الحزينة إليه واجابته
مجليش نوم خلصت صلاة وقعدت مع ليلى اتجه ببصره ينظر لتلك التي تتناول الفسدق ونظراتها لشاشة التلفاز ..تحرك إلى أن وصل إليها ثم جلس بجوارها جاذبا من يديها السرفيس الذي يوضع به المسليات
بكلمك مابترديش ليه ..رفعت نظرها إليه ثم اتجهت ببصرها للمسليات
ماما زينب ردت مالوش لزوم ردي وبعدين مالي
ردي بالبندق هات ياراكان وبطل شغل الاطفال دا
رفع حاجبه ساخرا
اطفال طيب قومي عايز اكل ومش هاكل من ايد حد غير ايدك
ضحكت زينب ثم اردفت
سيبها ياراكان هخلي منى تعملك حاجة..
لأ قالها ونظراته عليها ثم أشار بعينيه متحدثا
هي اللي حكمت ياماما قال ايه مش عايزة اكل غير من أيدها
مش كدا يامدام..تأففت ثم نهضت قائلة
بدل قولت يامدام يبقى اكيد ياروحي قالتها متحركة وهي تهمهم ..سامعك على فكرة
ولجت إلى داخل المطبخ وابتسامة تزين ثغرها اتجهت للثلاجة تحضر له اطيب الأنواع بقلبا ينبض عشقا ولجت الخادمة
مدام ليلى.. حضرتك ارتاحي وانا هجهز الاكل المستشار ..
هزت رأسها رافضة
لأ روحي أنت دلوقتي ووقت السحور هبعتلك تحركت العاملة للخارج ..وقفت لتقطيع بعض الخضروات ..شعرت بوجود أحدهما خلفها
كدا تخليني نايم لوحدي وقاعدة تاكلي فسدق وبندق..تراجعت برأسها للخلف ه
راكان بتعمل ايه عيب كدا
أدارها له رفع ذقنها وحاوطها بعينيه
زعلان منك بجد..عقدت ذراعها تطالعه بسخرية
شوف مين اللي بيتكلم مش
حضرتك اللي فارض العقاپ شكل حضرة المستشار بينسى
احنا اتصافينا على فكرة..نزلت غاضبة وهتفت بسخط
وأنا متصفتيش مش الجارية بتاعة حضرتك وقت ماتحب ووقت ماتكره
تراجع بعض الخطوات ثم استدار متحركا للخارج دون حديث
ذهلت من فعلته ظنت أنه سيراضيها بكلامه المعسول الذي اشتاقت له
قبضت على منامتها ثم ضړبت الأرض باقدامها
ماشي ياراكان..اتجهت لأنهاء وجبة طعامه خرجت بعد قليل ووضعت الطعام على المائدة
جهزتلك أكل..كان ينظر بهاتفه رفع نظره الى الطعام ثم اتجه إليها
غيرت رأيي هاخد ذبادي بس هاتيه وعايزه طازة
برقت عيناها تنظر لزينب التي وضعت كفيها على فمها تمنع ضحكاتها وصل أسعد يوزع نظراته بينهم
مالكم ..ضيقت ليلى عيناها ثم اتجهت ببصرها لأسعد
عمو اسعد جهزت السحور بدري النهاردة بالهنا على قلبك انت وماما زينب ..قالتها واتجهت إلى المطبخ وخرجت بعد دقائق معدودة بيديها سرفيس ثم وضعته پغضب أمامه
دا اللي موجود عجبك تأكله انت حر مش عجبك قوم صلي ركعتين وادعي لنفسك بالهداية ..ثم استدارت إلى زينب وأسعد
بالهنا على قلوبكم انا شبعانة والنوم خلاص بيروادني بعد اذنكم ..قالتها وتحركت للأعلى
اتجهت زينب لأبنها
غلطت المرة دي ياسيادة المستشار يعني وقفت وعملت كل الاكل اللي حضرتك بتحبه وفي الاخر تقولها غيرت رأيي
تراجع مستندا على المقعد مردفا
ماما الدنيا مش خربت يعني قولت ماليش نفس ثم اتجه لوالده
وبعدين انتوا هتنسحروا بيه يعني تعبها مرحش ولا حاجة ..زفرت زينب غاضبة من أفعاله قائلة
أنا عارفة انك اعقل من كدا وبطل شغل العيال دا انا لو منها كنت شلت الأكل وحميتك بيه
توسعت عيناه بذهول فأشار على نفسه
الكلام دا ليا ياست الكل..ڼصب عوده وحمل بيديه كوب الزبادي واستدار متحركا
طيب الاكل عندك ياست ماما بالهنا انتي وسعودي
وصل إلى غرفتها دفع الباب ولكن وجده مغلقا ..ركله بقدمه
ماشي ياليلى هتروحي مني فين قالها واتجه إلى غرفته
باليوم التالي عصر اليوم عاد من عمله ..هرولت كيان إليه
بابي..حملها على وجنتيها
حبيبة بابي فين اخواتك ياقلبي..أشارت لباب الغرفة وتحدثت
زين جوا مع نانا وانطي داليا وأمير في النادي مع مامي
مسد على خصلاتها ثم انزلها
طيب روحي العبي بالجامز بتاعك هوصل لجدو جلال وراجع
تحركت خطوة ثم تراجعت اليه بابي !!
استدار متوقفا ينظر إليها
أشارت بكفيها قائلة
وطي عايزة أقولك حاجة
انحنى يستمع إليها
مش حضرتك قولت اللي بيفطر في رمضان بيروح الڼار علشان كدا ميرو بيصوم
ضيق عيناه منتظر باقي حديثها فلوحت بكفيها
طب ليه مامي كانت بتاكل امبارح بالنهار مانجة وكمان شوفتها بتاكل فراولة مش كدا مامي هتروح الڼار
ابتسامة ساخرة تجلت على ملامحه فحاوط ابنته قائلا
كوكي بتسمع كلام بابي مش كدا
اومأت برأسها بالموافقة ..فأكمل قائلا
متتكلميش
تاني وتقولي حاجات تشوفيها علشان كدا عيب يابابي اوكيه
اومأت برأسها
اوكيه بابي ..أشار لها
ياله حبيبتي روحي العبي تحركت متجهة للخارج فأوقها
كوكي..استدارت له فتحرك متجها إليها لثم جبينها قائلا
اي حاجة تخص مامي بس تقوليها لبابي وبس حتى أمير ممنوع تقوليله حاجة اوكيه
همست له
بابي هيعاقب مامي صح يابابي
ذهب ببصره البعيد وابتسم
أكيد ياروح بابي ياله روحي
وصل إلى بيت جلال دلف للداخل متسائلا
فين فرح!
أجابته سارة
قافلة على نفسها ..دلف إليها بعدما طرق على باب غرفتها وجدها تجلس على الفراش تحتضن ثياب طفلها وعبراتها تنساب على خديها بصمت
تنهد ثم تحرك متجها إليها وجلس بجوارها على الفراش قائلا
رغم انك اذيتيني اوي واذيتي سليم الله يرحمه بس عمري مافكرت عقابك يكون بالقسۏة دي انا حاولت اقرب من الولد علشان سليم الله يرحمه مش
علشانك ابدا
رفعت نظرها إليه وهمست بنبرة متقطعة
ابني وحشني أوي ياراكان قلبي وجعني عليه لسة صغير اوي
ادعيله بالرحمة يافرح مش يمكن يكون شفيعك يوم القيامة
مش هقدر اقولك انسيه بس اقدر اقولك ساعات ربنا بيختبرنا لنقوى أنت جواكي حاجة نضيفة وكويسة ولو مكنتيش كدا مكنتش وقفت جنبك
اللي شفعلك عندي حبك لسليم الله يرحمه علشان كدا بقولك انسي الماضي وابني حياة جديدة ونضيفة بعيد عن الخداع والكذب
نهض من مكانه ثم أشار على خصلاتها
الأول لازم توقفي مع نفسك وتراجعيه وتدخلي من باب التوبة نلبس حاجبنا اللي ربنا أمرنا بيه ونتقي ربنا في أعمالنا واقوالنا وبلاش نبص للناس على أننا الملوك وهم العبيد
ازالت عبراتها قائلة
ياااه ياراكان اتغيرت اوي
ابتسامة تجلت بملامحه فلمعت عيناه قائلا
ربنا يرزقك بشخص يغيرك للأحسن يافرح..ياله قومي اتوضي وصلي وادعي ربنا بقلبك وان شاءالله حبيبتي قلبك هيرتاح
استدار متحركا فاستمع إلى همسها
شكرا يابن عمي استدار بابتسامة مريحة أرسلت لقلبها الآمان ثم تحرك متجها إلى منزله
بعد عدة ساعات دلف إلى غرفتها وجدها تغفو بهدوء
تحرك حتى وصل إليها
ليلى ..فتحت عيناها تنظر إليه مستفهمة
فيه حاجة ...جلس على المقعد ثم أردف
اه..نمتي قبل ماتاكلي الزبادي ليه
ثم رفعت بصرها إليه
اكيد بتهزر ياراكان جايلي في نص الليل علشان تقولي ماأكلتش ذبادي ليه هو اصلا وقت السحور جه نظرت بالساعة ثم جلست على ركبتيها وأشارت بسبباتها
اطلع روح كل زباديك برة انا تعبانة وعايزة انام
ڼصب عوده واتجه إليها ثم انحنى
متابعة القراءة