رواية للعشق وجوه كثيرة بقلم نورهان العشري
المحتويات
جيدا كيف كانت نظراته إليها فقد كانت تشعر و كأن عيناه تغمرها و بأن ضلوعه تحتويها بالرغم من
عدم اقترابه منها
تشعر وكأن هناك مغناطيس يجذبهما تجاه بعضهما البعض حاولت كثيرا الا تفكر به و لكن عبثا فما أن تحاول طرده من مخيلتها و تلجأ للنوم حتى يأتيها في الحلم كفارس بحصانه الأبيض يختطفها كما يختطف الأمير محبوبته
قاطع شرودها صوت رنين هاتفها فقامت بإلتقاطه لتشعر وكأن تيار كهربائي قد صعقټ عندما وجدت أن المتصل لم يكن سوى ذلك الفارس المطبوعة صورته على جدران قلبها
الهاتف على أذنها تجيب بنبرة مهزوزة
آلوو
أتاها ذلك الصوت الذي اشتاقته بشدة و رقص قلبها طربا لسماعه حتى ظنت بأن صوت دقاتها قد وصلت إليه و لا تدري شيئا عن معاناته فقد حاول كثيرا تجاهل اشتياقه لها ورغبته الملحة في محادثتها فهو رجل غير معتاد على اللهو و العبث و خاصة كونهما تربطهما علاقه اسريه فقد آثر التأكد من حقيقة مشاعره نحوها قبل أن يأخذ اي خطوة تجاهها لكي لا يندم لاحقا فأخذ يقاوم ضجيج قلبه الذي كان يتوسله
ازيك يا روفان
قالها علي بنبرته الجذابة التي دائما ما يتخللها الثبات فيضفي عليه مزيدا من الجاذبيه حاولت أن تبدو لهجتها ثابته مثله حين قالت
بخير مادام انت بخير
قالها علي بصدق فكونها بخير هذا يجعله يشعر بأنه على ما يرام حتى و لو كان غير ذلك
تلعثمت من حديثه و تضاعف ارتباكها فجاءته نبرتها مرتجفة حين قالت
يارب دايما
صمت دام لثوان كسره علي زافرا و كأنه كان في معركة انهكته ليقول بنبرة عميقة
باغتتها كلمته حتى شعرت بأن قلبها قد قفز من بين ضلوعها من شدة انتفاضته فتسارعت أنفاسها و جف حلقها فأي شعور هذا الذي جعلها تحلق في السماء السابعة من مجرد كلمة
وجدت صعوبة في إخراج صوتها فصمتت خوفا من أن تخبره بأنها ټموت شوقا إليه لتأتيها نبرته التي يشوبها بعض القلق من صمتها
روفان انت لسه معايا
أجابته هامسه فبادرها بلهفه
ليه مابتروديش عليا
ينفع أسألك سؤال
هكذا تحدثت بهمس قابله مزاحه حين قال
ينفع تسالي اللي انت عيزاه من غير ما تستأذني
تحدثت بلهفه و لهجة حوت بعض العتب
انت ليه مشيت كدا على طول من غير حتي ما تسلم عليا قصدي علينا !
اتسعت ابتسامته فقد كشفت تلك الصغيره عن اشتياقها له بذلك السؤال الذي يبين مدى برائتها و قلة خبرتها ليجيبها بلهجة صادقة
ڠصب عني والله كان نفسي أسلم عليك اوي قبل ما امشي بس حصلت ظروف اضطرتني اني اسافر بسرعه
هتفت بلهفه و بلهجه طفوليه راقت له كثيرا
و متصلتش بيا ليه من وقت ما مشيت
ما أن أنهت جملتها حتي شعرت بمدى خطأها في البوح بمشاعرها و افتقادها له عن طريق ذلك السؤال الغبي لتحاول تصحيح خطئها قائله
اقصد يعني متصلتش تطمن على كاميليا ليه هي مش بردو بنت خالتك
ابتسم هذه المرة ابتسامه واسعه على هفوتها الأكثر من محببه إليه ليشاكسها قائلا
متصلتش علي كاميليا عشان بعرف أخبارها كل يوم من ماما و البنات و متصلتش عليك عشان مابحبش آخد خطوة غير و أنا متأكد منها
واتأكدت
و إلا مكنتش اتصلت
ما أن ختم كلماته حتى أتاه صوت كارما القادم من الخارج قائلة
يالا يا لول الناس جت تحت تعالى عشان تفتح لهم
شعرت روفان بالحرج فقالت بلهفة
طب شكلك مشغول اسيبك بقي لضيوفك
علي بتذمر
للأسف مضطر اقفل معاك لإن الضيوف دي مينفعش تتأجل
خربش الفضول جدار قلبها لتسأله بلهفه
ليه هما مهمين أوي كدا
أه يا ستي دا عريس جاي لغرام أختي و جاي من آخر الدنيا عشان نقرأ الفاتحه النهاردة انت ممكن تكوني تعرفيه دكتور رامي اللي كان بيشرف على حاله كاميليا في المستشفى فللأسف مقدرش اكنسل الميعاد و إلا مكنتش سيبتك
اطمأن قلبها لكونها عرفت ماهيه ما يحدث لتقول بخجل
لا و لا يهمك الف مبروك عقبالك
أجابها علي متخابثا
هنشوف موضوع عقبالك دا بعدين سلام دلوقتي و نكمل وقت تاني في كلام كتير عايز اقولهولك
أغلقت روفان الهاتف و وضعته فوق قلبها الذي كان يرقص طربا لتلميحاته المبطنه و ايضا تصريحه باشتياقه لها بعد ما كانت تعاني الأمرين من افتقادها له هاهو يعيد إلى قلبها الطمأنينة و يبثها بكلمات بسيطه تلك السعادة الفريدة من نوعها التي لم تشعر بها قط طوال حياتها حتى أنها شعرت بأن الأرض لا تحملها و أخذت ترقص مغمضة العينين داخل غرفتها و تدور حول نفسها مثل الفراشة لتصدم بتلك التي كانت تستمع لحديثها من بدايته و تنظر إليها بخبث فقد فهمت على الفور بأن صديقتها قد وقعت في العشق
الله الله دا ايه الفراشه البي طايرة في القصر بتاعنا دي أن شاء الله !
روفان بحنق
ايه يا هبابه انت خضتيني مش تخبطي و لا تكحي و انت داخله !
تشدقت ساخرة
ياتي بطه الأوزعة بتاعتي بقت بتتخض زي باقي البشر ! لا
لا مش مصدقه نفسي
روفان بحنق
خفه ايه يا بت اللطافه دي
اغمضت كاميليا عين وفتحت الأخرى ثم ألقت ذراعها حول كتفي روفان قائلة بنبرة ذات مغزى
اممم و هيبقى الطف و الطف لو قولتيلي ايه الجو اللي كان في الفون دا
ارتبكت من كلمات كاميليا خشيه انفضاح أمرها فقالت بارتباك
إيه ده هو انت واقفه هنا من امتى
قامت كاميليا بافتعال ملامح حالمية علي وجهها و قالت بلهجة رومانسيه مفتعله
من أول متصلتش بيا ليه من ساعة ما مشيت أة اقصد متصلتش تسأل علي كاميليا ليه هي مش بردو بنت خالتك ! بتجيبوا سيرتي ليه ها ليه
امتعضت
ملامح روفان من افتضاح أمرها كليا امام صديقتها فقالت بجفاء
أهو اخيرا بقالك لازمه و الواحد هيعرف يستفاد منك بحاجه
قامت كاميليا بالعبث بخصلاتها بمزاح وهي تقول
أنا يا أوزعه ماليش لازمه !
تحدثت روفان بتأفف محاوله نزع خصلاتها من يدها
بس يا بت سيبي شعري
عاندتها قائلة
مش هسيبه غير لما تقوليلي الموضوع من طأطأ لسلامو عليكوا
برقت عين روفان من فرط الإثارة ثم قامت بإعتقال رقبة كاميليا ساحبه إياها للجلوس فوق مخدعها سويا قائله بحماس
تعالي هقولك دانا عندى كلام كتير عايزة احكيهولك يا بت يا كامي
شاركتها كاميليا الحماس معانقه هي الآخرين رقبةروفان وهي تصيح بمرح
ايوا بقي عايزين نرجع أيام الرغي و النميمة بتوع زمان
أعتقد أن من اجمل ما يمكن أن يمتلك الإنسان في حياته
هي روح آخرى تشاركه جميع أحزانه و أفراحه تحنو عليه وقت احتياجه فقد جاء الصديق من الصدق الصدق في كل شئ لذا فأنا أعتقد بأن التعريف الصحيح للصديق هو ذلك الشق الذي انشطر من روحك ليسكن جسد آخر حين تحتضنه تشعر بالإكتمال فإن كان كل البشر كاذبون فروحك أبدا لن تفعل فهي دوما صادقه فهنيئا لمن وجد ذلك الشق المفقود من روحه
نورهان العشري
في مكان آخر نجد روح تائهه لا تدري علي أي أرض تقف أو بأي مكان عليها التواجد تشعر بأنها وضعت نفسها بين شقي الرحى
بإتخاذها هذا القرار بالموافقة على تلك الزيجة فقد اعماها بريق الإنتقام و أغرتها لذة طعمه عندما ترى الهزيمة والقهر في عيني من كسر بريق روحها و أفقدها طعم الفرح و لا تدري أن تلك اللذة تحوي بداخلها مرارة لم يقوي فؤادها علي تحملها و لكنها أبت الانهزام و فضلت الإنتصار المزيف الذي صوره لها قلبها المكسور فأخذت قرارها الذي تشعر بأنه كالحبل الذي التف حول رقبتها ما أن سمعت أصوات حولها بالغرفه تختتم الفاتحة فاتحه الطريق لهلاكها !
و لا الضالين آمين
ما أن انتهت العائلتين من قراءة الفاتحة حتى توالت التبريكات علي العروس غرام و عريسها الدكتور رامي الذي كان أكثر من سعيد بارتباطه بتلك الجنية الجميلة التي سړقت النوم من عينيه لحظة رآها و لا يعلم شيئا عن تلك الحړب الدائرة بداخلها و التي لا يدركها عنها أحد سوى شقيقتها ووالدتها التي كانت تعلم في قرارة نفسها بقرار ابنتها الخطأ فحاولت ثنيها بشتى الطرق عن ذلك الطريق الخطأ لتظل الأخيرة على قرارها لتتركها في نهاية الأمر تتحمل نتيجه قراراتها حتي أنها عندما اقتربت كارما منها قائله بحزن علي شقيقتها
ماما انا حاسه إن غرام مش مبسوطه شفتي شكلها عامل زي التايهه إزاي
أجابتها فاطمة بحزم
الموضوع دا اتقفل خلاص هي خدت قرارها و لازم تبقى قده و تتحمل نتايجه اللي بيشيل إربه مخرومه بتخر على دماغه يالا عشان نبارك لهم
اقتربت فاطمه بقلب يتألم لحال طفلتها و لكنها أبت أن تظهر شئ لټحتضنها متمتمه لها بكلمات المباركة فتفاجئت بابنتها تتشبث بها بقوة و كأنها طوق نجاتها مع سقوط بعض قطرات من الدموع من مقلتيها و كأن قلبها يشكو لوالدتها قائلا
أتألم يا أمي
ربتت فاطمه فوق شعر غرام و من دون النطق بشئ فإن لم تقدر أن تشارطها حزنها علنا فلتترك الأمر لقلبها عله يبثها بعضا من الهدوء و الأمان فطال العناق لدقائق حتي لاحظ جميعهم تشبث غرام بوالدتها ليتدخل علي بمزاح قائلا
إيه يا جماعة في ايه انتوا قلبتوها دراما ليه كدا دي يدوب قرايه فاتحه يعني قاعدة علي قلبنا لسه شويه كمان
تولت والدة رامي الإجابة فقد رجحت أن سبب بكاء العروس إفتقادها لوالدها فكثير من الفتيات يتمنون أن يكون أباؤهم بجوارهم في تلك اللحظات
دي دموع الفرح يا علي
واضح إن عروستنا مش جميله اوي و بس لا دي كمان رقيقه و حساسه اوي
ارتفع حاجب علي تلقائيا قائلا ببلاهه
غرام اختي انا رقيقه و حساسة !
قصدك ايه مش عجباك و لا حاجه !
نجح علي في جذب انتباه غرام و تشتيتها عن حزنها التي ما إن سمعت حديث والدة خطيبها حتى انسلت من بين أحضان والدتها لتغتاظ من دعابه
أخيها و تعود لها شخصيتها المشاغبه من جديد
لا طبعا هو انت في زيك يا ميمو ! دا انت اكتر حد جميل و حساس
متابعة القراءة