رواية للعشق وجوه كثيرة بقلم نورهان العشري
المحتويات
ضعفه في تلك اللحظة
مقدرش مقدرش ياريتني كنت اقدر ابعد عنك مكنش حصل اللي حصل
أخذت غرام
تنتفض و اخذ جسدها بالارتعاش فقام بتطويقها كمن يحاول حمايتها و بثها الأمان الذي لم و لن تشعر به مطلقا بجانبه و قام بالتوجه الى المشفي و
يتبع
الثالث عشر
كطير صغير كسر جناحه عند أول محاولة طيران له هذا هو الخذلان
من العبث ان نقف بحياتنا عند نقطه معينه ننتظر شخص لم يجبره احد علي الرحيل بل كان بملء إرادته فالقلب يميل ثم يحبحب و يتعلق و أخيرا يعشق فإن عشق لا يترك أبدا حتى لو اجتمعت عليه الارض و السماء و أما ما دون العشق لا يستحق أبدا دقيقه إنتظار واحده !
نورهان العشري
كانت كارما محاوطه كتفاها بذراعيها تحاول احتواء ذلك الألم الرهيب الذي يعصف بكيانها و تترجمه عيونها على هيئة أنهار من الدموع لا تستطع إيقافها فجميع حواسها الآن تتركز على صوره واحده حبيبها مع آخري !
أصيبت زرعت حبها بفيروس الخېانة القاټل الذي وحتى الآن لا يوجد أي دواء في هذا الحياه يمكن معالجة قلب أصابه ذلك الألم الناجم عنه فهو ېقتل القلب و لكن ببطء
لقد سألته مرارا و تكرارا هل اقټحمت حصونك انثي غيري فأقسم لي بأن قلبه لم يحوي سواي
كڈب ! نعم كڈب علي و على قلبي الغبي الذي كان يصدقه حتى قبل ان يتحدث و كان يلتمس له العذر في كل مرة اذاقني فيها خذلانه فالغدر لم يأتيني منه فقط بل من قلبي الذي غدر بي اولا عندما سامحه مرارا و تكرارا و اخذ يختلق له الاعذار الواهيه و أعطاه الخڼجر الذي طعنني به
عودة لوقت سابق
ها عايزة تعرفي عني ايه بقي يا سكرتي
انا مش سكرة حد دا اولا يعني ثانيا بقي قول اللي انت عندك استعداد اني اعرفه
نظرلها مازن بتسليه و أجاب بمرح
عندك حق بلاش سكرتي دي دي لما كنت صغيرة بضفاير انما دلوقتي انت كبرتي يا كرملتي و بقيتي فرسه
مازن احترم نفسك و بطل استهبال و ان كنت عديتلك اللي عملته في العربيه دا فدا مش معناه اني موافقه عليه و لو حصل تاني
قاطعها مازن بعشق و عينيه تغازلانها
هتعملي ايه يا روح قلبي
مش هتشوف وشي تاني
قالتها بارتباك من نظراته التي تغازلها فابتسم على خجلها المحبب و قال بهدوء
و دا ازاي بقي
قالتها ساخرة فأجابها بنبرة تحمل العشق و الإصرار معا
يعني مثلا لو قمت الصبح و قولت لنفسي يا واد يا مازن مش عايزين نشوف البت كارما دي تاني هلاقي قلبي بيعاندني و جايبني من قفايا و جاي يقولك وحشتيني نفس النظام بينطبق عليك قلبك هيعمل معاكي كدا بردو
كارما بدلال
والله لو قلبي عمل معايا كدا هسيبه يتفلق و مش هسمحله يتحكم فيا اصلا
ابتسم على طريقتها في الحديث و دلالها و أجابها بخشونة
الكلام دا عندك انت و الله يكون في عون قلبك بصراحه انما انا بقى واحد قلبي دا اغلي حاجه عندي و مدلعه عالآخر و مبقدرش ارفض له طلب
كارما بتخابث
امممم وياترى بقي كنت بتدلعه ازاي وانا مش موجوده
أجابها مازحا
كارما انت الداخليه عندنا خسرتك صدقيني انت محدش يعرف يحور عليك أبدا
صاحت بانفعال
اديك اعترفت انك بتحور في ايه بقي خاېف تحكيه و عمال تلف و تدور عشان تغلوش عالموضوع
قهقه مازن بشده و قال من بين
قهقهاته
خاېف ! انت متخيله بطولك دا ممكن تخوفيني !
كارما بثقة راقت له كثيرا
الموضوع مش بالطول يا سيادة الرائد دا بالعقل و بعدين انا طولي مظبوط علي فكرة انت اللي طويل بزياده
مازن بغزل
انت كل حاجه فيك مظبوطه يا قمر مش طولك بس
أردف كلماته بغمزة اربكتها فتصنعت الڠضب قائلة
ما قولنا احترم نفسك بقي
كانت كل ذره من كيانها تنتفض طربا لغزله الصريح بها و قد كان ذلك الماكر يعلم بذلك و يتجلى ذلك بوضوح في عينيه التي كانت تغوص في اعماقها و تكشف جميع أسرارها
كارمتي عايزك تعرفي اني في أقصى درجات الاحترام معاك والله و دي حاجه ضد طبيعتي
ڼهرته بټهديد
مازن هقوم امشي والله
أجابها بثقة بعدما تحرك ليجلس براحة أكثر
وماله يا روحي امشي لحد آخر مكان في الدنيا هتلاقيني
وراكي اي مكان هتروحيه يا كارما
أطلقت العنان لمخاوفها في الظهور على السطح و أعلنتها ببساطه
خاېفه أصدقك يا مازن
شاركها صراحتها و قام بفتح مغاليق قلبه ليعبر عن مكنوناته
عارفه يا كارما انا مكنتش قادر ارجع ليه طول المدة اللي فاتت دي
لم يتلق منها إجابه و لكن عيناها كانت تتوسله الا ېجرحها فطمئنها و أردف
عشان مكنتش هقدر اشوفك مكنتش هقدر اشوفك و ابعد عنك تاني و قبل ما تسألي كنت خاېف أأذيكي و اخنقك معايا بعقدة الذنب الي كانت ملفوفة حوالين رقبتي طول السنين دي و اللي يمكن بعدي عن ربنا هو كان السبب الرئيسي فيها
تقصد إيه
بسط إجابته و أطلق العنان لقلبه في بثها ما يحمله من أثقال و ما يشوبه من نقوصات
اقصد إني يوم ما روحت من عندكوا حسيت كإني كنت اعمي طول السنين اللي فاتت دي و فتحت لما شوفتك لقيت قلبي بيقولي ازاي كنا مختارين نعيش في الضلمه طول حياتنا
صمت لثوان وهو يتذكر تلك الليلة قبل أن يضيف بتنهيدة تعبر عن مشاعره حينها
فضلت طول الليل اتقلب عالسرير و مش عارف اخد قرار قلبي بيترجاني ارجعلك و محرمهوش من نور حبك و عقلي بيقولي اهرب احنا مش قد الوداع مرة تانيه
لحد ما ربنا أراد انه ينور بصيرتي و هنا سمعت أذان الفجر و حسيت بصوت بيقولي قوم صلي و سيب كل حاجه لربنا و فعلا اتوضيت و لجأت لربنا اللي كنت بعيد اوي عنه في حين ان الراحه مبتجيش غير في القرب منه
اخفض رأسه يتذكر خجله حينما كان يقصر في حق ربه ثم تابع يسرد روعه ما حدث معه
قمت صليت و قولت يارب و مش قادر اوصفلك الراحه اللي حسيت بيها بعدها و في لمح البصر اول ما حطيت راسي عالمخده نمت و شفت ابويا و امي في الحلم لابسين ابيض و حواليهم اطفال صغيرين كتير بيضحكولي و بيشاورولي من مكانهم و المفاجأة بقي إن دي كانت اول مرة يجولي في الحلم من يوم وفاتهم تقريبا كدا كانوا بيعاقبوني عاللي كنت بعمله في نفسي
لاحظ تأثرها من حديثه فتابع وهو يخاطب عينيه أولا
بعدها عرفت أن أهم حاجتين في حياتي هما قربي من ربنا اللي بالرغم من بعدي عنه مبخلش عليا بيك و ردك ليا من تاني
هتف قلبها متسائلا بلهفه
و السبب التاني
انت يا كارما انت اغلي حاجه عندي في الدنيا فرحة قلبي اللي عمره ما داق ولا عرف طعم الفرح غير بيك
لثمت كلماته چروحها فقد كانت كالبلسم لقلبها الذي ضاق ذرعا من آلامه و حلقت روحها في السماء السابعه فها هو حلمها قد تحقق به و عاد لها فارسها الذي انتظرته لأعوام
و من فرط الفرحه لم تشعر بجريان الدموع علي وجنتيها قائلا بعشق
مفيش حاجه ولا حد في الدنيا يستحق دموعك دي يا قلبي دموعك دي غاليه عليا اوى يا كارما انا بحبك و عارف اني جرحتك ببعدي بس صدقيني قلبي
مبطلش يوم يحبك انا كنت بعاقب نفسي قبلك
أن تركنا العنان للقلوب فهي تعلم أكثر مما نظن و تشعر بما يخفيه اللسان و قد ألهمها قلبها بأن هناك الكثير مازال مدفوفنا بصفحات عينيه فقالت بخفوت
امال ليه عنيك بتقول كلام كتير لسانك مقالهوش
طاوع عقله و عاند قلبه مؤكدا على حديثه
قلبي اللي بيتكلم يا كارما مش لساني
لا يمكن للأنثى إلا أن تتصاع خلف شعورها فواصلت حديثها قائله
طب اصدق مين فيهم
صدقي قلبك و شوفي هيقولك ايه
لم تكن الأمور عادله معها لذا قالت بتنهيدة حاړقة
قلبي هييجي عليا معاك يا مازن
قلبك حاسس بقلبي وعارف ايه جواه
تريد قطع بذور الشك من جذورها فقالت بإصرار
في حاجه معرفهاش
راوغ سؤالها بقنبلة تتفجر داخلها كلما ألقى تلك الكلمة على مسامعها
بحبك اوي
تجاهلت ضجيج قلبها إثر سماعها كلمته و واصلت تريد العبور إلى أبعد ما يمكنه السماح لها
في حد دخل حياتك في غيابي
محدش دخل قلبي غيرك
معرفتش حد بعدي
ضاق ذرعا من إصرارها فهتف بعناد
محبتش حد غيرك ليه مش قادره تصدقي
لا تتنحى الأنثى حين يتعلق الأمر بالغيرة و هي كانت تتألم بداخلها لسبب لا تعلمه لذا تابعت بقوة
اقنعني
تتجوزيني
متخبيش عنيك مني كفايه اتحرمت منهم كل دا
هكذا تحدث بخفوت و لهجه معاتبه فأجابته بجفاء يوحي بمدى لوعتها و ما يعتريها من تخبط
خاېفه اعرف اترجم اللي في عنيك يا مازن و يوجعني
أجابها بصدق
عمري ما هوجعك ابدا
يبقي متخبيش عني حاجه
زفر بتعب من عنادها
عايزه تعرفي ايه
كل اللي معرفهوش
أجابها بخشونة
تتنافى مع عذوبة كلماته
اللي متعرفهوش اني مكنليش حد قبلك ولا هيكونلي حد بعدك
تفاقم الڠضب و طغى على كل شئ فحاولت كبحه في استفهام جاف صريح فلا طاقة لها في المراوغة وهو لا يستجيب
و انا مش موجوده مكنش في حد بيعوض غيابي
شددت
علي كلماتها بكل ما يعتمل بداخلها من خوف
لم تتلق من شفتيه اي إجابه و لكن تولت عيناه مهمه الرد عليها فقد أخذت ترسل إليها شرارات من العشق الذي فاض به قلبه و ارتوت به روحها و لكن أبت ان تسلم رايتها فقالت
ساكت ليه
سيبت عيوني ترد عليك سيبتك تشوفي فيهم انت بالنسبالي ايه
لم تستطيع الصمود أمام عينيه أكثر فأدارت وجهها تقول بتململ
انت بتلجأ لطرق غير مشروعه علي فكرة
ابتسم قبل ان يقول بخشونة
في الحب و الحړب كل شئ مباح
هتفت بحنق
بس دي حرب غير متكافئة
استنكر حديثها قائلا
حرب مش حب ! طب ليه مش متكافأه من وجهه نظرك
أجابته بتذمر
عشان كل حاجه ضدي فيها كل حاجه فيا بتحاربني معاك يا مازن
لم يهتم لأي شئ و قال بعذوبة
و كل حاجه
فيا بتعشقك يا كارما ليه راميه نفسك في الحيرة دي كلها و سايبه الظنون تاخدك و توديكي
اخرجت مكنوناتها في تنهيدة قويه اتبعتها
متابعة القراءة