رواية تعويذة عشق بقلم رحمة سيد
المحتويات
وابرد انا
وفجأة سمعوا صوت اقدام تركض نحو الغرفة.. فنهضت حنين بقلق وكذلك حمزة الذي هب منتصبا ...
وفجأة وجدوا الباب يفتح فشهقت حنين مصډومة بينما قال حمزة بهمس نال نفس الصدمة
شروق !!!
اقتربت منهم مسرعة لتشير لهم وهي تلهث
يلا بسرعة مش وقت الصدمة تعالوووا...... !!
..الفصل الثامن والعشرون حياة
وبدوا كأنهم يركضون في سباق الحياة.. في سباق فوزه سيكسر خط الألم في حياتهم.. وخسارته ستعمره حتما !!!!
خرجوا ليصدموا بالشباك بين رجال الشرطة ورجال شريف !
لم يكن منه الا ان سحب حنين من ذراعها لتبقى خلفه ثم ركض نحو الخارج.. وفلتا بأعجوبة وكأن ذلك القدر أفسح لهم الطريق نحو النجاة ولو مرة... !!
أنت كويسة يا حنين
اومأت موافقة بسرعة
أيوة بس... ش شروق لسة جوة !
وهذه المرة تحكم العقل في خيوط تصرفاته فعقدها بحكمة كأي رجل شرقي في نفس الحفرة.. !!!
أشار لحنين نحو الحائط ليخبرها بحزم
روحي هناك وماتخرجيش من وراها الا اما اجيب البت دي واجي
وبالفعل خلال دقائق خرج حمزة مع شروق ولكن ليسوا بمفردهم.. بل تصاحبهم شياطين الأنس خلفهم ولكن ما أضاء الړعب الخائڼ هو طفيف نور تمثل في الشرطة التي تكبلهم!!
نظرت خلفها لتجد أسر ظهر من العدم ېصرخ بفرحة شقت كل عبس عقدته الظروف
ضحك حمزة .. الأشتياق الذي كان ينمو داخل كلاهما كالنبتة التي تنمو وسط ألغام متعمدة... !!
بينما كانت حنين تراقبهم بفرحة لمعت بين غابات عينيها الزيتونية..
ابتسم كلاهما بحرج.. وفي اللحظة التالية تقدم من الضابط الذي قال في جدية
الحمدلله يا استاذ حمزة اننا قدرنا نوصلك وان شاء الله ماتحتاجوناش تاني بعد كدة
متشكر جدا يا حضرت الظابط.. تعبنا حضرتك معاانا
بينما ربت أسر على كتفه ليقول بصوت أجش
فعلا.. مش عارف اقولك أية دا أنا قرفتك فعلا كل شوية !
ضحكا جميعهم ليتنهد الضابط مستطردا بجدية
استاذ حمزة لازم تيجي معانا انت والمدام
عشان نقفل القضية بقا
اومأ حمزة موافقا.. ولفت نظره شروق التي كانت تتابعهم في الخلف فنظر لها شزرا ليقول الضابط
ثم صمت برهه ليكمل ضاحكا
كانت نفسها منعرفهاش بس نسيت اننا بوليس مش ناس بتهزر معاهم !
وبالفعل اتجهوا جميعهم لقسم الشرطة غير عابئين لاعتراضات كلا من شريف وشذى الغاضبة....
بعد مرور الساعات..
تم إنهاء جميع الاجراءات وانتهت بحبس كلا من شذى وشريف على زمة التحقيق.. ليغادرا من القسم..
نظر لهم أسر ليهتف بصوت مرح
أنت رايح البيت اشوف البت الغلبانه الي هتطلقني دي
ضحك حمزة وحنين بهدوء ليتابع أسر متذكرا بجدية
صحيح ابقي كلم مهاب عشان اتصل بيا وكان عاوز يكلمك لما عرف
اومأ حمزة موافقا بهدوء
تمام هكلمه لما اروح
اومأ اسر وقد غادر.. ليحيط حمزة كتف حنين بتنهيدة عميقة متملكة وهم عائدين لمنزلهم...
وصلوا إلي منزل حنين فقال حمزة بخشونة
دي اخر ليله هنباتها هنا عشان تبقي عارفه!!
اومأت متنهدة باستسلام.. الأنهاك حتى كان أقوى من أي نقاش شفاف عابر...
اتجهت نحو المرحاض مباشرة وهو الاخر توجه نحو الغرفة ليبدل ملابسه التي اتسخت..
انهى تبديل ملابسه بعد دقائق.. وخرجت حنين من المرحاض مرتدية البرنس
وقفت امام المرآة بشرود.. لا تتخيل كم التشابك بين سياط عڈابها في تلك الحياة.. فلم تعد تدري أيا منهم يؤلم اكثر !!!
حمزة.. أحنا لسة مرجعناش!
أدارها له ثم تبسم بحنان وهو يخبرها
مين قالك كدة! أنا رديتك وهطلع كفارة رغم اني كنت مجبر ف الطلقه دي ماتتحسبش..
اومأت متنهدة بابتسامة خاڤتة لتسأله فجأة
أية دا انت لسة مطلقتش شذى!!
اومأ موافقا وتراقصت الابتسامة الخبيثة على حبال ثغره وهو يهتف متنهدا
اه.. ماأصلي لسه بفكر مش عارف هعمل أية!
تخصرت بغيظ عميق وهي تهتز مغمغمة بحنق
نعمممم!!! دا أنا أقطع خبرك وخبرها قبل ما تفكر بس
ضحك بخشونة
قولتلك مستحيل أبص لواحدة وأنت معايا يا أم عدي
مطت شفتاها بدلال أسر خفقاته التي تزمر باسمها وشوقا لها.. !!
لتقول بخفوت
تؤ تؤ.. هي هتكون بنت ان شاء الله واسمها مليكه
مستطردا بحبور
بنت ولا ولد.. أي حاجة نعمة من ربنا
تنهدت وهي تبتعد لتسأله هادئة
جعان طبعا
جدا.. جعان جدا جدا جدا
... !!
فحاولت الابتعاد ببطئ وهي تبادله الهمس
طب سبني بقا.. عشان أشوف أيه جوه واحضره
.. فردد هو ببحة تحمل عشقا خالصا
كل يوم شوقي ليك بيزيد مش بيقل.. أنا مش طماع في أي حاجة الا فيك.. أنت الحاجة الوحيدة الي بمۏت عليها كل وقت اكتر من الاول!!
.
...
!!!
واخيرا مرت العملية ل سيلين بنجاح.. خف الحمل عن اكتاف مهاب الذي كان ينتظر بفارغ الصبر..
انهى حديثه مع الطبيب الذي اخبره بهدوء متفائل
الحمدلله العملية نجحت.. كدة نقدر نتطمن عليها بس برضه تواظب على الادوية وماتنفعلش أوي
تنهد بقوة قبل أن يطرق باب الغرفة بهدوء.. دلف وعلى عكس ما توقع لم يجد ايا من والدتها او عمها !!
وكاد يتحدث ولكنه سمع صوت همهمات يأتي من جوار المرحاض في احد الاركان.. استدار ليجدها تخبئ شيئ في ملابسها سريعا...
فاتجه لها ليسألها بهدوء متوجس
في أية مالك يا سيلين
هزت رأسها نافية بصمت.. ليقترب منها مكملا تساؤله الهادئ
مخبية أية يا سيلين
هزت رأسها نافية وقد خرج صوتها واهن
مش مخبيه حاجة يا مهاب.. اوعى عايزة ارتاح
وبالفعل أفسح لها الطريق ولكن قبل أن تتخطاه انتشل منها فجأة ليجده هاتف !!
تجمد مكانه للحظات قبل أن يسألها بصوت اشبه بهدوء ما قبل العاصفة
بتكلمي مين يا سيلين
نظرت للجهة الاخرى لتبتلع ريقها مغمغمة ببعض التوتر
هكون بكلم مين يعني.. مبكلمش حد
حاول فتح ذلك الهاتف ولكن وجد رمز سري فتأفف پغضب حاد وهو يعيد سؤاله على مسامعها المهتزة
قولت بتكلمي مين
مسح على خصلاته عدة مرات وكأنه يحاول تمالك زمام تلك النفس التي يشعر بأنيابه تخدش تماسكه !!
ثم هتف بحدة
انطقي يا سيلين.. أنا سمعت صوتك كان واطي
جلست على الفراش ثم بدأت تفرك اصابعها الي ان قالت فجأة
بكلم واحد.. على اساس فارقه معاك ! ما انا قايلالك انك خلاص ملكش مكان في حياتي!!!
ضړب الحائط بقبضته عدة مرات وهو ېصرخ پجنون
كذااااابة.. كذااااابة يا سيلين
ثم استدار ليغادر مسرعا
من الغرفة قبل أن يرتكب چريمة سيندم عليها حتما فيما بعد...
لتبتسم سيلين ببطئ خبيث قبل أن تهمس بصوت لا يسمعه سواها
شكلك كدة اتعلمت فعلا يا مهاب.. !!
دلف أسر الي المنزل اخيرا ليرمي المفتاح على الأريكة.. ثم بدأ ينادي بصوت هادئ وحاني
لارا.. لوووورتي
ولكن لم يأتيه الرد فبدأ الشك يغزو تلك السعادة التي لم يحصد ثمارها كاملة حتى الان... !!!
ثم دلف سريعا الي الغرفة وما إن فتح الباب حتى رأى لارا المتكورة على الفراش بهيئة الجنين تشهق وجسدها يهتز پعنف.. !!!!!
ركض نحوها بلهفة يسألها
مالك يا حبيبي اية الي حصل تاني
صارت دموعها تهبط بلا توقف من كتلتا عيناها الحمراء وهي تخبره بهمس شريد
أنا حامل يا أسر..!
صدم في البداية من ذلك الشعور الغريب الذي غدقه تلك المرة.. ثم سرعان ما اتسعت ابتسامته وهو يحيط وجهها برفق مرددا
طب بټعيطي لية يا حبيبي هو انت مكتوب عليك تقوليلي الخبر دا وأنت بټعيطي!!
هزت رأسها نفيا.. ثم صار جسدها يهتز بعمق وهي تتابع پألم
خ خالد
سألها پغضب ظهر وسط جذوع نبرته
ماله زفت
اكملت بصوت مبحوح يكاد يسمع
خالد ك كان في المستشفي وخلي الدكتورة تديني حقنه عشان انزل الجنين.. عايز ېموت ابني تاني يا أسر !
نهض أسر يزمجر بحدة مغتاظة
ابن ال.... هو عايز منك أييييييية !! غلطتي إني لسه سايبه ف حاله
ثم سرعان ما كان يسألها مرة اخرى بلهفة
حصل للجنين حاجة طب او انت حصلك حاجة
هزت رأسها نفيا.. ثم حاولت تصنع الهدوء وهي تخبره محيطة ببطنها
لا الدكتورة ادتني حقنه منومة لحد ما تتصرف.. وندهت على الامن لما غفل عنها والبوليس جه اخدهه بس...
ثم صارت تبكي مرة اخرى
وهي تحتضنه متابعة
بس طلع يجري منهم والعربيه خبطته يا أسر وماټ !!!
تجمد مكانه أثر تلك الصدمة التي لطمته بكل عڼف.. بينما جهر قلبه بارتياح..
هششش اهدي يا حبيبتي
كان شكله وحش اوووي يا أسر.. كان هيغم عليا وانا بصاله من بشاعة المنظر
ظل يهز رأسه مرددا في خفوت
عقاپ ربنا ليه.. كان معروف ان نهايته استحالة تكون عادية!!
اومأت عدة مرات بين احضانه.. لترتخي تدريجيا وقد بدأ النوم يسلبها منه وبالفعل نامت...
فظل أسر يهمس في حسرة
أية دا مش هنحتفل بالواد ! مش هنشهيص الليلة !! الله يجحمك يا خالد مطرح ما روحت... !
تململ حمزة في نومته بضيق على صوت الهاتف الذي لم تنتهي اتصالاته..
أية يا جلال في أية
حمزة بيه حضرتك لازم تيجي الشركة
هاجي الزفته لية دلوقت انا مش فاضيلك يا جلال!!!
ضروري يا حمزة بيه.. الامر لا يحتمل الانتظار
هو اية النيلة الي مايحتملش الانتظار بقا
في ظرف اتبعت لك على الشغل هنا يا استاذ حمزة
ظرف اية دا
وما إن سمع حديثه حتى هب منتصبا ېصرخ بغير تصديق
اييييية !!!!!!
...الفصل التاسع والعشرون حياة وردية !
نهض حمزة مسرعا ليرتدي ملابسه على عجالة.. بينما بدأت حنين تستيقظ من حركته وما إن رأته يرتدي ملابسه حتى سألته متعجبة
أية دا ! أنت رايح فين يا حمزة !
زم شفتاه والغيظ يسن أي شعور بالسعادة رفرفت داخله كمنبعا اساسيا لها.. ليجيب بكبت حانق
غاير الشركة.. شكل امي دعت عليا في ليلة القدر !!!
ثم نظر لها وهو يتابع بصورة مضحكة
تقوليش انا جوز امهم ! كل ما ارتاح ياربي الاقي مصېبه جديدة طلعت لي من حيث لا ادري ولا احتسب
ضحكت حنين على مظهره الذي كان مكسو بلونا مبطن مبتكر من الغيظ والغل معا من تلك الرياح المعاكسة..
بينما أكمل هو بصوته الأجش وكأنه يناجي والدته الراحلة
والله لو كنت اعرف ان دعاك هيطلع عيني كدة يامه كنت قعدت عند رجليكي اغسلهالك بالمياه والملح كل 5 ثواني!!
هذه المرة لم تمنع حنين نفسها من الضحك عاليا..
اضحكي انت ياختي هنا اضحكي وجوزك بيتقال عليه إنه مبيعرفش!!!!
تجمدت حنين من جملته التي سقطت على أذنيها كدلو من الثلج الممېت..
ثم همست تسأله مصعوقة
مين دا الي قال كدة يا حمزة ولية اصلا!!!
تنمرت نظراته ملائمة تقوس ملامحه للخبث المتوعد قبل أن يتشدق ب
شذى بنت ال رافعه قضية
خلع وقايله السبب اني مبعرفش!!!
طب هتروح فين و تعمل أية
رفع يداه يخبرها مستسلما بحنق
هروح فين يعني_!!! هروح لجلجل حبيبي عشان يستر عليا الله يستره... !!!
وما إن غادر حتى إنفجرت حنين ضاحكة من قلبها على ذلك الذي لا تتركه الحياة بالفعل كما قال..
فيبدو ان حلمه بالحياة الوردية الطويلة لن يرتبط بالواقع!!!!
كانت سيلين تجلس على فراش المستشفى تدندن وهي
متابعة القراءة