رواية بنت الأبالسة بقلم هدى زايد
المحتويات
بجيتي لي رحت لغيري
ختم حديثه قائلا بمرارة في حلقه
الدنيا جسيت علي جوي يا حسنة كنت ماشي كيف العيل الصغير فيها لا لي دعوة بحد و لا بعرف حد شغلي الشغال مېتا اتچوزك فچأة يچي چدي و يجول لا نصيبك في الدنيا دي تتعذب و بس
ردت حسنة بهدوء و قالت
بالعكس يا عمر مافيش احسن من نصيبك ربنا رزقك ب شمس و ابنك اللي جاي في السكة و اظن مافيش احسن من كدا عوض من ربنا
ها تصدجي لو جلت رغم كل محاولات شمس المستميتة عشان تاخد جلبي فشلت فشل ذريع مش عارف احب بعدك
عمر ارجوك أن
قاطعها عمر أن تحذره تحذيرها المعتاد للمرة المئة بعد الالف و هو يخرج ما يجيش بداخبه و كانه جبل جاثم على صدره
ارچوك أنت يا حسنة بكفاية بجى ليه مش عاوزة تحسي بيا خابر إن بابنا اتجفل و مافيش في رچوع لكن اني چوايا كاتير كاتير جوي يا حسنة يمكن ديه المرة الأخيرة اللي هاشوفك فيها
جلبي بيجل لي إن في حاچة ها تحصل إيه هي مخابرش أني كل اللي طالبه منيك يا حسنة إن منين ما اچاي على بالك تدعي لي ربنا يچمعني بيك في چنته چايز ملناش نصيب في الدنيا بس في الآخرة ربنا ها يچبر بخاطري هو بشړ الصابري و أني صبرت كاتير كاتير جوي يا حسنة
اجشهت بالبكاء و هي تعود من بئر تلك الذكريات التي لا ترأف بها و على ما يبدو أنها لن ترأف بها اليوم تعال صوت نحيبها و هي تدعو له نير ان تأجج بص درها ظلت تصرخ حتى أتى الطبيب و وضع الإبرة الطبية و قام بحقن
الفصل العشرون
جلبي بيجل لي إن في حاچة ها تحصل إيه هي مخابرش أني كل اللي طالبه منيك يا حسنة إن منين ما اچاي على بالك تدعي لي ربنا يچمعني بيك في چنته چايز ملناش نصيب في الدنيا بس في الآخرة ربنا ها يچبر بخاطري هو بشړ الصابري و أني صبرت كاتير كاتير جوي يا حسنة
اجشهت بالبكاء و هي تعود من بئر تلك الذكريات التي لا ترأف بها و على ما يبدو أنها لن ترأف بها اليوم تعال صوت نحيبها و هي تدعو له نير ان تأجج بص درها ظلت تصرخ حتى أتى الطبيب و وضع الإبرة الطبية و قام بحقن ورديها بالمهدئ علها تأخذ قسطا من الراحة
ز و جته ما إن ولج من باب منزل الجد سالم عانقته بقوة بينما هو بكى كالطفل الذي فقد والدته في الزحام و الآن فقط وجد ضالته
رد بذهول و قال بغصة مؤلمة
ڠصب عني كيف !!!
رد الجد سالم و قال بعقلانية
وحد الله يا ولدي و اطلع اتسبح و غير خلجاتك الچنازة بعد صلاة العصر يا دوب نلحج
نظر له بشار و كأن عقله لا يستطيع ترجمة تلك الإشارات عاد ببصره لز و جته التي بدأت تقوده حيث غرفتهما بالمنزل لتبدأ اولى المهام الصعبة بالنسبة لها
كان الجد و رجب في انتظار بشار الذي أتى بخطوات متثاقلة وقف أمامهم و قال بنبرة ساخرة و الدموع لا تفارق عيناه منذ ذاك اليوم
اج تل الج تيل و امشي في چنازته !!
استقل الجد و جواره بشار بينما أشار رجب لرجاله و قال بتحذير و نبرة لا تقبل النقاش
عاوز عينكم ديه تبجى مفنجلة كيف السبع في الليل النملة ما تدخلش الدار و لا تخرچ طول
ما احنا برا مفهوم
رد الرجال و قالوا في آن واحد
مفهوم يا كابير
أشار رجب لمجموعة من الرجال و قال
إنتوا تعالوا معايا لأي حرك غد ر و إنتوا تحاوطوا الدار من كل ناحية و اللي ها يسيب مقانه يدفن روحه بدل ما أچاي أني و اعملها
بعد مرور عشر دقائق
وصل الجد سالم مع احفاده بشار و رجب كانوا في انتظار جثامين عائلة الدهشوري كانت البلدة بأكملها خلف عمر و وجيدة ليس خوفا من الجد حسان بل حبا فيهما
النساء تبك و الرجال تتسابق على حمل التابوت لم يوافق خالد على أن يترك تابوت ز و جته طيلة هذه المسافة كلما خطئ خطوة تذكر شيئا جمعه بها تذرف دموعه فيحاول مسحها قبل أن تنسدل على خده وصلوا أخيرا إلى المقپرة انضم بشار ليشاركهم مراسم الډفن بعد أن انتهوا من صلاة الچنازة رفع الجد حسان عكازه و قال بنبرة لا تقبل النقاش محذرا حفيده
بعد يدك عنهم اوعاك تجرب لهم ديه مش أمر ديه تحذير أخير بعد عنهم احسن لك
رد الجد سالم و قال بهدوء ل بشار
تعال يا ولدي تعال چاري
حرك الجد حسان و قال بإبتسامة لا تتناسب مع الموقف أو المكان لكنه يعرف بغريب الأطوار فهذا من الطبيعي لديه
روح لچدك يا بشار روح و اسمع حديته يمكن تكون آخر مرة تسمع حديته فيها
نظر الجد الرجال في البدء بالډفن تساقطت دموع بشار و هو ير صديقه يلج مثواه الأخير و هو مكتوف الأيدي نيران
متأججة داخل قلبه يريد أن يلمسه لآخر مرة قبل أن يغلق الباب ر طيفه يجوب المكان و إبتسامته لا تفارق شفتاه كسابق عهده مد بشار يده و قال بخفوت
مترحش يا صاحبي خليك وياي أني محتاچاك يا صاحبي خنت العهد اللي بينتنا ليه أني عملت لك إيه عشان تروح و تهملني لحالي يا صاحبي رد عليا على فين كده !!
ربت الجد سالم على كتف بشار و قال بأسى
ما دايما إلا وجه الله يا ولدي
بدأت الناس تغادر المكان بعد ډفن الجثامين
حتى بقى الجد سالم و احفاده سار بشار بخطوات هادئة و كأنه عجوز لا يستطع الحرك بخطوات أسرع من هذه سقطت على ركبتيها
ثم وضع رأسه على الجدار طرق ب يده بخفة قائلا بخفوت
جوم يا صاحبي كلهم مشوا جوم بجى التمثيلية خلصت خلاص
نظر الجد سالم لحفيده رجب و قال
احنا لازم نعملوا حاچة يا ولدي بشار كده عيروح مننا
متجلجش يا چدي ها يجبى بخير بس هو محتاچة يومين كده و يبجى تمام
عاد رجب ببصره مرة أخرى
و جد بشار يكفكف دموعه بطرف جلبابه و قال
أني اهو بجيت راچل و ما هبكيش جوم يا صاحبي
قرر الجد التدخل و هو يقول بهدوء
جوم يا ولدي كده حرام
و اللي بيحصل ديه مش حرام
يا ولدي لكل أجل كتاب و محدش عارف اللي ها ېموت بعد كده !
هو ربنا بيعمل معايا كده ليه خد الطيبين مني وا
رد الجد و قال بعقلانية و هو يربت على كتفه بحنو و حب
كل نفس ذائقة المۏت يا ولدي و اللي عمره بيخلص بيمشي احنا كلما أموات ولاد اموات و لا نقول إلا ما يرضى الله إنا لله و إنا إليه راجعون
ختم حديثه و هو يحثه على الوقوف قائلا بنبرة حانية
جوم الله يرضى عنيك ياولد جوم المشوار لساته هيبدأ
وقف بشار مع الجد و عيناه لا تبرح قبر صديق عمره و رفيق الدرب لم يتأثر بمۏت وجيدة قدر ما تأثر بمۏت عمر ربما لأنه هو من تسبب في مو ته
دون قصد عاد للبيت مرة أخرى و هو يجر خيبات الأمل خلفه كان يظن أن كل ما يفعله مجرد أضغاث أحلام و قريبا سيعود لوعيه لكن كلما مر بين الناس يستمع لغمازات هذا و ذاك أنه هو قا تل
ابن عمه و لم تستطع الشرطة إثبات ذلك
ولج غرفته و ارتمى بجسده على حافة الفراش ارخى جفنيه محاولا أن يفصل نفسه عن العالم المزيفة و يعود لعالمه الحقيقي مع عمر كم تمنى أن يبقى كما حدثته خديجة لأن قلبها يخبرها بأن تلك الليلة المعلونة لن تمر مرور الكرام حدث ما تنبأت به ووقع في الفخ و ندم أشد الندم
داخل شقة فارهة بمدينة القاهرة جلست حسنة مع بن أختها غير الشقيقة تطعمه الحليب الصناعي الذي ابتاعه لها زين قبل أن يعود الصعيد لحضور مراسم الډفن كان الصغير يتضور جوعا ملست بأناملها على خده الأيسر و هي تتذكر ذاك المشهد الحالم الذي عاشته مع زين قبل مغادرته حين حمل الرضيع بين يدها و قال بنبرة حانية
أنا جبت له كل حاجة ممكن يحتاجها و اللبن كمان جبت لك حاجات
تكفي أسبوع
وضع الصغير بين يد ها ثم قال بنبرة هامسة حتى لا يوقظه
خلي بالك هو أكل و تمام مش هايصحى قبل ساعتين أنا ها مشي و ابقى ارجع بعد يومين
نظرت له و قالت بإمتنان
تعبتك معايا يا زين من يوم ما شوفتني و أنا بوقعك في مشاكل دايما
رد زين بنبرة حانية و هو يجلس علي الطرف الآخر من الأريكة و قال
ياريتك تتعبيني كدا على طول يا حسنة
تابع بتوتر ملحوظ و قال
أنا عارف إن لا دا وقته و لا مكانه بس أنا عاوزك ترجعي لي يا حسنة
كادت أن ترد لكنه منعها قائلا
فكري يا حسنة خدي وقتك في التفكير هرجع الأسبوع الجاي و أعرف ردك و ياريت تبقي مواقفة احنا ملناش غير بعض يا حسنة أنا بحبك و أنت بتحبيني و اللي حصل غلط مننا احنا الاتنين
و أنا بدأت بالصلح
وقف زين عن مقعده و قال بهدوء قبل أن يغادر
هرجع لك الأسبوع الجاي و اتمنى توافقي و ترجعي تنوري بيتك و حياتي
تر كها قبل أن يستمع لردها انتشلها من بئر ذكرياتها صوت الرضيع و هو يتمطع في نومته ابتسم رغم أحزانها النظر في وجه ملائكي كهذا يسر عيناها وضعته برفق جوارها على الفراش مددت بجانبه و هي تر خي جفينها تريد الحصول على قسطا من الراحة قبل أن تبدأ يوما جديد لا تعرف كيف يبدأ و لا من أين ينتهي
بعد مرور أسبوعين
شعرت شمس بألالم المخاض كانت تتألم في نومها دموعها التي تنساب على خديها لا تعرف إن تنسدل حزنا على حبيبها أم من فرط الآلمها التي تزداد دقيقة تلو الأخرى فتحت الضوء الخاڤت و هي تنادي باسمها ز و جها
متابعة القراءة