رواية حور بقلم أليكسندر عزيز
المحتويات
حور بقلم الكسندرا عزيز
الفصل 1
استيقظت حور من نومها على أصوات عصافيرها الجميلة..
اعتدلت وأخذت تفرك عينيها كالأطفال الصغار.. في حجرتها الوردية ذات الشرفة المليئة بالورود الجميلة..
خرجت من الفراش وأخذت تكلم عصافيرها ببهجة تسعد القلب
حورصباح الخير يا حلوين..كل هذا وهي تضع لهم الطعام انهردا يوم غريب.. اه والله.. مش عارفة بقى.. مامي بتقول ان في ضيوف جيين عندنا.. ورفعت يديها تدعي يا رب يكونوا حلوين واتكلم معاهم كده زيكم.. عارفين اول مرة ييجي عندنا ضيوف.. و.
تركت حور العصافير واندفعت نحو والدتها ټحتضنها
حورصباح الخير يامامي
الفتصباح الخير يا روح مامي... يلا ادخلي خدي شاور جميل زيك كده بسرعة علشان نفطر.. علشان بابا يلحق يستقبل الضيوف..
حورانا مبسوطة أووووي يا مامي اخيرا في ناس هتيجي عندنا واعد معاهم واتكلم كده وكمان نلعب
وأخذت تدور حول نفسها وتضحك
الفتربنا يبسطك كمان وكمان... يلا بسرعة خدي الشاور
حورحاضر بسرعة
...
تنزل ألفت على السلم الطويل..
سلم القصر.. انه قصر جميل.. واسع جدا.. محاط بسور عالي.. لا أحد يعلم مابه.. بوابته حديدية عالية أيضا.. عليه حرس كثير.. لكنهم يحرسون مداخل ومنافذ القصر.. بينما داخل القصر.. هناك جنينة واسعة مليئة بالألعاب يوجد بها مرجيحة جميلة وسط الأزهار الزاهية.. بجانبها وسادات عالية وشجرة توت جميلة.. هذا هو مكان حور المفضل.. تجلس.. تلعب.. تقرأ.. وأحيانا كثيرة تأكل
على يمين القصر توجد مزرعة خيول عربية أصيلة..
فلاش
حور مامي الهصان دا جميل خالص.. انا عاوز الكب عليه ذيك
حملت ألفت حور محاولة اقناعها لما تكبر حبيبة مامي هعلمها ازاي تركبه
عبست حورمامي انا زعلانة منك و..
فإذا بوالدها عادل يأتي من الخلف ويحملهاحبيبة بابي زعلانة ليه
ضحك عادل عليها بينما اكمل بالهمسطب هتدافعي عني ولا زي كل مرة
حورحول هتعمل زي
كل ملة وتجلي على افت عشان مازعقلهاش
عبس عادل باصطناع
عادلماشي يا حور وانا الي كنت هركبك الحصان
لمعت عينيها بشده فاصبحت كزرقة البحر عن شروق الشمس
حوربابي هتلكبي الهصان صح يلا بسلعة اجلي بيا احسن افت تزعق يلا عند الهصان
عادلطب ايه رأيك نستأذن من مامي
حور بعبوس مامي مس لاضي
اردف عادل برفقلا نستأذن منها ونقول لها بابي هياخد باله مني ونديها بوسة كبيرة وإنشاء الله توافق ها قلتي ايه
أخذت حور تعبث بخصلات شعرها الحمراء تفكر وتضع طرف اصبعها في فمها ثم اردفت كأنها وصلت الي حل مشكلة عويصةيلا تيب بسرعة
فحملتها ألفت وهي تكتم ضحكتها
حورمامي بابي هيلكبني الهصان بلييز وافقي بقي
ثم سكتت لبرهة وأكملت اه هاتي بوثة عشان توافقي بسلعة
ضحكت ألفت عادل خد بالك منها دي لسه صغيرة
حملها عادل وقبل ألفت من وجنتها وابتسم لولو ما تقلقيش
ابتسمت ألفت بس..
قاطعها حوريلا بقى يا بابي
ضحك ألفت وعادل يلا ياحبيبة بابي
ثم الټفت للحصان مرة أخرى وأخذت تضحك ونظرا لقصر قامتها فأمسكت باحد أرجله وهي تضحك فقام الحصان بركلها فأخذت تصيح بالبكاء
الټفت لها عادل فوجدها ملقاة على الأرض تصرخ
فرمى الهاتف وأسرع إليها وحملها وهي تبكي وجاءت ألفت على صړاخها
باك
ومن يومها والفت ترفض تماما ركوبها الاحصنة واقترابها منهم
بينما داخل القصر هناك صالة كبيرة بأثاث راقي وأيضا مطبخ كبير في منتصفه طاولة كبيرة بينما يوجد حجرة سفرا كبيرة.. وايضا حجرة معيشة وحجرة مكتب لعادل... اما بالطابق الأعلى يوجد العديد من الغرف الواسعة الجميلة.. وايضا جناح ألفت وعادل.. وجناح حور الجميل
وصلت ألفت لحجرة المكتب فطرقت على الباب ودخلت لتجد عادل مشغول بأحد الصفقات المهمة
فاقتربت منه تحتضنه من الخلف وتطبع قبلة رقيقة على ظهره... اغمض عادل عينيه انتشاء بهذة القبلة والضمة..
ألفت حبيبي سرحان في ايه مش يلا بقى
الټفت عادل يمسك كفيها يقبلم ويترك واحدة ويضع
يده على خصرها وقربها منه ويقبل وجنتها
عادلهكون سرحان في مين غير فيكي
لتبتسم ألفت بينما يدها تعبث بأزرار قميصه
الفتماشي هصدقك يا روح ألفت يلا بقى علشان تلحق تفطر وتجيب الضيوف
احتضنها عادلربنا يستر دي اول مرة مش عارف حور هتعمل ايه
خرجت ألفت من حضنه ووضعت يدها تحركها على وجنتهحبيبي ماتشيلش هم حور كبيرة عندها 23 سنة
قبل عادل يدها التي على خده وتركها ووقف أمام النافذة ووضع يديه في جيوبه واعطاها ظهره وتنهد بتعب انتي عارفة ان سنها دا ولا حاجة حور دي طفلة عالمها احنا وبس ما تعرفش حاجة عن إلى بره
اقتربت ألفت منه وادارته لها حبيبي حور طيبة وقلبها ابيض وبتحبنا و
اسكتها عادل بأن نظر في عينيها وقالتفتكري احنا كده ظلمناها
الفتلا يا حبيبي دي بنتنا وإحنا بنخاف عليها ومعملناش حاجة غلط
ارادت ألفت تغيير الموضوع يلا بقى يا روحي نفطر
علم عادل ما تحاول فعله وأراد مجاراتها
عادلطب يلا يا روحي
.
خرجا معا حتى وصلا إلى حجرة السفرة فوجدا حور تنتظرهما
حوراتأخرتوا كتير على فكرة
عادل وهو
يقبل وجنتها الحمراءمعلش بقى آخر مرة
حور كل مرة تقولي آخر مرة
عادل والله مش بإيدي مامتك هي الي مأخرانا ونظر لألفت وغمز لها
سعلت ألفتمعلش يا روح مامي كنا بنتكلم شوية
حور خلاص اخر مرة
ضحكوا وتناولوا افطارهم
اتجهت حور إلى عادل وهو يخرج لاستقبال ضيوفه
حور بابي آجي معاك
قبل جبينها لا يا حور يلا اطلعي لمامي على ما الضيوف تدخل
عبست حورحاضر وصعدت لوالدتها
بينما اتجه لضيوفه وادخلهم الصالة الواسعة التي تقع أمام السلم
عادل فردوسالخادمة لو سمحتي نادي على الهانم هي وحور
فردوسأمرك يا باشا
.
...
اتجهت الخادمة إلى الأعلى طرقت باب جناح ألفت فتحت لها حور بسرعة
حور بلهفة فيفي الضيوف وصلت
فردوسايوة وصلوا والباشا بيقول انزلوا تسل...
لم تمهلها حور فرصة لتكمل كلامها بينما اسرعت إلى السلم و تنادي عليها فردوس لكنها لاترد عليها
خرجت ألفت من حجرة الملابس في ايه يا فردوس
فردوسالضيوف وصلوا والباشا بينادي عليكم
ألفت حاضر امال فين حور
ضحكت فردوسلسه ما كملتش كلامي لقيتها جريت على تحت
ألفت يا الله ربنا يستر يلا بينا بقى
...
اسرعت حور على الدرج الطويل حتى
وصلت للمنتصف بفستانها الزهري الذي يصل لما بعد ركبتيها.. وشعرها الأحمر الحريري الثائر خلفها
حور بابي انا اهو فين الضيوف بقى
...
كان الضيوف بالأسفل يتحدثون كانوا ثلاثة... صديق عادل وهو رأفت .. وزوجته منى وابنه
استمعوا لها تنادي على والدها فتوجهت انظارهم إلى السلم
فما كان من رأفت ومني إلا أن يضحكوا ويقولوابسم الله ماشاء الله ... انبهارا بكتلة الجمال التي على الدرج
بينما الابن في البداية نظر نظرة عابرة وأدار وجهه... ومن ثم اداره مرة أخرى ليرى ان كان ما شاهده من ثانية حقيقة أم خيال.
ثبت نظره عليها بداية من شعرها الثائر.. وجهها اللامع بالبراءة... وعينيها.. اه من عينيها لقد سحره بحرها... وجسدها المتناسق.. بالرغم ان فستانها لا يكشف كثيرا... لكنها بالنسبة إليه كانت فتنة متنقلة. مزيج من الأنوثة والبراءة..
وصلت لاخر الدرج فأمسك والدها يدها
عادلدي حور حور سلمي على انكل وطنط
تركت حور يد عادل وسلمت على رأفت وسلمت عل منى فاحتضنتها منى
منى ما شاء الله ربنا يحفظك
خرجت حور من حضنها وابتسمت لها
حورشكرا
وتركتهم ووقفت بجانب والدها
بينما اندهش كل من رأفت ومني من عدم سلامها على ابنهم
رأفت ايه يا حور ماسلمتيش ليه على ابني
أمسكت حور يد والدها ونظرت لرأفت ببراءة
حور بابي ما قليش يا انكل
اندهش رأفت ومني هما يعرفان خوف والديها عليها ولكن ليس لهذه الدرجة
رأفت خلاص يا حور هو الي يسلم عليكي ولا ايه وامسك ابنه الجالس بجانبه من زراعه
الټفت له الابن
رأفت مش هتسلم على حور ولا ايه
الابن آفاق من سرحانه في عينيها طبعا هسلم
قام من مجلسه بطوله المهيب وتقدم منها ومد لها يده ليسلم عليها
نظرت لوالدها فأومأ لها برأسه
فمدت يدها له ووضعتها بيده
ما إن لمس يدها حتى احس بقشعريرة تسري بجسده.. نظر في عينيها.. استشف منهم البراءة... سرح بهم.. ود لو يحتضنها الان ليعرف بما سيشعر فمن لمسة يد.. ونظرة عين.. كان في عالم آخر.. استفاق على صوت والده
رأفتايه مش هتعرفها بنفسك ولاايه
لم يحد بنظره عن عينيها وقال وهو مازال ممسك بيدهاانا سيف
حوروانا حور
وتركت يده سريعا وأمسكت يد والدها.
الفصل 2
رأفت هو صديق طفولة
عادل.. يحبان بعضهما جدا.. يعرفان أسرار بعضهما.. لكن رأفت رحل إلى المدينة منذ 25سنة.. بينما فضل عادل البقاء في الريف
تتالى أخبارهم.. وزيارات عادل لرأفت.. وليس العكس
وهذه هي المرة الأولى التي يزور فيها رأفت عادل
..
بعدما سحبت حور يدها بسرعة من يد سيف.. وامسكت يد والدها سمعت صوت امها وهي تحتضن منى
وحشتيني يا منى خالص وحشتيني جدا
منى وإنت كمان وحشتيني خالص
تدخل رأفت مازحا
هي بس مني إلى وحشتك وانا لأ ولا ايه
ألفت بابتسامة يا خبر يا رأفت كلكوا وحشتونا
وصافحته
اقتربت منى من حور تربت على شعرها
بسم الله ما شاء الله.. ربنا يحفظها يا رب.. انا عرفت انتوا مخبيينها ليه
ألفت بابتسامة ولا مخبيينها ولا حاجة.. كل الأمر أن احنا بنخاف عليها جدا
تستحق والله الخۏف ده
قالت منى ضاحكة
ايه يا سيف مش هتسلم عليا ولا ايه
قالت ألفت مبتسمة لسيف
توجه سيف لها وصافحها
هو انا اقدر يا طنط... دا حضرتك اول واحدة اسلم عليها
ضحكت ألفت بكاش زي ابوك يا سيف
ابتسم سيف ولم يرد
يلا يا جماعة اطلعوا اوضكوا جاهزة... اكيد تعبانين من السفر... فردوس وصليهم
قالت هذا ألفت مشيرة لفردوس بالتوجه معهم
صعدوا إلى الأعلى فكانت غرفة سيف بجانب جناح حور ... وغرفة رأفت في الجهة الاخرى
..
مالك يا حور
كان هذا عادل الذي وجد حور صامتة
بابي قلبي بيوجعني
همست وملامح الألم مرتسمة على وجهها وواضعة يدها علي صدرها موقع قلبها
نظر عادل وألفت لها بذهول... فلأول مرة تقول هذا..
أخذها رأفت في حضنه واجلسها... وامسكت ألفت بكوب الماء الموضوع على الطاولة لتجعلها ترتشف منه...
ارتشفت حور رشفة واحدة
حاسة بإيه ياحبيبة بابي... وهو يمسد جبينها المتعرق
رفعت عينيها تنظر لوالدها الجالس بجانبها.. ومن ثم توجه بصرها ناحية والدتها القلقة التي تقف بجانبها وتضع يدها على كتفها همست پألم
قلبي بيدق
بسرعة يا مامي خالص
.
.
رأفت عنها.. وعندما تأكد انها كما يظهر عليها.. سواء من عائلة محترمة من المدينة.. وأخلاق عالية.. فسمح لها بالاقتراب من حور... وهي أيضا احبت حور...
انتظرت ألفت تستمع إلى رنين الهاتف وكأن هذا الوقت يمر دهورا منتظرة الاجابة
ريم اهلا اهلا
الحقيني يا ريم حور تعبانة قالت هذا وهي تلهث من الانفعال
وبكل هدوء ردت عليها ريم... لأنها اعتادت عليهم وعلى مبالغتهم بكل ما يخص حور...
اهدي يا طنط وفهميني هي مالها
منى بتوتر مش عارفة .. بتقول قلبها بيدق بسرعة... وبيوجعها
هنا ريم تضطربت بشدة طنط... حور هي الي قالت كده ولا زي كل مرة انتوا بتهولوا
منى تعالى بسرعة يا ريم
قالت ريم بقلق شديد وهي تأخذ حقيبتها مسرعة للخارج. فلأول
متابعة القراءة