رواية الفراشة بقلم روتيلا

موقع أيام نيوز

لوكنت عملته كله بنفسي كان 
هايحصل أية الحمد لله 
السلام عليكم 
مي وهي تقوم من وراء المكتب وعليكم السلام ورحمة الله 
ياسين بضحكة وهو يعلم أن مي ألزمت نفسها بمهمة صعبة بالنسبة لها ولكن ترك لها الأوراق تشغل نفسها وهويعلم أنها ستمل ولن تستطيع انجازة أنتي تعبتي نفسك وعملتي الورق !!
يذهب ياسين ناحية المكتب وينظر للاوراق التي راجعتها مي وبجانبها ورقة بالملاحظات سجلتها بخطها يرفع نظرة للباب مش معقول !!
يخرج ياسين من المكتب وهو ينادي مي...مي 
مي تخرج من المطبخ ايوة يا حبيبي 
عرفتي إزاي تخلصي الورق ده ..كلها حاجات معقدة 
مي بجدية ياسين ..هو أنا خريجة أية 
خريجة تجارة من 8سنين يا مي ...وأنتي عمرك ما اشتغلتي 
مي تتجة للمطبخ وتضحك لكن يا حبيبي بعرف واحد زائد واحد بيساوي اية 
ياسين الذي تبعها عايزة تفهميني إنك لسة فاكرة دراستك 
مي وهي تجهز الأكل لزوجها وتضعة على الطاولة اتفضل يا ياسين كل وقول رأيك 
ياسين الذي جلس وبدا في الأكل مي ردي على سؤالي
مي تنظر له وهي مبتسمة حبيبي النت مخلاش حد ينسى حاجة اي حاجة وقفت معايا كنت بدور عليها وكنت بطبقها ....عجبك الأكل 
روعة ....أنتي الحقيقة ....
يصمت ياسين وينظر لزوجتة التي تتحرك بخفة أمامة تضع الأكل وتتكلم عن عملة 
أنتي الحقيقة .....
مي التي وقفت أمامة بكامل أناقتها التي تعودت عليها وبيدها طبق كانت سوف تضعة على المائدة عندما وقف ياسين وقرب منها .....وقرب .....ومد يده ناحية وجهها ثم رفعها لشعرها وأخذ ...قلم لمت به مي شعرها وهي في عجلتها بتجهيز الأوراق 
مد يدة بالقلم لها وهو يضحك بلمعة في عينية بهرتيني 
وضعت مي الطبق من يدها وأخذت القلم
من يدة .........
ياسين الأكل لذيذ والشغل ممتاز وأولادي جنبي وأنتي ....وأنتي ...
........جناح صقر .......
روتيلا تتحدث لوالدها فجرا مثل كل يوم أية المشكلة ...خليني أروح أنا كان نفسي من زمان أروح للشقة 
هاتخالفي كلامي 
روتيلا تمسح دموع خفيفة لأ طبعا لأ .أسفة يا بابا خلاص زي ما حضرت تقول 
الحاج راشد بحنان لما عمتك وخالد ينزلوا وعد أسمحلك تروحي خلاص يا روح أبوكي 
تبتسم روتيلا إن شاء الله 
خلاص يا بنتي أنا هاروح للصلاة اخواتك منتظريني 
أوكي سلملي عليهم .مع السلامه 
لا إله إلا الله 
محمد رسول الله 
حبيبتي ليه بټعيط كده أنا نهاري كلة مش هايبقى حلو 
تبتسم روتيلا لصقر الذي عاد من الصلاة و جلس بجانبها 
لأخلاص 
متأكدة ..طيب قوليلي أية اللي مزعلك 
بابا رفض أروح الشقة لوحدي ...
صقر وهو يحرك يده على ظهرها بحنية وهدوء صح حبيبتي بابا عنده حق
تضحك روتيلا بسخرية كلكم بتعاملوني كأني طفلة ...صدقوني أنا كبرت 
يضحك صقر عاليا ويضم رأسها له أنتي قلبك أسود أوي لسه فاكرة أنا مش صالحتك 
وعرفتك لما أكون مشغول متكلمنيش 
تبعد عنه ناظرة لعينة أيه الجديد أنت على طول مشغول 
يضع صقر يده على رأسة ثم يحركها بعصبية على وجهه صح ..لكن شغلي زاد وخاصة مع تجهيزي للإنتخابات و مشاريع النجع 
ليه دخولك الانتخابات حقيقي لغاية دلوقتي مش فاهمة 
صقر يضع رجل على الأخرى و يريح ظهرة للخلف أية اللي مش فاهماه 
السبب الحقيقي .أنت فعلا مش محتاج العضوية وفي نفس الوقت بتخدم المجتمع كويس جدا 
يبقى ليه 
الحقيقة هي أننا أحيانا نعمل حاجات مش مقتنعين بيها لأنها بتفيد حاجات تانية ...ولكن في جميع الأحوال أنا عايزك تكوني متأكده أني مش بعمل حاجة غلط أو غير شرعية 
روتيلا ببتسامه أنا متأكدة من ده ..لكن مش مقتنعة أنك ممكن تعمل حاجة مش مقتنع بيها 
يمسك يدها يعني روتيلا واثقة إني مستحيل أعمل حاجة مش مقتنع بيها 
ايوة 
طيب ..قوليلي إنتي كل حاجة عملتيها مقتنعة بيها 
طبعا 
كل حاجة ..كل حاجة
روتيلا أيوة ..الحمد لله 
صقر يمسح على وجها وبهدوء حتى جوازك مني ...أية.. كنتي تعرفيني قبل الجواز 
تضحك روتيلا مغرور 
صقر وهو يقرب من وجهها غارقا في عينيها جاوبيني 
روتيلا بثقة لأمكنتش أعرفك ومع ذلك كنت واثقة تماما أني قراري هو الصح 
ليه 
لأنه كان قرار بابا وأنا دايما بثق في رأية وقرارته 
يضحك صقر رورو طيب أرضي غروري 
أنت مش محتاج أني أرضي غرورك ..
صقر بهدوء عايزة اسمعها منك 
روتيلا بتساؤل صامت .......
كلمة بحبك ...مش من حقي أني أسمعها .. حرماني منها
تبتعد روتيلا وهي تضيق بعينيها له وبهدوء يناسب هدوء صقر الكلمة مش صعب أني أقولها 
ولية مش بتقوليها ...إلا أذا كنتي مش حاسها هنا ...وهو يشير لقلبها ....في قلبك 
روتيلا تنظر للأمام سهل أنك تحكم على نفسك وتفهم اللي جواك لكن صعب أوي تحكم على غيرك ....متحكمش عليا بحاجة مش عارفها
روتيلا ........
صقر يقرب اذنه لها وبهمس مماثل مش سامع ..قلتي أية 
تومأ روتيلا برأسها بلا وهي تضع رأسها مغمضة العينين على صدرة .......
يبتسم صقرلحركتها ثم يبعدها قليلا و ينظر لعينيها الخضراء فيرى توهج الكهرمان داخلها متحرمنيش من أني أسمعها تاني وتاني عايز اسمعها منك على طول .....حقيقي بتحبيني يا فراشتي 
روتيلا بابتسامة انارة وجهها وبرقتها التي تسحرة وحمرة خد لم تفارقها وعيون خضراء تتوهج فيها خيوط الشمس 
بحبك أوي
الجزء الخامس والثلاثون.
....لميس ....
سبحان الله المكان هنا حلو أوي ركوبي الخيل كل يوم بيخليني أحس ..وتغمض عينها ...أني بتنفس 
كنت فاكرة أن فكرة ركوبي للخيل هنا مستحيلة لكن فوجئت بيوسف يوفرلي مساحة واسعة من أراضيهم ممنوع أي حد يقرب منها ساعة يوميا من بعد الفجر يصلي ويجي يوديني بحس اني حرة 
انا حرة ...حرة ....
وتنطلق لميس بحصانها وهي تستنشق رائحة الخضرة النادية وتقف أمام شط النيل وتنزل تجلس بجانبة يوسف 
خلصتي جولتك 
أيوة يا حبيبي .....يصمتا ليتأملا روعة النيل وجريان مائة ..ثم تنظر لميس ليوسف تأخذ نفس عميق .....وتغمض عينها.... كل يوم بقيت أتعلم حاجة جديدة رجعت للنجع بعد أكتر من عشر سنين رجعت للهدوء وبعدت عن الأجواء اللي كنت عايشاها واكتشفت إني انتمي فعلا لهنا ..دا مكاني الحقيقي أية اللي شدني لمجتمعات اختارت البهرجة وتقليد الغرب بحجة تقدمهم وتخلفنا ..الحقيقة مش فاهمة ايه التخلف في الحجاب ..ايوة الحجاب اللي كنت ناوية اقلعة بقيت معرفش اخرج من غيرة وبقيت أكتر حرص حتى من يوسف في طريقة ارتدائة ..كتير بستفاد من روتيلا لما بتبعت ليا موديلات محتشمة جدا بألوان هادية مع حجابتهم البنت دي روعة يا
بخت صقر بيها ..ربنا يهدية بس ليها 
عيلة يوسف ناس جميلة وخاصة عمتة منيرة ست كأن أتجمع فيها كل حنان الامهات وبتديه لينا بدون مقابل حقيقي مش خسارة فيها كلمة ماما اللي بتقولها ليها روتيلا حقيقي بتستحقها 
حماتي ست طيبة بس مش عارفة لية مبتحبش تيجي سيرة روتيلا أدامها هم بيحترموا رغبتها ومبيرضوش يلمحوا ليها لكن انا اعتقد ان الموضوع مش موضوع غيرة من امها الحكاية اكبر من كده متهيألي انها مبتحبش تفتكر حاجة لأنها دايما تقول ربنا يسامحنا يا ترى لية ...الله اعلم 
عمي راشد ده معرفش اقول ايه ملاك طيب اوي رجعلي ايام بابا وجمالها الراجل بيدلعني جدا وخاصة الايام الأولى لما كنت بتعلم الطبخ كان يجي يدوق ويغمض عينة ويقول حلو اوي تسلم ايدك ويمشي وبعدين يبعت اكل من البيت عنده ويقولي الخير كتير لغاية في مرة مشى ومبعتش اكل عرفت انه عجبة فعلا 
جمانه بنت سطحية وامها مدلعاها مكنتش اعرف
تم نسخ الرابط