رواية رياح الألم ونسمات الحب بقلم سهام صادق

موقع أيام نيوز


خانهم المشهد وهم يرونها جالسه علي جزع تلك الشجره الضخمه التي تثمر النبق وتضم احد القطط اليها وتطعمها 
فوقفت هنا اسفل الشجره وهي تتأمل حزنها الطفولي ونظرت الي فارس الذي رفع اليها ذراعيه وهو يقول مش هتسلمي علي عمو فارس قبل مايسافر ياريم .. ولا هتسبيني زعلان 
فترقرت الدموع في عين ريم حتي قالت پبكاء هو بابا مش هيرجع تاني ليه ياعمو فارس هو اللي بيروح عند ربنا مش بيرجع تاني صح 

ففرت دمعه من عين فارس قد خانته فجذبها من فوق ذلك الجزع الضخم وظل يربت علي كتفها بحنان حتي قال بصوت حاني مش عايزه تركبي علي بندق .. ثم نظر الي ابراهيم بوجه باسم بندق خلاص من دلوقتي بقي بتاع ريم وبس 
فنظرت اليه ريم طويلا وكأنها تفكر في حجم هديته حتي  قائله طب نزلني بقي عشان اروح اقول لبندق انك بقيت بتاعي مش بتاع عمو فارس 
فتطلعت هنا الي حديثهم حتي ابتسمت عندما رئت فرحت ابنة عمها الصغيره ... فأقتربت من فارس بعد ان انهي حواره مع ريم التي ركضت ممسكه بيد ابراهيم .. ذاهبين الي ذلك الذي يسمي بندق كما سميته هي ... لتقول بعشق بعد ان امسكت بأحد كفيه ووضعتها علي بطنها قول لبابا انه هيوحشنا اووي ... 
فأبتسم فارس أبتسامة صغيره قائلا قصدك قولي لبابا هتوحشيني يافرح 
لترتسم علي شفتيها أبتسامة بسيطه ... علي اسم ابنتها التي طلبت منهما عمته بأن يسميها بهذا الاسم اذا كانت بنت كما تتمني 
فيسير فارس ناحية سيارته بعدما تأمل ساعته و حانية علي جبينها وهو يودعها قبل ان يذهب الي اخته بعد ان سبقته عمته منذ يومان عندما علمت بمرضها الخبيث 
.................................................. .................
وقف محمود يتأمل البيت الكبير الذي اعده لها ثم تأمل الحديقه الواسعه التي صممها من اجلها حتي امتد بأعينه الي تلك البحيره الموجوده علي امتار من منزلهم والتي قد احتل الجليد جزء كبيرا منها .. فأبتسم وهو يستعد لقدومها الذي خططه مع محاميه الخاص بعد ان علم ببعض التطورات التي حدثت وكانت في صالحه فرفع بسيجارته كي يكمل تدخينها بأرتياح .. ثم ظفر دخانها بعشوائيه وهو يجلس علي كرسي مكتبه بأسترخاء قائلا بتنهد فاضل اني أطلقك منه واتجوزك ياهنا ..
فيرن ذلك الهاتف الموضوع علي مكتبه حتي يقول ببرود  ايوه يامجدي انت لسا فاكر الموضوع اللي حكتهولي عن والد فارس وعلاقته بعمتك يابن خالي .. ان خلاص نسيته اصلها مش فارقه كانت بتحب ابو فارس الاول ولا ابويا مافي الاخر اتجوزتهم هما الاتنين ... ثم تنفس ببطئ وهو يعاود حديثه المهم انك فهمتيني كل حاجه بدل ما انا كنت مش فاهم حاجه ... اكيد انا مقولتش لفارس بس امال هانم عرفت اني عرفت حقيقة الترابط الوثيق بين عيلتنا وعيلتهم اللي مكنتش صداقه بس ... ثم اصدر ضحكة عاليه وهو يجاري ابن خاله واخوا حسام ايضا انا رجعت خلاص لحياتي في امريكا وحسام بخير متقلقش هو دلوقتي استقر في كندا ... وينهي مجدي معه الحديث بعد ان اطمئن بأن لا شئ من الماضي سيفتح ثانية فلولا تلك الجريده التي احتفظ بها والد محمود في خزنته التي لم يكن يعلم عنها شئ سوى في رحلة عودته الاخيره ... لكان ظل طيلة حياته يعلم بأن والدتها لم ټموت بعد ان تركته وهو طفلا في الثالث عشر من عمره كما هو يظن ..
.................................................. ................
تأملت سميه والديها وهم فارحين بتلك الطفله الصغيره حتي اختها الهوجاء الطائشه فرحت بها مثلهم .. رغم حزنهم وضيقهم في البدايه عندما رئوها هي وهشام يحملوها ومعرفتهم بأنها أبنة هشام من زوجه اخري .. ولكن عندما اخبروهم بكذبتهم التي صنعوها سويا .. وهي بأن هشام تزوج من امها لفتره قصيره ثم هربت منه الي بلدها دون ان تعلمه بحملها .. وانه عندما علم بوجود طفله لديه كان ليلة زفافه ..فنظرت سميه بسخريه الي كل مايحدث بعدما تذكرت تلك الليله .. فكم كانت تشعر بالفرح عندما ضمھا اليه واخبرها بأنه سعيدا لانها اصبحت زوجته .. ثم بدئوا يتذكروا الايام التي قضوها في الساحل وكم كان صارما معها 
فتفيق من شرودها علي صوت والدتها 
ليلي انتي دلوقتي بقيت ام ياحببتي .. الام هي اللي بتربي مش بتخلف وبس .. ثم تأملت الطفله الجميله وهي تقول انا اديتها الرضعه بتاعتها ونامت ياعيني .. لتترقرق الدموع في عين ليلي ياحببتي اتحرمتي من امك وانتي لسا بتفتحي عينك علي الدنيا 
فينتبه هشام الي حديث ليلي بعد ان كان منهمك في الحديث مع والدها متأملا نظرات سميه الشارده ..قائلا بس انا واثق ان سميه هتعوضك عن كل حاجه وعمرها ما هتفرق بينها وبين ولادنا ان شاء الله 
فتطلعت اليه سميه پحده .. حتي أبتسم حسن والدها وهو يقول بحالميه انا عايز قريب ابقي جد تاني سامعين ياولاد عايز انا وليلي منلحقش نقول ياولد اسكت 
فأقترب هشام من سميه واحتضنها بذراعيه وهو يلامس وجهها بأنامله قائلا بس سميه عايزه تأجل موضوع الخلفه دلوقتي عشان دراستها 
فتنظر اليها ليلي قائله ليه ياسميه ده حتي انتي اجلتي مشروع تخرجك السنه ديه .. هتفضلي تأجلي في السنين لحد امتا .. هتيلي بس حفيد تاني وانا اللي هربي ياستي 
فتضغط سميه علي شفيته بقوه غير شاعره بأنها تضغط ايضاعلي كف هشام الذي تأوه من قبضتها حتي اقترب منها قائلا بخبث هما اللي هيقدروا عليكي .. وكمان انا عايز بنت كمان تاني بس شبهك ياحياتي 
.................................................. .................
جلست هنا شارده في ذلك المكان الذي احبته منذ أن أتت الي تلك البلده مع عمها عندما ټوفي والديها ...فتأملت النخيل وهو يترنح بهدوء مع نسمات الرياح الهادئه حتي اقتربت منها بعض الحمامات .. فأبتسمت بعد ان رئتهم يحيطونها بأصواتهم الهديليه فتذكرت الموعد المحدد الذي اتفق فيه فارس معاها كي يهاتفها فسارت ببطئ بعدما شعرت بحركة قد بدأت تسير داخل أحشائها فضحكت وهي تحادث طفلها 
هنا بسعاده هو ده بقي اللي سلمي قالت عليه هنبتدي لعب كوره اظاهر ... واكملت سيرها الي ان نظرت داخل المزرعه مناديه علي ابراهيم الذي لا اثر له ولكن باب المزرعه مفتوحا فاتحة بسيطه للرؤيه فقط .. فحركته هنا قليلا كي تستطيع الدخول بعد ان ظنت بأن ابراهيم قد ذهب ليجلب شئ 
ودلفت للداخل وهي تعلم بأن تلك الخادمه ذات العام الخمسون ليست موجوده هذه الايام بسبب مرضها .. ورغم ان ضوء الشمس مازال موجودا ولكن بخفوت شعرت برهبه شديده وهي تتأمل كل ماحولها .. لينغلق الباب فجأه من خلفها فتنكتم أنفاسها من الخۏف والقلق قبل أن تلتف وتري هل هذا فعل الهواء ام ماذا 

الفصل الثاني والثلاثون
_ رواية رياح الألم ونسمات الحب.
_ بقلم سهام صادق.
فتحت هنا عيناها ببطئ وهي تشعر بالدوار فأمتدت بيداها الي رأسها كي تضغط عليها بسبب ذلك الصداع الحاد ثم غفت ثانية وهي تتمتم انا فين 
فجلس محمود بجانبها بعدما اشار لتلك الخادمه الشقراء
 

تم نسخ الرابط